ستَّ سنين أصبح عمري
صرتُ أسوي بيدي شعري
ستَّ سنين أصبح عمري!!
ياأمي عذراً لاتبكي
ستَّ سنينٍ ينتهي عمري
لم أعرفْ يوماً أن أكبر
ماذنبي ياأمي عمري؟!
أحلامي كانت مدرستي
أحلامي لم تعرف قدري
كتبي أقلامي لم تُبرا
كرتي باتت وحدها تجري
وسريري لم يحضن جسدي
جدراني لم تحمل صوري
إخواني لن أحيا معهم
ساعاتي لن تمحو ضجري
مرآتي لن تحكي خجلي
نافذتي لن تروي سهري
ياأمي شوقاه لحضنك
يوحشني ياأمي قبري
ماذنبي إن كنتُ بغزة؟
أسلحتي لم تجتز حجري
هل كنتُ أهدد مأمنهم؟!
هل خافوا أمي من حجري؟!
قل لي ياأبتي ماذنبي
أحلامي وئِدت في سري
وسيأتي عيدي من دوني
ثوبي ياأبتي لن تشري
جرحي ياأبتي لايؤلم
آهٍ ياأبتي لو تـدري
هل عرباً تسمعْ لي أنّة؟
هل رجلاً يأخذْ لي ثأري؟
جرحي ياأبتي في صمتٍ
آه ياأبتي لو تدري!!!
ياأمي عذراً لا تبكي
ستَّ سنينٍ ينتهي عمري
ياأمي عرسي لن يأتي
وبثوبٍ أبيضْ لن أجري
كفني باتَ مساءً ثوبي
وعريسي أسميته قبري
يازهرة عمري لاتبكي
فدموعكِ تحرقْ لي صدري
ياأمي زغرودة فَرَحٍ
بتُّ عروساً أول عمري
ياأمي قدري أن أكبر
أن أهجر حضنكِ ياقمري
لكن ياأمي ألا صبراً
موعدنا يوماً فانتظري
جناتٍ تجمعنا سوياً
بجوار الرحمن تُسَرّي
لاعرباً تخذلنا هناكَ
لادمعاً من عينكِ يجري
وزماني يبسمُ لي أُخرى
وتُسوّي لي دوماً شعري
ياأمي عذراً لا تبكي
ستَّ سنينٍ ينتهي عمري