التصنيفات
الالعام للمكتبة المدرسية

عِلْمٌ بِلاَ أَدَب كَنَار بِلاَ حَطَب، وَأَدَبٌ بِلاَ عِلْم كَجِسْم بِلاَ رُوح

الشارقة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
وبعد،،

عِلْمٌ بِلاَ أَدَب كَنَار بِلاَ حَطَب، وَأَدَبٌ بِلاَ عِلْم كَجِسْم بِلاَ رُوح

إخواني وأخواتي طلاب وطالبات علم الشريعة..

ويا حماة العقيدة..

ويا حاملي ميراث النبي صلى الله عليه وسلم..

ليس المقصود من التعليم حشو المعلومات .. وطلب الشهادات .. إن العلم إذا لم يظهر أثره على صاحبه فهو وبال عليه ..

وحاجتنا إلى القلوب العامرة بالإيمان .. أهم من حاجتنا إلى الرؤوس المشحونة بالمعلومات .. لأن العلم من غير إيمان يجعل الشخص منحرفاً يرمي بشرره .. وينشر الدمار والبؤسَ على العالمين .. و تجرفه الأفكار المنحرفة .. والعقائد الضالة ..

وما قيمة العلم إذا كان صاحبه ذا أخلاق فاسدة.. يتمرّغ في الرذيلة .. وينقض مبادئَ التربية عروةً عروة بسلوكه وأخلاقه ؟!

ما قيمة العلم إذا لم يظهر أثره على طالب العلم في أدبه مع ربه ؟!! .. و أدبه مع مشايخه .. وفي أدبه مع إخوانه وأقرانه وكتبه ؟! ..

– قال عبد الله بن المبارك –رحمه الله-:« طلبت الأدب ثلاثين سنة , وطلبت العلم عشرين سنة , وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم »[ غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/446].

– وقال أيضا –رحمه الله-:« كاد الأدب يكون ثلثي العلم »[ صفة الصفوة لابن الجوزي 4/120].

– وقال أيضا –رحمه الله-: قال لي مخلد بن الحسين:« نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث »[ الجماع لأخلاق الراوي وآداب السامع].

– قال مالك بن أنس: قال ابن سرين –رحمه الله-:« كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلم »[جامع الخطيب:1/79].-

أدب الطالب كما يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:« هو عنوان سعادة المرء وفلاحه، وفي المقابل فإن سوء أدبه علامة على شقاوته وحرمانه ».

– يقول الإمام الزرنوجي -رحمه الله- في كتابه النفيس "تعليم المتعلم طرق التعلم":« ينبغي لطالب العلم أن يتحرز عن الأخلاق الذميمة فإنها كلاب معنوية، وكما أن البيت الذي فيه كلاب لا تدخل فيه الملائكة فكذلك القلب الذي فيه معصية لله وفيه سوء أدب فإن العلم لا يلج إليه ولا يدخله ».

– وقال أبو عمر عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المعروف بابن الصلاح –رحمه الله-:« علم الحديث علم شريف يناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم, و ينافر مساوئ الأخلاق ومشاني الشيم, وهو من علوم الآخرة لا من علوم الدنيا, فمن أراد التصدي لإسماع الحديث أو لإفادة شيء من علومه, فليقدم تصحيح النية وإخلاصها , وليطهر قلبه من الأغراض الدنيوية وأدناسها وليحذر بلية حب الرئاسة ورعونتها »[ علوم الحديث , النوع السابع والعشرون ص213].-

وعن أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري -رحمه الله- قال:« علم بلا أدب كنار بلا حطب، و أدب بلا علم كجسم بلا روح »[ انظر الجـماع لأخـلاق الراوي وآداب السـامع للخطيب البـغدادي 1/80 وأدب الإمـلاء للسمـعاني ص2].

يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به بَدَلا *** فقَدْ ظَفَرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ
وقَدِّسِ العِلمَ واعْرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِه *** فِي القَوْلِ والفِعْلِ والآدابَ فَالْتَزِمِِ
واجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَه *** لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ ُ
والنُّصْحُ فابْذُلْهُ لِلطُّلابِ مُحْتَسِبًا *** في السِّرِّ والْجَهْرِ والأُسْتاذَ فَاحْتَرِمِ
ومَرْحَبًا قُلْ لِمَنْ يَأتِيكَ يَطْلُبُهُ *** وفِيهِمِ احْفَظْ وَصايَا الْمُصْطَفَى بِهِمِ
والنِّيَّةَ اجْعَلْ لِوَجْهِ اللهِ خالصَةً *** إنَّ البِناءَ بدونِ الأصْلِ لَمْ يَقُمِ

هذا في القرون المشهود لها بالخيرية، فكيف تكون حاجتنا للأدب في هذه الأزمنة؟!

فإلى الله المشتكى…

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يزودنا علماً وهدىً وتوفيقاً وصلاحًا.
وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

منقول للفائدة

الشارقة

جهود تشكرين عليها أختي الكريمة الشارقة
جزاك الله خير أختي الغالية
جزاك الله خيراً اختي حلوة معاني

الشارقة
موضوع مفيد ومتميز
شاكرة لك طرحك

الشارقة
الشارقة
الشارقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.