التصنيفات
الالعام للمكتبة المدرسية

اساليب تعويد الطفل على القراءة

اساليب تعويد الطفل على القراءة

اقرأ لطفلك .. يصبح قارئاً
تبدأ حياة الإنسان في عالم المعرفة بسماع من يقرأ عليه ويعلمه، وقد تنتهي بأن يتلو أحدهم عليه ويقرأ عليه الأدعية. فحياة الإنسان تبدأ وتنتهي بسماع تلك الكلمات ذات المغزى الديني والأثر الاجتماعي النفسي؛ فالسمع المرتبط بالقراءة لا يُعدّ فقط بداية الطريق لدروب العلم، ولكنه كذلك بداية اكتشاف الحياة وسبر أغوارها، والقراءة للطفل ليست للتعليم وحل الواجبات المدرسية فقط؛ بل لها أصول وقواعد لو اتّبعت لغيّرت اهتمام الأطفال ونظرتهم إلى الحياة، هذا بالإضافة إلى التقدم العلمي في المدرسة.
فمن فوائد القراءة للطفل:
– تعليمه السلوك المحبب: من خلال اختيار كتب معينة يستطيع القارئ بواسطتها غرس القيم الأخلاقية، والأداب الشرعية, والتعريف بقدوات وأبطال أمتنا.
– تزيد من الحصيلة اللغوية: عندما يقرأ القارئ للطفل موجّهاً اصبعه إلى الكلمات المقروءة فإن الطفل يتعلم كلمات كثيرة، وكيفية استخدامها في الحياة اليومية.
– تنمّي مدارك الطفل وخياله: من خلال الاستماع ومتابعة القارئ يتعرف الطفل على عالم لم تكن له دراية كافية به، فبوسع الأم أو القارئ أن تحدّث الصغير عن الأشكال الهندسية ووجودها في الطبيعة، في الحديقة والمنزل (مثلا الدائرة تشبه الصحن وتشبه مقود السيارة وهكذا)، ومن خلال القراءة يتعرف الطفل على تجارب الآخرين في حلّ المشكلات مما يعطي الطفل مجالاً للتفكير بصورة أوسع، كما أن القراءة للطفل تدربه على مهارة الانتباه؛ فالأطفال الذين يقرؤون أو يُقرأ لهم تكون فترة الانتباه والتركيز لديهم أطول من أقرانهم.
– تزيد من تحصيله الدراسي: أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يقرأ قبل دخوله المدرسة يكون معدل ذكائه (iq) أعلى من أقرانه الذين لم يُقرأ لهم، كما أثبتت الدراسات أن أطفال الحضانة الذين يُقرأ لهم أكثر إبداعاً وهدوءاً وأكثر قدرة على المشاركة والتعلم من أقرانهم الذين لم يُقرأ لهم، كما تقرّ الدراسات أن الحصيلة اللغوية والمفردات لهؤلاء الأطفال عالية، ومستواهم في القراءة والكتابة والتعبير أفضل، وقدرتهم على حل المشكلات أعلى من أقرانهم ممن لم يحظوا بنفس الفرصة.
– تساعده على اكتشاف متعة العلم والقراءة عندما يجد الطفل كتباً تناسب ميوله وتشبع هواياته، يبدأ تدريجياً التحوّل إلى القراءة لملء وقته، فالقراءة متعة للطفل إذا وجد الكتاب المناسب, يتعلم الطفل من خلال الاستماع أن مشكلاته جميعها لها حل، وأن أبطال الوقائع والسير التي يسمعها أو يقرؤها مثله يمرون بنفس مشاكله، ولكنهم يستطيعون التغلب عليها، كما أن القراءة الممتعة تدفع إلى المزيد من المطالعة والاستكشاف .
– تساعد على نمو المهارات القرائية الكتابية، فالنمو في القراءة والكتابة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما، فتعلّم المفردات الجديدة وكيفية استخدامها ينعكس على موضوعات الكتابة والتعبير. كما أن الطفل القارئ أو الذي يُقرأ له تكون له خبرات واسعة وطرائق متعددة في حل المشكلات، وكل تلك المهارات تنعكس على تناول موضوع الكتابة.
