التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

طرق علاج المشكلات السلوكية

طرق علاج المشكلات السلوكية

يرى بعض التربويين أن السلوك العدواني لدى التلميذ يمثل ظاهرة خطيرة
يجب البحث عن طرق علاجها ويقترحون طرق العلاج الآتية:

1ـ تكثيف المقابلات الإرشادية لهؤلاء الطلاب لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على تلافيها
2ـ مراعاة الدقة في توزيع الطلاب على الفصول (مراعاة الفرق الفردية) .
3ـ إشباع حاجات الطفل بالأساليب التربوية المناسبة .
4ـ يجب أن يكون للمعلم دوراً واعياً في إدراك هذه المشكلات والعمل على معالجتها .
5ـ تعزيز الجانب الديني الذي يرشد الطلاب إلى الإقلاع عن هذا النمط من السلوك .
6ـ الاستفادة من بعض النشاطات الاجتماعية في معالجة مثل هذا السلوك .
7ـ تكثيف النشاط المدرسي لامتصاص حماس الطلاب وسلوكهم العدواني .
8ـ مساهمة الإعلام في محاربة هذه الظاهرة من خلال ما يعرض من برنامج.
9ـ مراقبة الأطفال داخل المدرسة وتوجيهه سلوكهم نحو الأفضل .
10ـ تفعيل دور المرشد الطلابي في معرفة السلوك العدواني ومعالجتها .

الوظيفة النفسية للمدرسة :ـ
لا يقتصر دور المدرسة على تقديم المعلومات فقط بل أنه يتعداه إلى مراعاة النمو النفسي للطلاب والتعامل معه وفق الأساليب التربوية التي تناسب عمره الزمني فالتلميذ في مراحل نموه دائماً إلى 0الشعور بالأمن )و(بالانتماء إلى جماعه)وكما يذكر (زيدان ،مصدر سابق) أن التلميذ يشعر بأن المدرسين في عونه إذا احتاج إلى العون وهم يقدمون المادة العلمية مع إشعار الطالب بالكرامة والتقدير والاحترام المتبادل بين الطرفين .

كما يجب على المعلمين أن يعلموا آن المراهق يحتاج إلى منحه قدرها من الاستقلال وتعويده الاعتماد على نفسه فالطالب الذي يشعر بعدم اهتمام المدرس به قد يؤدي هذا إلى بعض الانحرافات السلوكية ،صـ 173.
وعلى هذا بجب على المدرسة أن تتعامل مع الطلاب أصحاب السلوك العدواني وفق الآتي :ـ

1ـ دراسة الطالب العدواني دراسة تحليلية تحدد ميوله وأهدافه ومشكلاته الشخصية في المنزل والمدرسة .
2-تشجيع على إشباع رغبته العدوانية في نفاذ طاقته في الرياضة البدنية أو تمثيل الروايات الصاخبة والمنافسة الدراسية الحرة والإكثار من اشتراكه في المشاريع المدرسية والرحلات والكشافة .
3ـ إنشاء علاقات طيبة بين المعلم والطالب العدواني وولي أمره حيث يدفعه ذلك إلى اتباع النظام والتمسك بالقوانين .
4ـ التزام جانب الحزم الموجه والتأديب المتزن لتحميل الطفل مسئوليه أعماله في مستواه الطفولي مع استمرار التوجيه الإيجابي والترغيب المشجع .

ثانياً : مشكلة التدخين:ـ

تنص السياسة التعليمية(في المادة رقم 11) أن العلوم الدينية أساسية في جميع سنوات التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي بفروعه والثقافة الإسلامية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم العالي .
وقد تضمنت هذه المواد الحكم الشرعي لتناول كل ما يضر بالجسم أو ورد الدليل بتحريمه أو كراهيته ومن ذلك بين حكم التدخين وأنه من الخبائث التي حرمها الله تعالى في كتابه الكريم . ومن هذا نجد أن بعض التلاميذ يشربون الدخان مما يعني وجود خلل في عملية التربية وبهذا لا تتحقق الأهداف الغائية من السياسة التعليمية .

