التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (31)
سوف أحدثكم في هذه الرحلة عما يحدث لأبنائكم وبناتكم في المدارس ، وأنتم لاتعلمون عنهم شيئا أيها الأباء وأيتها الأمهات ، أحيانا المديرة أو المعلمة أو المرشدة تعلم عن الطالبة دقائق الأمور بينما الأم غافلة لاتعي شيئا من معاناة ابنتها المراهقة ، المرشدة- أحيانا- تقف محرجه هل تشعر أم الطالبة أم لا ؟ المشكلة أن العلاقة بين الأم والمرشدة لاتتسم بالصراحة وحسن النية فلو صارحت المرشدة أم الطالبة بما لاحظته على ابنتها لن تصدق الأم ولربما تحدث مشكلة وخلافات واتهامات للمرشدة وللمدرسة بشكل عام لأن الرابطة بين المدرسة والأسرة ليست قوية ومن هنا يصعب الحديث عن حالات الطلاب والطالبات إلى ذويهم الأسرة تتهم المدرسة بالإهمال والمدرسة تتهم المنزل بالإهمال أيضا ومن هذه الزاوية يضيع الطالب والطالبة بينهما ، بعض الأمهات تشتكي وتقول إني أرغب زيارة المدرسة والحديث مع المعلمات حول وضع ابنتي التحصيلي والسلوكي ، ولكني في يوم ما زرت مدرسة ابنتي وعندما حاولت مناقشة المعلمة عن وضع ابنتي الدراسي غضبت المعلمة مني وقامت وأعطتني ظهرها احتقارا لي، بعدها حرمت الذهاب للمدرسة بسبب هذه المعلمة ، والنتيجة أن المعلمة وقفت ضد هذه الطالبة وصارت تخفض درجاتها وتعاملها بجفاء ، إلى أن اضطرت هذه الأم إلى نقل ابنتها من المدرسة 0، مثل هذه الحادثة تحدث في مدارسنا كثير –مع الأسف- فمتى تتغير الصورة ؟؟ 0
أتذكر أنني زرت مدرسة ابني مرة فاشتكى لي المعلم بأن ابني يجلس مع بعض زملائه يتحدثون ويعبثون أثناء الدرس ن فاقترحت على المرشد استخدام أسلوب ضبط المثير في هذه الحالة وذلك بتغيير مكان ابني ليجلس بجانب طالب آخر ففعل وانتهت المشكلة ، أحيانا تكون زيارة ولي أمر الطالب مفيدة جدا للمدرسة ، فبعض المدارس تستفيد من الآباء علميا بتقديم محاضرة على الطلاب أو المشاركة في مجلس الآباء والمعلمين أو افتتاح معرض التربية الفنية الذي تقيمه المدرسة ، أو طباعة بعض البروشورات الصحية وتوزيعها على الطلاب لنشر الثقافة الصحية مثلا ، لذا يلزم المرشد الطلابي وهذا طبعا من وجهة نظري أن يدون المرشد الطلابي تخصصات و عناوين وأرقام هواتف الآباء ليستعين بهم فيما يخدم العملية التربوية 0
أثناء ردي على إحدى رحلاتي في الإرشاد لاحظت أن إحدى الأخوات المهتمات بالإرشاد ترغب بأن أضمن رحلاتي في الإرشاد بعضا من المشكلات والحالات التي يتعرض لها المرشد بالمدرسة وما هي الحلول التي قدمها المرشد لمثل هذه الحالات فأقول أولا: المرشد لايقدم حلولا جاهزة للمسترشد وهذا خطأ في مفهوم الإرشاد فالذي يحل المشكلة هو الطالب نفسه ليس المرشد ولكن المرشد يساعد المسترشد للوصول للحل المناسب والمرشد يساعد المسترشد للوصول إلى مرحلة الاستبصار بمشكلته وقد يقترح له بعض البدائل لكنه لايلزمه بها ، المرشد يساعد المسترشد على صنع قراراته بنفسه وحل مشكلاته ، كما أن المرشد يعلم المسترشد على كيفية حل مشكلته الحاضرة ليستطيع مستقبلا حل مشكلاته المستقبلية بمعزل عن المرشد، كما أن الهدف من عرضي لهذه الرحلات الإرشادية هو شرح واقع الإرشاد الطلابي في المملكة العربية السعودية والتعريف بالصعوبات التي تواجه الإرشاد بشكل خاص والتعليم بشكل عام وتوضيح مفهوم الإرشاد ، مع أني استعرضت في أغلب رحلاتي- السابقة -مشكلات واجهها المرشد بالمدرسة ووضحت كيفية التغلب عليها ؟؟، وسأحاول استعراض بعضا منها فيما تبقى من رحلاتي في عالم الإرشاد – بإذن الله – 0