– تعزز من ثقة الطفل بنفسه وقدراته، وحب الآخرين له، فبكثرة الاستماع تزداد الحصيلة العلمية واللغوية للطفل، ويعزز شعوره بالحب والأمان من قبل الأم القارئة، ويتعلم بعض المهارات السلوكية والأدائية، وكل ذلك يعمل متضافراً على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وقدراته، حيث اكتشفت دراسة مطولة أن الطلاب ذوي المهارات القرائية غير المقبولة يفتقدون الثقة بالنفس والهمة لتعديل المستوى الدراسي، ولكن بعد القراءة الجهرية لهم لفترة امتدت إلى ثلاثة الأشهر بدأ التحسن في مستوى القراءة واضحاً منعكساً على مهارات التعبير الكتابي.
– تعلم الطفل مهارات الإلقاء والتمثيل عندما يقرأ القارئ للطفل، أو حتى القارئ بصوت مسموع فإنه يتعلم أن صوت البطل الشرير يختلف عن صوت العصفور المسكين في القصة، ويتعلم بالاستماع أن اختلاف نبرات الصوت معبرة عن الحالات النفسية المختلفة، ويكتسب الطفل من خلال ذلك الكم من التنويعات مهارات تمثيلية تساعده في الإلقاء.
– تنمي العلاقة بين القارئ والطفل: قد يكون هذا العامل من أهم العوامل الأسرية؛ فالقراءة ليست سرداً لبعض المعلومات المكتوبة في النص، بل إنها نقل الكلمات إلى الحياة بطريقة شائقة, فعندما تضع الأم الطفل في حضنها وتبدأ القراءة يحس الطفل بمتعة القراءة ومتعة الحنان والاقتراب من الأم، وكل ذلك يساهم في تقوية العلاقة بين القارئ (الأم) والطفل، وتأكيد شعور الأخير بالحب والأمان، مرتبطاً بحب العلم والقراءة، وهذا ينطبق في الصفوف الدراسية أيضاً. فقد أثبتت الدراسات أن تخصيص خمس دقائق فقط من وقت الحصة لقراءة شيء ممتع للطلاب قادرة على دفع المهارات التحصيلية للطلاب في القراءة والكتابة والتعبير، كما أنها تقوي علاقة الطالب بالمدرس وتجعله أكثر قبولاً من ذي قبل.
– توجه الطفل نحو القراءة بدلاً من التلفاز من العادات الحسنة التي يتعلمها الطفل منذ الصغر، فإذا تعلم الطفل منذ صغره أن يتوجه إلى التلفاز لشغل وقته أو لانشغال الوالدين عنه، سيستمر في قتل وقته بالتلفاز طوال حياته، ولا مجال هنا لذكر أخطار التلفاز وآثاره السلبية على التنشئة. كذلك توجيه الطفل نحو عالم القراءة والاكتشاف منذ الصغر، وتعليمه شغل وقته بكل ما هو مفيد ونافع عادة تبقى معه، ويستفيد منها طوال حياته.
– تعلّم الطفل احترام الكتاب والعلم: إذا شعر الطفل أن الكتاب له قيمة علمية، وفائدة، ومتعة، ورأى طريقة معاملة القارئ (الأم أو المعلم) واحترامهم للكتاب، فإنه سيتعلم تلقائياً أن الكتاب ليس مجرد أوراق مرصوصة لتوضع على الرف؛ بل يحتوى كنوزاً تريد مَنْ يتعامل معها باحترام وتقدير.
– أثناء القراءة للطفل، هناك الكثير من الأساسيات التي يجب أن يعيها القارئ في البيت أوالمدرسة، ومن ذلك أن يتذكر القارئ أن الهدف من القراءة تحقيق أهداف كثيرة دينية وعلمية ولغوية واجتماعية ونفسية، تتحقق من خلال:
– اختيار الكتب المناسبة لسن الطفل وميوله.
-الإجابة عن جميع أسئلة الطفل بصدق وببساطة، مع ترك المجال أحياناً للطفل لاكتشاف الجواب بمفرده، وأن يشعر الطفل بأن المجال مفتوح له دوماً للسؤال من دون خوف.
