التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

|| التعامل مع الأبناء فن له أصول ||

الدكتورحسان شمسي باشا

معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات في فترة من فترات الحياة . وكثيرا ما يتساءل الآباء عن أجدى السبل للتعامل مع أبنائهم .
والحقيقة أن إحساس الولد بنفسه يأتي من خلال معاملتك له ، فإن أنت أشعرته أنه " ولد طيب " ، وأحسسته بمحبتك ، فإنه سيكون عن نفسه فكرة أنه إنسان طيب مكرم ، وأنه ذو شأن في هذه الحياة . أما إذا كنت قليل الصبر معه ، تشعره أنه " ولد غير طيب " ، وتنهال عليه دوما باللوم والتوبيخ ، فإنه سينشأ على ذلك ، ويكون فكرة سلبية عن نفسه، وينتهي الأمر إما بالكآبة والإحباط ، أو بالتمرد والعصيان .
علمه أين العيب :
إذا رأيته يفعل أشياء لا تحبها ، أو أفعالا غير مقبولة ، فأفهمه أن العيب ليس فيه كشخص، بل إن الخطأ هو في سلوكه وليس فيه كإنسان .
قل له : " لقد فعلت شيئا غير حسن " بدلا من أن تقول له " إنك ولد غير حسن " . وقل له " لقد كان تصرفك مع أخيك قاسيا " بدلا من أن تخبره " إنك ولد شقي " .
تجنب المواجهات الحادة :
ومن الأهمية أن يعرف الوالدان كيف يتجاوبان برفق وحزم في آن واحد مع مشاعر الولد، فلا مواجهة حادة بالكلام أو الضرب ، ولا مشاجرة بين الأم وابنها ، إنما بإشعاره بحزم أن ما قاله شيء سيئ لا يمكن قبوله ، وأنه لن يرضى هو نفسه عن هذا الكلام .
ولا يعني ذلك أن يتساهل الوالدان بترك الولد يفعل ما يشاء ، بل لا بد من وجود ضوابط واضحة تحدد ما هو مقبول ، وما هو غير مقبول . فمن حق الطفل أن يعبر عن غضبه بالبكاء أو الكلام ، ولكن لا يسمح له أبدا بتكسير الأدوات في البيت ، أو ضرب إخوته ورفاقه .
أحبب أطفالك ولكن بحكمة :
ولا يمكن للتربية أن تتم بدون حب . فالأطفال الذين يجدون من مربيهم عاطفة واهتماما ينجذبون نحوه ، ويصغون إليه بسمعهم وقلبهم . ولهذا ينبغي على الأبوين أن يحرصا على حب الأطفال ، ولا يقوما بأعمال تبغضهم بهما ، كالإهانة والعقاب المتكرر والإهمال ، وحجز حرياتهم ، وعدم تلبية مطالبهم المشروعة . وعليها إذا اضطرا يوما إلى معاقبة الطفل أن يسعيا لاستمالته بالحكمة ، لئلا يزول الحب الذي لا تتم تربية بدونه . وليس معنى الحب أن يستولي الأطفال على الحكم في البيت أو المدرسة ، يقومون بما تهوى أنفسهم دون رادع أو نظام . فليس هذا حبا ، بل إنه هو الضعف والخراب . وإن حب الرسول e لأصحابه لم يمنعه من تكليفهم بالواجبات ، وسوقهم إلى ميادين الجهاد ، وحتى إنزال العقوبة بمن أثم وخرج على حدود الدين . ولك ذلك لم يسبب فتورا في محبة الصحابة لنبيهم ، بل كانت تزيد من محبتهم وطاعتهم لنبيهم .
احترمي زوجك :
ويحتاج الأب لكي يظفر بصداقة أبنائه إلى عطف زوجته واحترامها له . فالزوجة الصالحة التي تشعر أبناءها في كل وقت بعظمة أبيهم ، وتقودهم إلى احترامه وحبه ، وتؤكد في أنفسهم الشعور بما يملك من جميل المناقب والخصال . وهي تقول للطفل تمسك بهذا الخلق، فإنه يرضي أباك ، وتجنب ذلك الخلق فإنه يغضب أباك ويغضب ربك .
هدية .. ولو درهم :
وإذا أردت أن تصادق طفلك ، فلا بد أن تعرف أن فمه أكثر يقظة من عقله ، وأن صندوق الحلوى أفضل إليه من الكتاب الجديد ، وأن الثوب المرقش أحب إليه من القول المزخرف . وأن الأب الذكي هو الذي يدخل البيت وفي يده هدية أو تحفة أو طرفة . وليذكر دوما أن في الدنيا أشياء هي عندنا أوهام ، وهي عند الأطفال حقائق . ولن نظفر بصداقتهم إلا إذا رأينا الدنيا بعيونهم .
استمع إلى ابنك :
إذا أتاك ابنك ليحدثك عما جرى معه في المدرسة ، فلا تضرب بما يقول عرض الحائط . فحديثه إليك في تلك اللحظة – بالنسبة له – أهم من كل ما يشغل بالك من أفكار . فهو يريد أن يقول لك ما يشعر به من أحاسيس ، بل وربما يريد أن يعبر لك عن سعادته وفرصة بشهادة التقدير التي نالها في ذلك اليوم .
أعطه اهتمامك إن هو أخبرك أنه نال درجة كاملة في ذلك اليوم في امتحان مادة ما . شجعه على المزيد ، بدلا من أن يشعر أنك غير مبال بذلك ، ولا مكترث لما يقول .
وإذا جاءك ابنك الصغير يوما يخبرك بما حدث في المدرسة قائلا : " لقد ضربني فلان في المدرسة " وأجبته أنت : " هل أنت واثق بأنك لم تكن البادئ بضربه ؟ " فتكون حقا قد أغلقت باب الحوار مع ابنك . حيث تتحول أنت في نظر ابنك من صديق يلجأ إليه إلى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب .
بل ربما اعتبرك ابنك أنه محقق ظالم وأنه يبحث عن اتهام الضحية ويصر على اكتشاف البراءة للمتعدي عليه .
فإذا تكلم الابن أولا إلى والديه ،فعلى الوالدين إبداء الانتباه ، وتواصل الحوار ، وينبغي مقاومة أي ميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن .

…. منقول

يعطيج العافيه عزيزتي شموع الأمل

على هذه النبذه الرائعه عن فنون التعامل مع الابناء

لاحرمنا الله من مواضيعكِ الرائعة

رفيقة الدرب الغالية أم سلطان

لطلتكــ عنوان جميل

لقد أشرقت الأنوار يا غالية بطلتكــِ البهية

كل الود لكـــ ولمروركــــ العطر

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

ممكن مساعدة بسيطة منكم ؟؟؟

السلام عليييييكم..
اساتذتي الكرام الموجودين با المنتدى ..ما عليكم امرر..عندي جماعة صديقات البيئة ومجلس الأمهات ..وضعت بعض البرامج البسيطة عشان انفذها..فانا اطمع با المزيد من البرامج ..فا اللي يقدر يساعدني جزااه الله االف خير..ويا ريت لو احصل البرامج بسرعه..
اتمنى للجميع التوفيييييق..

الخطة التشغيلية لجماعة الوعي البيئي يمكن أن نتناول فيها بعض هذه البرامج والأنشطة

سأكتبها وعليك أختي أن تصيغيها في خطة ..

أولا الهدف الاقتراحي :- بناء الشخصية المسلمة المؤمنة بدينها الواعية
بمصير أمتها العربية والقادرة على التكيف مع التغير والتحاور مع ثقافة الآخرين .

الهدف الفرعي :- توقع أن يرتفع معدل البعد الادراكي لدى الطالبات نحو البيئة
بنسبة 70%

بعض الأنشطة :-

* توظيف الاذاعة المدرسية لبث معلومات متنوعة عن البيئة .
*تشكيل جماعة الوعي البيئي .
*اصدار مجلة حائط عن أهمية المحافظة على البئية المحيطة بالطالبة.
*استغلال حصص التوجيه الجمعي لتوضيح مفهوم البيئة والمحافظة عليها .
*توفير كتيبات وملصقات حول أهمية المحافظة على البيئة.
*تنفيذ محاضرة بيئية عن المحافظة على البيئة المدرسية والحيطة
*مسابقة اجمل فصل دراسي .
*المشاركة في الاحتفالات الوطنية ذات البعد البيئي مثل :-

اسبوع البلديات

يوم المياه العالمي

يوم الغذاء العالمي

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

العام الدراسي الجديد طموحات ومخاوف!

