التصنيفات
التربية الخاصة

مراكز التربية الخاصة خطوة لا بد منها

وقفة
مراكز التربية الخاصة خطوة لا بد منها
بقلم :محمد العمادي

إن أول ما يتبادر لأذهان العاملين في القطاع التربوي عموماً الأرقام والدراسات المسحية لأنها غالباً ما تعكس حقيقة تبني عليها الدول والمجتمعات المتحضرة سياساتها المتعلقة بالاقتصاد والتعليم وتوفير المستلزمات الأساسية لأفراد المجتمع.

كما تعكس الأرقام والنسب حجم المشكلة التي تعاني منها فئة من فئات المجتمع، فنضرب على سبيل المثال لا الحصر مشكلة اضطراب التوحد الذي يعتبر أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً وانتشاراً، حيث تقدر نسبة المصابين به اعتماداً على إحصائيات مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأميركية بإصابة واحدة بين كل 146 طفلا ويلاحظ أن هذا العدد في ازدياد مضطرد، فمعدل زيادة نمو إعاقة التوحد من 10-17% سنوياً.

إن وجود تلك الإحصاءات يعتبر علامة حمراء تدعو القائمين على التعليم الخاص في تلك الدولة إلى التفكير بجديه في توفير خدمات تربوية وتأهيلية للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم والقائمين على رعايتهم وفتح برامج جامعية لرفد القطاع التربوي العامل مع تلك الفئة، وأستطيع القول بأن ما ينطبق على التوحد ينطبق على مختلف المشكلات الصحية والتربوية التي تواجه أي مجتمع.

وعلى الرغم من كل التطور الذي نشهده في مختلف المجالات فإنني أتساءل متى سنشهد أرقاما ودراسات إحصائية حقيقة ذات فائدة ملموسة تسهم بشكل فعال في توفير إحصاءات دقيقة واضحة لعدد حالات الإصابة في مختلف الإعاقات لنرقى بخدماتنا لتلك الفئة من المجتمع وليكتمل عقد تطورنا، فالمعروف أن تقدم الأمم وتطورها يقاس بما تقدمه من خدمات صحية وتعليمية لأفرادها، وذوي الاحتياجات الخاصة جزء من هؤلاء الأفراد.

ومن الأمور الهامة التي استوقفتني عند قراءتي لمقال نشرته الجمعية الأميركية لأطباء الأطفال والتي لا تقل أهمية عن الدراسات المسحية والأرقام الإحصائية للإعاقة بل تتعداها إلى الكشف والتشخيص المبكر والذي أثبتت أهميته الدراسات والأبحاث العلمية على تطور ونمو الطفل ذي الحاجة الخاصة.

والحد والوقاية من تطور الإعاقة فالنمو في جانب من الجوانب قد يتدهور ما لم يتم تدعيمه وتطويره، وبالنسبة للأسرة، فإن التدخل المبكر يساعد الوالدين على التعامل مع طفلهما ذي الاحتياج الخاص، كما يساهم في تجنيب الوالدين مواجهة صعوبات نفسية كبيرة، ويساعد التدخل المبكر أيضاً على خفض التكاليف المادية التي سيحتاجها الطفل لاحقاً.

فلقد أوصت تلك الدراسة بضرورة إجراء مسح لجميع الأطفال دون استثناء خلال الفترة العمرية من 18 إلى 24 شهرا، سواء أكانت هناك علامات تحذيرية للاضطرابات النمائية أم لا، مما يساعد في توفير خدمات مبكرة للأطفال المصابين بالإعاقة بغض النظر عن نوعها.

إن التجربة الرائدة التي قام بها مركز دبي للتوحد والذي يعتبر إحدى مؤسسات النفع العام في الدولة ويعتمد في ميزانيته على الهبات والتبرعات، تعد تجربة متميزة حيث تمت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بهدف نشر الوعي باضطراب التوحد والتعرف على طرق المسح الأولية للمساعدة في عملية الكشف المبكر عن هذا الاضطراب.

حيث كانت الفئة المستهدفة هي معلمو ومعلمات رياض الأطفال والصفوف الأولية لجميع المناطق التعليمية في الدولة لتمثل خطوة على الطريق الصحيح. وكلنا أمل أن تُعمم تلك التجرية للحد مما يواجهنا من اضطرابات ولإيجاد لغة مشتركة بين العاملين مع ذوي الاحتياج الخاص والعاملين في القطاعي التربوي والطبي وغيرهم.

وقفتان في نظري لا بد منهما، ولا بد لهما من خطوة جريئة ولا بد أن ترصد لهما الجهود إن أردنا أن نكون في مصاف الدول المتقدمة في توفير خدمات متميزة رائدة لذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم والقائمين على رعايتهم.

ـ المدير العام عضو مجلس الإدارة مركز دبي للتوحد

تعليقاتكم واستفساراتكم ستؤخذ بعين الاعتبار


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراَ لكِ يا غاليتي على هذه المشاركة الرائعة والمفيدة

وأترقب كل ما هو جديد هنا بإذن الله

والسموحة

تســـــــــــلمين يالغاليه على المواضيع الحلوه

تسليمــــــن يالغاليه على مواضيعج الحلوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.