-الإشارة إلى المفردات الجديدة في المقروء وكيفية استخدامها بطريقة شائقة.
– إعطاء الطفل الفرصة الكافية للتعبير عن نفسه وشعوره وأفكاره أثناء القراءة وبعد الانتهاء منها.
– جعل وقت القراءة وقتاً لتقوية العلاقة مع الطفل من دون تأنيب أو صُراخ أو تذكير بأخطاء الصغير.
-القراءة بتعبير وتمثيل قدر المستطاع فيغيّر القارئ من نبرة صوته باختلاف المواقف والشخصيات.
– إهداء الطفل هديّة كتاباً بين حين وآخر.
-لفت نظر الطفل إلى أن كل ما حوله يُقرَأ من علب الإفطار، والمعجون، وإشارات المرور، وأسماء الشوارع، والجرائد، والمجلات، وأسماء المحلات وغيرها.
-تشجيع الطفل على أن يقرأ للوالدين أو الطفل الأصغر، أو أن يخبره بمحتوى قصة سمعها.
وأخيراً فإن القراءة للطفل وتعويده عليها ليست ترفاً أو نشاطاً يُستخدم لقتل الوقت، بل هي وسيلة تربوية لغرس مبادئ ديننا الحنيف , وتنشئته على حب العلم والكتاب، وهي أساس لتقدم علمي وذهني للطفل يتفوق به على أقرانه، وفرصة ثرية لزيادة حصيلته اللغوية وإخصاب خياله، وفرصة ثرية لتقوية علاقة القارئ (الأم أو المعلم) بالمستمع (الطفل)، والإجابة بصدر رحب عن جميع تساؤلاته التي ستقيه في المستقبل، وتعدّه لمواجهة مشكلات الحياة..
يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس الطِفل، وتربيته على حبها،حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها.
وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية (أن هناك ترابطاً مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي).
وهناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها:
1- (الإنسان القارئ تصعب هزيمته).
2- (إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة).
3- (من أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف انتزع الكتاب من قلبه).
4- سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: (لأن حياة واحدة لا تكفيني !!).

أخي الكريم: إن القراءة تفيد الطفل فـي حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، كما أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وقراءة الطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.
وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب فـي نفس الطفل.
إن غرس حب القراءة فـي نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب فـي نفس الطفل، فإن أنت علمت أولادك كيف يحبون القراءة، فإنك تكون قد وهبتهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر!! ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ولا سيما فـي عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها لساعات متواصلة؟!!
وقبل الإجابة على السؤال اذكر أبياتاً من قصيدة بعنوان (الأم القارئة) وهي قصيدة مترجمة.
قد تكون لديك ثروة حقيقية مخفاة علب جـواهـــر وصنـاديــق ذهــب
لكنـك أغنـى مـني لــن تكــون لأن لــي أمــاً تقـــرأ لــي

أساليب ترغيب القراءة للطفل:
1- القدوة القارئة:
إذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة، تضم الكتب والمجلات المشوقة، وكان أفراد الأسرة ولا سيما الأب من القارئين والمحبين للقراءة، فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب. فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب، فإنه سوف يقلدهم، ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه.
وننبه هنا إلى عدم إغفال الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة ونتساءل: هل الطفل ليس فـي حاجة إلى الكتاب إلا بعد دخوله للمدرسة؟
ونقول: إن المتخصصين فـي التربية وسيكولوجية القراءة، يرون تدريب الطفل الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه، كما أنه من الضروري أن توفر له الأسرة بعضاً من الكتب الخاصة به، والتي تقترب من الألعاب فـي أشكالها، وتكثر فيها الرسوم والصور.
2- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل:
هناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص، وهذا فـي دول العالم المتقدم، أما فـي العالم الثالث، فلا زالت كتب الطفل ومجلاته قليلة، ولكنها تبشر بخير. ولا شك أن لهذه الكتب والمجلات والقصص شروط منها:
أ- أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل.
