التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء السابع )
نحن نخسر الملايين في بناء الطرق وتشييد العمائر والفلل والقصور ، ولكننا نبخل على بناء عقل الإنسان الذي يعمر الأرض ويبني الحضارات ، مشكلتنا أننا نفكر لأبنائنا ولا ندعهم يفكرون ، نجرهم إلى أفكارنا القديمة اعتقادا منا أننا نريد مصلحتهم ، ونريد أن نصوغهم في قوالب جامدة ، نحشوا أفكارهم بالمعلومات ولا ندعهم يفكرون ، يقول د0 عبد العزيز القوصي ( معنى كلامه ): إذا كانت المدرسة جامدة بمناهجها وأساليبها في التدريس ، فإن أولياء الأمور لن يتركوا أبناءهم داخل جدران هذه المدارس المتخلفة بل سيبحثون لهم عن مدارس تساير ركب الحضارة والتقدم 0
هذه حقيقة مرة عندما يخرج الأب ابنه من مدرسته الحكومية ويلحقه بمدرسة خاصة (أهلية ) لماذا أليست المدرسة الحكومية أفضل من المدرسة الأهلية؟- طبعا – المفروض أن تكون المدرسة الحكومية أفضل بكثير من المدارس الأهلية ، ولكن ولي أمر الطالب يبحث عن المدرسة الأفضل ، فهو يظن أنه وجد ضالته في المدارس الخاصة ، الأب يريد التعامل الجيد فهو يعتقد أنه لن يحصل عليه إلا في مدرسة أهلية ، يريد أن يتعامل ابنه مع الكمبيوتر ولن يجد ذلك إلا في مدرسة خاصة ، يريد أن يعلم ابنه لغة أجنبية ( إنجليزية أو فرنسية ) ولن يجد ذلك إلا في مدرسة خاصة ، يريد أن يلحق ابنه في مدرسة خاصة لايزيد عدد طلاب فصولها عن 15 طالبا ، يجد الطالب في بعض المدارس الأهلية مدرسين أكفاء لهم خبرة طويلة في مجال التربية والتعليم ولن يجد ذلك إلا في المدارس الأهلية يريد يريد 000الخ على أي حال أنا لاأنشر دعاية للمدارس الأهلية ، وليس لدي أي شراكة في واحدة منها ، ولكن هذا هو واقع حال ولي أمر الطالب السعودي ، يبحث عن الأفضل لكي يعلم ابنه 0
كنت في اجتماع مع بعض الأخوة الزملاء وكنا نتناقش عن قائمة المشكلات للمرحلتين المتوسطة والثانوية ، قلت لهم إن صاحب فكرة هذه القائمة ( موني ) يرى أن المرشد الطلابي بالمدرسة يجب عليه ألا يبدأ أي برنامج إرشادي بمدرسته ، مالم يطبق هذه القائمة حتى يعرف ماهي المشكلات التي يعاني منها طلاب مدرسته ؟، حتى يضع خطته الإرشادية وفقا لهذه المشكلات ، فقال البعض إن المرشد يجد عناء من تفريغ هذه القائمة ، فقلت يمكن لنا أن نستغل الحاسوب ، في عملية التفريغ ، وحسب علمي الآن الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد شكلت لجنة من عدة مناطق لدراسة هذه القائمة ، لتسهيل تطبيقها في المدرسة على المرشد 0
في زيارة لي لإحدى المدارس الثانوية في مدينة الرياض مع أحد الزملاء بدعوة من مدير المدرسة- وفقه الله – لتقديم محاضرة على الطلاب عن مستقبل الطالب المهني( كيف يختار الطالب مهنة المستقبل ) لفت انتباهي ما قام به مدير هذه المدرسة من عمل إنساني، إذ المدرسة تقع في وسط الرياض وأغلب طلاب المدرسة ينحدرون من أسر فقيرة ، فمما لاحظته ولا حظه زميلي المرافق لي أن المدير المذكور أحضر قطعا من القماش وأتفق مع أحد الخياطين ليأتي للمدرسة ويفصل على هؤلاء الطلاب ثيابا فهو اختار الطلاب الذين تظهر عليهم سيماء الفقر إذ تكون ثيابهم في العادة رثة أو قديمة وأسلوب هذا المدير الخاص- حتى لايشعرهم بفقرهم بتسليمهم الثياب مباشرة أمام الطلاب=أن نظم لهم مسابقة علمية تتكون من 10طلاب على شكل فريقين والفريق الفائز يحصل على هدية ثوب ويكون ملفوفا داخل ظرف أنيق من يراه لايدري ماذا بداخله وفي نهاية المسابقة يسلم للفريق الفائز لكل واحد ثوب والفريق الذي لم يفز تعاد له المسابقة مرة أخرى مع فريق آخر حتى يحصل كل طالب على هديته الخاصة ، لاشك أن هذا تصرف نبيل من مدير مدرسة يحمل في قلبه معاناة طلابه وحاجاتهم المادية التي ينعكس تأثيرها السلبي على انخفاض مستويات الطلاب العلمية 0