لذا كان جديراً بالتربويين أن يبحثوا عن أسباب هذه المشكلة ويحاولون علاجها.
وقد طرحت هذه المشكلة على ندوة مديري التعليم في الفترة 16-18/10/1414هـ بالرياض وكانت مشكلة التدخين بلغ تكرارها(13) منطقة تعليمية من أصل (38) منطقة تعليمية وقد شخصت المناطق التعليمية أسباب هذه المشكلة فيما يلي :ـ

أسباب مشكلة التدخين كما يراه مديرو التعليم:ـ
1ـ صحبة أصدقاء مدخنين أو تقليد ما يشاهد من الأب ،أو الرفقاء .

2ـ الفهم الخاطئ الذي يتسرب إلى المراهقين بأن التدخين مكمل للرجولة .

3ـ الإهمال وعدم المراقبة والمتابعة في البيت .
4ـ وفرة الوقت وعدم إستغلاله بما يعود على الشباب بالفائدة .
5ـ ضعف الوازع الديني .
6ـ إقدام البائع على بيع الدخان للصغار.
7ـ مشاهدة وسائل الإعلام .
8ـ انعدام القدوة لكون الأب يدخن أو المعلم .
9ـ محاولة لاشعورية لإثبات الذات .

طرق العلاج كما يراها التربويون في الميدان :ـ

طرحت المناطق التعليمية عدداً من خطوات العلاج لهذه المشكلة جاء منها ما يلي :
1ـ القدوة الحسنة في البيت والمدرسة .
2ـ صحبة أصدقاء الخير والبعد عن أصدقاء السوء .
3ـ إبراز أضرار التدخين وأنه خطوه الأولى إلى المخدرات .
4ـ نشر حكم التدخين الشرعي من قبل المرشد الطلابي .
5ـ القضاء على أوقات بالنشاطات اللا صفية .
6ـ التوعية الإعلامية بأضرار التدخين .
7ـ تقوية الوازع الديني .

والتربية باعتبارها الإدارة التي يتغير بها الأفراد ما دورها في هذه المشكلة؟
من وجهة النظر هذه فإن التربية عملية ضرورية وهي كل ما يؤثر في الفرد ويغيره .وكما يؤكد هذا(ميسرة وآخرون ،1417هـ) أن المدرس باعتباره ممثلاً للمجتمع فهو يعرف الأهداف التي عليه تنفيذها،كما أنه يعلم أفضل الطرق لتحقيق هذه الأهداف والتي يستطيع الطالب بها تعديل سلوكهم نحو الأفضل وعيه أيضاً التحقيق من استفادة الطلاب مما تعلموه سواء من المواد الدراسية أو المهارات . فالمدرس هو إذاً هو العنصر الفعل والعامل الأساسي في عملية التعليم.لهذا فإن دوره كبير في القضاء على هذه المشكلات وأهم وسيلة هي القدوة الحسنة(صـ117).

القدوة الحسنة ودورها في علاج هذه المشكلة :ـ
يقول الله تعالى )لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا( (الأحزاب آيه 21).
تقوم التنشئة التربوية داخل المجتمع ممثلة في الأسرة المؤسسة التعليمية الأولى وفيها يتم تشكيل النموذج المثالي الذي يمكن للنشء أن يقتدوا به في ضوء القيم والمثل الإسلامية وكما يؤكد هذا(عويس ،1977،صـ14)أن القدوة تعتبر من الموضوعات التي تؤثر تأثيراً مباشراً في تربية الشباب في فترات تكوينهم الأولى .

ومما سبق نخلص إلى أهمية القدوة في التربية وخاصة فيما يتعلق بالقضاء على مشكلة التدخين . ثالثاً : مشكلة الكتابة على الجدران :ـ

تؤكد السياسة التعليمية على تربية النشء تربية إسلامية من جميع الجوانب العقلية والانفعالية والاجتماعية -ألخ ، لينشأ الفرد نشأة سليمة تجعل منه فرداً صالحاً في نفسه مصلحاً في مجتمعة يحافظ على ممتلكاته الخاصة ولا يتعدى على الممتلكات العامة . هذا ما نصت عليه المادة رقم(20) من السياسة التعليمية حيث جاء ت على النحو التالي((احترم الحقوق العامة التي كفلها الإسلام وشرع حمايتها حفظا ًعلى الأمن وتحقيق لاستقرار المجتمع المسلم في الدين،والنفس،والنسل،والعرض، والعقل،والمال)).ثم جاءت المادة رقم (33) تنص على ((تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته،ويشعر بمسئولية لخدمة بلاده والدفاع عنها .من هذا المنطلق فإن مشكلة الكتابة على الجدران في المرافق العامة مثل الجسور،الحدائق،والأسوار وغيرها.تعتبر ظاهرة جديرة بالدراسة لأنها بالإضافة إلى كونها تشويهاً لجمال الممتلكات العامة وتعدياً عليها فهي كذلك تعبر خلل في التربية يجد ربا لمشتغلين بالتربية الباحث عن أسبابها وعلاجها حتى تتحقق الأهداف المرسومة في السياسة التعليمية .

