التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >

رحلتي مع الإرشاد(46)
أتذكر أنني لما حصلت على الدبلوم العام في التربية وعلم النفس ،أحسست أني استفدت من هذا الدبلوم فائدة عظيمة ، فعزمت على تغيير طريقتي في التدريس ، لأنني حصلت على معلومات وطرق جديدة في التدريس ما كنت أعرف عنها شيئا من قبل ، ولكنني عندما عدت للتدريس في مدرسة الجزيرة الثانوية بالرياض عام 1397هـ ، حاولت أن أطبق ما تعلمته في الدبلوم ولكني وجدت صعوبة كبيرة ، فالمنهج الدراسي لايسمح لي بأن أتصرف كما أشاء فأنا مجبر على إنهاء المقرر في آخر السنة ، وكأنت المعلومات التي حصلت عليها والأساليب الجميلة في التدريس ألتي تدربت عليها حدها عتبة الجامعة ، وأنا متأكد أن غيري مر بنفس التجربة التي مررت بها ، وقس على ذلك المرشد فهو لن يستطيع تطبيق المبادئ الإرشادية التي تعلمها في الجامعة في المدرسة لعدم توفر البيئة الإرشادية التي تساعده على ذلك 0
أحب أن أضمن هذه الرحلة ماكتبه أحد الإخوة ردا على موضوع كنت قد كتبته عن سن القبول بالمرحلة الابتدائية ، ويبدو أن الكاتب زميل لنا في مهنة التدريس ويعيش المأساة التي يعاني منها من رماه حظه العاثر في مهنة التدريس 0

أشكرك أستاذ إبراهيم على هذا الموضوع الرائع هذه المشكلة التي يعاني منها أكثر أولياء الأمور ولم تجد لها أذن صاغية ولكن أرجع السبب إلى إدارات المدارس الابتدائية لأنها هي التي تواجه مثل هذه الأمور فيجب أن تدرسها وتطالب بالمقاييس أو المعايير التي يجب أن يقاس بها عمر الطفل العقلي وتبني عليه ودور المرشد الطلابي وكذلك المدرسين 0 وغالبا ما يختار للمدرسة الابتدائية اقل المدرسين مستوى أو الضعيف منهم أو الجديد قليل الخبرة ومن فشل في أي مدرسة عاقبوه بالتدريس في الابتدائي فلو كان العكس لرأيت مواهب وأجيالا ونوابغ لم تتوقعها .
المدرسة الابتدائية هي الأساس ويجب أن يخرج منها الطفل وهو متمكن وملم بجميع الأساسيات ومن كان أساسه قويا استمر قويا فلو اختير للمدارس الابتدائية أفضل المدرسين الموجودين أصحاب الخبرة والشهادات العالية ويفضل من لهم أطفال ويعرف قيمة الطفل والتعامل معه لقضي على كثير من المشاكل فبتعاونهم مع إدارة المدرسة والإرشاد الطلابي يتم القضاء على مثل هذه المشاكل والظواهر الاجتماعية الأخرى باكتشافهم لها من البداية والكتابة عنها وتبنيها من الأساس والبحث عن الحلول لها إلى أن يتم القضاء عليها أسف للاطاله شكرا لك أستاذي العزيز0
هذا رد على مقال كتبته عن الفرق بين المرشد الطلابي والمعلم ، وهو رد مؤسف حقا إذا كان هدف من يتحول من التدريس إلى الإرشاد هو الراحة من عناء التدريس وكأن الإرشاد محطة استراحة ، وهذا نص الرد من إحدى الأخوات 0

يعطيك العافية أخي إبراهيم

ولكن يبقى المرشد في مدارسنا مجرد معلم يحاول الهرب من ضغط الحصص والجدول المدرسي ليبحث عن الراحة في تجربة الإرشاد فنجد الكثير منهم يفشل في هذه التجربة
وهذا مانلاحظه في مدارسنا 0
قد يقول قائل : إنك بعدت عن الواقع العملي للإرشاد لأن بينك وبن تقاعدك سنتان ، فأنت انفصلت عن الواقع فأقول ردا على ذلك كلا أنا لم انفصل عن الواقع العملي فلا زلت على صلة بالواقع الإرشادي فأنا أزور زملائي بالإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم وكذلك زملائي في الإدارة العامة للتعليم بالرياض ودائما نتباحث في أمور الإرشاد 0

من أغرب الحوادث التي مرت علي لما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بمنطقة الرياض التعليمية أنه جاءني رجل من البادية معه ابنه في الثانية عشرة من عمره وطلب مني إدخاله المدرسة ، طبعا في هذه السن لايمكن إدخاله المدرسة الابتدائية مع أطفال في السادسة ، لاحظت على هذا الطفل أنه غير سوي من نظراته وشكله ، تحدثت معه لكنه لم يتكلم قلت لوالده ابنك كبير جدا على المدرسة ، لكن لماذا لايتحدث ونظراته غريبه ويضحك على نفسه؟ ، فقال لي والده إنه كان في يوم مايرعى الإبل وتركها تهيت أي غفل عنها فجئت إليه فلم أجدها ، فغضبت منه غضبا شديدا أفقدني صوابي وكان حولي برميل مملؤ بالماء فنكسته على رأسه فيه وتركته ، ولما رجعت إليه فإذا به مغمى عليه ,فأخرجت الماء من بطنه وتداركته قبل أن يموت ، بعدها تغير وصار مثل الخبل ، فقلت في نفسي -حسبي الله عليك- لقد قتلت ابنك من حيث لاتعلم ، ثم قال لي هذا الرجل إذا أنتم ماتقبلونه في المدرسة سأذهب به ليكمل مشواره مع الإبل ، قلت له هو لايصلح للدراسة ، هو الان لايصلح إلا في معهد التربية الفكرية وسيقبلونه لمدة سنتين ويخرجونه من المعهد لمعهد آخر معهد التأهيل المهني ، فأخذ ابنه و ذهب من عندي ,جلست أفكر وأنا أقول الجهل فعلا مدمر الشعوب ، إلى متى سنرقى إلى مصاف الأمم المتحضرة ؟؟0
إليكم هذا الرد من إحدى الأخوات على إحدى رحلاتي مع الإرشاد ويتضح من خلال حديثها واقع ما يحصل في بعض المدارس من ظلم لبعض الطلاب وضعف متابعة بعض مديري المدارس للمعلمين في فصولهم مما يضاعف العقبات التي تحول دون الإرشاد وتحقيق أهدافه في المدرسة 0

