مع بداية كل عام دراسي جديد تظهر مشكلة مفزعة ومقلقة لأطياف المجتمع كافة ألا وهي مشكلة غياب الطلاب المتكرر عن مدارسهم في الأسابيع الأولى، ولعل تكرار تلك الظاهرة من كل عام وتناول وسائل الإعلام لها من دون تقديم العلاج الشافي للقضاء عليها يضعنا دوماً كتربويين أمام محك رئيس في كيفية القضاء والتصدي لتلك الظاهرة المؤلمة وتقديم أفضل طرق العلاج والحل . فلم يعد الأمر يحتمل التجمل والتنظير، وبات على كل شخص مسؤول في الميدان التربوي أن يصدق نفسه في البحث والتحليل لأسباب تلك الظاهرة،كما أن المسؤولية لا تقع على عاتق رجال التربية وحدهم، بل على الأسر وأولياء الأمور كافة، وكذلك الطلاب أنفسهم . ولعل المتعايش مع العملية التعليمية وما يدور فيها يلامس واقع الطلاب والمعلمين في المدارس لتظهر له الحقيقة بجلاء ،فالمعلم لا يتأخر عن عمله اليومي منذ بدء اليوم الدراسي، ونظراً لأن الجميع يعلم أن التأخر والغياب ستترتب عليه خصومات وجزاءات ،أما الطالب الذي نفتح المدارس من أجله وتتأهب له الجهات المعنية كافة، من شرطة وصحة وخلافه لتوفير الأجواء اللازمة له فإنه يتغيب عن هذا العرس الذي لا يعلمه الطالب أن بقدومه للدراسة يحقق النجاح وخدمة مجتمعه ووطنه ويحقق الرقي والتقدم لدولته .ولا شك في أن الدور الجوهري لغياب الطلاب عن الدراسة يعود إلى الأسرة، كما أن تقاعس إدارات المدارس والمعلمين في اتخاذ الإجراءات الوقائية لردع الطلاب عن الغياب من شأنه المساهمة في استفحال هذه الظاهرة، ولنا أن نتخيل عندما يجد الطلاب الصغار من هم أكبر سناً منهم في المدرسة نفسها يتغيبون بلا جزاء، فإنهم سيجدون التشجيع وكم أعجبني الشعار الذي رفعته وزارة التربية والتعليم مع أول أسبوع دراسي تحت عنوان “مرحباً مدرستي” لجذب الطلاب إلى مدارسهم وربطهم بها قلبياً، وكم سعدت في أول أيام الدراسة في مدرستي وأنا أجد مدير المدرسة محمد عمر الشمري يقف على باب المدرسة لاستقبال الطلاب وأولياء أمورهم مع جماعات من طلاب المدرسة والمعلمين للترحيب بالقادمين والتواصل معهم، ما يؤكد بحق مدى وعي الإدارات المدرسية بضرورة التخطيط وتنفيذ فعاليات متنوعة ومشوقة لجذب الطلاب لتلقي دروسهم منذ اليوم الأول للدراسة مع معلمين أكفاء هدفهم الأسمى توصيل الخدمة التعليمية بأمانة نابعة من الضمير .
محمد حسيني المهم
مسؤول المركز الإعلامي في ثانوية “الراشدية” – عجمان
معلم علم النفس
المقال منشور بجريدة الخليج2 الصفحة10 الأحد16-9-2012