وتعتبر ظاهرة الكتابة على الجدران من الظواهر التي انتشرت بين عامة الشباب بل أصبحت تمثل منحدراً سلوكياً سيئاً في بعض المواقف ولعل هذا لم يأت من فراغ ولكن هناك عوامل متعددة وراء ذلك وقد يكون العامل النفسي والانفعالي للطالب هو الذي دفعه إلى مثل هذا التعبير المغلوط والغير لائق لا اجتماعياً ولا أدبياً متخذاً في ذلك حججاً واهية وأفكار وهمية على أن ذلك العمل ما هو إلا محاكاة مع النفس وتعبير عن الذات والآراء والخواطر الدفينة التي يرى أنه من خلال ذلك العمل ينفس عن نفسه ويفرغ شحنته المكبوتة .

وقد يكون العامل وراء ذلك أيضاً لفت النظر أو تشويه سمعة الآخرين أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة أو تخليد ذكرى أو التعصب لأحد الأندية التي يشجعها
ولعل ذلك يندرج في الأسباب التالية:
1ـ الكتابة على الجدران ظاهرة نفسية انفعالية .
2ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة للفت نظر الآخرين .
3ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة لتشويه سمعة الغير.
4ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة لتخليد الذكرى للمكان المزار.
5ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة التعصب لفريق معين.
6ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة لإضرار الممتلكات العامة.
7ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة لإضرار الممتلكات الخاصة.
8ـ إن الكتابة على الجدران قد تكون كيدية .
9ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة ترجمة لحقد معين.
10ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة غير مقصودة وعملية لاشعورية.
11ـ إن الكتابة على الجدران ظاهرة دعاية لمكان معين أو لشخص معين.

العلاج:

1ـ ضرورة قيام الجهات المسئولة وخاصة التربوية بدراسة هذه الظاهرة والتعرف على حجمها وتحديد الأحياء أو المدارس التي تنتشر الكتابة فيها ، ووضع خطة عمل لمتابعة تلك الظاهرة تظافر فيها جهود الجميع.
2ـ قيام المشرفين التربويين أثناء جولاتهم على المدارس بتوعية المجتمع المدرسي وحث العاملين بالمدرسة على توعية الطلاب وتبصيرهم بالأسلوب التربوي المناسب.
3ـ على المرشد الطلابي بالمدرسة الأعداد لخطة تهدف إلى توعية المجتمع المدرسي بأهمية التعاون للحد من هذه الظاهرة وتبصير الطلاب بأبعادها وما ينجم عنها من أضرار نفسية وتربوية واقتصادية.
4ـ التنسيق داخل المدارس بين اللجان وخاصة لجان رعاية السلوك وجماعة الإرشاد والتوجيه وجماعات النشاط الطلابي المختلفة في المدرسة بدراسة هذه الظاهرة وتوعية الطلاب.
5ـ استغلال وسائل الاتصال المدرسية كالإذاعة والنشرات والمطويات واللوحات الإرشادية في توعية الطلاب وتعزيز السلوك الحسن لدى الطلاب .
6ـ إكساب الطلاب بعض المهارات من خلال مشاركتهم في جماعات النشاط الطلابي مثل تحسين الخطوط والرسم والأشغال اليدوية والمهنية وتحسين الفصول.
7ـ تأصيل النواحي الجمالية لدى الطلاب والتأكيد عليهم بأن نظافة الجدران في المدرسة وغيرها من المنشئات تعبر عن فهمهم ووعيهم بأهمية النظافة والجمال وجعلها جزءاً من حياتهم اليومية.
8ـ غرس مفهوم التربية الوطنية والولاء للوطن والمحافظة على الممتلكات الخاصة و العامة.
9ـ طلاء جميع الكتابات على جدران المدرسة ودورات المياه وإزالة ما كتب عليها بما يعزز أهمية النظافة في الحيات اليومية.
10ـ إيجاد صندوق للمقترحات بالمدرسة يقوم المرشد الطلابي بالاشراف علية وتحليل مايعرضه الطلاب من مشكلات ومعوقات أو مقترحات واراء وذلك لتقديم الخدمات الإرشادية المناسبة لهم .
11ـ تنمية مهارات الطلاب وقدراتهم وتهيئة الإمكانيات اللازمة .
12ـ قيام المدرسة بدورها في تحسين البيئة المحيطة بمشاركة الطلاب بتوعية أفراد المجتمع .
13ـ إيجاد عقوبة تتراوح بين الإيقاف والغرامة ودفع نفقة الإصلاح للضرر .