الشارقة

كيف نحرر أطفالنا من الخوف تجاه المدرسة؟

انقضت أوقات الصيف بما فيها من حرية كبيرة والتزامات أيضا كثيرة.. وحان وقت الرجوع للمدرسة بما يعنيه من تغير في حياة كل أفراد الأسرة.. وبقدر ما تحمله السنة الدراسية من آمال وأحلام وتوقعات لكل من الأهل والطفل؛ بقدر ما تحمله أيضا من صعوبات ومخاوف وقلق لكليهما ربما تصل إلى حد آلام في المعدة أو أرق ليلي للطفل.

ورغم أن الأمر يتجدد كل عام فيما يجعله يبدو عاديا وطبيعيا فإن الأمر في حقيقته غير ذلك.. فهناك صعوبات تتجدد كل عام بدرجة تدهش الأهل أحيانا، فيتساءلون بحيرة: ما الجديد؟! فقد التحق الطفل بالمدرسة منذ أعوام، وقد جرب الانخراط في الحياة خارج المنزل منذ أعوام.. ولكن رغم ذلك يظل انشغال الطفل ما بين مخاوف الصداقات الجديدة، ومناهج دراسية جديدة ومدرسين جدد… فبالنسبة لطفل صغير يمكن أن يكون مجرد التفكير في عدم تمكنه من الوصول لقضاء حاجته في الوقت المحدد وما يتبعه من أفكار في إحراجه أمام أصحابه أو عدم نظافته بدرجة مناسبة.. مجرد التفكير في هذه الأشياء التي تبدو لنا بسيطة تصيب الطفل بقلق.

تعاطف مع مخاوف الطفل

– لذا علينا إخراج هذه المخاوف من عقل الطفل لحيز المناقشة، والعمل معًا على حلها وإيجاد البدائل المطمئنة له، ساعده ليعبر عما يجول بخاطره.

– من أهم ما يحتاجه الطفل هو التعاطف والتقبل لمشاعر القلق لديه، فلا تنكر عليه هذه المشاعر بل عرفها له واقبلها وساعده على التعبير عنها بالرسم أو الكتابة أو حتى مجرد الحديث والتعامل معها.

– من المهم ألا تبدو متوترًا أو قلقًا تجاه العودة للمدارس أو حتى أمورهم الدراسية.

– حاول أن تتقرب لأطفالك وتستمع لهم؛ فليكن لديكم وقت أطول لقضائه معا في أنشطة محببة.

– أودع المزيد من المشاعر الإيجابية في بنك الأحاسيس لدى أطفالك.. ستحتاج هذه الوديعة وقتا ما وما أكثره.

– يؤثر النمو العاطفي واللغوي والعقلي للأطفال على سلوكهم.. فلتبق هذا في ذهنك. كما يمكنك أن تطلع طفلك على هذا النمو لتزيد ثقته في نفسه، ويتأكد من قدرته على مواجهة بعض الأمور التي لم يكن متمكنا منها من قبل.. فمجرد النمو يعنى للطفل ثقة في القدرات والإمكانيات.

ناقش التوقعات

– يعتمد استقبال العام الدراسي الجديد إلى درجة كبيرة على ما تبقى من ذكريات العام الماضي.. كذلك على التوقعات للاختلافات في العام الجديد (ناقش مع طفلك توقعاته للعام الجديد ونقي الذكريات السيئة.. واعملا معا على حل المشكلات التي كانت موجودة وما زال يتوقعها الطفل. مبرزا له كيف أن الأمر يمكن حله بطرق مختلفة.. علمه مهارات حل المشكلات. احك له عن ذكرياتك مع العام الدراسي، ذاكرًا ما كنت تشعر به حقا من قلق ومخاوف وطرقك المختلفة للتخلص منها. والتعامل معها مقيما بذلك حوارا حقيقيا مع الطفل وليس وعظا متخفيا في رداء الحكي الحميم. الأطفال يجدون طمأنة في هذه الحكايات.. فاضحكا معًا على مشكلاتك القديمة.

– ساعد الطفل ليكوّن صورة ذهنية حقيقية وواضحة عن المدرسة، ومن الأفضل أن يتعرف الطفل على مدرسته الجديدة ممسكًا بيد أبويه أولا. ليمر على فصله، وملعبه، ومكان انتظار الأتوبيس، ومكان التواليت، والكافيتريا.

– ومن اللطيف للطفل الأكبر وإن كان يعرف مدرسته جيدا أن يقوم بزيارة لها قبل بداية العام الدراسي الجديد.. يقابل مدرساته، يتعرف مكان فصله (حجرته الدراسية)، يتعرف على جدوله الدراسي ومواده التي سيدرسها. ويمكن مناقشة طفل أكبر في خبرات هذه السنة ليتعلم الطفل تناقل الخبرات واستشارة الآخرين.

استعد

– استعد مرحليا؛ فالرجوع للعادات الملزمة يبدو سخيفا أو مملا.

– اضبط وقت الاستيقاظ والنوم قبل بداية العام الدراسي بأسبوع على الأقل.

– اصطحب الطفل للمدرسة، واحسب الوقت المستغرق ذهابا وإيابا. وكذلك تعرف الأماكن التي يمر بها أتوبيس المدرسة.. لتخططا معا كيفية قضاء هذا الوقت.. وما الذي يمكن أن توجه نظره إليه في الطريق.

جهز المسرح..

– استفيدوا من كل خبرة حياتية يمر بها الطفل تتطلب التفكير والتخطيط؛ فاقضيا وقتا في التفكير معًا في مكان مناسب للاستذكار والقراءة وأداء المشروعات والمهام المدرسية. واجعل طفلك هو القائد والمنفذ لأفكاره. اجعله يفكر ويضع البدائل وطرق التنفيذ (المكان – الخامة – السعر – مكان الشراء – أوقات قضاء الواجب.. أشخاص يمكن الاستعانة بهم وسؤالهم واستشارتهم…).

– شراء الأدوات والملابس المدرسية ربما يكون من الأمور اللطيفة بالنسبة لطفلك.. ولكن الإفراط ربما يكون مملا له أو يثير بعض المخاوف والقلق خاصة عند من هم أصغر سنا.

– أعدا معا أطقم الزي المدرسي في مكان ظاهر يسهل وصول الطفل إليه لتفادي مضيعات الوقت الصباحي وشجع الاستقلالية.

– عود طفلك على عادات التنظيم والتخطيط. كتحضير الحقيبة المدرسية ليلا قبل النوم أو كتابة ما يرغب في أخذه معه لمدرسته في مكان ظاهر في حجرته وقريب من المكان الخاص بحفظ أشيائه.

– شجع طفلك على وضع أهدافه العامة للعام الدراسي الجديد (تعلم العد حتى 100 – التمكن من كتابة الأرقام – إمكانية كتابة خطاب من 3 جمل كاملة لبابا وماما – أن أتمكن من التعامل بصورة فضلى مع ما يغضبني. الاشتراك في نشاط التمثيل – إقامة معرض للوحاتي الفنية…).

– وكرر على مسامعه أن المدرسة أحد سبل التعلم وليست كل السبل.

– لا تشتت ذهنك وطفلك في الكثير من الأمور التنظيمية في نفس الوقت (الواجبات المنزلية – الأنشطة – الأعمال المنزلية…)؛ فالاستعداد لهذا سلفا سيبقي لديك الوقت والصفاء الذهني اللازم لاستقبال العام الجديد.

تواصل مستمر

– ساعد طفلك ليفكر تفكيرا لطيفا أثناء اليوم المدرسي؛ فيمكنك كتابة خطاب رقيق للطفل.. أو كارت أو رسم كاريكاتير ووضعه في محفظة أقلامه لتكون مفاجأة سارة له في المدرسة.

– كذلك استعد لبداية وقت حميم مع الطفل بعد عناء يوم دراسي كامل.

– يمكن أن يكتب الطفل خطابا تعريفيا بنفسه لمدرسته التي غالبا ما لم تتمكن من التعرف على الأطفال في اليوم الأول للدراسة. ويمكن أن يتضمن هذا الخطاب: اسمه – ما يحب من أشياء – ما الذي يريده أن تعرفه عنه – أسئلة أو بعض المخاوف التي يمكنها هي أن تكون الشخص المساعد فيها….).

