التصنيفات
الأخبار التربوية

كلمة الطلاب للاحتفال بعيد الاتحاد

بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني و يسعدني أن أقف على هذا المنبر ، بالأصالة عن نفسي و بالإنابة عن إخواني الطلاب لألقي كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لعيد الاتحاد العظيم ، ولا يسعني في هذه المناسبة المباركة إلا أن أقتدي بوالدي سمو الشيخ خليفة بن زايد وأردد بعضا من كلماته المعبرة عن الاتحاد و روح الاتحاد .

أن يوم الثاني من ديسمبر عام 1971م أعاد لهذا الوطن وحدته وأسقط كل عوامل التجزئة ، وجعل من أرض الإمارات نسيجا مركبا يتمتع بكل صفات الانسجام ويمتلك كل عناصر التقدم والرخاء .

و سوف يبقى الثاني من ديسمبر 1971م على مر الزمان الحـدث الأعظم قيمة في تاريخ الإمارات .. والأكثر تأثيرا في مستقبلها ، لا ينضب نبعه ، أو يخف صداه .

و كان الاتحاد حلما فأصبح حقيقة .. وكان الاتحاد أملا فأصبح واقعا يرتكز على أرضية صلبة قوية نتيجة للإيمان الراسخ بضرورته الملحة والرؤية الصافية لأهدافه الحاضرة والمستقبلية .

إن شمس الثاني من ديسمبر استطاعت أن تساير حركة التاريخ والتطوير ، وإن دولة الإمارات العربية المتحدة تنهض اليوم برجالها وتزدهر بسواعد أبنائها وبإرادة قيادتها المخلصة .

و إذا كان تاريخ الإمارات قديمه وحديثه يزخر بمناسبات العز والفخار التي لا تنسى أبدا ، فإن يوم الثاني من ديسمبر سنة 1971م ، هي من الأيام العزيزة والغالية على نفوسنا ، الخالدة في قلوبنا ، لأنه اليوم الذي بارك الله فيه هذه الأرض الطيبة .

نحن نتطلع إلى طموحات أكبر وأشمل ، ونضع نصب أعيننا باستمرار المهام والمسؤوليات التي تواجهها هذه المسيرة في تقدمها بإذن الله ، ليس فقط لتدعيم وتطوير ما تحقق من إنجازات وإنما أيضا نهضتنا وتوسيع آفاقها بالجديد من هذه المنجزات .

و في عيد الوفاء سنظل نصون أرضنا الأبية ، العامرة بالعزة والكبرياء ، إرادة واحدة ، وقلبا واحد ، على صفحة ترابنا الوطني ، ونقول لإمارات الوفاء لا يسعنا يا وطننا إلا أن ندعو لك بالرفعة والتقدم والازدهار .

لقد استطاعت دولة الإمارات أن تقدم خلال مسيرة الاتحاد نموذجا حيا ومشرفا للدولة الحديثة التي استمدت من الماضي طريقا للحاضر ورسخت الحضارة ديمقراطية وشورى في الحكم عدلا وأمنا واستقرارا بين الناس ، وكلها من مقومات الدول الناجحة القوية البنيان والمتينة الوشائج .

أمام هذه التجربة الفريدة الرائدة تتجسد عظمة الرجال وقوة الإرادة وسلامة البناء الذي يؤتي أكله يوما بعد يوم .. فالاتحاد .. مسيرة بدأت ونمت ولا تزال بحمد الله تحقق كل يوم إنجازا جديدا في كل لحظة لبنة أخرى في بناء الوطن .

إن مناسبة قيام دولة الإمارات تذكرنا بحجم المسؤوليات الكبرى التي علينا أن نتحملها بجدارة المهارات الهائلة التي تقع على قواعد الاتحاد وننطلق به نحو آفاق التطور لأنه طريقنا إلى المستقبل .

في الثاني من ديسمبر 1971م انطلقت إلى الآفاق دولة الإمارات العربية المتحدة قوية بوحدة شعبها عزيزة بإخلاص قادتها أبية بصلابة جيشها غنية بوفرة ثرواتها وخيراتها كريمة بتعدد عطاءاتها .

لم تعد دولة الإمارات مجرد بقعة جغرافية تنحصر منجزاتها داخل هذه البقعة ولكن تتعداها كمعنى لهذا الاتحاد وكتأثير لحجم هذا الإنجاز وكأبعاد تاريخية لها وزنها وثقلها بين كل شعوب العالم .

إن ذكرى العيد الوطني ليس مجرد أعوام تتكرر وتمضي .. ولكنها يجب أن تكون بالنسبة لنا وقفة تأمل لمراجعة ما تم إنجازه من أعمال .

إن الأجيال سوف تمضي بعون الله على أرض الإمارات جيلا بعد جيل وستبقى بفضل الله هذه الأرض الطيبة تحرسها عناية الخالق وتحميها عزائم الرجال وسواعدهم ، وستبقى راية الإمارات عالية خفاقة وتبقى معها أعمال رجالها المخلصين الأوفياء شواهد حية ومعالم بارزة على درب مسيرة هذا الوطن .

والله يحفظ دولة الإمارات من كل شر ويديم عليها الأمن والاستقرار …

شكرا جزيلا دائما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.