التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

طفلي يلعب بالعرائس

<div tag="7|80|” >طفلي يلعب بالعرائس
يلاحظ بعض الآباء على أحد أطفالهم الذكور أنه يميل في ألعابه إلى الجنس الآخر ( الأنثى)أو العكس فيلعب بألعاب أخته ويلبس ملابسها ، ويحتضن عروستهاويحاول إرضاعها ، لأنه شاهد والدته تفعل ذلك ، كما أن البنت تلعب بألعاب الأولاد كالمسدسات والكرة وغيرها هذا الطفل أو الطفلة عمرهما في الغالب بين 4-6 سنوات قبل دخولهما المدرسة ، فيستنكر الآباء هذا السلوك غير المرغوب من طفلهما فقد يضربانه ويحقرانه ، ولكن التحقير والقسوة بالضرب وغيره يزيد الحالة سوءا ، إحدى الأخوات اشتكت لي بأن أخاها الصغير يلعب بالعرائس وبألعاب البنات وحاولت هي ووالدتها منعه من ذلك ولكنه كان يلعب بهذه العرائس بخفية عندما لايشاهده أحد ، أذكر أن أحد الزملاء كان قد قص علي قصة الطالب الذي كان يدرس بالصف الثاني متوسط ، وكانت تغلب على سيماه طبيعة أنثوية شعر ناعم طويل وصوت رخيم وحركات أنثوية0
هذا الطفل كان الذكر الوحيد بين خمس أخوات ، فكانت والدته تمنعه من مخالطة الذكور في مثل سنه ، فهو لايختلط إلا بالفتيات ، فحصل أن غضب عليه أحد المدرسين في يوم ما فقال له يامخنث وقعت هذه الكلمة عليه وقوع الصاعقة أو الصدمة بعدها لم يذهب للمدرسة 0
الأســـــــــــــــــــــباب :
1- قد يكون الطفل مدللا تدليلا زائدا بين عدة بنات الولد الوحيد 0
2- قد يغلب الهرمون الأنثوي على هذا الطفل أكثر من الهرمون الذكري الهرمون الأنثوي هو الأستروجين والهرمون الذكري هو هرمون التستيرون هذا بالنسبة للولد أما البنت فالعكس 0
3- قد لايوجد في الأسرة رجل يهتم ويرعى الطفل كما في حالة وفاة الأب أوغيابه لمدة طويلة أو أن والده قد طلق والدته وهي تعيش في بيت أهلها بعيدة عنه، أو انشغال الأب وعدم اهتمامه بهذا الأمر0
4- عدم اصطحاب الطفل للمناسبات الاجتماعية مع رجل ذكروا لده أو أخوه مثلا عمه خاله ، مما يجعله يتربى في ظروف رجولية تمنعه من الميوعة فيتخلق بأخلاق الرجال 0
5- بعض الأمهات يلبسن أطفالهن الذكور ملابس الإناث ، ربما أن الأم كانت ترغب أن تلد أنثى فولدت ذكرا مما يجعل الطفل يتعود على هذه العادة فيحس أنه لافرق بين ملابس البنت والولد 0
6- قد تكون علاقة الطفل بأمه علاقة قوية ( تقمص) الطفل لشخصية الأم وتقليدها في تصرفاتها إلى جانب ضعف صلة الطفل بأبيه 0
7- يميل بعض الآباء بسبب رغبتهم في الحصول على ذكر إلى أن يجعل الأنثى تتصرف كمالوكانت ذكرا فيلبسها ملابس الذكور ويشتري لها ألعابا خاصة بالأطفال 0
العـــــــــــــــــــلاج
تقول المدرسة السلوكية إن جميع مايظهر على سلوكيات أبنائنا وبناتنا إنما هو سلوك متعلم من البيئة المحيطة بهم ، لذا يجب أن يحرص الأبوان على أن لايظهر في سلوكهم أمور سيئة يلتقطها الطفل وتنطبع على سلوكه فتحدث له خللا واضطرابا نفسيا يلازمه طيلة حياته ، كما أنه يجب أن نعلم أطفالنا سلوكا مغايرا للسلوك المشين الذي لانرضاه ، مثل تعليم الطفل منذ نعومة أظفاره على مخالطة الرجال للتخلق بأخلاقهم وإبعاده قدر الامكان عن التشبه بالنساء أو الفتيات في اللبس واللعب= والحديث وأن يصحبه والده معه إلى المناسبات الاجتماعية ، وعدم نقده أمام الغير عندما يحدث منه خطأ أو زلة ، وليعلم الأب أنه كان مثله عندما كان صغيرا والمثل الشعبي القديم الذي يقول ( يالايم الصبيان يومك صبي ) صحيح أي يجب الاينس الأب طفولته 0
