التصنيفات
التربية الخاصة

نظرية الحلقات المفقودة وعلاقاتها باكتساب اللغة للطفل التوحدى

فخ الصمت الوهمى

إن أشهر الأخطاء التي يقع بها المتعاملين مع أطفال التوحد ، أن تصبح غرفة الصف أو المنزل أشبه بغرفة تدريس الصم فلا يسمع بها صوتا سواءاً للطفل أو للمتعامل معه أو لأي أداه تصدر صوتا داخل الغرفة كآله موسيقية بسيطة أو كاسيت وتلفاز .. ، وهذا لا يحدث عن عمد أو قصد ، وإنما يحدث بشكل تدريجي دون انتباه .

فمنذ استقبال الطفل وفى الأسبوع الأول نجد فيه المتعامل مع الطفل التوحدى يتكلم معه ويعطيه أوامر صوتيه شأنه فى ذلك كشأن أي طفل طبيعي يتم التعامل معه، ولكن لكون الطفل التوحدى لا يستطيع او لايرغب أن يستخدم اللغة فان المدرس نجده لا شعوريا يبدأ في التقليل من استخدام اللغة مع هذا الطفل ، ويستبدلها تدريجيا بالاشاره أو الصورة ، أو اللمس والإمساك بالطفل لتوجيهه ، وقد يحفز المعلم على ذلك استجابة الطفل لتلك الطرق من التواصل ، ثم يبدأ المعلم في الاستغناء تدريجيا عن اى نشاط يستوجب الاستماع والتحدث كالقصة وغناء الأناشيد والمواد المرئية المسموعة… الخ ، مستبدلا ذلك بنشاطات لا تحتاج للغة وبالتالي يكون الطفل أنشط وأكثر انجازا لها نحو التلوين والتركيب….. ويستمر ذلك السلوك في الزيادة إلى ان يصل الوضع إلى حد التعامل مع طفل أصم وهنا نسأل أنفسنا سؤلا ، هل أعطينا الطفل الفرصة الكافية للتدريب على الاستماع والذي يعد أساسا هاما للكلام لدى الطفل ؟ هل نجحنا في تغيير رغبة الطفل في عدم التحدث رغم عدم وجود عائق لذلك، أم نجح الطفل في تنفيذ رغبته ؟ , لابد من الاستعانة بكل الأنشطة التي تتطلب التحدث والاستماع كغناء نشيد مبسط ومنغم ، استخدام العاب وآلات موسيقية ، استخدام أنشطة تتطلب استخدام النفخ كالبالون والصفير .. لتدريب الشهيق والزفير ، الاستعانة بمجسمات للحيوانات والأشياء ذات الصوت كالسيارة والقطار والطائرة والبطة، اعتبار اللغة اسلوب اساسى فى التعلم والتعامل مع الطفل .

فى احدى جلسات التواصل مع اولياء الأمور ذكرت لى والدة طفل توحدى ويبلغ من العمر 10 سنوات ، ولديه حصيلة لغوية وقدرة على استخدام اللغة جيدة لحد ما اخبرتنى ان ولدها من السنوات الاولى لم يستخدم اللغة مطلقا ولكنها لم تيأس من ذلك الأمر وأصرت ان تكون اللغة هى السبيل الاساسى لابنها كى يعبر عن احتياجاته ، وتذكر ان الأمر قد طال بهذا الصمت التام حتى وصل سن ابنها 7 سنوات ، ولكن الأسرة والمتعاملين مع الطفل أصروا على أن تكون اللغة كذلك لها الأولوية فى أى تعامل مع الطفل، تذكر لى ام الطفل مدى الصعوبات والمشكلات التى واجهتها اثناء سنوات صمت ابنها ،وما كان يحاول به الابن الضغط عليهم لتلبية طلباته كالصراخ والنوبات الغضب ، ولكنها تذكر انهم كانوا يواجهون هذه الصعوبات بكل صبر وتحمل ، الى ان حددثت المفاجأه ،والتى اسمتها بهزيمة التوحد فمع بداية العام السابع بدأ الطفل يشعر أن هناك شىء يسمى اللغة ، وانه لا سبيل له من استخدامه لتلبية طلباته ، فحدثت الطفرة اللغوية ففى خلال عامين وبالاعتماد على الحصيلة اللغوية المسموعة والمخزونة من قبل استطاع هذا الطفل التحدث بل ولغتين وبشكل جيد جدا بالنسبة لحالته .

