——————————————————————————–
بسم الله الرحمن الرحيم
مسرحية طيور النور
مسرحية طيور النور ألفتها عام 2022 وأخرجتها وعرضت على خشبة مسرح الشارقة والمسرحية تعالج قضية اجتماعية وهي أن بعض الآباء والأمهات يرقهم الله سبحانه وتعالى
بولد معاق فيخفي ابنه عن أعين الناس حتى لا يسبب له الإحراج وبعض الأمهات كذلك
ونسيا أن الله وهب هذا الإنسان نعمة الحياة وليس من حق أي إنسان أن يسلبه نعمة الحياة
فهذه المسرحية رسالة إلى كل أم رزقها الله بولد معاق أن تدمجه في الحياة وتحاول معه أن يعيش الحياة ويتمتع بها ويبدع فيها وإليكم المسرحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الضوء خافت جدا يخرج أحد الطلاب الممثلين على خشبة المسرح ويقول
الحياة نعمة من الله وهي من أفضل النعم بعد الإسلام وحياة الإنسان تعتريها
اللذة حينا والحزن حينا آخر والإنسان الطبيعي يتعايش مع الحياة بشتى صورها
وقادر على أن يخلق لنفسه جو السعادة والمرح
ولكن الحياة ليت على وتيرة واحدة فمنا من حرم نعمة من النعم التي وهبها الله
لكل إنسان صحيح معافى وهؤلاء يحتاجون إلينا الشمس للسماء والطيور للشجر
فبدون المساعدة والحب والعطف يفقدون معنى الحياة وتجاهلنا لهم نحاسب عليه يوم القيامة أمام الله
وعليك أن تسأل نفسك سؤالا ماذا تفعل لو كنت مكان هذا الإنسان
ساعتئذ ستعرف مدى احتياجهم إلينا
وبعضنا يرزقه الله ببنت أوولد معاق فيخفيه عن أعين الناس قاتلا فيه معنى الحياة
أتعرفون أن هذا الإنسان لا يعرف معنى كلمة إنسان
المشهد الثاني
يخرج مجموعة من الأطفال يغنون أغنية يعبرون فيها عن لسان حال كل معاق
لماذا تحـــــــرمونا و عنكم تبعدونا وتنسون بأنا منكم فاسمــعونا
خلقنا للأماني وربي قد رعاني وبالدنيا حـــــــباني وأنتم تحرمونا
فإنا قد خلقنا وللدنيا أتينا ووصـــــــى الله ربي فهلا ترحــــــــمونا
أتنسون بأنا طيورا قد سمونا ووصــــــــى الله ربي فهيا أكرمــونا
ظلام الجهل ولى ومن عنا تخلى نسامحه ونسري ضياء فاحتوونا
سنمشي بالإرادة على درب السعادة ونسعى للريادة فهل تساعدونا
المشهد الثالث
يدخل أحمد زاحفا متحركا ببطء على الأرض فتسرع الخادمة إليه وساعدته
كي يستريح على الكرسي
الخادمة: أتريد شيئا يا أحمد
أحمد: مشيرا بيده لا لا
وتدخل الأم تضع يديها على أحمد بحنان ينقصه أن تعانقه عاطفة الأمومة
الأم:أتريد شيئا ياأحمد؟
أحمد: مشيرا بيده كعادته لا لا
الأم تنظر إلى الخادمة وتقول:
الأم:إني خارجة الآن اعتني بأحمد جيدا وإياك أن يراه أحد
تنظر الأم إلى أحمد مبتسمة وتنصرف وأحمد يفهم كل كلمة قالتها أمه للخادمة والحسرة تملأ قلبه ولكنه لا يستطيع أن يعبر عن إحساسه فهو لا يتكلم ولا يمشي وقفت الخادمة مندهشة عندما رأت الدموع تملأ عيني أحمد
الخادمة:أحمد أحمد
ما بك؟
أحمد: مشيرا لا شيء
الخادمة:أي أم هذه ؟
ثم تنظر إلى السماء قائلة
اللهم اهدها من أجل أحمد يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ارب
كان أحمد يعبر عن إحساسه دائما بعزفه على العود وكان موهوبا في العزف
أشار بيده إلى الخادمة أن تحضر له العود وبدأ أحمد في العزف
يخرج مجموعة من الأطفال يغنون وكأنهم يعبرون عن أحمد وإحساسه في هذه اللحظة
لماذا يا أمي لماذا يا أمي
أتهربي مني ما ذنبي ياأمي
إني أحبك يا أغلى ما في
الـــــــــحـــــــــــــــــــــياة
أرجوك يا أمي
أرجوك ياأمي
إني أحب الناس
وأحب رؤيتهم
ما ذنبي يا أمي
أحرم أنا منهم
دموع عيني أنا تسري
على خدي
لأني يا أمي
أحيا هنا وحدي
أريد يا أمي
أن أحيا بين الناس
أن أحيا يا أمي