أستاذي الفاضل إبراهيم الدريعي السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
وقفات رائعة ومفيدة شكر الله لكم .
و قد عانيت شخصيا من مدرسي أولادي ما طرحتم أعلاه :
هناك أساتذة يتفوهون بكلمات بذيئة ينادون الطالب بأسماء الحيوانات و….. لا لشيء بل لأنهم كما قلتم مرضى أو تلقوا تربية سيئة و ما ذنب الطلبة .
أعطيكم مثالا وأشرك فيه مسألة النقص في المعلم و تفوق الطالب :

لما كان ابني في خامس ابتدائي حين يسلمهم أستاذ الرياضيات الواجب ,ابني كان يحله بسرعة فيبادر الأستاذ بمعاقبته و اتهامه بأنه حله بالبيت و يضربه و يطلب منه إعادة حله ….. لكنه لا ينتبه للأسف أنه يعيده بسرعة لعله يعقل و يقول ظلمتُ هذا الطالب …..
لمّا تكرر الأمر بعثت له برسالة أوضح له عبرها أن ابني يراجع الدرس بالبيت قبل أن يشرحه الأستاذ و بالتالي أمر طبيعي أن يحل الواجب بسرعة و حبذا لو يراقبه مرة أخرى قبل أن يتهمه بالكذب و….( لأن ابني بدأ يكره الأستاذ , و يقول أوف اليوم عندنا حصة الرياضيات رغم تميزه و سوف أعاقبُ ظلما كالعادة ) الأستاذ رد علي ردا لا يليق فأجبرني على بعث شكوى رسمية للمدير بعدها طبعا توقف الظلم و الضرب و….لكنه لم يعد يكلم الولد !!!و أصبح في الاستراحة يلعنني كلما قابل ابني ؛ فقلت لابني لا تجبه و دعه يقول ما طاب له فله خلقه و لنا مبادئنا وأنت عليك احترامه لأنه أستاذك واكبر منك سنا , أما عن خلقه فإذانطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت (و اللعنة لن تصل إلي لأنني قبل أن أشتكيه وجهت له خطابا لبقا وهو من بدأ بالشتم ….وظل كذلك حتى غادر ابني المدرسة الابتدائية .

و صراحة لا بد من مفتش يأتي من وزارة التعليم بغتة فيطرق باب الفصل و يدخل ليسمع عند الباب الشتم و اللعن و يفتح كراسات الطلبة و يسألهم بنفسه و يحضر للأستاذ وهو يلقي الدرس(فمنهم من لا يتقن مادته للأسف) و هذا أمر رائع يمارسُ في بلدان أخرى مما يضيق على الأستاذ الكسول أو سيئ الخلق فإما يقوم نفسه و يعالجها أو لا مكان له بين رجال التعليم , فرجال التعليم يدعمون الجيل و خاصة الطالب المميز و لا يحطمونه بالظلم .

أستاذي الفاضل هذا المفتش يعطي نقط و عبرها تكون الترقية و الزيادة في الراتب او الخصم و يدخل في ذلك الغياب المتكرر دون سبب أو التأخير عن الدوام خاصة الحصة الأولى كما يفعل البعض للأسف … و هنا تذكرت شيئا آخر يحكي لي ابني أنه في المدرسة المتوسطة الإدارة تقول لهم إن تأخر الأستاذ أخبرونا بينما هناك أستاذ يهددهم قائلا : سواء تأخرت أو تغيبت اجلسوا الفصل و اسكتوا و يا ويل من يخبر الإدارة!!!!
هنا أتساءل ؟ لم الإدارة تستعين بالطلبة ؟لم لا تفتش بنفسها عن الأستاذ الذي لم يوقع في الصباح و تعفي الطلبة من تهديد الأستاذ و بطشه ؟
الله المستعان .
فعلا قطاع التعليم مهم جد ا في المجتمع و لهذا لابد من إعادة النظر في حقوق الطالب و الأستاذ وواجباتهما وواجب الإدارة و لابد من مراقب محايد يراقب كل أولائك و لابد أن يأتي بين الفينة والأخرى دون موعد مسبق ومن طرف الوزارة .
هذا والله أعز وأحكم وصلى الله وسلم على من جاء متمما لمكارم الأخلاق وعلى آله وصحبه و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين0
الحقيقة أنا لاأريد أن أسيء للمعلمين ولكن هناك تصرفات تقع من بعضهم –هداهم الله – وأنا في الواقع كنت معلما ووقعت في أخطاء كثيرة أثناء التدريس ولكني أقول دائما –) رحم الله من أهدى إلي عيوبي ) مقولة أبي بكر – رضي الله عنه –

فليس منا من لم يرتكب خطأ في حياته ، ولكن العيب الاستمرار في الخطأ فنحن نتعلم من أخطائنا الشيء الكثير ، والله الموفق إلى سواء السبيل 0

شكرا ويعطيك العافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.