التصنيفات
أخبار مجلس الشارقة للتعليم

تعليم العربية بوسائل ذكية مستقبل المعرفة في الشارقة

الشارقة

جسّدت مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة دعم تعليم اللغة العربية بوسائل ذكية، حرص سموه على رفد منظومة التعليم في الإمارة بأحدث النظم والبرامج التعليمية التي تم تشكيل مفرداتها بأيادٍ وطنية، أثبتت عبر جودة مخرجاتها الماثلة في برامج ونظم الحاسوب اللوحي الذي تم توزيع أول دفعة منه على طلبة رياض الأطفال بخورفكان، كم الجهود التى بُذلت على مدار أكثر من عامين، علاوة على المنهج العلمي الدقيق الذي تم الاستناد عليه في تصميم البرامج التعليمية بشكل يلائم الفئات العمرية كافة، وبما يتناسب مع مختلف المراحل الدراسية ويحقق الرسالة المنشودة ويصيب هدفه نحو تفجير طاقات الإبداع والابتكار لدى الطالب والمعلم في آن .
لعل حرص سموه على استهداف طلاب وطالبات رياض الأطفال كنواة لتطبيق المشروع، له مغزى مرتبط بفكرة البناء، بناء جيل جديد يجمع بين هويته العربية والوطنية، ويمتلك أدوات العصر في مرحلة مبكرة من العمر، ما يؤشر إلى تخريج أجيال قادرة على كل ما تشمله التنافسية العلمية والتقنية .
"الخليج" زارت مركز تطوير رياض الأطفال بالمنطقة الشرقية – حيث تم إطلاق المبادرة بتوزيع 80 جهاز حاسوب لوحياً "آيباد"، لمعاينة آثار احتكاك الأطفال بالأجهزة اللوحية، واستطلاع آراء معلماتهم وبعض الاختصاصيين عن النتيجة .
لم يستوعب أطفال المركز، الأبعاد الأكاديمية والأهداف المنشودة من وراء تزويد كل منهم بجهاز حاسوب متطور، إلا أن المؤكد أن الجهاز بات صديقهم الذي لا يفارقوه، وكانت المفاجأة التى لمسناها تعامل الأطفال (3-6 سنوات) مع الجهاز بمرونة وشغف كبيرين .
الطفل وليد راشد، لم يكمل ربيعه الخامس، عبر عن سعادته بالجهاز الذي كان يضمه
إلى صدره، وحين طلبت منه المعلمة
تشغيله، لم يكتفِ بذلك بل شرع على الفور في الدخول إلى قائمة البرامج الرئيسية واختيار برنامج الحروف الذي يحبه حسبما أوضحت معلمته .
الطفلة أفنان محمد، بادرتها معلمتها بسؤال عمن أعطاها الجهاز، لتجيب على الفور "الشيخ سلطان"، وفوراً تذهب بأناملها عبر شاشة الجهاز إلى برنامج تركيب الأشكال لتتعامل معه بكل مرونة .
تفسيراً لهذه الحالة التى انتابت الأطفال في وقت قياسي، تقول آسيا علي خميس مديرة مركز تطوير رياض الأطفال بالمنطقة الشرقية، إن ارتباط الأطفال بالتكنولوجيا التى تحيط بهم في كل نواحي الحياة، أسهم في سرعة انجذابهم نحو الجهاز، معتبرة أن هذا هو الجديد في المبادرة، فلقد روعي تماماً في تكوين الجهاز وتصميم برامجه البعد النفسي والقدرات العقلية والتباين في الأعمار لدى الفئات المستهدفة من المبادرة، لذلك لم نستغرب سرعة تجاوب الأطفال مع الجهاز .
وأوضحت التجربة تلمس حاجة الطفل وشغفه بالتقنية، لذا تمثل فئة طلبة رياض الأطفال الشريحة الأكبر من الشرائح المستهدفة لتطبيق المشروع .
وأشارت إلى أن سن الأطفال من 3-6 سنوات، هو السن الأنسب لبناء القاعدة الأساسية من الشخصية، من حيث اللغة والتفكير والمهارات والإبداع، وتتيح برامج الحاسوب نواة البناء تلك عبر الحروف والأرقام والأشكال ومحاكاة عناصر البيئة المحيطة وتحقيق الرسالة عبر الصوت والصورة وكفالة عنصري التأثير والتأثر المتبادل بين الطفل والجهاز .
