الاستعمار (أو الكولونيالية من كلمة colonia باللغة اللاتينية) هو مصطلح يشير إلى ظاهرة سياسية، اجتماعية وثقافية تشمل إقامة مستوطنات أوروبية خارج أوروبا منذ القرن ال15 واستيلاء الدول الأوروبية سياسيا واقتصاديا على مناطق واسعة في جميع القارات الأخرى، بما في ذلك إخضاع الشعوب القاطنة فيها لحكم الدول الأوروبية واستغلال كنوزها الطبيعية وعمل السكان المحليين لصالح الدول الأوروبية. انتهى الاستعمار تدريجيا خلال النصف الآخر من القرن ال20 ولكنه يعتبر من أكثر الظواهر السياسية تأثيرا على صورة العالم المعاصر.
خريطة تبين امتداد الدول التي استعمرت أراضي دول أخرى من 1492 حتى 1974
محتويات
[أخف]
<LI class="toclevel-1 tocsection-1">1 تاريخ <LI class="toclevel-1 tocsection-2">2 مفهوم الاستعمار <LI class="toclevel-1 tocsection-3">3 تطور مفهوم الاستعمار عبر مراحل متداخلة <LI class="toclevel-1 tocsection-4">4 الأهداف السياسية <LI class="toclevel-1 tocsection-5">5 الأهداف الاقتصادية <LI class="toclevel-1 tocsection-6">6 الأهداف الدينية والثقافية <LI class="toclevel-1 tocsection-7">7 الأهداف الثقافية <LI class="toclevel-1 tocsection-8">8 الأهداف الدينية <LI class="toclevel-1 tocsection-9">9 الأهداف السكاني (الديموغرافية) 10 مواضيع متعلقة
[عدل] تاريخ
ترتبط ظاهرة الاستعمار بالنهضة الأوروبية وعصر الاستكشاف وتعزز السلطات المركزية في كل من البرتغال، إسبانيا، بريطانيا، فرنسا وبعض الممالك الإيطالية، حيث شهدت أوروبا في نهاية القرون الوسطى تطورات تكنولوجية سريعة، خاصة في مجال الملاحة، وحيث تمكنت السلطات المركزية الأكثر استقرارا من تمويل مشاريع طموحة تشمل إرسال بعثات من الملاحين والجنود والمستوطنين إلى مواقع بعيدة عن بلادهم الأصلية.
يعتبر معظم المؤرخين تأسيس المستعمرة البرتغالية في سبتة في 1415 نقطة البداية لظاهرة الاستعمار. وبغض النظر عن الحملات الصليبية، كان احتلال سبتة من قبل الجيوش البرتغالية وتأسيس المستعمرة فيها أول عملية لتوسيع سيطرة دولة أوروبية خارج القارة الأوروبية. خلال القرن ال15، أيام الأمير إنريكه الملاح، الملك أفونسو الخامس والملك مانويل الأول شنت البرتغال حملات استكشافية بحرية، وتمكن ملاحوها في 1443 من عبور رأس بوجادور (اليوم في الصحراء الغربية) الذي اعتبروه الأوروبيين نقطة غير قابلة للاجتياز. وأقامت البرتغال في تلك الفترة محطات تجارية، بما في ذلك محطات التجارة بالعبيد، على الشواطئ الأفريقية الغربية بدعم الفاتيكان الذي منحها الأولوية من بين الدول الكثوليكية في السيطرة على المواقع المعثورة عليها جنوبي رأس بوجادور. في 1487 وصل البرتغاليين إلى رأس الرجاء الصالح وفي 1497 وصلوا إلى شرقي إفريقيا.
في نهاية القرن ال15 انضمت إسبانيا إلى موجة الجولات الاستكشافية والاستعمار حيث قرر الملوك الكاثوليك مراعاة محاولة الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس اجتياز المحيط الأطلسي. وكانت نتيجة هذه المحاولة اكتشاف الجزر الكاريبية غربي القارة الأمريكية وإقامة "إسبانيا الجديدة"، منطقة في أمريكا سيطر عليها نائب ملك إسبانيا، في 1525.
[عدل] مفهوم الاستعمار
الاستعمار هو ظاهرة تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة وبسط نفوذها من أجل استغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي بالتالي نهب وسلب منظم لثروات البلاد المستعمرة، فضلاً عن تحطيم كرامة شعوب تلك البلاد وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة الاستعمار على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على نقل البلاد المستعمرة إلى مرحلة الحضارة.