• يجب أن يظهر الوالدان لطفلهما الذكر أو الأنثى بأنهما يعتزا بذكورته وأنه سيصبح في الغد –إن شاء الله – طيارا أو مهندسا وكذلك الأنثى يجب أن يظهرا لها فخرهما بأن الله رزقهما بنتا ستكون أما في المستقبل وتتخرج من أرقى الجامعات وتصبح طبيبة أو صيدلانية أو محامية 00الخ 0
• إذا لم يكن الأب موجودا في الأسرة إما لغيابه أو وفاته أو انفصاله عن أم الطفل فيجب أن يكون هناك رجل بديل له كأخ مثلا أو خال أو عم ليقضي معه وقتا مناسبا ساعة أو ساعتين في الأسبوع لتدريبه على التصرفات المناسبة لجنسه ويلعب معه0
• يمكن استخدام طريقة العلاج السلوكي المعرفي وذلك بإحضار لوحة بيضاء وتخيطها على شكل جدول أسبوعي وكتابة أيام الأسبوع عليها وإحضار نجوم لاصقه وتبقى هذه النجوم مع الأم ، ويشعر الطفل أنه في اليوم الذي لايلعب فيه بألعاب أخته أو يقلدها ولا يلبس لباسها يمنح نجمة ذهبية يقوم بلصقها تحت اليوم الذي لم يصدر فيه السلوك غير المرغوب ، تجمع هذه النجوم أسبوعيا ويشترى للطفل بها هدية كبيرة يحبها مثل سيارة أو قيم بوي والبنت يشترى لها عروسه أو مايميل إليه الطفل أو الطفلة ويحبانه 0أما في الوقت الذي يخالفان فيه ما أتفق عليه فلا يعطيان نجمة يلصقانها تحت اليوم الذي حصلت فيه المخالفة ( وهذا هو التعزيز الإيجابي ) وهو الرغبة في حصول سلوك مرغوب يتكرر مستقبلا ، أما منع إعطائه النجمة فهو حرمانه من ميزة ، وهو نوع من العقاب التربوي 0
• يمكن استخدام( التجاهل) وهو أسلوب أيضا من أساليب المدرسة السلوكية ، ومعناه تجاهل السلوك غير المرغوب فيه ، وعدم الاكتراث به ، ولكن في المقابل يجب أن يمتدح الأبوان أي سلوك يصدر من الولد أوالبنت وهو يتوافق ويتناسب مع جنسهما فعندما يتصرف الولد بشجاعة كأن يتسلق الحائط أو يشوت الكرة فينبغي أن يشجع ويمتدح وكذلك البنت عندما تلعب بألعابها المناسبة لجنسها كالعرائس وأدوات الطبخ يجب أن تمتدح وتشجع على ذلك 0
• يجب أن يعلم الأبوان أن السلوك المرغوب لايحدث في ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين، ولكن المسألة مسألة وقت فالتغير يحدث بالتدريج فينبغي عدم الاستعجال في ظهور النتائج المرضية للوالدين ، كما يجب ألا يستولي عليهما الخوف والقلق والتوتر من أن حالة طفلهما غير طبيعية وربما يحدث له في المستقبل مالا تحمد عقباه كأن يصبح طفلهما أنثى أو العكس ، بل يجب عليهما أن يساعداه ويستشيرا المختصين الذين يدلانهما على الأساليب المناسبة في التعامل مع هذا السلوك غير المرغوب ، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين 0
المراجع/ كتاب –مشكلات الأطفال والمراهقين وأساليب المساعة فيها How To HelpChildren With Common Problems تاليف /شارلز شيفر وهوارد ميلمان – ترجمة /أ0د نزيه حمدي , أ0د /نسيمة داود ص 528-533 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.