وعن مدى تأثير التقنية الجديدة على طبيعة المناهج الدراسية في مراكز رياض الأطفال، أوضحت آسيا علي خميس أن الحاسوب اللوحي تم تصميمه كعنصر مكمل للعملية التعليمية التى تستند على الكثير من الأدوات، كاشفة عن تطبيق الجهاز لمنهاج التعلم الذاتي بشكل تلقائي عبر برامجه ووسائله، مشيرة إلى أن إتاحة الجهاز بعد التحول من منهاج الخبرات التعليمية إلى منهاج التعلم الذاتي سوف يشكل نقلة نوعية في ميدان رياض الأطفال بالإمارة، يساعده في ذلك خضوع المعلمات لدورات تدريبية مكثفة على أساسيات التعلم الذاتي وتقييم الأطفال بعد خضوعهم للتعلم عبر الحاسوب .
وقال الدكتور محمد صالح الخبير التربوي في وزارة التربية والتعليم إن مبادرة التعليم الذكي عبر الأجهزة اللوحية المدعمة بالبرامج واللغة العربية بمنزلة رافد جديد لتعزيز إعداد النشء بالإمارة، وتطوير قدراته ليواكب متطلبات المرحلة المقبلة .
وأشار إلى أن مردود هذه المبادرة خلال السنوات القادمة مع نمو الأجيال من هذه الفئة العمرية سوف يعزز ويرسخ مفهوم وثقافة الهوية الوطنية، والفكر الإثرائي لديهم .
وأوضح أن المشروع يؤسس لمستقبل المعرفة وتطوير مخرجات التعليم بالإمارة، مشيراً إلى أن انعكاساته ستشمل الطالب والمعلم معاً، منوهاً إلى أن محتوى البرامج على أجهزة الحاسوب اللوحية تتناسب مع أعمار الطلبة والطالبات بأسلوب مشوق يحاكي الفئة العمرية، ويحقق الهدف المنشود من تنمية المهارات الفكرية والحسية والجسدية، وتعزيز القدرات اللغوية والإبداعية .
وعن آثار المبادرة وأدواتها على الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أشارت بثينة علي السميطي اختصاصية ومعلمة التربية الخاصة إلى أن برامج الحاسوب سيكون لها الأثر الفاعل في تطوير وإثراء الجانب اللغوي والمهارات الحسية لدى الأطفال بشكل عام خصوصاً الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم والصعوبات الإنمائية من ذوي الاحتياجات الخاصة المدموجين .
وترى السميطي أن الجهاز يتيح فكرة التكرار وما لها من أثر في تثبيت المعلومة في أذهان الطفل، علاوة على عنصري التشويق والتحفيز واستثارة الحواس وأهمها على الإطلاق حاسة اللمس التى لها تأثير كبير في المراحل العمرية المتقدمة .
وضربت السميطي مثالاً لبعض محتويات الحاسوب لإبراز انعكاساته على الطفل، وهو برنامج "المفاهيم" ويضم مجموعة من الأفكار والقيم العلمية والاجتماعية التى تكفل سهولتها وأسلوبها القائم على المحاكاة والتشويق عنصر جذب وتأثير كبير في نفوس الأطفال، علاوة على برنامج "أتمرن" الذي يقدم قياساً وتنمية للقدرات التطبيقية، يشترك معه في ذلك برنامج "عالمي الخاص" الذي يشكل ساحة ذكية للطفل لاستخراج ابتكاراتها وتحويلها من أفكار إلى مشاريع عبر لمسة زر وباستخدام أنامله .
ويعد الجهاز وسيلة تقنية هائلة تتوفر به برامج الكبار من الإنترنت وبرامج الطباعة والخرائط إلى غيره من الاستخدامات الاعتيادية لأجهزة الحاسوب، ويتميز بقدرته على التطوير والتوسع في برامجه باللغتين العربية والإنجليزية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.