[عدل] تطور مفهوم الاستعمار عبر مراحل متداخلة
الاستعمار الاستيطاني : إنشاء مستعمرات، أي محطات تجارية أو تجمعات سكانية مأهولة بمواطني دولة معينة خارج أراضي هذه الدولة، واستخدام هذه المستعمرات لتعزيز تأثير هذه الدولة على المحليين أو لتثبيت سيطرتها على الطرق، المعابر، المواقع الاستراتيجية، الأراضي الخصبة أو المناجم. شاع هذا النوع من الاستعمار منذ القرن ال16 وحتى منتصف القرن ال20. في الكثير من الأحيان تطور فرق ثقافي وسياسي بين سكان المستعمرات وبلدانهم الأصلية، مما أدى إلى انفصلهم عن دول الأم وإنشاء دول جديدة.
الاستعمار الاستغلالي، أو الإمبريالية : وهو الدولة سلطتها المباشرة إلى إقليم خارجي بوسائل سياسية أو اقتصادية أو عسكرية.
الاستعمار الجديد : السيطرة غير المباشرة على دول معينة بأدوات اقتصادية أو ثقافية أو سياسية.
أهداف الاستعمار وذرائعه
[عدل] الأهداف السياسية
وتتمثل الأهداف السياسية في تحسين مركز الدولة الاستعمارية في التنافس على المراكز المتقدمة على سلم القوى الدولي، إِذ إِن تحسن المركز الدولي للدولة يوسع دائرة نفوذها في المجتمع الدولي، ويجعلها أكثر قدرة على التحكم في القرارت الدولية وتوجيهها لصالحها، ويمكن اعتبار مؤتمر برلين عام (1884م) مؤشراً على ذلك، فقد عقد هذا المؤتمر بسبب الصراع بين الدول الاستعمارية على مناطق النفوذ.
ويفسر العالم الأمريكي هانس مورغانثو الإِمبريالية بأنها "سياسة تستهدف قلب الوضع القائم والقيام بمراجعة علاقات القوى بين دولتين أو أكثر من أجل تحقيق تفوق محلي أو إقامة امبراطورية قارية أو تحقيق هيمنة عالمية ويرى أن الدول كالأفراد لديها "شهوة القوة" أي الرغبة في تحسين وضعها باستمرار، من غير الاقتناع بالوضع القائم.
ولكي تتمكن الدولة الاستعمارية من تعزيز مركزها الدولي في إطار هذا التنافس، لا بد لها من زيادة مواردها، وهو أمر يستدعي البحث عن موارد خارج حدودها، فقامت هذه الدول بالإجراءت الآتية:
تمويل بعثات الاستكشافات الجغرافية التي تستهدف البحث عن مناطق غنية بالموارد أو يمكن الاستثمار فيها، ومن أمثلة ذلك تمويل رحلة فاسكو دي غاما البرتغالي الذي اكتشف الطريق إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح في رحلته التي دامت من (1497 – 1498م)، وتمويل الإسِبان لبعثة كريستوفر كولومبوس الذي اكتشف السواحل الأمريكية (البهاما) عام (1492م). وتمويل بعثة ماجلان الذي وصل إلى سواحل أميركا الجنوبية عام (1519م)، وعبر الباسيفيكي (الهادي) إلى الفلبين حيث قتل هناك، كما تعرضت القارة الإفريقية إلى حملات استكشافية في القرن الخامس عشر الميلادي، لا سيما المناطق الساحلية، وتواصلت هذه الحملات إلى القارة الإفريقية حتى القرن التاسع عشر من البعثات البريطانية والفرنسية والألمانية.
الاحتلال العسكري المباشر للمناطق الغنية بالموارد، وإرسال موجات من المستوطنين في بعض الأحيان إلى المناطق التي تمت السطرة عليها.
ومن أمثلة الاحتلال العسكري المباشر: الاحتلال البريطاني لعدن عام (1839م)، ولمصر عام (1882م)، ولنيجريا ابتداء من عام (1861م)، والاحتلال الفرنسي للجزائر عام (1830م)، ولفيتنام عام(1858م)، والاحتلال الأسباني لمناطق من المغرب عام (1912م).