– كونا (الأب والأم معا) على اتصال دائم وفعال مع المدرسة.

– قابل المدرسة: طفلك الصغير يشعر بدرجة كافية من الراحة والاطمئنان بالاتصال المتواصل بينك وبين مدرسه.. حينما يكون هناك قرارات واحدة بين الأهل والمدرسة؛ فإن الأطفال يشعرون بثقة أكبر ويحاولون محاولات أكثر جدية على الصعيدين الاجتماعي والأكاديمي. فمعرفة المدرسة ببعض الأمور الأسرية يساعدها كثيرا في الوصول لنواح تأثيرية وحافزة للطفل بل يجعلها تفك بعض الرموز في تصرفات الطفل بما يساعد في دفعه لأفضل مستوى ممكن.

– الطفل يحب المكان الذي يحصل فيه على الاحترام والأمان والتقبل والتفهم ثم الإنجاز والنجاح.. حاول أن تجعل هذه هي البيئة في البيت والمدرسة أيضا.

تخيل تغييرك لمهنتك.. زملاء جدد.. رئيسك جديد.. مكان جديد.. توقعات وأمنيات وطموحات جديدة.. تخيل الآن أن سنك ست أو عشر سنوات.. هذا ما يعنيه تماما العودة للمدرسة بالنسبة للأطفال.

فعلاً..طموحات ومخاوف..

شكراً..جزيلاً..أخيتي (السويدي)..على المعلومات..والمقالة الممتازة..

بارك الله فيك..

والله يوفق الجميع..ان شاء الله..

[url=http://up.haiyacom.com]الشارقة[/url

]

جزاك الله خير على الموضوع الشارقة
جزاك الله خيرا موضوع رائع
كل عام وأنتم بالخير والصحة والسعادة
الأخت الفاضلة السويدي
وجزاك الله خيراً على سردك هذا الموضوع لأهميته
مع خالص التمنيات بكل التوفيق
معتز غباشي

الشارقة
الى بنت السويدي المحترمة اشكرك على طرحك هذا الموضوع الشيق واتمنى ان تعم الفائدة على الجميع وبانتظار المزيد من المواضيع الشيقة ولك كل الاحترام والتقدير.
جزاكي الله خير معلومات جداً قيمه
الشارقة

تحية الى كل من انار صفحتي برده الكريم ,,,,

الى بنت السويدي من ابن الطويل

اشكرك جدا على موضوعك الهام والرائع
ان ما يبدد تلك المخاوف زرع الثقة في النفوس
وان تكون المدرسة عامل جذب

لك تحياتي
الاختصاصي الاجتماعي:
جمال فيصل الطويل

الى بنت السويدي (مقتبسة … من بنت الطويل)

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

كيف يتعلم الطقل السلوك السيء؟

<div tag="7|80|” >كيف يتعلم أطفالنا السلوك السيئ؟

هناك نظرية في الإرشاد النفسي يطلق عليها النظرية السلوكية0 هذه النظرية تفسر السلوك المضطرب عند الأطفال بأنه تعلم خاطئ ، بمعنى أن السلوكيات الشاذة التي نلاحظها على أطفالنا تعلموها من الكبار أو ممن يحيطون بهم من أطفال ، لذا تهدف هذه النظرية إلى تعليم الطفل سلوكا جيدا يحل محل السلوك الخاطئ ، فالطفل يتعلم من والده الصدق إذا كان صادقا والكذب إذا كان كاذبا ، وأحيانا الأم تكذب على طفلها فتقول سأذهب للطبيب وهي ذاهبة للسوق ، ولكن الطفل ذكي فيكتشف أن أمه تكذب عليه فيفقد ثقته فيها ولا يصدقها بعد ذلك أبدا ، أذكر مرة كنت في دار الملاحظة الاجتماعية في زيارة رسمية قابلت أحد الأطفال المودعين في الدار ، وسألته لماذا أنت هنا؟ فقال : لقد ارسلنتي والدتي للسوق لأحضر لها مسجلا ولم تعطني نقودا فدخلت أحد معارض بيع الأدوات الكهربائية وأخذت مسجلا وخرجت دون أن أحاسب وعندها لحقني العامل في المعرض وأمسك بي قال لي أنت سارق وأنا لا أعرف معنى كلمة ( سارق ) وحاولت الإفلات منه ولكنه كان ممسكا بي جيداومن ثم سلمني للشرطة والشرطة جاءوا بي إلى هنا00 انظر إلى هذه الحادثة ألم يتعلم الطفل منها السرقة ؟ ومن الذي علمه إياها؟ ثم أنه تصور أن السرقة أمرا طبيعيا لأن والدته لم تعلمه أن السرقة حرام وأنه لايجوز أن يأخذ شيئا بدون مقابل ، هكذا يتعلم أطفالنا منا السلوك السيئ والحسن ، فالطفل المحظوظ هو من تربى في بيئة صالحة تعلمه القيم والمبادئ التي تحميه من الوقوع في الخطأ والزلل0
تعاني دور التوجيه الاجتماعي من مشكلة أن الطفل أو الحد ث عندما يدخل الدار وتستقيم حاله ويعتدل سلوكه نتيجة للرعاية الاجتماعية التي حصل عليها الحدث أثناء وجوده في الدار ، وعندما يخرج من الدار إلى البيئة القديمة التي سببت له الانحراف ينتكس ويعود لدار التوجيه الاجتماعي مرة أخرى 0لأن أسباب المشكلة باقية لم تتغير ولم تتحسن الظروف التي ساعدت عليها 0
والوقاية من الانحراف نوعان :
الأول : وقاية مباشرة قبل حدوث الانحراف ، وذلك بتجنيب الحدث مواطن الزلل ، وذلك بمعاملته معاملة سليمة تعتمد على التوازن في التربية فلا إفراط ولا تفريط ، وتجنب الأخطاء التربوية التي تؤدي إلى نتائج سلبية في سلوك الطفل، وأهمها الا نسلك سلوكا مشينا أمام أطفالنا فهم يتعلمون منا فنحن قدوتهم إذا كنا صالحين تعلم أبناؤنا الصفات الحسنة منا وإنا كنا عكس ذلك ل- لاقدر الله – تعلم منا أبناؤنا ما نكره وجوده فيهم 0
الثاني: وقاية بعد حدوث الخلل بمنعه من تطوير السلوكيات السيئة، وذلك بتغيير أنفسنا نحن أولا ، فإذا كنا نمارس أخطاء أمام أطفالنا فعلينا أن نتجنبها فلا يرانا أطفالنا إلا على أحسن حال ، المشكلة أن بعض الآباء لايدركون الخطر الذي يحدق بأطفاله عندما يمارسون أعمالا سيئة أمامهم ويعتقدون أن الأطفال لايفقهمون أو لايدركون سلوك آبائهم ، بل إنهم يدركون ذلك بشكل لايتوقعه الآباء ، مثلا إذا رأى الطفل والده يعاقر الخمر ، وهو يعلم أن شرب الخمر حرام هكذا تربى ، فإن هذا الموقف سيحدث شرخا عميقا في نفسه ،فهو سوف يتساءل لماذا والدي يفعل هذا ؟ إنني خائف على والدي أن يصيبه مكروه ، كيف يمارس والدي أفعالا محضورة ؟: هذه الأسئلة تشتت ذهن الطفل وتترسب في عقله الباطن فتحدث لديه التوتر والقلق من أن شيئا خطيرا يهدد أسرته ويهدد أمنه ومستقبله0والله أعلم0

شكراً أستاذ إبراهيم الدريعي
على نشاطك الملحوظ
ونتمنى لكم كل التوفيق
مع تحياتي وتقديري

أخي الكريم / معتز ——————– سلمه الله
لاشكر على واجب ، أرجو من الله أن يعينني على هذه المهمة ، وأن يرزقني الصبر والتحمل والله يحفظك 0
إن ردود أفعال الآخرين على الأخطاء أو على السلوك السيئ،
الذي يقوم به الطفل، قد تؤدي إما إلى تحفيزه على الاستمرار في الخطأ
فمثلاً إذا عاقب الأب طفله بعدما اعترف له بأنه كسر الإناء فلا بد له في
المرة المقبلة إذا أخطأ من أن ينفي الأمر وسيكذب،