حصل لي ذات مرة أن زرت إحدى المدارس الثانوية شمال الرياض وقابلت أحد المرشدين ، ولكني أحسست بفتور في تعامله معي ، فخشيت أنه غير متحمس للإرشاد أو أنه من المرشدين الجالسين على قلب الإرشاد من أجل الوظيفة ، ولكني من عادتي و الحمد لله أ لاأتسرع في مثل هذه الأمور فبعدما أنهيت زيارتي للمرشد في مكتبه انتقلت إلى مكتب المدير وصرت أتحدث معه حول أعمال المرشد بالمدرسة ، شعر معها المدير أنني غير راض عن المرشد ، وأنا أعرف هذا ا المدير رجل عاقل لديه دبلوم في الإرشاد فهو فاهم للعملية الإرشادية تماما ، قال لي : يا أستاذ إبراهيم لو تدري عن هذا المرشد ، كنت وضعته على رأسك ، قلت كيف قال هذا المرشد أنقذ أسرا كادت أن تضيع بفضل لباقته وهدوؤه وسعة صدره ، قلت إني ألاحظ عليه البرود وعدم الاكتراث فقال هذا سر نجاحه ، فسررت كثيرا وكأن هذا المدير أهداني هدية غالية الثمن وأدخل السرور إلى قلبي حيث صحح مفهومي الخاطئ عن هذا المرشد 0
بالنسبة لتقويم المرشد فنيا وإداريا من الذي يقوم المرشد أهو مدير المدرسة ؟ أم مشرف الإرشاد ؟ هذا السؤال إجابته موضع خلاف بين العاملين في الإرشاد البعض يقول لايجوزأن يقوم المرشد إلا مشرف الإرشاد لأنه أعلم الناس بعمل المرشد فنيا أما إداريا من حيث الحضور والتنظيم فلا مانع أن يقوم بذلك مدير المدرسة ، والبعض يرى أن تقويم المرشد يتم على يد مدير المدرسة فقط لأنه هو الموجود معه دائما ويفترض أن يكون مدير المدرسة ملما بالعملية التربوية والإرشادية بمدرسته ، أما المشرف الإرشادي فلا يزوره إلا في السنة مرة أو مرتين، وأنا في الحقيقة أميل إلى الرأي الأول ، كما أن الاستمارة التي صدرت من وزارة الخدمة المدنية وأقرتها وزارة التربية والتعليم تتمشى مع هذا الرأي ، التقويم فنيا لمشرف الإرشاد أما التقويم إداريا فلمدير المدرسة ، ويتفق الاثنان على التقرير بوجه عام ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تقوم مرشدا متخصصا في الإرشاد ومرشدا غير متخصص ؟؟، لاشك أن المرشد المتخصص في الإرشاد سيفوق المرشد غير المتخصص في الأمور الفنية المدرب عليها في الجامعة مثل دراسة الحالة مثلا ، أنا أعتقد أن هذه المسألة محل إشكال لدى المسئولين عن الإرشاد في الوزارة ، لأن الوزارة ليس لديها إلا استمارة واحدة لتقويم عموم المرشدين بها ، مع أن الاستمارة الحالية عليها ملاحظات كثيرة لأنها موغلة في الذاتية ، وبمعنى آخرهي خاضعة لمزاج المشرف الزائر فلا تعطي التقييم الصحيح للمرشد ألذي يتطابق مع الواقع 0
أكثر ما يضايق المرشد أن يتسلط عليه مشرف لا يعرف عن الإرشاد إلا اسمه ، فيحضر معه للمدرسة استمارة نفذ ولم ينفذ ويسلط هذه الاستمارة على المرشد الضعيف الذي لاحول له ولا قوة فيقوم بتقويمه على هذا الأساس ، لكن هناك نشاط يمارسه المرشد نشاط ميداني لايمكن أن يسجلة المرشد فيذهب هباء لأن الاستمارة لاتطالبه به ، وكاننا بذلك نكرس العمل الكتابي ونطالب المرشد بأن يكون عمله عملا ميدانيا 00 كيف لاأعلم ؟والله الهادي إلى سواء السبيل 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.