المشكلة أن مثل هذا المدير الناجح يريد في مدرسته مرشدا طلابيا متميزا يحمل عنه مثل هذه الأعباء ، لأن المدير عادة وراءه مسئوليات كثيرة، ليس في استطاعته أن يغطي جميع الجوانب الإنسانية في مدرسته ، مثل هذا المدير نسعد به نحن في الإرشاد لأنه وجه مشرف لنا لابد من شكره والإشادة به ليحذو الجميع حذوه وليس شرطا أن تكون كل المدارس يعاني طلابها مما تعاني منه هذه المدرسة ولكن يوجد مدارس كثيرة على هذه الشاكلة ، لم تقدم لطلابها المساعدة اللازمة0
أحيانا يتراءى للقارئ العزيز أن انتقالي من فكرة إلى أخرى أو من موقف إلى موقف آخر ليس بينهما ترابط ، ولكن هكذا تسير أفكاري ، وأعتقد أنا أن بين كل فكرة وأخرى رابطة قوية وهي أنني أتحدث عن مواقف وخبرات مرت علي وأنا أمارس عملي الإرشادي ووظيفتي التنقل من مدرسة إلى أخرى ومن مؤسسة إلى مؤسسة ومن الرياض إلى خارج الرياض ، سوف أحدثكم عن موقف لي مع رجل من رواد التربية والتعليم في بلادي العزيزة عن الوزير السابق للتربية والتعليم ذلكم هو الدكتور محمد الرشيد ، التقيت به لما كان مديرا لمكتب التربية لدول الخليج ، وفي هذا المرة سوف أشيد بهذا الرجل الذي أفنى عمره في مجال التربية منذ أن كان أستاذ للتربية في جامعة الملك سعود ،/ كلية التربية إلى أن صار وكيلا للكلية ثم عميدا لها ، ثم مديرا لمكتب التربية لدول الخليج إلى أن عين وزيرا للمعارف فبل أن يتغير اسمها إلى وزارة التربية والتعليم لاأخفيكم سرا أن هدفي من زيارة مكتب التربية لدول الخليج هو أنني وزملائي في قسم التوجيه والإرشاد بمنطقة الرياض قررنا إنشاء مكتبة إرشادية بالقسم ليطلع المشرفون على كل جديد في الإرشاد وكذلك المرشدون لمن أراد استعارة أي كتاب ، وحصلنا على كمية جيدة من الكتب المناسبة من مكتب التربية والحمد لله وأما مقابلتي للدكتور محمد فلا أنساها وأبرز ما فيها أنه سألني أين تعمل يا إبراهيم؟ ، طبعا قالها بدون تكلف كعادته ، قلت أنا أعمل في وزارة المعارف فقال كلمته المشهورة : وزارة المعارف مثل شجرة الخريف تحتاج من يهزها حتى تتساقط جميع أوراقها ، وتنبت من جديد ، وبقدرته – سبحانه وتعالى – بعد كم سنة عين وزيرا للمعارف ، ولا أدري هل استطاع أن يهز الشجرة أم لا؟ الجواب أريد أن أسمعه منكم 0والله أعلم 0

رحلتك مع الإرشاد هامة ومنهاج تعلم
جزاك الله خيراً أخي إبراهيم
وأتمنى أن يستمتع ويستفيد منها الجميع
مع تحياتي
أخي الكريم معتز —————— شكرا لك على ردك الجميل وكنت أتمنى أن أجد في هذا المنتدى الجميل تفاعلا أكثر وردودا ناقدة ، فرحم الله من أهدى إلي عيوبي ، وكما أنني أريد أن أفيد فلا بد أن أستفيد أنا -أيضا -وتقبل فائق تحياتي 00
شكرا لك ………………….أستاذ ابراهيم
الصدى ——————- شكرا على حضورك 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.