ب- أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل.
جـ- أن تلبي احتياجات الطفل القرائية.
د- أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة.

ولقد تفننت بعض دور النشر، فأصدرت كتب بالحروف البارزة، وكتب على شكل لعب، وكتب يخرج منها صوت حيوان إذا فتحت هذه كلها تساعد على جذب الطفل للقراءة.
3- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له:
تضم الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة، ولا تنس اصطحابه للمكتبات التجارية، والشراء من كتبها ومجلاتها، وترك الاختيار له، وعدم إجباره على شراء مجلات أو كتب معينة، فالأب يقدم له العون والاستشارة فقط.
كل هذا يجعل الطفل يعيش فـي جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال.
4- التدرج مع الطفل في قراءته:
لكي نغرس حب القراءة فـي الطفل ينبغي التدرج معه، فمثلاً كتاب مصور فقط، ثم كتاب مصور يكون فـي الصفحة الواجدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواجدة كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواجدة سطر وهكذا.
5- مراعاة رغبات الطفل القرائية:
إن مراعاة رغبات الطفل واحتياجته القرائية، من أهم الأساليب لترغيبه فـي القراءة، فالطفل مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا. فعليك أن تساهم فـي تلبية رغبات طفلك، وحاجاته القرائية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها!!
6- المكان الجيد للقراءة فـي البيت:
خصص مكاناً جيداً ومشجعاً للقراءة فـي بيتك تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة لطفلك، كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه والبعض يغري طفله بكرسي هزاز للقراءة فقط .
7- خصص لطفلك وقتاً تقرأ له فيه:
عند ما يخصص الأب أو الأم وقتاً يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة، والجذابة حتى ولو كان الطفل يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة فـي نفس طفله.
وهذه بعض التوصيات للقراءة لأطفالك:
أ- اقرأ لأطفالك أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت تافهة، أو مكررة، وقد تكون أنت مللت من قراءتها، ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة فـي القراءة.
ب- عليك بالقراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، واستعمل أصواتاً مختلفة، واجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة!!
جـ- ناقش أطفالك فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط.
وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر، كل أسبوع مرتين على الأقل.
ويمكن أن تقرأ القصة على أطفال مجتمعين، ثم يمثلونها ويلعبوا أدوار شخصياتها.
إن جلسات القراءة المسموعة، تجعل الأطفال يعيشون المتعة الموجودة فـي الكتب، كما أنها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب.
8- استغلال الفرص والمناسبات:
إن استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محباً للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على الأب أن يدركها. فالمناسبات والفرص التي تمر بالأسرة كثيرة، ونذكر هنا بعض الأمثلة، لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة.
أ- استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل. وكذلك عندما ينجح أو يتفوق فـي دراسته.
ب- استغلال المناسبات الدينية، مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى، ويوم عاشوراء، وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات، والقراءة له، وحواره بشكل مبسط والاستماع لأسئلته.
جـ- استغلال الفرص مثل: الرحلات والنزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء الطفل قصصاً عن الحيوانات. وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص مشوقة لها، وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم الأسنان، يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها.
د- استغلال الإجازة والسفر:
من المهم جداً ألا ينقطع الطفل عن القراءة، حتى فـي الإجازة والسفر، لأننا نسعى إلى جعله ألا يعيش بدونها، فيمكن فـي الإجازة ترغيبه فـي القراءة بشكل أكبر، وعندما تريد الأسرة مثلاً أن تسافر إلى مكة أو المدينة أو أي مدينة أخرى يستغل الأب هذا السفر فـي شراء كتيبات سهلة، وقصص مشوقة عن المدينة التي سوف تسافر الأسرة لها، وتقديمها للطفل أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وسوف تكون لهم القراءة الممتعة جزءاً من ذكريات طفولتهم.
9- استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة:
جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، منها مثلاً: الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض الألعاب،قيادة الدراجة، الرسم، الحاسب الآلي، كرة القدم، وغيرها من ألعاب. لذا عليك توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وثق أنهم سوف يندفعون إلى قراءتها، ويمكن لك أن تحاورهم فيها، وهل يرغبون فـي المزيد منها ؟ ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة، أو لا قيمة لها فـي نظرك. فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة، وغرس حبها فـي نفسه.
10- قراءة الطفل والتلفزيون:
إن كثرة أجهزة التلفزيون فـي المنزل. تشجع الطفل على أن يقضي معظم وقته فـي مشاهدة برامجها، وعدم البحث عن وسائل للتسلية، أما مع وجود جهاز تلفزيون واحد، فإن الطفل سوف يلجأ إلى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر فـي أسرته يتابع برنامج لا يرغب الطفل فـي متابعته!!.
وإياك أن تضع جهاز تلفزيون فـي غرفة نوم طفلك لأنه سوف ينام وهو يشاهده بدلاً من قراءة كتاب قبل النوم.
وكلما كبر طفلك وازدحمت حياته، وزاد انشغاله، فإن وقت ما قبل النوم، يصبح هو الفرصة الوحيدة للقراءة عنده، لذا أحرص على غرس هذه العادة فـي طفلك!!
11- العب مع أطفالك بعض الألعاب القرائية:
والألعاب التي يمكن أن تلعبها مع طفلك ليحب القراءة كثيرة جداً، ولكن اختر منها الألعاب المشوقة والمثيرة، وهناك ألعاب يمكن أن تبتكرها أنت، مثل: أكتب كلمات معكوسة وهو يقرأها بشكل صحيح، وابدأ بكتابة اسمه هو بشكل معكوس فمثلاً اسمه (سعد) اكتبه له (دعس) واطلب منه أن يقرأه بشكل صحيح وهكذا.
ومن الألعاب: أن تطلب منه أن يقرأ اللوحات المعلقة فـي الشوارع، وبعض علامات المرور، كعلاقة (قف). ومن الألعاب التي يمكن أن تبتكرها لطفلك، يمكنك كتابة قوائم ترغب فـي شرائها من محل التموينات، واجعل طفلك يشطب اسم الشيء الذي تشتريه. ومن الألعاب القرائية: ألصق بعض الأحرف الممغنطة على الثلاجة، واكتب بها بعض الكلمات، واطلب من طفلك قراءتها، ثم دعه هو يكتب الحروف والكلمات وأنت تجيب، وحاول أن تعطيه إجابة خاطئة أحياناً حتى يصححها لك، وتذكر أن الطفل يحب أن يتولى زمام اللعبة خاصة مع أبويه!!
12- المدرسة وقراءة طفلك:
تابع باستمرار كيف يتم تدريس القراءة لأطفالك. زر المدرسة وتعرف على معلم القراءة، وبين له أنك مهتم بقراءة طفلك وبين له أيضاً البرامج التي تقدمها لطفلك ليكون محباً للقراءة. وأسأل معلم القراءة كيف يتم تدريس القراءة لطفلك وأسأله عن الأنشطة القرائية التي يمارسها طفلك فـي المدرسة، وأسأله عن علاقة طفلك بمكتبة المدرسة. وحاوره بشكل لطيف عن أهمية الأنشطة القرائية التي يجب أن يتعود عليها الطفل فـي المدرسة !! ولا تنس أن تقدم خطابات الشكر للمعلم الذي يؤدي درس القراءة بطريقة تنمي حب القراءة لدى الطفل. وأحياناً يخشى المعلم القيام بأنشطة قرائية حرة داخل الصف ويترك المقرر قليلاً، لذا عليك أن تدعم هذا المعلم وترسل له خطابات الشكر هو ومديره، وأشكره على عمله! واعرض عليه التبرع بالقصص المشوقة والكتب المناسبة لمكتبة الفصل! عندما يسمع المعلمون الآخرون عن هذا التشجيع فقد يجدون الشجاعة لعمل الشيء ذاته فـي فصولهم!!