إن الوالدين هما النموذج الذي يحتذى بهما الطفل،

شكرا لك أخي الكريم على هذا الطرح المميز

أختي الكريمة / شموع الأمل ———— سلمها الله
أشكرك على تعليقك الجميل ، الله يعطيك العافية ، دمت في حفظ الله000
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء الثاني )
سبق أن قلت في الحلقة الأولى من هذه الرحلة أنني أشعر بهم كبير صبيحة مغادرتي المنزل للمدرسة التي من المقرر لي أن أزورها ، لا لأني خائف من المواجهة- فالحمد لله- لدي من الخبرة ما يكفيني لمواجهة مثل هذه المواقف ، وليس نقصا قيما عندي من معلومات إذ كيف أواجه المرشد المزار؟ وماذا سأقدم له؟ ، ولكن شعوري الغريب نابع من إدراكي أن العمل الإرشادي لايسير على مايرام ، فما ذا سوف أقول للمرشد ؟ لدي استمارة يستخدمها غير ي من الزملاء المشرفين لإحصاء النقص الموجود عند المرشد في سجلاته ، وهذا ما اكرهه فعلا فلست جابيا ولا مفتشا عن الأخطاء ، أنا يهمني في الدرجة الأولى العمل الميداني ، ما أثر المرشد الطلابي في التلاميذ ؟ هل تصل خدمات الإرشاد لكل طالب؟، أما أني أحصي كم سجلا يحوي مكتب المرشد ؟وكم لوحة علقها على الجدار؟ فهذا ليس بهمي وليس من الإرشاد في شيء ، وما دمنا نرى هذا الكم الهائل من السجلات فلنقل على الإرشاد السلام ،المشكلة أني كنت مسئولا عن جانب من جوانب العملية الإرشادية في يوم ما ومع ذلك لم أغير من الأمر شيئا لوجود من يقدس هذه السجلات ويحافظ عليها كأنها هي الإرشاد كله ،وقد أسعدني اعتماد الإدارة لعامة للتوجيه والإرشاد بوزارة التربية والتعليم برنامج حاسوبي لأعمال المرشد الكتابية لهذا العام 1443ه ولعل ذلك مما يخفف على المرشد بعض الأعباء الكتابية التي أشغلته عن عمله الميداني ،هذا ما يضايقني عند زيارة المرشد في المدرسة ماذا سوف أقدمه له من معلومات ؟ماذا سوف أطبق معه من أفكار إرشادية تنمي قدراته وترفع من كفايته العلمية والتدريبية؟ ، لقد كان هاجسي الوحيد أن يرتقي الإرشاد أنا لاأسب الظلام لكن يجب علي أن أشعل شمعة تبدد الظلام ، إنني أصارع اليأس القاتل الذي بدأ يجري في عروقي ، ولكني والحمد لله تغلبت عليه بالعزيمة وحب الإرشاد ، لقد طردته بعصا غليظة بلا عودة ،وحدثت نفسي بأني لابد أرضى بالأمر الواقع وأتعامل معه بحماس مهما كانت الظروف والمعوقات الكثيرة التي وقفت أمام تقدم الإرشاد ،فهذا فدري الذي وضعت فيه ولابد أن أرضى به، ولكن عجبي يزيد عندما هذا الكم الهائل من المعلمين الذين صاروا يتهافتون على الإرشاد ، هل تهافتهم حبا للإرشاد والإخلاص له والإقدام على ما يواجههم من مصاعب أم أنه محطة استراحة من عناء التدريس ؟ أقول في نفسي الإرشاد جديد في مجتمعي وكل جديد مرفوض ، وإذا كان مرفوضا اليوم فسوف يكون مقبولا في الغد ، كم فكرة كانت مرفوضة في القديم ولكنها الآن تسير بشكل طبيعي ولا أحد يعترض عليها ، قالوا عن الإرشاد إنه جاء من الغرب فلا حاجة لنا به وهل كل ما جاء من الغرب نرفضه ، الناس أمام الجديد ثلاثة أقسام ، القسم الأول يرفضه إطلاقا القسم الثاني : يقبله على علاته أما القسم الثالث : فيختار ما يصلح له منه ومالا يتعارض مع عقيدته وعاداته وتقاليده وأنا شخصيا أؤيد القسم الثالث 0
أنا لاأعلم السبب في أن بعض الناس ينظرون إلى الأشخاص ، ولا ينظرون إلى السلوك ، قد يكون لكلامي هذا بعض الغموض ولكني سأوضح ذلك بعض الناس ينظرون إلى التوجيه والإرشاد في الأشخاص الذين يتعاملون معه ، وكأنهم يشترطون مواصفات معينة في الشخص بغض النظر عن علمه وثقافته ، المهم أن يظهر أمامهم بشخصية معينة ، لعل هذه النظرة السطحية للتوجيه والإرشاد هي الصعوبة الكبرى التي دفعت بالإرشاد إلى الحضيض ، كان بعض الناس ينظر للمرشد بأنه لايعمل ، وليس له تأثير على الطالب ، وما دام تخصصه علم نفس فهذا التخصص لاينا سب الإرشاد ، يقول احد المسئولين أنا لايهمني ما يحمله المرشد من تدريب وفهم للإرشاد أنا يهمني أن يكون المرشد ملتزما ، طبعا أنا أخالفه الرأي في الأولى ولا أختلف معه في الثانية وما الذي يمنع أن يكون المرشد ملتزما بتعاليم الدين ولدية خلفية جيدة في الإرشاد، لذا دلف إلى ميدان الإرشاد تخصصات مختلفة البعض لايفقه شيئا في الإرشاد ، بل انضم إلى المرشدين في زعمه طلبا للراحة من التدريس ، وما علم هذا أن الإرشاد يحتاج من الجهد ما يفوق الجهد الذي يبذله المعلم أحيانا ، صار ينطبق على الإرشاد المثل القائل ( أراد أن يعربه فأعجمة )( وبغى طبه فأعماه)، إن إدخال تخصصات مختلفة لاعلاقة لها بالإرشاد أخرت الإرشاد سنوات طويلة، فلم يعد في المدارس إرشاد ، إنما تعبئة فراغ فقط 0
كان المفروض من المسئولين لعلاج الخلل في الإرشاد ، دراسة وضع الإرشاد ومعرفة ما يحتاجه المرشد القائم ، فإذا كان الطالب له حاجاته التي يجب أن تشبع فكذلك المرشد له حاجاته التي يجب أن تلبى بالتدريب ، المشرفون بحاجة ماسة للتدريب على فنيات الإرشاد ،فمنذ عرفت الإرشاد إلى اليوم لم أسمع عن إقامة دورة خاصة بمشرفي الإرشاد لتجديد معلوماتهم ، واطلاعهم على كل جديد في عالم الإرشاد، فالتدريب- مع الأسف الشديد- لاتوليه الوزارة كبير اهتمامها، الآن مضى من عمر الإرشاد 27 عاما وهو يمارس في المدارس على علاته ولم يتم تقويم برامج الإرشاد حتى الآن لمعرفة الغث واستبعاده ومعرفة السمين للإبقاء عليه ومما يثلج الصدر أنني أرى نشاطا ملموسا هذه الأيام لتطوير أعمال المرشد الطلابي بالمدرسة ، أقصد بذلك تقويم البرامج الإرشادية المطبقة في الميدان منذ زمن بعيد وإبقاء الصالح منها وإلغاء مالا فائدة منه للطالب ، يجب أن يكون هناك بحث ميداني لمعرفة حاجات الطلاب الإرشادية وكيفية إشباعها في ظل التطورات الحديثة في عالم الإرشاد : هذا إذا أردنا النهوض بالعملية الإرشادية ، أما أن يبقى الإرشاد على ماهو عليه فهذا خسارة كبيرة على مستوى الفرد والوطن 0

