حكم وأمثال في التوجيه الإداري
هذه نبذة من كتاب: (الإدارة في التراث الإسلامي…) د. محمد البرعي، ود. عدنان عابدين وهو كتاب لطيف والكتاب هدية إلى الذين يريدون ردّ الإدارة الجديثة إلى جذورها التاريخية عند أمتنا المجيدة فاحتوى الكتاب على بعض الآيات والأحاديث والحكم والأمثال لرجال الأعمال والتي بلغت (3130) حكمة ومثلا. وقد قسم الدكتوران الكتاب إلى عشرة أبواب
وهذا شرح يسير على بعض الحكم والأمثال من خلال ربطها بالواقع .
يوجد في هذا الباب 45 آية، و 19 حديثا، و 148 حكمة ومثلا من الأدب العربي، و 100 غيرها من الأدب العالمي
1- قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ وسْعَهَا)
والملاحظ أن بعض الإدارات تكلف بعض الموظفين أكثر من طاقتهم، بل إن البعض يكلف الموظف فوق طاقته ثم يطالبه بالإنجاز مهما كان الأمر حتى لو كلف الشخص زمنا أكبر من الدوام، ومع ذلك تجد شريحة من المدراء لا يرحمون أولئك الموظفين حينما يظهر النقص أو التأخر والتقصير في أعمالهم,
فنحن لا نختلف أن هناك فروق فرديية بين الافراد ولابد أنه توجد في كل شخص ميزة أو بمعنى أصح ناحية قوة يستطيع أن يعطي من خلالها كا افضل ما يكون ولا يستطيع أن يعطي في الجوانب الاخرى بنفس المستوى فلماذا لانستغل هذه الجانب ونعمل عل تنميته وتوجيهه بدل من ضياع الجهد في جوانب عطاءه فيها أضعف من المطلوب .
2- قال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ)
القدوة أمر مهم جداً فما أجمل أن يقول المدير افعلوا كما أفعل لا افعلوا كما أقول، فنرى التأخر أحيانا في الحضور للدوام من المدراء والمسئولين ……. وقس على ذلك
والأمر ينطبق أيضا على الآباء في المنازل والأمهات كذلك فلا يأمرون الأولاد مثلا بالمحافظة على الصلوات وهم لا يحافظون عليها أو يأمرونهم بالصدق وعدم الكذب وهم ليسوا كذلك
3- (ولَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
نحتاج أن نتابع أعمالنا أولا بأول، حتى لو تسبب ذلك الحرج، لأن الإنسان يخشى الفشل ويطمع في تحقيق النجاح لذلك لا نغضب من محاولات المدراء أو الآباء والقادة للإطمئنان على أعمالهم ومنجزاتهم
4- (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
فعندما ترد الإساءة بالإساءة متى تنتهي الإساءة فالدفع بالتي هي أحسن تجعل الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
5- (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ)
وهذا من العدل فالشخص المنجز والنشط لا يقارن بغيره، فمكافأة المتميزين تعطيهم دافعية نحو تميز مستمر، وما أحوجنا لتطبيق مثل هذه القواعد الحوافزية
6- (وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ)
فمراقبة ضمير خير من ألف أمير، فلنتربى ولنربي على المراقبة الذاتية
7- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) أخرجه البخاري
8- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله) صحيح الجامع
9- (نصف العقل مداراة الناس)
هذا فن لا يجيده الكثيرون وللأسف
10- (النقد صابون القلوب)
البعض يغضب من النقد حتى لو جاء بأسلوب مؤدب، وإن كان بناءً وهذا لا يليق بالعقلاء
11- (لا يصلح لهذا الأمر لا شدة في غير عنف، ولين في غير ضعف) أبوبكر الصديق رضي الله عنه
فالبعض لا يفهم ما معنى القيادة، وهنا يوجزها أمير المؤمنين بكلمات موجزات فرضي الله عنه وأرضاه
12- (افهمني ولا تعطيني)
كثير من الناس لا يريد مقابل كلامه مالا أو تزكية بقدر ما يريد منا أن نحسن فهمه ونعلم قصده
13- (رب كلام أوقع من حسام)
فاللسان والمواعظ لها أثرها الكبير فينبغي التنبه لها فإن خير وجرم اللسان كبيران فعلينا أن نعرف كيفية استخدامه فيما يحمس وينهض همم الآخرين
14- (ما لا يصلح، تركه أصلح)
إيجاز قوي رائع جدا، وكم تحتفظ بعض المؤسسات بأمور لا تصلح وتصرف فيها الكثير من الوقت والجهد والمال، ولو حصلوا على هذه الحكمة لكانوا في راحة وخير عميم
15- (ما لا يمكن علاجه، يتعين احتماله)
فالابن الذي لا يمكن علاجه من بعض الآفات الخلقية لا يترك كما في المثال الأول بل يحتمل وهذا إحدى الحلول للمشكلات، فبعض المشكلات تعالج فورا وأخرى تعالج بعد زمن وأخرى فقط تهذب ونتعايش معها
هذا والله أسأل أن يستفيد إخواني من هذا الإيجاز ومن الكتاب أيضا لمن أراد اقتناءه