بالحب والإحساس
أرجوك يا أمي
أرجوك يا أمي
المشهد الرابع
تدخل الخادمة بكوب من الماء إلى أحمد ثم فتحت التلفاز وجلست وهنا
ينظر أحمد التلفاز فيرى أطفالا مثله من المعاقين يلعبون ويمرحون ويتعلمون
زادت عينا أحمد اتساعا وارتسمت على شفتيه ابتسامة جميلة يخلقها الأمل
وقرر في أعماق نفسه أن يخبر أمه لتلحقه بهذا المكان الذي رأى فيه أمثاله من الأطفال يلعبون ويفرحون وكان هذا المكان هو مركز الخدمات الإنسانية بالشارقة
وبينما أحمد يحدث نفسه دخلت أمه فأشار احمد إلى أمه أن تأتي إليه فذهبت إلى أحمد مسرعة وقالت له حبيبي أحمد ماذا تريد؟ فأشار إلى التلفاز فرأت أمه مر كز الخدمات الإنسانية فعلمت من إشارة أحمد أنه يريد أن يلتحق بالمركز
وهنا أصابها الذهول وقالت بصوت متهدج يااااااااااربي
تحدث نفسها ماذا تريد يا أحمد؟
أحمد يعرف أن أمه تخفيه عن أعين الناس منذ أمد بعيد
وأحس أن أمه لن توافق على التحاقه بالمركز لأنها تخفيه عن أعين الناس فكيف
يكتشفون فجأة أن عنده ولد معاق
أدار أحمد الأمر في رأسه فعلم أن أمه لن تتنازل عن كبريائها أمام الناس
فبدأ أحمد في الانصراف والدموع تغسل وجهه الجميل وأمه تنادي عليه
أحمد أحمد أحمد أحمد
فيشير إليها لا لا لا
أحمد أحمد والدموع تنزل من عينيها
فتسقط على الكرسي وتبدأ في محاورة نفسها
آه ماذا أفعل يارب
لقد جنيت على ابني
حرمته من متعة الحياة
ولذتها
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ماذا أفعل يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااارب
سامحني يارب
أمن أجل غروري أجني على ابني
ولكن كيف أنفذ لأحمد رغبته
وماذا سأقول للناس
وماذا ستقول عني صديقتي أم خالد
وكيف ينظر الناس إلي
وماذا سيقولون عني
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآه
اللهم اهدني إلى سواء السبيل
وتصمت فتأخذها سنة من النوم
فترى في نومها الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة
كأنهم طيور تطير وتغني قائلة
يخرج مجموعة من الأطفال على شكل طيور يغنون الأغنية
لو مرة طير وقع انكسر هيكون مصيره أيه
هل ياترى ورق الشـــــجر يبكي عـــــــليه
ولا القمر فوق في الفضا تدمـــــــــــع عينه
لو نجمة وقعت من السمـــــــــــا نرميها ليه
لوبنت حلــــــــــــــــــــــــــوة أو ولد يفقد عينيه
أو حتى سمعه أو كلامــــــــــــه أوإيديــــــــــــــــــه
إحنا ليه إحنا ليه نـــــــــــــــــأسى علــــــــــــــــيه
المشهد الخامس
تخرج الأم ومعها أحمد إلى الجمهور قائلة
لأنني أم تغلبت علي عاطفة الأمومة وقررت أن أتنازل عن غروري وكبريائي
وأواجه الناس ولا أحرم ه من الحياة وهذه رسالة مني إلى كل أم تحاول أن تخفي
ابنها عن أعين الناس
وبالفعل ذهبت إلى المركز والابتسامة مرسومة على وجه أحمد الهادئ
وجد أحمد وأمه اأطفال يغنون أغنية يشكرون فيها كل يد مددت إليهم
ويرسلون شكرا خاصا على أجنحة العرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يخرج الأطفال يرددون الأغنية
نحن الطيور الطائرة لسنا قلوبا حائرة
عشنا الحياة ولم نزل في البادية والحاضرة
إنا هنا بالشارقة أرض العلوم الطاهرة
شكرا لمن مسحوا لنا دمع العيون الساهرة
ندعوك يارب الورى أن تحمي شيخ الشارقة
كم عمنا بعطائه وله الأيادي الماهرة
أن يحظى منك بجنة ويفوز فوز الآخرة
المسرحية تأليف وإخراج الشاعر/محمد الخولي
مدرس اللغة العربية بمدرسة محمد الفاتح
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)
جزاك الله خيرا ……مسرحية جميلة ومؤثرة .. وإلى الأمام وفقكم الله …….