الأسلوب المباشر والأمثل في التعامل مع هذه الظاهرة:
1ـ التعرف على الطلاب الذين يقومون بكتابة على جدران المدارس ودورات المياه أو جدران المنشئات.
2ـ تعاون المعلمين ورواد الفصول والمرشد الطلابي بخصوص هذه الظاهرة وطرحه بأسلوب تربوي يتناسب والفئات العمرية.
3ـ عمل جلسات إرشادية من قبل المرشد الطلابي فرديه وجماعية لتعزيز الاتجاه الإيجابي والإقلاع عن هذه العادات غير الحميدة.
4ـ عمل دراسة حالة بحث فردية للطلاب الذين يتكرر منهم هذا السلوك .
5ـ التعرف على ما يكتب على الجدران لمعرفة الدوافع الحقيقية وراءها مثل تلك الكتابات والعمل على توظيف هذه الدوافع ومساعدة بناء شخصية الطالب.
من هذا المنطلق طرحت هذه المشكلة على ندوة مديري التعليم في الفترة من 16-18/ 10 /1414هـ بالرياض وقد تدارس المجتمعون هذه المشكلة وشخصوا أسبابها في الأتي:
1ـ صعوبة التعبير عن الرأي للآخرين بالطرق التقليدية .
2ـ عدم القدرة على التكيف داخل الجو المدرسي .
3ـ المشكلات النفسية التي يعيشها الطالب .
4ـ تدني المستوى الثقافي لدى هذه الفئة من الطلاب .
5ـ عدم الثقة في الآخرين .
6ـ محاولة للانتقام من الآخرين.
7ـ عدم وجود النشاطات اللاصفية الكافية بالمدرسة.

كما توصلوا إلى طرق العلاج التالية:
1ـ فتح المنابر الثقافية مثل الصحف والمجلات أمام الشباب للتعبير عن آرائهم بطريقة عملية .
2ـ غرس المواطنة الصالحة في نفوس الشباب .
3ـ الاهتمام بصندوق الاقتراحات لتربية الطلاب على أسلوب البناء في النقد والملاحظة .
4ـ استعمال طلاء جيد لا يمكن الكتابة علية في دورات المياه .
5ـ تربية الشباب على عفة اللسان والأخلاق الحميدة .
وللموضوع تتمة