كنت أنا وزملائي نركب سفينة تمخر بنا عباب البحر وتتقاذفنا الأمواج من كل صوب وحدب ، فمتى ياترى سترسو هذه السفينة على شاطئ الأمان – الله أعلم – كنت أفكر يوما وأقول ، لماذا يكرهون الإرشاد ؟ الإرشاد له أهداف نبيلة ، لو طبق الإرشاد وفقا لهذه الأهداف لرأينا العلماء والعباقرة يحتلون أماكن عالية في الوطن ، لو طبق الإرشاد لعاش الناس في سعادة وأمان ، لوطبق الإرشاد لرأينا كل شخص في مكانه المناسب ، ولقضي على أمراض نفسية عديدة من بينها الاكتئاب ، الذي ينتج عن سوء التوافق بين الإنسان ونفسه وبينه وبين مجتمعه ، لو طبق الإرشاد لكانت مملكتنا الغالية ، تزاحم أمم الأرض في العلم والتكنولوجيا ، ولأصبحنا نضاهي دول العالم المتحضرة ، ولكن الإرشاد مع الأسف مايزال ضعيفا 0
قبل ما أبحر في سفينة الإرشاد عام 1407 ه قابلت أحد المسئولين، في الإدارة العامة للنشاط المدرسي، وقال لي يا أستاذ إبراهيم أنت جئت من أمريكا، فماذا ستعمل الآن ؟ قلت له أعمل مرشدا في إحدى المدارس ، قال لي ولكن الإرشاد يحتاج إلى إدارة ، فقلت له : أنا أمقت الإدارة وخلفيتي في الإدارة سيئة ، روتين ومحسوبيات وبيروقراطية وهم وغم وأنا لاأريد أن أضع نفسي في هذا المأزق ، أريد أن أطبق ما تعلمته في أمريكا في المدرسة ، لأن الإدارة سوف تشل حركتي وتقيد تفكيري ، فوجهت إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض ، ولكن سعادة مديرعام التعليم بمنطقة الرياض طلب مني أن أكون مشرفا للتوجيه والإرشاد ، فقلت له كيف أكون مشرفا وأنا لم أزاول مهنة المرشد من قبل دعني أعمل في مدرسة ما لمدة سنتين وبعدها يكون خيرا ، فقال نحن بحاجة لمشرفي إرشاد ، فوافقت على مضض ، مع أني كنت أفضل أبقى مرشدا 0كان ذلك عام 1407ه ومن ساعتها بدأ الصراع وازدادت وطأته عندما عينت على غير إرادة مني رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بمنطقة الرياض التعليمية ومكثت رئيسا للإرشاد 8 سنوات ، حتى انتقلت إلى مقام وزارة التربية والتعليم المعارف (سابقا)0
كان المشرفون في القسم قلة على ما أذكر 5-6 أكثرهم يحمل شهادة الماجستير في التوجيه والإرشاد وكانوا يعملون بجد وإخلاص ، ولكن قسم الإرشاد وقتذاك أشبه ما يكون بمكتب قبول وتسجيل للطلاب ، الأخوة الزملاء منشغلون بقبول الطلاب ، والرد على المعاملات وبالطلاب المعيدين لمدة عامين، ومنحهم فرصة ثالثة ، والطلاب الكبار في السن ،ونسبة غير السعوديين في المدارس الحكومية، لكن الإرشاد الحقيقي بعيد كل البعد عن جوهر العمل بالقسم وهذا طبعا ينسحب على المدارس ، المشكلة أنني جلست أقارن بين الإرشاد في أمريكا والإرشاد في المملكة فوجدت بونا شاسعا بينهما ، هل تعلمون أخواني وأخواتي القارئات أنني وزميلي عملنا بعد عودتنا من أمريكا في قسم النقل المدرسي لمدة شهر كامل بين متعهدي نقل الطلاب والحافلات التي تقل طلاب المدارس ، وكتابة أسماء المغتربين والطلاب المتوفى عنهم آباؤهم قبل أن نبدأ بالعمل في قسم الإرشاد ، طبعا هذه معلومة جاءت على الهامش ، والله الموفق 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

البرمجة القرآنية الإلاهية – التحكم بالإنفعالات

الطريق إلى البرمجة القرآنية الإلاهيه تبدأ من هنا

قوة التحكم بالانفعالات .. رؤية علمية وإيمانية

ما سنتناوله في السطور القادمة يمس كل شخص منا، بل ربما تكون هذه المقالة سبباً في إحداث تغيير مهم عند بعض القراء ممن لم يطلعوا على هذا العلم أو ما يسميه العلماء اليوم بالبرمجة اللغوية العصبية، ولكن ما هي قصة هذه البرمجة ومن أين جاءت؟

مَن منّا لم يندم يوماً على كلمة قالها أو تصرف قام به؟ ومن منّا لم يفكر يوماً بضبط انفعالاته ومشاعره؟ ومن منا لا يتمنى أن يتحكم بعواطفه وتصرفاته تجاه الآخرين؟

هذه أسئلة أحببتُ أن أبدأ بها هذا البحث لأعطي من خلالها فكرة عن مضمون ما سنتعرف عليه اليوم. ولكن قبل ذلك أحب أن ألفت انتباه القارئ لشيء قد لفت انتباهي وهو أن الكتب التي تتناول الإجابة عن مثل هذه التساؤلات تحقق المبيعات الأكثر على مستوى العالم!

ولذلك ما سنتناوله في السطور القادمة يمس كل شخص منا، بل ربما تكون هذه المقالة سبباً في إحداث تغيير مهم عند بعض القراء ممن لم يطلعوا على هذا العلم أو ما يسميه العلماء اليوم بالبرمجة اللغوية العصبية، ولكن ما هي قصة هذه البرمجة ومن أين جاءت؟

ما هي البرمجة اللغوية العصبية NLP

ببساطة شديدة قد يسمع الكثير بهذا المصطلح الجديد "البرمجة اللغوية العصبية" "Neuro-Linguistic Programming" ولكن قسماً كبيراً من القراء لا يدرك ما هو هذا العلم وهل هنالك إشارات قرآنية عنه؟

وقد يفاجأ القارئ بأن هذا العلم والذي لم يمض على اكتشافه ووضع أسسه العلمية أكثر من ثلاثين عاماً موجود بأكمله في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً! وسوف نثبت هذه الحقيقة من خلال سلسلة المقالات الإيمانية والعلمية وهذه الأولى بينها، وسوف نقرأ ما يخبرنا به القرآن الكريم ونقارن ونتدبر لنخرج من ذلك بأن القرآن هو أول كتاب تحدث عن البرمجة اللغوية العصبية وليس علماء أمريكا!

لقد بدأ هذا العلم في السبعينيات من القرن الماضي، وسبب اكتشافه هو الحاجة لتطوير مدارك الإنسان. فقد كان بعض الناس يحقق نجاحاً كبيراً في حياته، وهذا ما لفت انتباه بعض العلماء فقرروا دراسة أسباب هذا النجاح. ثم خرجوا بنتيجتين مهمتين:

1- إن كل إنسان يحقق نجاحاً ما فهو يستخدم طريقة ما في إدارته لشؤون حياته، وهذه الطريقة أو "الاستراتيجية" في العمل هي التي حققت له نجاحاته.

2- إن أي إنسان يحقق نجاحاً ما، فهذا يعني أننا نحن أيضاً قادرون على تحقيق نجاح مماثل فيما لو اتبعنا الطريق ذاتها.

ونقول إذن بكل بساطة: إن البرمجة اللغوية العصبية هي "كيف تتحكم بدماغك"! (1).

تعتمد هذه البرمجة على تزويد القارئ بمجموعة من الأساليب والأفكار والمهارات والتي تجعل منه إنساناً ناجحاً وقوياً. ولكن الشيء الذي يضمن لك النجاح في تحكمك بذاتك أو بدماغك أو السيطرة على انفعالاتك هو -وبكل بساطة- أن تتعلم كيف يعمل عقلك!

لقد اكتشف العلماء أن الانفعالات والعواطف والأحاسيس عند الإنسان لا تسير بشكل عشوائي كما كان يُظن في الماضي، بل هنالك برنامج دقيق يتحكم فيها، وهذا هو السر في إطلاق مصطلح "البرمجة" على هذا العلم.

– فكلمة "برمجة" تدل على أن هنالك برنامجاً خاصاً بالانفعالات والعواطف يمكن التحكم به تماماً كما نتحكم ببرنامج الكمبيوتر!

– وكلمة "لغوية" تدل على استخدام الكلمات في التواصل مع الآخرين والتواصل مع الذات. أي استخدام اللغة في توجيه الانفعالات.

