لقاء مع معلم جديد
من سلسلة : (ذكريات موجه من وحي زياراته الميدانية )
بقلم الدكتور/ محمد البحتري
موبايل 5374275
البريد الألكتروني albohturi@hotmail.com
المقدمة
زرت معلماً جديداً تم تعيينه قبل أيام ، وقد لمست من أول لقاء معه نشاطه وحبه للعمل ، ورغبته في اكتساب الخبرات ، وحرصه على تطوير أدائه. تبادلت معه أطراف الحديث وللحديث شجون ، فرأيت في عينيه النباهة ، وتوسمت في قسمات وجهه الصلاح والعمل الجاد.
اقترب مني بعد أن تآنسنا ، وتآلفنا ، ورفعنا كلفة العمل الرسمي ، ثم قال : أعلم أنّ الموجّه ناصح وأمين ، وأن المعلم الجديد بحاجة إلى بعض التوجيهات ، فآمل أن تزودني بها ، وخاصة ما يتعلق بالمهام والأدوار التي ينبغي على كل معلم أن يقوم بها ، فسرّني كلامه ، وشجّعتني صراحته ، ودار بيننا حوار ونقاش توصلنا من خلاله إلى المراد ، لم نتنبه إلا وجرس الحصة المقررة يعلن بدءها، فشكرني ، وطلب مني زيارة أخرى ، فقلت هذا من واجبي ، وأنت أهل لذلك، ثم حددنا موعداً لها ،وكان هذا الموقف دافعاً لكتابة الصفحات التالية ، من سلسة" ذكريات موجه من وحي زياراته الميدانية " .
المعلم صاحب رسالة مقدسة
قلت لزميلي : إنّ المعلم صاحب رسالة مقدسة وكان ينظر إليه كذلك على مر العصور والأزمان ، فهو معلم الأجيال ومربيها ، و محور العمل في المدرسة ، وعمودها الفقري، وباني الرجال، وصانع المستقبل ، إنه معلم التراث الأصيل، والقدوة الحسنة لتلاميذه ، وناشر علم، ورائد فكر ، ومؤسس نهضة .
بل إن بعض الأمم تنسب خسارتها أو نجاحها في الحروب إلى المعلم وسياسة التعليم، كما أنها تعزو تقدمها في مجالات الحضارة والرقيّ إليهما أيضاً . وترتكز قيمة المعلم على وعيه وإلمامه بمسؤولياته الجسام.والأدوار التي يقوم بها . قل لي محدثي وما هي هذه الأدوار التي ترتقي بالمعلم إلى هذا المستوى من المكانة والعلو ؟ قلت له سأذكر بعضها فيما يلي :
أدوار المعلم في ظل تحدّيات المستقبل:
لم يعد المعلم يا صديقي، ناقلاً للمعرفة ومصدراً وحيداً لها ، بل أصبح الموجه والمشارك لطلبته في رحلة تعلمهم واكتشافهم المستمر ، لقد أصبحت مهنة المعلم مزيجاً من مهام القائد ، والمرشد ، والناقد ، والموجه ،إنه المعلم والمربي في آن واحد.
إنّ ثورة التجديد التربوي لا يمكن أن تنجح من دون أن يكون على رأسها المعلم 0 فتكنولوجيا المعلومات لا تعنى التقليل من أهمية المعلم ، أو الاستغناء عنه كما يتصور بعضهم، بل تعنى في الحقيقة دوراً مختلفاً له ، ولابد لهذا الدور أن يختلف باختلاف مهمة التربية ، من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية، وإكساب الطالب القدرة على التعلم الذاتي ، وهكذا تتعدد الأدوار التي يقوم بها المعلم ، والتي نشير إليها فيما يلي :
*الرعاية الشاملة للطلاب.
يعد الطالب محور العملية التربوية بأبعادها المتنوعة ، هذه العملية التي تهدف أولاً وأخيراً إلى النمو الشامل للطالب " روحياً وعقلياً ومعرفياً ووجدانياً وسلوكياً " .
وبما أن المعلم فارس الميدان التربوي فهو مسؤول عن تحقيق هذا النمو من خلال أدائه التربوي الإيجابي، سواءً أكان خلال الموقف التعليمي داخل غرفة الصف أم خارجها ، وهذا يتطلب منه أن يضمّن خططه – سواءً أكانت يومية أم أسبوعية أو شهرية أم سنوية – الأهداف التي تساعد على النمو المتكامل للطالب، وتنشئته تنشئة سليمة،
عليه أن يتابع المستوى التحصيلي لتلاميذه على مدار العام الدراسي ، ويلزمه في هذا المجال فتح السجلات المناسبة لتوثيق درجاتهم ومتابعة سلوكهم حسب التعليمات ،.ووضع الخطط اللازمة لمعالجة حالات الضعف والارتقاء بحالات التفوق، والقيام بأبحاث ودراسات إجرائية لحالات التأخر في مجالات التحصيل المعرفي أو المجالات السلوكية الأخرى ،متعاوناً بذلك مع زملائه وإدارة المدرسة ومع الأسرة . والمعلم قدوة لطلابه ، فعليه أن يبتعد عن كل سلوك سلبي . فلا يدخن أمامهم ، ولا يستخدم ألفاظاً نابية معهم ، حتى لايؤثر سلباً على سلوكهم.