التوصيات:
بعد أن استعرضنا هذه المشكلات السلوكية للتلاميذ وعرفنا الأسباب ووضعنا طرق العلاج من خلال مرئيات التربويين ومناقشتهم في ندوة مديري التعليم بالمملكة العربية السعودية ( مصدر سابق ). وهي بلا شك مرئيات نابعة من الميدان التربوي يرى الباحث استعراض بعض توصياتهم الخاصة بالجانب السلوكي للطلاب :
1ـ أهمية التأكيد على الجانب الديني في رعاية السلوك الإيجابي لتقويم السلوك السلبي وتعديله وتوجيهه .
2ـ التأكد على أهمية القدوة الحسنة من قبل جميع المعلمين في المدارس لبناء السلوك الإيجابي لدى الطلاب.
3ـ الاهتمام بمراعاة خصائص نمو المرحلة العمرية التي يمر بها الطالب والتي تنعكس بدورها على أنماط السلوك لدى الطالب .
4ـ التأكيد على دور المعلم كمرب في غرس السلوكيات الإيجابية في طلابه.
5ـ أهمية ربط المعلم لموضوعات المنهج الدراسي بالسلوك وتحويل المعارف في مفردات المنهج إلى أفعال سلوكية مرغوبة.
6ـ أهمية توفير قنوات النشاطات الطلابية التي تساعد الطلاب على تحقيق رغبتهم وميولهم وإشباع حاجاتهم في كل مرحلة دراسية ودعمها بما يلزم من إمكانيات
7ـ توعية الأسرة بأهمية دورها في التربية .
8ـ الاهتمام بزيادة إلمام المرشد الطلابي بالأساليب العلمية ودراسة السلوك عن طريق الدورات التربوية والنشرات التوجيهية.
9ـ فتح أبوب المدارس لممارسة النشاط خارج وقت الدوام الرسمي تحت إشراف تربوي قادر على توجيه ممارسات الطلاب.
10ـ الإشراف الجيد من قبل هيئة المدرسة على الطلاب أثناء الفسح وممارسة الأنشطة لتوجيه سلوك الطلاب توجيها سليما.
11ـ توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة وعدم معاقبة الطالب على كل صغيرة وكبيرة وتعويده على القول الصادق.
12ـ إبراز أضرار التدخين الدينية والصحية والنفسية والاجتماعية وأنه قد يكون خطوة أولى إلى تجريب وإدمان المخدرات.
13ـ مد جسور التعاون البناء بين وزارة المعارف ووزارة الإعلام لتقوم ببيان الجانب التربوي للعملية التعليمية ( ندوة مديري التعليم، مصدر سابق )

تأثير النظريات السلوكية في التربية
إن النظرية السلوكية الإجرائية، لها تأثير كبير في النظرية السلوكية للتدريس، بينما المراحل المعرفية لبياجيه (مثلا)، لها تأثير كبير في النظرية البنائية للتدريس. كل من هاتين النظريتين تنظر إلى أهداف التعليم، والخبرات، وطرائق التدريس من نواح مختلفة. فالنظرية السلوكية تهتم بالسلوك الظاهر للمتعلم. بينما النظرية البنائية تهتم بالعمليات المعرفية الداخلية للمتعلم. لذلك فإن دور كل من المعلم والطالب مختلف في كلا النظريتين. فدور المعلم في السلوكية هو تهيئة بيئة التعلم لتشجيع الطلاب لتعلم السلوك المرغوب، بينما في البنائية تهيئ بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني معرفته.

وبالتالي فإن الخلاف بينهما كبير حيث تطالب السلوكية المعلم بان يغرس التصرف والإجراء اللازم للحصول على المعرفة بينما البنائية تطالب المعلم بأن يهيئ البيئة المعرفية اللازمة ويترك الطالب يبني سلوكه بنفسه.

والمدرسة السلوكية عبارة عن مجموعة من النظريات الفرعية التي ترتكز على أساس مسلمات و مبادئ واحدة ومن النظريات السلوكية الرئيسية نظرية الاشراط الكلاسيكي بريادة بافلوف ونظرية الاشراط الإجرائي بزعامة سكنر ونظرية التعلم الاجتماعي بريادة باندورا ونظرية العلاج العقلاني الانفعالي لاليس ونظرية العلاج متعدد الوسائل لازورس.

