دراسة دولية : الأكثر تدينا.. أكثر إنجابا
كشفت دراسة ألمانية حديثة عن وجود ارتباط وثيق بين الالتزام الديني والرغبة في الإنجاب؛ حيث اعتبرت أن الأشخاص الأكثر تدينا أكثر حرصًا على الإنجاب، بينما يكتفي غير المتدينين بطفل واحد في المتوسط.
ووفقا لنتائج الدراسة، التي نشرها "معهد الاقتصاد الألماني"، وحملت عنوان "صَلّ واعمل"، فإن المسلمين هم الأكثر إنجابا في جميع أنحاء العالم .
ونشر المعهد، الذي يتخذ من مدينة كولونيا -غرب ألمانيا- مقرا له، على موقعه الإلكتروني نتائج الدراسة التي أجريت من خلال 260 ألف مقابلة مع مواطنين من 82 دولة، واستهدفت رصد العلاقة بين الالتزام بأداء الشعائر الدينية وبين الرغبة في إنجاب الأطفال، في إطار اهتمام المعهد برصد تداعيات الإنجاب على اقتصاديات الدول.
وأظهرت الدراسة أن الأكثر تدينا في جميع أنحاء العالم هم الأكثر رغبة في الإنجاب، بينما يحتل غير الملتزمين المراتب الأخيرة في القائمة.
وأوضحت أن متوسط الرغبة في الإنجاب بين المتدينين على مستوى دول العالم يبلغ 2.1 طفلا، بينما يبلغ متوسط الإنجاب بين غير المتدينين 1.6 طفلا فقط.
وبالنسبة للمسلمين في الـ82 دولة فيميلون بصورة أكثر للإنجاب؛ حيث يبلغ متوسط عدد الأطفال في الأسرة الواحدة 2.3 طفلا، محتلين المرتبة الأولى في قائمة الراغبين في الإنجاب، ويتبعهم معتنقو المذهب الكاثوليكي ثم أصحاب المذهب البروتستانتي ثم البوذيون بمعدل طفلين لكل طائفة دينية.
الكنيسة والإنجاب
ولفتت الدراسة إلى أن من يعتد زيارة الكنيسة مرة أسبوعيا في الـ82 دولة، يبلغ معدل إنجاب الأطفال لديه 2.5 طفل، وفي ألمانيا يبلغ 1.98 طفل لهذه الفئة.
أما من يذهب للكنيسة في الأعياد فقط فيبلغ متوسط الأطفال لديه 1.78 طفل، وفي ألمانيا 1.44طفل.
وبوجه عام، فقد اتضح من خلال نتائج الدراسة أن من يواظب على أداء الصلاة يكون له النصيب الأكبر من الرغبة في الإنجاب؛ حيث يبلغ متوسط عدد الأطفال لدى من يصلون يوميا 2.24 طفل في جميع أنحاء العالم، وفي ألمانيا 1.91 طفل، أما من لا يعر التقرب إلى الله اهتماما فيبلع متوسط عدد أطفاله 1.48 عالميا، وفي ألمانيا 1.33.
وعن أسباب الارتباط بين الرغبة في الإنجاب والتدين، يرجح مراقبون أن هذا الترابط يعود إلى رغبة الآباء في توريث المعتقد الديني لأبنائهم، طمعا في أن يكون لهذا المعتقد الغلبة مقابل المعتقدات الأخرى.
وأيد هذا التفسير تعليق أوردته شبكة الأخبار الكاثوليكية الألمانية على نتائج الدراسة؛ حيث قالت: "لو كان هناك مزيد من المسيحيين الملتزمين بتأدية فروض دينهم لكان هناك في ألمانيا مشاكل أقل مع الإنجاب؛ لأن من يلتزم بفروض دينه ويواظب على الصلاة تتولد لديه الرغبة في الإنجاب أكثر من غير المتدينين".
وفي هذا الصدد أيضاً أشار معهد الاقتصاد الألماني على موقعه الإلكتروني إلى أن المتدينين يشعرون بارتباط أكثر تجاه المجتمع، ويلتزمون من خلال هذا الارتباط بمسئوليات الأبوة، على اعتبار أن الأطفال هبة من الله كما هو معتقد لدى كثير من الأديان، أي أن هذه الأديان تعطي صورة إيجابية للحياة كأب أو أم.
وتشير دراسات أخرى إلى أن نسبة 14.3% من الكاثوليك بألمانيا يحرصون على زيارة الكنيسة، بينما تبلغ نسبة من يزور الكنيسة من معتنقي المذهب البروتستانتي في البلاد 3.8% فقط، فيما تحرص إجمالا نسبة 27% من أبناء الشعب الألماني على تأدية الصلاة.
وتزامنا مع نشر الدراسة "صل واعمل" أعلنت هيئة الإحصاء الاتحادية الألمانية نتائج دراسة صدرت حديثا أظهرت أن نسبة 9.2% من مواليد عام 2022 بالبلاد هم لآباء مسلمين؛ حيث شهد ذلك العام مولد 685.795 طفلا، منهم 62.959 طفلا لأبوين مسلمين.
وتعد هذه النسبة هي الأعلى بين أبناء معتنقي الديانات الأخرى -غير الكاثوليكية والبروتستانتية- مقارنة بعدد السكان؛ حيث بلغت نسبة المواليد لآباء كاثوليك 29% يليها البروتستانت بنسبة 28%، ثم نسبة 7% لمعتنقي ديانات أخرى.
ويبلغ تعداد مسلمي ألمانيا 3.2 ملايين مسلم، فيما يبلغ تعداد المسيحيين الكاثوليك 25.9 مليون نسمة، يليهم البروتستانت بـ 25.4 مليون نسمة، وذلك من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 82.5 مليون نسمة، بحسب أرقام رسمية.
ومن وقت لآخر، تظهر في وسائل إعلام أوروبية تصريحات لشخصيات سياسية، أغلبها تنتمي لأقصى اليمين، تحذر من تزايد أعداد المسلمين في القارة الأوروبية، وتدعو إلى الحد من هجرتهم إليها.