– أما كلمة"عصبية" تعني أننا يجب أن ندرك كيف يعمل جهازنا العصبي والنفسي لنتمكن من التحكم به وتوجيهه بالاتجاه الذي نريده. تماماً مثل معرفتك بجهاز الكمبيوتر الذي تعمل عليه، فكلما كانت معرفتك بالجهاز الذي بين يديك أكبر، كان لديك قدرة أكبر على التحكم بهذا الجهاز والاستفادة من ميزاته (2).

هذه البرمجة تهم الإنسان الصحيح مثلما تهم الإنسان المريض، فليس من الضروري أنك تعاني من مشكلة ما حتى تأتي وتتعلم قواعد البرمجة، على العكس يجب أن تستفيد من هذه القواعد وتتمرن على تطبيقها وأنت في حالة الصحة الجيدة، وذلك سوف يجعلك أكثر قوة في حالة المآزق والمواقف الصعبة.

ويمكنني أن أخبرك أيها القارئ الكريم بأن أي واحد منا لديه الكثير من الميزات في قدراته وإمكانياته ولكنه لا يستعملها بسبب عدم علمه بها! كما أنه يمكنك أن تحل أكثر من نصف المشكلة بمجرد إدراكك للحجم الحقيقي لهذه المشكلة!!

الشارقة

شكل (1) يجب عليك أن تتخيل دماغك على أنه مجموعة من الأجهزة الهندسية الدقيقة والتي تعمل وفق برنامج محدد، أنت من سيدير هذا البرنامج وهذا هو مفتاح النجاح! أما إذا لم تدرك هذه الحقيقة فسوف يُدار دماغك من قبل الأصدقاء والأهل والمجتمع المحيط والمؤثرات المحيطة بك، وستصبح إنسانا انفعالياً وغير قادر على التحكم بذاته أو عواطفه.

كيف تتحكم بعواطفك؟

إنها عملية بغاية البساطة وتحتاج فقط لمعرفة قانون بسيط وممارسة هذا القانون. يخبرنا العلماء اليوم بأن هنالك عقل باطن هو الذي يتحكم بعواطف الإنسان وانفعالاته ومشاعره بل وتصرفاته! ولكننا لا ندرك هذا العقل مباشرة لأنه عقل باطن أي خفي.

ولكن التجارب أثبتت حقيقة علمية وهي أن العقل الواعي والذي نفكر فيه ونتعامل معه يتصل مع العقل الباطن بقنوات ضيقة. فأنت مثلاً تستطيع أن تعطي إيحاءً لعقلك الباطن بأنك يجب أن تفعل شيئاً ما. ومع تكرار هذا الإيحاء فإن العقل الباطن يستجيب ويبدأ فعلاً بالتغيير.

لقد وجد العلماء بأن الفترة التي ينشط فيها الاتصال بين العقل الواعي والعقل الباطن هي فترة ما قبل النوم بدقائق، وفترة ما بعد الاستيقاظ من النوم بدقائق أيضاً. فهذا هو الدكتور جوزيف ميرفي يخرج بنتيجة بعد آلاف التجارب في كتابه "قوة عقلك الباطن" (3)، والذي بيع منه أكثر من مليون نسخة! هذه النتيجة هي أن أفضل طريقة للتحكم في الانفعالات والغضب هي أن تردد كل يوم قبل النوم وبعد الاستيقاظ عبارات مثل: "سوف أصبح من هذه اللحظة إنساناً هادئاً ومتزناً وبعيداً عن الانفعالات وسوف تظهر هذه النتيجة في سلوكي غداً..".

لقد عالج الدكتور ميرفي العديد الحالات بهذه الطريقة وكانت النتائج ممتازة والجميع حصل على تحسن في انفعالاته بل منهم من أصبح أكثر هدوءاً من الإنسان العادي!!!

والآن نتمنى أن يعلم الجميع وخصوصاً أولئك الذين لم تقنعهم تعاليم الإسلام أن النبي الكريم قد تحدث عن هذه الظاهرة بوضوح، أي تحدث عن أهمية الاتصال بالعقل الباطن في فترات ما قبل النوم وما بعد الاستيقاظ، وأمرنا باستغلال هاتين الفترتين بالدعاء. ولكن ما هو هذا الدعاء؟

لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نردد كلمات قبل النوم وهي: (اللهم إني أسلمتُ وجهي إليك وفوضّتّ أمري إليك وألجأتُ ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تأمل معي كم تحوي هذه الكلمات من تفريغ لهموم وشحنات ومشاكل اجتماعية تراكمت طيلة اليوم! وكم تحوي من اطمئنان واستقرار نفسي لمن يقولها قبل أن ينام.

إن علماء أمريكا يعالجون مرضاهم ويعلمونهم كيف يخاطبون أنفسهم: "سوف أصبح من هذه اللحظة إنساناً هادئاً ومتزناً وبعيداً عن الانفعالات وسوف تظهر هذه النتيجة في سلوكي غداً..".

ولكن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نخاطب الله تعالى ونلقي بهمومنا وانفعالاتنا بين يدي الله ونسلّم له الأمر كله وهو سيفعل ما يشاء، والسؤال: هل هنالك أجمل من أن يكون طبيبك هو الله سبحانه وتعالى؟!!

ونتذكر هنا قول سيدنا إبراهيم عليه السلام: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء: 78-82].

إذن هذه هي البرمجة القرآنية تعلمك أهم قاعدة في الشفاء وهي أن الله تعالى هو من سيشفيك وليس عقلك الباطن أو طبيبك، وما هذه إلا وسائل هيّأها الله لك لتستخدمها كطريق للشفاء. وهذا يعني أن قوة العلاج بالقرآن أكبر بكثير من العلاج بخطاب النفس، ولكن إذا تم اللجوء إلى القرآن وإلى علم النفس معاً فستكون النتيجة عظيمة.

والآن سوف نعيش مع خطة عملية لعلاج الانفعالات من العلم الحديث ومن القرآن الكريم

خطوات علمية وعملية لعلاج الانفعال المزمن

1- يؤكد علماء النفس وعلى مدى أكثر من نصف قرن أن هنالك خطوة أساسية يجب القيام بها لمعالجة الانفعالات، وهي الاعتراف بالخلل أو المرض. فالانفعال النفسي عندما يتطور فإنه يتحول إلى مرض يلازم المريض طيلة حياته، ولا يبدأ هذا المريض بالشفاء حتى يعترف المريض بأن هذا المرض موجود وأنه يجب عليه أن يسارع إلى علاجه.

وهذه حقيقة علمية وليست رأياً لعالم نفس أو نظرية تخطئ وتصيب، وذلك لأن جميع العلماء يؤكدون هذه الحقيقة، أي حقيقة أن يخاطب الإنسان نفسه بعد الانفعال مباشرة ويحاول أن يعترف أمام نفسه بأنه قد تسرّع وأخطأ بهذا الانفعال. وهذه هي الخطوة الأهم في علاج الانفعال.

2- الخطوة الثانية وهي مهمة ومكملة للأولى وهي أن يحاول أن يعطي لعقله الباطن رسائل تقول له: "يجب عليّ أن أتوقف عن هذه الانفعالات لأنها خاطئة وتؤدي إلى نتائج غير مرغوبة وتسبب لي كثيراً من الاحراج".

وهذه الرسالة يجب عليه أن يكررها ويقتنع بها، بكلمة أخرى يجب أن ينوي على عدم العودة لمثل هذه الانفعالات التي يظلم بها نفسه.

3- هنالك إجراء عملي يجب على "الانفعالي" أن يبدأ بتطبيقه على الفور وهو التسامح مع الآخرين. فقد أظهرت الدراسات أن أطول الناس أعماراً هم أكثرهم تسامحاً!!! إذن يجب عليك أن تمتلك القدرة على التسامح والعفو عمن أساء إليك أو أزعجك. إذ أنك بدون هذه الخطوة لن تتحسن وستبقى الانفعالات مسيطرة عليك. كما يؤكد الباحثون اليوم بأن إنفاق بعض الأموال على الفقراء ومساعدتهم تكسب الإنسان شيئاً من الاستقرار والاطمئنان، وتعالج لدية حدة الانفعالات (4).