المسلمات الأساسية التي تستند عليها المدرسة السلوكية
◊ اهتموا بدراسة الظاهرة السلوكية من خلال دراسة السلوك نفسه و ليس عن طريق أي دراسات أخرى خارج السلوك ، و أعطوا أهمية للانعكاس كعامل ارتباط ملاحظ بين المثيرات و الاستجابات.
◊ تستند على أساس التعزيز و العقاب ودورهما في تكوين سلوك الكائن الحي.
◊ أعطوا أهمية للملاحظة المباشرة ووصف الوقائع كما تحدث. (عبد الهادي,2000)
◊ التركيز عند السلوكيين هو على السلوك الظاهري و ليس على الأحداث العقلية الداخلية مثل التفكير أو التخيل ◊ السلوك لديهم يعتمد على عاملين هما:
عامل الخبرة السابقة
ما يجري حدوثه حاليا وله علاقة بذلك السلوك سواء كانت هذه العلاقة سابقة للسلوك كالمنبهات والمثيرات أو إجراءات لاحقة للسلوك كالتعزير والعقاب.
◊ يركز السلوكيين على تجزئة السلوك إلى أجزاء محددة لنتمكن من فهم السلوك ككل وهذه عكس فكرة الكل التي نادى بها الجشتالتيون ويفسرون السلوك الإنساني المعقد على ضوء هذه السلوكيات المبسطة.
◊ يرفض السلوكيين كل تفسير للسلوك البشري يقوم على افتراض وجود قوي باطنية محركة مثل الشعور وذلك لصعوبة إخضاعها للدراسة الموضوعية و الاختبار التجريبي.
◊ يركزون على الظروف البيئية التي تسبق الفعل أو تعقبه بدلا من أن يرجعوها إلى الفرد
◊ انه متى أدت المقدمات إلى حدوث نتائج على شكل سلوك معين
طبيعة الإنسان حيادية فهو لا خير ولا شرير و إنما يتشكل حسب البيئة التي يعيش فيها أن كانت خيرة فهو خير وأن كانت سيئة فهو سيئ.
◊ أن موقف السلوكية الرئيسي من الإنسان هو أن معظم شخصية الإنسان تعزى لديهم إلى أثار قوانين التعلم خلال تفاعل المرء مع بيئته كما سنرى من خلال نظريتي بافلوف وسكنر. وعلى هذا فالأشخاص يجب اعتبارهم كائنات استجابية فهم يتجاوبون أو يستجيبون للمثيرات والتدعيمات التي تقدمها لهم البيئة و خلال تلك العملية تتكون أنماط السلوك و الشخصية في نهاية الأمر.

وجوهر هذا الحديث أن هناك جبرية في السلوك أي أن حرية الإنسان و اختيار سلوكه أمر محدود لان السلوك يتم تشكيلة عن طريق معززات من البيئة وهي التي تحدد طبيعة الاستجابة.
◊ أن النظرية تنظر للإنسان كعامل منفعل سلبي لا كعامل فعال فهو من وجهة نظرها لا يستطيع التدبر أو التأمل في أفعاله أو التغلب على الإغراء من حوله وجميع تصرفاته انعكاسات شرطية لما حوله من مثيرات.
◊ إما الدوافع فتنمو دوافع الإنسان السلوكية من خلال الخبرة و بالتدريج ينشي الفرد لنفسه مجموعة من الدوافع أو الحاجات المتميزة و خلال نموه في الحياة يقيم الفرد لنفسه شبكة من الدوافع و الحاجات تهدي سلوكه.
◊ وبما أن الشخصية هي نتاج للتعلم فان أنواع السلوك الشاذ أو غير المتكيف يتم تعلمها أيضا فشخصية الفرد تتكون من عادات إيجابية و عادات سلبية ويتم اكتساب تلك العادات عن طريق التعزيز , فسلوكيات الأفراد تحددها إلى درجة كبيرة أنواع التعزيزات التي يحصل عليها من خلال تفاعله مع البيئة.