اما المناطق التي عرفت استعماراً استيطانياً فمن أمثلتها:الاستيطان الصهيوني في فلسطين، والاستيطان الهولندي في جنوب إفريقية منذ عام (1652م)، والاستيطان البريطاني فيها منذ (1823م).
السيطرة على المواقع: يستدعي تعزيز المركز الدولي للدولة الاستعمارية سيطرتها على المواقع التي تمثل مراكز، يمكن منها السيطرة على طرق المواصلات أو التحكم بمنابع بعض الأنهر أو مجاريها، أو منع تشكيل أحلاف متصلة جغرافياً مع بعضها. .
[عدل] الأهداف الاقتصادية
الحصول على المواد الخام: أدت الثورة الصناعية التي عرفتها أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر إلى حاجة الدول الأوروبية إلى المواد الخام التي اعتمدت عليها الصناعات الجديدة.
ولسد حاجة مصانع الدول كافة من المواد الخام، اندفعت الدول الأوروبية تبحث عن هذه المواد في أرجاء العالم (كالقطن من مصر، والماس والذهب من جنوب أفريقيا والأراضي الزراعية في الشمال الإفريقي….الخ).
[عدل] الأهداف الدينية والثقافية
ويتلخص الهدف الثقافي للدولة الاستعمارية في إعادة تشكيل المنظومة الثقاقية لمجتمع المستعمرات، لجعله أكثر ارتباطاً بالدولة المستعمرة.
[عدل] الأهداف الثقافية
عند إلقاء نظرة على الخريطة اللغوية للعالم، نجد أن لغة المستعمر تحل مكان اللغة المحلية في البلدان المستعمرة؛ فأغلب المستعمرات الإسبانية في أميركا اللاتينة تستخدم اللغة الأسبانية لغة رسمية، وتعد الإنجليزية اللغة الرسمية لعدد من المستعمرات البريطانية مثل: الهند ونيجيريا وجنوب أفريقيا، كما تعد الفرنسية اللغة الرسمية في المستعمرات الفرنسية مثل تشاد ومالي والسنغال، وتعد اللغة البرتغالية لغة موزمبيق الرسمية بوصفها مستعمرة برتغالية سابقة.
وإِذا طبقنا ذلك على اللغة الثانية في عدد من الدول، فسنجد أنها لغة المستعمر، كما هو حال الإنجليزية في العراق ومصر والأردن، و الفرنسية في دول المغرب العربي، وهو أمر ينسجم مع ما قاله العالم تريتشكا من: أن اللغة هي أساس التجارة المزدهرة، إِذ إِن الأمة لا تفقد مستعمراتها المرتبطة بها باللغة والثقافة حتى لو انقطعت الرابطة السياسية.
[عدل] الأهداف الدينية
ارتبط عدد من الحملات الاستعمارية بوجود بعثات وارساليات تبشيرية دينية، وقد نجح عدد منها في تنصير قطاعات من سكان المستعمرات، وكان أبرز حالات النجاح في هذا المجال في الدول الإِفريقية مثل جنوب السودان وجنوب نيجيريا.
[عدل] الأهداف السكاني (الديموغرافية)
لتخفيف الضغط السكاني عندها بالسيطرة على أقاليم معينة ونقل الفائض السكاني إِليها، وهو ما اعتمدته ألمانيا وإيطاليا واليابان في الحربين العالميتين، ولذا فإِن من حق الدول الاستعمارية أن تنمو على حساب المناطق التي فيها أماكن للفائض السكاني، وقد قامت في أوروبا عند اشتداد البطالة في القرن التاسع عشر مدرسة الإِصلاح الاستعماري التي دعت لتحويل الفائض السكاني إِلى المستعمرات واستخدامهم في الزراعة، وكان في بريطانيا في هذه الفترة (103) جمعيات لهذا الغرض. لا شك ان المناطق التي اتخذها الاستعمارالأوروبي هدفاً له كانت على درجة كبيرة من الضعف والتأخر الاقتصادي والسياسي والعسكري والعلمي، وكان هذا دافعاً قوياً للدول على التوسع.
الاستعمارية لاتخاذ مجموعة من الذرائع لتسويغ مسلكها الاستعماري، إِذ تحاول إِخفاء الدوافع الحقيقة للاستعمار، ولكنها في معظم الأحيان ليست إِلا ستاراً للأسباب الأصلية،