التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

حول موضوع موت اللاعبين على رقعة المستطيل الأخضر

لقد جاء قرار الفيفا بضرورة فرض فحوص وقائية إجبارية على قلوب اللاعبين المشاركين في جميع البطولات الدولية، بعدما دق ناقوس الخطر، وبدأت ظاهرة الموت المفاجئ بالتفاقم، حيث بات يفاجئ ما يقارب الألف رياضي في السنة، حسب التقرير الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم..
ما هي أسباب وفيات اللاعبين على رقعة التباري؟ وما هي الحلول الممكنة لوقف هذا النزيف؟.. أسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عنها من خلال الورقة التالية:

بحث الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أكثر من مرة مسألة فرض فحوص وقائية على قلوب اللاعبين الذين يشاركون في كافة البطولات الدولية، وذلك بناء على توصية لجنة الفيفا الطبية، بعد تسجيل مجموعة من حالات وفيات اللاعبين خلال السنوات الأخيرة.
ومن أشهر الحالات التي اهتز لها المشهد الرياضي الدولي خلال الموسمين الأخيرين وفاة اللاعب الإسباني أنطونيو بويرتا عن سن يناهز الثانية والعشرين سنة إثر نوبة قلبية مفاجئة دهمته خلال مباراة فريقه إشبيلية أمام نادي خيطافي برسم البطولة الإسبانية. وتبعه بيوم واحد اللاعب الزامبي الدولي شاسوي نوسوفا الذي سقط أثناء التداريب مع إحدى الأندية الإسرائيلية.
وأعادت هذه الحالات على الذاكرة مجموعة من الحالات الشهيرة مثل ما حدث عام 2022 مع الدولي الكاميروني فيفان فويه رفقة منتخب بلاده أمام كولومبيا حيث توفي على أرضية الملعب عن سن يناهز الثامنة والعشرين، واللاعب المجري فيكلوس فيهر لاعب فريق بينفيكا البرتغالي والذي توفي أثناء إحدى المباريات برسم الدوري المحلي سنة 2022.
وتبقى أسوأ ذكريات الجمهور المغربي هي حالة وفاة اللاعب يوسف بلخوجة سنة 2001 في لقاء نصف نهاية كأس العرش بين الوداد والرجاء. وهي الذكرى التي اكتوى بنارها جمهور الوداد خاصة، والجمهور المغربي بشكل عام. حيث تحولت فرحة الوداديين بالفوز والتأهيل إلى مأساة حقيقية شاركهم فيها كل الجمهور المغربي، بعدما لفظ مدافع الوداد والمنتخب آنذاك أنفاسه على أرضية ملعب محمد الخامس عن سن يناهز الثامنة والعشرين.
ومن الحالات العربية الشهيرة أيضا وفاة النجم التونسي الهادي برخيصة عام 1995، لتبقى آخر حالة عربية هي وفاة لاعب نادي الأهلي والمنتخب المصري محمد عبد الوهاب سنة 2022 الذي سقط بشكل مفاجئ أثناء التداريب رفقة فريقه الأهلي إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.
ويمكن القول إن السبب في تزايد وفيات اللاعبين على أرضية الملعب ما أصبحت تكتسيه كرة القدم والرياضة عامة من صبغة تجارية، تدفع الممارسين إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل بلوغ المال والنجاح، في بطولات احترافية قوية، تحتدم فيها المنافسة بشدة بين أكبر النجوم. و هو ما يدفع اللاعبين أحيانا إلى بذل جهود فوق طاقة قلوبهم، وهو ما يعرضهم للخطر.
ويتم تسجيل ألف حالة وفاة للرياضيين على أرضية التباري كل سنة في جميع الرياضات، وهذا ما جعل المتتبعين يؤكدون على ضرورة توفير كافة الاحتياطات الطبية اللازمة داخل الملاعب أو الصالات الرياضية، وألا يقتصر الأمر على وجود اختصاصيي العلاج والمسعفين بقدر ما يجب توفير أطباء متخصصين ينتشرون في كافة الملاعب لإنقاذ أرواح الكثير من الرياضيين المهددين بالموت المفاجئ في أية لحظة.

* ما هو التوقيت المناسب لإجراء الفحوص الوقائية على القلب؟

إن سبب الموت المفاجئ هو وجود أمراض قلبية هي في الغالب تشوهات خلقية تلازم اللاعب دون أن يكتشفها، بسبب انعدام أية أدلة واضحة دالة عليها، من هنا تأتي أهمية الفحص الطبي الذي يجب أن يخضع له اللاعب مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات على الأكثر.

* في حالة إسفار الفحص الطبي عن وجود إصابة، هل هناك أمل في عودة اللاعب إلى ممارسة كرة القدم؟

الأمر يتوقف على نوع الحالة. فهناك حالات يمكن علاجها، وبالتالي يستطيع المريض أن يعود من جديد إلى أرضية التباري في وضع صحي أفضل. مثلما حدث مع اللاعب النيجيري كانو الذي اكتشف مرضه بالقلب وأجرى عملية جراحية تكللت بالنجاح وعاد من بعدها إلى الملاعب الرياضية. وهناك بالمقابل حالات أخرى غير قابلة للعلاج، وهنا يتوجب على اللاعب المصاب ألا يمارس اللعبة نهائيا.

فحص القلب شئ مهم جداً
شكرا ياياسر علي مجهودك الرائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.