أخلاقيات العلاج السلوكي

العلاج والإرشاد عمل متخصص يحتاج إلى حماية و رعاية من داخل مجتمع القائمين به وهم المرشدون و المعالجون و كذلك من جانب المجتمع الأكبر الذي يمارس فيه. و لهذا فان الممارسين للعلاج و الإرشاد يتفقون على مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي يلتزمون بها وهي العلم و الخبرة المبنية على أساس مجموعة من العلوم و الدراسات التي تساعد المرشد على تفهم البشر و سلوكياتهم و مشكلاتهم النفسية و الاجتماعية و التمكن من استخدام الأدوات و المقاييس التي تساعده في التعامل مع عملائه, و الاحتفاظ بسرية المعلومات و العمل لمصلحة العميل و لكن ينفرد المرشد في العلاج السلوكي بميزتين تختلف عما يسود بين المرشدين النفسيين في المدارس الأخرى.
مبدأ التدريج :وهو من المبادئ الأساسية في العلاج السلوكي و يعتمد على التدرج في استخدام الأساليب العلاجية فيبدأ المرشد بالأساليب الأكثر قبولا للنفس البشرية مثل التدعيم و الاشتراط المضاد ولا يستخدم أساليب مثل الغمز أو التنفير أو العقاب إلا عندما تعجز الطرق الأخرى عن تعديلها.
مبدأ اشتراك العميل في تحديد أهداف العلاج وسائلة :
وهذا المبدأ من المبادئ الهامة في العلاج السلوكي حيث يشترك العميل مع المعالج في تحديد الأهداف النوعية المتصلة بحالته و التي يسعى العلاج أو الإرشاد إلى تحقيقها و كذلك في تحديد الطرق التي ستستخدم , و بالطبع فان هذا المبدأ يستخدم مع العميل على قدر ما تسمح به قدراته الذهنية و سنة فإذا لم يكن في حالة تسمح بذلك فان ولي أمره يحل محلة في هذا الجانب ( الشناوي و عبد الرحمن 1998)
العلاقة الإرشادية: لا تختلف العلاقة الإرشادية في المجال السلوكي عنها في المجالات الأخرى من الإرشاد كثيرا حيث يشترط أن يكون المرشد ودودا, وأن ينصت إلى المسترشد باحترام و اهتمام وان يتجه إلى مساعدته على تغيير اتجاهاته و أنماط سلوكه المؤدية إلى اضطرابه. وإذا لم يتوفر ذلك فسوف يصبح من الصعب أن يحدد المرشد مشكلة المسترشد و لهذا أهمية قصوا إذا بدون تعاون المسترشد و تقديره للمرشد فلن تكون أساليب التعزيز التي يستخدمها المرشد كالمديح و التقدير فعالة.
المرشد و العملية الإرشادية: العملية الإرشادية من وجهة نظر السلوكية هي موقف تعليمي خاص ,وينظر المسترشد و المرشد إلى علاقتهما على هذا الأساس و يعتبر المرشد نفسه معلما وعاملا مساعدا في هذه العميلة و أي تغيير يحدث نتيجة لعملية الإرشاد هو ناتج مباشر لنفس قوانين التعلم السارية خارج عملية الإرشاد .
 هذه النظرية تتطلب أن يكون المرشد ماهرا في عملة قادرا على تحديد أهداف واقعية مع المسترشد و على الانتقال من طريقة إلى أخرى إذا شعر بفشل طريقته الأولى في العلاج.
لا تفترض مشاركة المشاعر كما في المدارس الأخرى وتكتفي بالتقبل للمسترشد فقط.
المرشد نشط في هذه المدرسة إلى حد كبير فهو يعلم ويخطط ويعيد الترتيب والتخطيط إذا تطلب الأمر.
لا يقصر عملة على المكاتب الإرشادية بل يتدخل في بيئة المسترشد بقصد التغيير.
 يرتكز العلاج السلوكي بشكل كبير على المرشد لأنة بمثابة الضابط والمتحكم في البرنامج العلاجي ويقيس مدى التقدم والتحسن في حالة المسترشد وهو الذي يبدل ويثبت الأساليب العلاجية.
المسترشد في المدرسة السلوكية ليس مفكر أو مقوما لما يجري و إنما هو كائن ذو سلوك وتصرف عرضه لتأثر وفعل أي تفاعل مع البيئة الحالية.
 يعمل المرشد مع المسترشد من زاوية خارجية فقط باستخدام التعزيز أو العقاب وغيرها من أساليب تعديل السلوك والتي تؤدي إلى زوال الأعراض ( الشناوي، 1994).
لا يبحث المرشد عن ماضي الفرد أو خبرات الطفولة لدية و لا يهتم بمسميات الاضطرابات النفسية و إنما يكتفي بالسلوك كما هو (جمعة، 2000).