* تحليل المناهج وتوزيع المقررات
على المعلم أن يكون متمكناً من تحليل المناهج والمقررات التي يدرسها ، عاملاً على إثرائها وتوظيفها لخدمة الطلاب ، ,أن يخطط لدروسه وفق النموذج المعتمد من الوزارة ،كما يترتب عليه وضع الخطط الهادفة للأنشطة الصفية واللاصفية التي تساعد على توظيف المعرفة ، وربطها بالواقع .
* استخدام الأساليب والتقنيات الحديثة
لم يعد المعلم موصلاً للمعلومات والمعارف للطلاب ولا ملقناً لهم ، لقد أصبح دوره مساعداً للطلاب في عملية التعلم والتعليم ، و الاستعداد للدروس والبحث وأن يقدم لهم إرشاداته وتوجيهاته؛ فهوه الكفء الذي يعي الأساليب التقنية وتكنولوجيا التعليم ،ولديه القدرة والمهارة الهادفة في معاونة الطلاب على توظيف المعرفة في مجالات الحياة المتنوعة .
* الالتزام الإداري، وتنفيذ التعليمات والتوجيهات .
يتقيد المعلم بالتوجيهات والتعليمات الواردة من الجهات التربوية المسؤولة بالوزارة والمنطقة ، ومن الموجه التربوي ومدير المدرسة ، ويحافظ على الدوام وحضور الأنشطة وطابور الصباح .والمشاركة في الأعمال اليومية .
* الإدارة الصفية الناجحة .
يعدّ المعلم في هذا المجال مساعداً ووسيطاً لتحقيق سلوك اجتماعي إيجابي لدى الطلاب قوامه الانضباط والنظام ، ولا يتأتى ذلك من خلال الأوامر والتسلط بل من خلال إشاعة الجو الديمقراطي الهادف ، وأن يمكّن طلابه من الإسهام في حفظ النظام والانضباط في حدود مقدرتهم ، فالطالب الذي يسهم في صنع القرار يحترمه ويطبقه ، فمثلاً عندما تكون في المدرسة ظواهر شغب ومخالفات للقوانين والتعليمات وخرق لأنظمة الدوام ، يقع على عاتق المعلم إشراك الطلاب في دراسة الأسباب ، وإجراء البحوث بشأنها ، وبالتالي اتخاذ التوصيات والاقتراحات الملائمة للحلول .
* الانتماء إلى المهنة .
لا بد من انتماء المعلم للمهنة التي يعمل بها ، ويحافظ على شرفها وسمعتها ، ويسعى على الدوام بأن ينمو ويتطور من خلال جمعيات المعلمين ونقاباتهم ؛ لأن هذه المؤسسات تسعى دائماً لتطوير المعلمين ، من خلال اللقاءات والندوات والنشرات ، وللمعلم دوره في نشاط هذه المؤسسات والجمعيات .
* التفاعل مع البيئة المحلية .
المعلم رائد اجتماعي يسهم في تطوير المجتمع وتقدمه عن طريق تربية الأطفال تربية صحيحة ، تتسم بحب الوطن والحفاظ عليه ،وغرس قيم العمل الجماعي في نفوسهم ، وتعويدهم ممارسة الديمقراطية في حياتهم اليومية ،وأن يكون عضواً فعالاً في المجتمع المحلي ، بحيث يتفاعل معه فيأخذ منه ويعطيه عن طريق مجالس الآباء والمعلمين ، والانضمام إلى الجمعيات الخيرية الموجهة لخدمة المجتمع، والتعاون مع المؤسسات المجتمعية.
وفي نهاية اللقاء تنهد زميلي المعلم الجديد طويلاً ، وقال إنها مهمة كبيرة ، وأدوار عظيمة ، أسأل الله عزّ وجل أن يوفقنا للقيام بها ، وأن نكون عند حسن الظن بنا ، ولنا لقاء آخر كما اتفقنا نستكمل حديثنا فيه إن شاء الله .
بقلم الدكتور محمد البحتري
موبايل 5374275
البريد الألكتروني albohturi@hotmail.com
وعندما تكون هذا الفكرة نابعة من الدكتور البحتري تكون ذا فائدة كبيرة.
جزيت خيرا على هذا الطرح الشائق المفيد.
لم يعد المعلم موصلاً للمعلومات والمعارف للطلاب ولا ملقناً لهم ، لقد أصبح دوره مساعداً للطلاب في عملية التعلم والتعليم ، و الاستعداد للدروس والبحث وأن يقدم لهم إرشاداته وتوجيهاته؛ فهوه الكفء الذي يعي الأساليب التقنية وتكنولوجيا التعليم ،ولديه القدرة والمهارة الهادفة في معاونة الطلاب على توظيف المعرفة في مجالات الحياة المتنوعة . |
<div tag="8|80|” >
أتمنى على جميع الزملاء في الميدان الجدد منهم والقدامى
أن يطلعوا على هذه المقامة الرائعة
وأن تكون دليلهم ومرشدهم الى التغير والتطوير
للبعد كل البعد عن الأساليب التقليدية في التعليم
وعندها سيلمس الجميع مدى التغير الايجابي الذي سيحصل
لدى من يعلمهم من الطلاب
كل أمنيات التوفيق نرجوها لك ، ونطمع بمزيد من الأساليب الاشرافيه الحديثة