فاللغة لدى طفل التوحد مرتبطة بالإدراك و التواصل) ،فعدم قدرة طفل التوحد علي الكلام في الغالب أو ربما دائما ً لا ترجع إلي سبب مرضي أو عيب خلقي في جهاز الكلام أو لمشاكل مرضيه أخرى ،ولكنها تعود في الأغلب لعدم إدراك وتواصل الطفل ،فالطفل لا يدرك أن هناك شيء يسمى اللغة نتواصل بها ،لذلك فتدريب طفل التوحد على الاستماع للأصوات وتقبلها وتدريب سمعه على الكلمات ( التنبيه السمعي ) شرط اساسى للحديث والكلام،وذلك كله يتوقف على النجاح في التواصل مع الطفل وجعله يدرك ما يسمعه.

لذلك يمكننا الجزم أن الطفل المصاب بالتوحد يميل إلي عدم الكلام و يظهر رغبه وقدرة أكبر إذا بدأ في استخدام القلم أو الصورة)، فكما ذكرنا من قبل ، يفضل الطفل أن نعرض عليه لوحة صور لتيتش ويختار ما يريد عن أن يقول ماء أو أكل أو غير ذلك، فإذا شعر انه سيستخدم اللغة ولو لفترة قليله، يظهر نوع من المقاومة ، إما بكاء أو صراخ أوإشارةأو دون ذلك،. ولذلك فمن الأهمية عند التواصل مع الطفل بأي وقت وأي نشاط ،أن يتم من خلال اللغة حتىفي حالة عدم الكلام للطفل ، فاللغة المسموعة سيكون لها دور فيما بعد عندما يبدأ بالكلام ، فهي بمثابة قاعدة للغة فيما بعد
فخ الصمت الوهمى

إن أشهر الأخطاء التي يقع بها المتعاملين مع أطفال التوحد ، أن تصبح غرفة الصف أو المنزل أشبه بغرفة تدريس الصم فلا يسمع بها صوتا سواءاً للطفل أو للمتعامل معه أو لأي أداه تصدر صوتا داخل الغرفة كآله موسيقية بسيطة أو كاسيت وتلفاز .. ، وهذا لا يحدث عن عمد أو قصد ، وإنما يحدث بشكل تدريجي دون انتباه .

فمنذ استقبال الطفل وفى الأسبوع الأول نجد فيه المتعامل مع الطفل التوحدى يتكلم معه ويعطيه أوامر صوتيه شأنه فى ذلك كشأن أي طفل طبيعي يتم التعامل معه، ولكن لكون الطفل التوحدى لا يستطيع او لايرغب أن يستخدم اللغة فان المدرس نجده لا شعوريا يبدأ في التقليل من استخدام اللغة مع هذا الطفل ، ويستبدلها تدريجيا بالاشاره أو الصورة ، أو اللمس والإمساك بالطفل لتوجيهه ، وقد يحفز المعلم على ذلك استجابة الطفل لتلك الطرق من التواصل ، ثم يبدأ المعلم في الاستغناء تدريجيا عن اى نشاط يستوجب الاستماع والتحدث كالقصة وغناء الأناشيد والمواد المرئية المسموعة… الخ ، مستبدلا ذلك بنشاطات لا تحتاج للغة وبالتالي يكون الطفل أنشط وأكثر انجازا لها نحو التلوين والتركيب….. ويستمر ذلك السلوك في الزيادة إلى ان يصل الوضع إلى حد التعامل مع طفل أصم وهنا نسأل أنفسنا سؤلا ، هل أعطينا الطفل الفرصة الكافية للتدريب على الاستماع والذي يعد أساسا هاما للكلام لدى الطفل ؟ هل نجحنا في تغيير رغبة الطفل في عدم التحدث رغم عدم وجود عائق لذلك، أم نجح الطفل في تنفيذ رغبته ؟ , لابد من الاستعانة بكل الأنشطة التي تتطلب التحدث والاستماع كغناء نشيد مبسط ومنغم ، استخدام العاب وآلات موسيقية ، استخدام أنشطة تتطلب استخدام النفخ كالبالون والصفير .. لتدريب الشهيق والزفير ، الاستعانة بمجسمات للحيوانات والأشياء ذات الصوت كالسيارة والقطار والطائرة والبطة، اعتبار اللغة اسلوب اساسى فى التعلم والتعامل مع الطفل .