إن العفو أو التسامح أمر ضروري ومهم لأنه يعالج الخلل من جذوره، فالسبب الكامن وراء أي انفعال هو إحساس هذا المنفعل بأن الآخرين قد أساؤوا له وبالتالي يحاول الانفعال كرد فعل انتقامي منهم. فإذا قرر أن يرسل أيضاً إلى ذاته رسائل يؤكد من خلالها أنه سوف يتسامح مع الآخرين وكرر هذه الرسائل فإنه سيجد نفسه متسامحاً بالفعل!

4- هنالك إجراء داخلي يجب أن ينفذه أيضاً وهو مقاومة هذه الانفعالات ومحاولة إخمادها وذلك بتكرار رسالة أخرى مفادها: "يجب عليّ أن أقاوم أي انفعال أتعرض له مهما كان صغيراً" (5).

هذه الرسالة سوف تجد طريقها للعقل الباطن والذي يعتبر المتحكم الرئيسي بالانفعالات.

5- كإجراء آخر وهو أنك تسلك طريقاً ما وتعتقد بقوة أنه سيؤدي بك إلى النجاح المطلوب، ولكن عند فشل هذا الطريق فإن الواجب تغييره وسلوك طريق آخر حتى يتحقق النجاح المطلوب. إن الاعتقاد بالنجاح هو نصف النجاح، أي أنك إذا اعتقدت بقوة بأنك ستنجح في عمل ما فإن هذه العقيدة ستكون الوسيلة الفعالة لنجاحك في هذا العمل.

ولذلك عليك أن تعتقد وبقوة بأنه لديك القدرة على علاج انفعالاتك وأن هذه الانفعالات سوف تذهب بيسر وسهولة ولكن يجب أن تخاطب نفسك وتوجهها باستمرار إلى ضرورة التخلي عن هذه الانفعالات وعدم الإصرار عليها.

الشارقة

شكل (2) دماغك عزيزي القارئ هو الآلة التي تستقبل الأوامر والتوجيهات، فإذا وجهتَ لهذه الآلة رسائل باستمرار مفادها أنك ستعالج الانفعالات وأنك واثق من ذلك، فإن هذه الآلة ستستجيب تدريجياً، وسوف تصبح لديك القدرة على التحكم بهذه الانفعالات. إياك أن تترك الرسائل السلبية والمظلمة تدخل إلى دماغك، بل اسمح فقط للرسائل المضيئة والإيجابية بالدخول.

والآن وبعدما رأينا خطوات العلاج العلمية بالبرمجة البشرية، ماذا عن البرمجة القرآنية؟؟!

خطوات علاجية من القرآن

لقد حدثنا كتاب الله تعالى عن صفات الجنة التي وعدها الله المتقين: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133]. ولكن ما هي صفات هؤلاء المتقين؟

يقول تعالى في الآية التالية: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].

لقد تضمنت هذه الآية ثلاثة إجراءات عملية:

1- إنفاق شيء من المال على الفقراء: وهذا ما أكده العلماء أنه يكسب الإنسان نوعاً من الاستقرار النفسي: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ).

2- أن يحاول الإنسان إخماد انفعالاته بأية طريقة ولا يسمح لها أن تنطلق باتجاه الآخرين: وهذه القاعدة أيضاً تعلم الإنسان شيئاً من الانضباط الذاتي (6) : (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ).

3- لقد تضمنت الآية إجراءً عملياً يتمثل في التسامح مع الآخرين، وهذا ما يؤكده جميع العلماء اليوم من أن التسامح هو أفضل وسيلة لضبط الانفعالات. (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ).

نأتي الآن إلى الآية التالية حيث يقول تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].

لقد تضمنت هذه الآية أيضاً ثلاثة إجراءات عملية لعلاج ظلم النفس، وجميعنا يعلم أن الانفعال والتسرع والتهور هي أنواع من ظلم الإنسان لنفسه. وهذه الإجراءات هي:

1- الاعتراف بالذنب: فعندما يرتكب المؤمن فاحشة أو ظلماً لنفسه أو ينفعل أو يتسرع في تصرف ما يجب عليه مباشرة أن يدرك خطأه بل ويعترف به: (ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ)، إن هذه الآية تؤكد على الاعتراف بالذنب، لأن الاستغفار وطلب المغفرة من الله تعالى لا يكون إلا بعد أن يحس المؤمن بخطئه وذنبه فيستغفر الله. وقد أكد جميع الباحثين أن الاعتراف بالذنب أمام النفس هو طريق للشفاء. ولكن القرآن يأمرنا أن نعترف بذنوبنا أمام الله تعالى!! فهو الأقدر على شفائنا.

2- اليقين بأن هذا الانفعال وهذا الخطأ يمكن معالجته: ويؤكد العلماء أن ثقة المريض بالشفاء ويقينه بذلك تمثل نصف الشفاء إن لم يكن أكثر، وهنا يتجلى معنى قوله تعالى: (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) فهذه الكلمات تنح المؤمن ثقة كبيرة بإمكانية مغفرة الذنب وأن هذا الانفعال يمكن ألا يتكرر.

3- يؤكد جميع علماء البرمجة اللغوية العصبية أن الطريق المثالي لعلاج الكثير من الاضطرابات النفسية والانفعالات هو أن يكون لديه الإرادة الكافية والقوية لعدم تكرار الانفعال وعدم الإصرار عليه، والسؤال: أليس هذا ما تحدثت عنه الآية الكريمة: (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)؟؟

لنتأمل الآن النص القرآني: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران: 133-136].

اسأل مجرّباً!!

سوف أخبرك بشيء مهم كان يحدث معي قبل عشرين عاماً عندما كنت أحفظ كتاب الله تعالى، وهو أنني كنتُ أقف أمام بعض الآيات التي كانت تؤثر بي، وأكررها عشرات المرات ثم أكتبها على ورقة وأضعها أمامي متأملاً كلماتها ومعانيها وكنتُ أشعر في ذلك الوقت بأن هذه الآيات تُحدث تأثيراً كبيراً في قناعاتي وعقيدتي ومبادئي.

فلا أنسى أبداً آية من الآيات الرائعة والتي كتبتها وعلّقتها على جدار غرفتي وهي قوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 107].

وأقول لك أخي القارئ إن هذه الآية قد عالجَت عندي أكثر من 90 بالمئة من الحزن والكآبة والقلق والخوف والتردد!!! ولكن كيف ذلك؟

لقد كانت أشياء كثيرة تسبب حزناً وكآبة بسبب الإحباطات التي يتعرض لها الإنسان أحياناً نتيجة فشله في عمل ما، أو خطئه في تصرف ما أو تسرعه في كلمة يقولها ثم يكتشف أنه مخطئ، أو نتيجة رسوبه في امتحان أو فشله في علاقة عاطفية.

وعندما علمتُ أن أي ضرّ يصيبني إنما هو من الله تعالى، وهو أمر مقدر من قبل أن أُخلق، وهذا الضُرّ لا يمكن لأحد أن يُذهبه ويكشفه إلا الله تعالى. فكنتُ أقول: إذن لماذا أنا حزين وقلق ومحبط؟ إذا كان الله تعالى وهو أرحم الراحمين هو من مَسّني بهذا الضرّ وهو من سيكشف هذا الضرر، فهل هنالك أجمل من هذا الأمر؟

لقد غيّرت هذه القناعة الجديدة أشياء كثيرة في حياتي فتحول الوقت الذي كنتُ أمضيه في التفكير فيما سبق من أخطاء ومشاكل، تحول هذا الوقت إلى وقت فعال أقرأ فيه القرآن أو أتعلم فيه شيئاً جديداً من أمور العلم!

إذن انظر معي إلى هذه الكلمات (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) كيف غيّرت حياة إنسان بأكملها، وكيف غيرت الوقت من وقت ضائع إلى وقت مثمر وفعّال!

ولكن ماذا عن المقطع الثاني من الآية؟ (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) هذه الكلمات المليئة بالرحمة والتفاؤل والحيوية كانت تغير فيّ الكثير أيضاً.

فقد كنتُ في كثير من الأوقات أعاني من قلق وخوف حول أشياء سوف تحدث أو أتخيلها أنها ستحدث، مثل توقع الفشل في عمل ما أو توقع الخطأ في تصرف ما. بل كنتُ أتردد كثيراً في عمل شيء ما: هل أفعله أم لا؟

وعندما قرأتُ هذه الكلمات الإلهية أدركتُ بأن أي خير سيصيبني لا يمكن أن يأتي خارج إرادة الله عز وجل! وأدركتُ أيضاً بأن أي خير سيأتي، لن يستطيع أن يردّه أو يبعده عني أحد إلا الله تعالى!