13- طفلك والرحلات المدرسية وأصدقاؤه والقراءة:
إذا شارك طفلك أو لدك فـي رحلة مدرسية، فاحرص على أن تزوده ببعض الكتب والقصص المشوقة! فقد يكون هناك وقت مناسب لكي يقرأ فيها، ويمرر هذه الكتب والقصص المفيدة لأصدقائه! ولكن ينبغي أن يطلع عليها المعلم أولاً. أيضاً يمكن أن تقدم لأصدقاء طفلك بعض الكتب والقصص المشوقة أو يعيرها ولدك لهم. هذا بإذن الله سوف يضمن إنشاء أصدقاء لطفلك يحبون القراءة.
14- السيارة وقراءة طفلك!
احرص على توفير المجلات والقصص المناسبة لطفلك فـي سيارتك. وقدمها لطفلك أثناء القيادة، ولا سيما إذا كان الطفل سيجلس لمدة طويلة فـي السيارة. إن الطفل وقتها سوف ينشغل فـي القراءة ويكف عن الصراخ والمشاجرة وهذه فائدة أخرى!!
ومن الملاحظ أن من الناس من يمضي وقتاً طويلاً، وسيارته واقفة لغسيلها، أو إصلاح المهندس لعطلٍ فيها، أو لأي سبب آخر. ولا يستفيد من هذا الوقت فـي القراءة فـي مجلات أو كتب نافعة. فلا تجعل أطفالك من هذا النوع إذا كبروا!!
15- طفلك والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها:
من المهم أن تزود طفلك ببعض الكتب عن الشخصيات التي يحبها، أو التي يمكن أن يحبها، وأن يتعلم المزيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياته ومعجزاته، وصحابته، والشخصيات البطولية فـي التاريخ الإسلامي وهذا كله موجود فـي قصص مشوقة وجذابة، ولا سيما إذا كان طفلك لا يحب قصص الخيال لكنه يحب قصص الخير ضد الشر والمغامرات الواقعية.
16- عود طفلك على قراءة الوصفات!
عندما تشتري دواء، فإن وصفة طريقة تناول الدواء تكون موجودة داخل العلبة. وعندما تشتري لعبة لطفلك تحتاج إلى تركيب، فإن وصفة طريقة التركيب تكون مصاحبة لها. لذا من الضروري أن تطلب من طفلك أن يقرأها أولاً، أو أن تقرأها له بصوت واضح وتشرح له ما لم يفهمه منها.
المهم أن يتعود على قراءة أية وصفة مصاحبة لأي غرض. لأن ذلك سوف يدفعه إلى حب القراءة والتعود عليها.
17- القصص والمجلات المشوقة وملاحقة الأطفال:
لاحق أطفالك بالقصص الجذابة والمشوقة فـي أماكن تواجدهم. ضع القصص بجوار التلفزيون، وأماكن اللعب، وبجوار السرير، ضع قصص جذابة للنوم ولكن لا تكره طفلك على القراءة أبداً!!.
18- أفراد أسرتك والقراءة!!
تحدَّث مع أفراد أسرتك عن المقالات والكتب التي قرأتها. وخصص وقتاً للحوار والنقاش فيها. وليكن ذلك بوجود أطفالك، واسمح لهم بالمشاركة فـي الحوار، وحاورهم فـي قراءتهم، وشجعهم على القراءة! وعلى كتابة ما يعجبهم من القصص فـي دفتر خاص بذلك.
19- الطفل ومسرح القراءة:
إن الأطفال يقرأون بسهولة عندما يفهمون ما يقرأون، لذا اختر الأدوار فـي القصة، واجعل طفلك يصبح إحدى الشخصيات ويقرأ الحوار الذي تنطق به وهذا هو ما يسمى (مسرح القراءة).
وهذا سوف يساعد على المتعة والإثارة أثناء القراءة.
20- قطار القراءة يتجاوز أطفالك:
لا تيأس أبداً فمهما بلغت سن أطفالك ومهما كبروا يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة لكن من المهم أن توفر لهم المجلات، والكتب التي تلبي حاجاتهم القرائية، ومن الممكن أن تشترك لهم فـي بعض المجلات المناسبة، ولا سيما إذا كانوا مراهقين عليك أن تشبع حاجاتهم القرائية بشكل أكبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.