فى احدى جلسات التواصل مع اولياء الأمور ذكرت لى والدة طفل توحدى ويبلغ من العمر 10 سنوات ، ولديه حصيلة لغوية وقدرة على استخدام اللغة جيدة لحد ما اخبرتنى ان ولدها من السنوات الاولى لم يستخدم اللغة مطلقا ولكنها لم تيأس من ذلك الأمر وأصرت ان تكون اللغة هى السبيل الاساسى لابنها كى يعبر عن احتياجاته ، وتذكر ان الأمر قد طال بهذا الصمت التام حتى وصل سن ابنها 7 سنوات ، ولكن الأسرة والمتعاملين مع الطفل أصروا على أن تكون اللغة كذلك لها الأولوية فى أى تعامل مع الطفل، تذكر لى ام الطفل مدى الصعوبات والمشكلات التى واجهتها اثناء سنوات صمت ابنها ،وما كان يحاول به الابن الضغط عليهم لتلبية طلباته كالصراخ والنوبات الغضب ، ولكنها تذكر انهم كانوا يواجهون هذه الصعوبات بكل صبر وتحمل ، الى ان حددثت المفاجأه ،والتى اسمتها بهزيمة التوحد فمع بداية العام السابع بدأ الطفل يشعر أن هناك شىء يسمى اللغة ، وانه لا سبيل له من استخدامه لتلبية طلباته ، فحدثت الطفرة اللغوية ففى خلال عامين وبالاعتماد على الحصيلة اللغوية المسموعة والمخزونة من قبل استطاع هذا الطفل التحدث بل ولغتين وبشكل جيد جدا بالنسبة لحالته .

فاللغة لدى طفل التوحد مرتبطة بالإدراك و التواصل) ،فعدم قدرة طفل التوحد علي الكلام في الغالب أو ربما دائما ً لا ترجع إلي سبب مرضي أو عيب خلقي في جهاز الكلام أو لمشاكل مرضيه أخرى ،ولكنها تعود في الأغلب لعدم إدراك وتواصل الطفل ،فالطفل لا يدرك أن هناك شيء يسمى اللغة نتواصل بها ،لذلك فتدريب طفل التوحد على الاستماع للأصوات وتقبلها وتدريب سمعه على الكلمات ( التنبيه السمعي ) شرط اساسى للحديث والكلام،وذلك كله يتوقف على النجاح في التواصل مع الطفل وجعله يدرك ما يسمعه.

لذلك يمكننا الجزم أن الطفل المصاب بالتوحد يميل إلي عدم الكلام و يظهر رغبه وقدرة أكبر إذا بدأ في استخدام القلم أو الصورة)، فكما ذكرنا من قبل ، يفضل الطفل أن نعرض عليه لوحة صور لتيتش ويختار ما يريد عن أن يقول ماء أو أكل أو غير ذلك، فإذا شعر انه سيستخدم اللغة ولو لفترة قليله، يظهر نوع من المقاومة ، إما بكاء أو صراخ أوإشارةأو دون ذلك،. ولذلك فمن الأهمية عند التواصل مع الطفل بأي وقت وأي نشاط ،أن يتم من خلال اللغة حتىفي حالة عدم الكلام للطفل ، فاللغة المسموعة سيكون لها دور فيما بعد عندما يبدأ بالكلام ، فهي بمثابة قاعدة للغة فيما بعد

خالد بركـــــات
أخصائى نطق وتخـــاطب

ط§ظ„ط´ط§ط±ظ‚ط©
بارك الله في جهودكم وفقكم الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.