العلاج السلوكي: يعتبر العلاج السلوكي أحد الأساليب الحديثة المبنية في الأساس على نظريات و قواعد التعلم , وهذه القواعد لم تفعل بطريقة جيدة في العلاج النفسي إلا بعد أبحاث ولبي و التي نشرها في كتابة الكف بالنقيض و التي اعتمد في أساليبه العلاجية على نظرية بافلوف في الاشتراط الكلاسيكي.وتعتبر الخمسينات من القرن الماضي بداية التحول في تبني أراء المدرسة السلوكية في تفسير السلوك كوجه جديد في علم النفس .
ويرى الشناوي و عبد الرحمن (1998 )أن العلاج السلوكي "هو الطريق الملكي المعبد لإخراج النفس البشرية من براثن المرض النفسي".
خصائص العلاج السلوكي: يعتمد هذا لعلاج على مبدأ أن الإنسان يتعلم السلوك السوي و الغير سوي من خلال تفاعله مع البيئة و يعمل التعزيز على تدعيم السلوكيات المرغوبة و الغير مرغوبة.
ويفترض العلاج السلوكي أن الأسس النفسية و بصفة خاصة قواعد التعلم يمكن أن تفيد كثيرا في تعديل السلوك غير المتوافق.
1. . يتضمن العلاج السلوكي إعداد أهداف علاجية محددة وواضحة لكل فرد على حدة.
2. . يرفض العلاج السلوكي النظرية الكلاسيكية للسمات.
3. . يقوم المعالج السلوكي بإعداد طريقة العلاج بما يناسب مشكلة العميل.
4. . يقوم العلاج السلوكي على مبدأ هنا وألان . ولا يبحث عن الأسباب الكامنة.
5. . يهتم العلاج السلوكي بالجانب التجريبي.
النموذج السلوكي :
يعتمد النموذج على الفكرة التي مفادها أنه لنقل التلميذ من مستوى معرفي معين إلى مستوى آخر، يجب إثارة(السلوكات المنتظرة و دعم الإجابات الصحيحة.
في هذا النموذج تعرف بدقة المراحل التي يجب أن يمر بها المتعلم، هدفا تلو الهدف، ثم نحدد الوضعيات التي يقاد خلالها لاكتشاف السلوك الجديد.
يطبق هذا النموذج في تعليم مخطط ، في التربية بالأهداف.
يتلاءم النموذج السلوكي جيدا مع العمل الفردي.
كل شيء مصمم لكي لا يقع التلميذ في وضعية الفشل ، لكن التلميذ ليس لديه أية استقلالية خلال عملية التعلم.
المعلم يساعد التلميذ على اجتياز مستويات أعلى للمعارف.
خصائص التفكير :
بعض خصائص التفكير فيما يلى:
• التفكير نشاط عقلي غير مباشر .
• يرتبط التفكير ارتباطًا وثيقًا بالنشاط العقلى للإنسان .
• يعتمد التفكير على ما يستقر فى العقل من معلومات .
• ينطلق التفكير من الخبرة الحسية ولكنه لا ينحصر فيها ولا يقتصر عليها.
• التفكير انعكاس للعلاقات بين الظواهر والأحداث والأشياء فى شكل رمزى لفظى .
• التفكير الإنسانى جزء عضوى وظيفى من بنية الشخصية ، فنظام الحاجات والدوافع والانفعالات لدى الفرد واتجاهاته وميوله كل هذا ينعكس على تفكير الفرد
خصائص التفكير ايضا :
يتميز التفكير بالآتي :
1 ـ التفكير سلوك هادف ، لا يحدث في فراغ أو بلا هدف .
2 ـ التفكير سلوك تطوري يزداد تعقيداً مع نمو الفرد ، وتراكم خبراته .
3 ـ التفكير الفعال هو الذي يستند إلى أفضل المعلومات الممكن توافرها .
4 ـ الكمال في التفكير أمر غير ممكن في الواقع ، والتفكير الفعال غاية يمكن بلغوها بالتدريب .
5 ـ يتشكل التفكير من تداخل عناصر المحيط التي تضم الزمان " فترة التفكير " والموقف أو المناسبة ، والموضوع الذي يدور حوله التفكير .
6 ـ يحدث التفكير بأنماط مختلفة ( لفظية ، رمزية ، مكانية ، شكلية … الخ ) .
-*-*-*-*-

المراجع

1ـ وزارة المعارف ، سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية ، الطبعة الرابعة 1416هـ
2ـ محمد مصطفى زيدان ، معجم المصطلحات النفسية والتربوية ، دار الشرق ، جدة 1399هـ -1979م
3ـ صالح بن حمد العساف ، المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ، شركة العبيكان الرياض ، 1408هـ
4ـ وزارة المعارف ، أوراق العمل المقدمة لندوة مديري التعليم الثالث ، الرياض في الفترة من 16-18 / 10 /1414هـ
5ـ عبد الله علي الآنانسي وآخرون ، مشكلات وقضايا تربوية معاصرة ، دار الثقافة للطباعة، مكة المكرمة ، 1414هـ
6ـ مسيرة طاهر وآخرون، مدخل إلى الإرشاد التربوي والنفسي ، دار إيلاف بريطانيا ، المكتبة المكية ، السعودية 1414هـ
7ـ محمد مصطفى زيدان ، النمو النفسي للطفل والمراهق ، دار الشرق جدة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.