وقلتُ إذا كان الخير كله من عند الله فلماذا أنا قلق وخائف؟ إذا كان الشيء الذي سأقوم بفعله وأنا قلق حول نتائجه، إذا كانت هذه النتائج بيد الله وهو الذي سيعطيني الخير ولن يمنعه أحد من ذلك، إذن لماذا التردد في فعل هذا الأمر مادام الأمر فيه الخير ورضا الله ؟

وبالنتيجة ساهَمت هذه الآية في القضاء على التردد والخوف والقلق، لقد أحدثَت هذه الكلمات الربانية تغييراً في سلوكي أيضاً. فلم يعد لدي حسابات كثيرة أجريها قبل القيام بعمل ما، ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني التوفير في الوقت أيضاً، لقد أصبح لدي وقت كبير أستطيع الاستفادة منه في تطوير معرفتي وعلمي.

(يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) هذا هو المقطع الثالث من الآية الكريمة، وهذا يعني أن الله تعالى هو من يختار من البشر من يشاء ليصيبه بالخير، إذن كيف أضمن أن الله تعالى سيصيبني بهذا الخير؟ يجب قبل كل شيء أن أصلح علاقتي مع الله تبارك وتعالى.

إن أول خطوة في إصلاح علاقتك مع الله هي أن تتوجه بإخلاص كامل إلى الله ليس هنالك أي مصلحة إلا رضا الله تعالى، وعندها خرجتُ بنتيجة وهي أن هذه الآية وعلى الرغم من قصر كلماتها إلا أنها ممتلئة بالتوجيهات التي تغير سلوك إنسان بالكامل، هذه الآية هي إعادة لبرمجة الدماغ وتغيير المعلومات المختزنة فيه من معلومات يسيطر عليها التردد والخوف والقلق إلى معلومات مليئة بالقوة والتفاؤل والاطمئنان.

وأخيراً

يجب أن نعلم بأن أفضل وأقصر طريق لإعادة برمجة الدماغ هو أن تبدأ بقراءة آيات من القرآن، بل وتصمم على حفظ القرآن دون النظر إلى النجاح أو الفشل في ذلك، أنت فقط صمم ولا تلتفت للتعليمات السلبية التي يمارسها الشيطان عليك، فقط قل: "إنني أنوي حفظ هذا القرآن وسوف أعمل على ذلك وأرجو من الله أن يعينني". بل وكرر هذه الرسالة قبل النوم وبعد الاستيقاظ.

وأنا على ثقة تامة بأنك سوف تحفظ القرآن (وهذا ما حدث معي)، وسوف ترى التحولات الكبرى في حياتك نتيجة لهذا الحفظ، وسوف ترى أيضاً كيف تبدأ مشاعر الخوف والقلق والتردد والحزن بالاضمحلال، وكيف تُستبدل بمشاعر من التفاؤل والاطمئنان والسعادة والنجاح.

سوف ترى حالما تبدأ بعملية الحفظ كيف تتطور لديك القدرات الذهنية، كيف تصبح ذاكرتك أفضل بمئة مرة، كيف تصبح أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين بل وأكثر كسباً لثقتهم، وسوف تجد نفسك أكثر قدرة على خطاب الآخرين وأكثر قدرة على التعبير عما تريد بكل يسر وسهولة (وهذا ما حدث معي أيضاً)!

وقد تسأل أيها القارئ الكريم هل في هذا الكلام مبالغة؟ وأقول لك إن هذا الكلام هو عن تجربة مؤكدة وليس كلاماً نظرياً غير قابل للتطبيق. وسوف أعرض عليك مثالاً قد لا تصدقه!

عندما كنتُ في الجامعة كنتُ وخلال السنوات الأولى كانت مادة الرياضيات هي الأكثر صعوبة بالنسبة لي، وقد كنتُ أتقدم لامتحان هذه المادة ست مرات وأفشل في تحقيق الحد الأدنى للنجاح. ولكن بعدما حفظتُ القرآن استطعتُ أن أؤلف موسوعة في الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم، وهذه الموسوعة تقع في أكثر من 700 صفحة جميعها حقائق اكتشفتها من القرآن ليس بفضلي أنا، ولكن بفضل الله وبركة حفظ القرآن الكريم!!!

والسؤال أخي الحبيب: هل اقتنعت معي أخي العزيز بالبرمجة القرآنية الإلهية؟

منقوول للاستفادة

جزاكم الله خيرا فعلا هذا يحتاج الى وقفات مع النفس مرااااااات ومراااااااات.. من قبل أن يأتي يوم لا نستطيع أن نبرمج أنفسنا وقد فات الأوان..!!!!
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

تنمية روح البحث العلمي في "التمكين"

تنمية روح البحث العلمي في "التمكين"
الشارقة – جميلة إسماعيل:

استكمالاً لفعاليات برنامج الإرشاد الأكاديمي الذي أقامته وحدة الإرشاد النفسي والاجتماعي بمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي للمنتسبين إليها من الأبناء والأوصياء والذي بدأ بمحاضرة التهيئة للعام الدراسي الجديد، استكملت مشرفة البرنامج د. علياء إبراهيم السيد الاستشارية التربوية بقاعة العروض بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة فعاليات الإرشاد الأكاديمي بدورة “كيفية إعداد البحث العلمي” التي يصاحبها ورشة عمل للفتيات من المرحلتين الثانوية والجامعية.

وقد ذكرت الدكتورة علياء السيد أن الهدف من هذه الدورة القضاء على إحدى أهم الصعوبات التي تواجه الطلاب وهي إعداد الأبحاث العلمية خلال العام الدراسي في ظل خطة الدولة لتطوير المناهج من أجل تأسيس جيل من الطلاب يمكنه الاعتماد على نفسه في استقراء المعلومات، ومن أجل تنمية روح البحث لديهم.

وأوضحت أن الدورة تستهدف القضاء على ظاهرة قد تكون منتشرة وهي شراء الأبحاث العلمية الجاهزة وهو ما يضر بقيمة سامية يجب أن يلتزم بها الطلاب وهي الأمانة العلمية وتكوين الضمير العلمي.

أما إدارة مؤسسة التمكين الاجتماعي بالشارقة فأشارت أن التركيز على برنامج الإرشاد الأكاديمي هدفه إصلاح اليتيم والوصول به إلى مرحلة الاعتماد على النفس وهي مرحلة التمكين التي تسعى لتحقيقها.

كما أن هذه الورشة انبثقت الحاجة لها أثناء محاضرات التهيئة المدرسية للعام الجديد لحاجة الطلاب الماسة لها، سعياً من المؤسسة للنهوض بفكر أبنائها في ظل التقدم العلمي الذي تشهده البلاد حالياً ورفع أي عبء مادي عن كاهل الأسرة يسببه شراء الأبحاث الجاهزة.

وتوجه المؤسسة كلمتها إلى الكودار العلمية المتخصصة ودعمه فكرياً في كافة المجالات التي تساهم في بناء شخصية اليتيم في ظل غياب عائل الأسرة الذي يمثل الدعامة الأساسية في حياة الطفل.

وأوضحت الطالبة الجامعية هلا محمد مدى استفادتها التي نظمتها مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، مؤكدة أن البحث الجامعي وسيلة تعليمية نافعة حينما يقوم الطالب بالقراءة في الكتب والمراجع التي تتعلق بالموضوع المكلف بالبحث فيه.ومن ثم يقوم بصياغته بأسلوب علمي حسب ما تعلمه خلال سنوات دراسته، لكن حينما يتحول الطالب إلى مجرد وسيط يحمل عنوان البحث المطلوب من أستاذ المادة إلى شخص آخر يقوم بإنجازه بمقابل مادي، فإن العملية بالتأكيد تفقد أهميتها بل تتحول إلى شيء آخر، يمكن تعريفه ب “السرقة والتلاعب الأكاديمي”.

أما الجامعية ولاء محمد فأرجعت أهمية تنظيم هذه الدورة، لعدة أسباب أبرزها غياب ثقافة البحث وأهميته في الاستكشاف والإبداع وعدم تمكن الطلبة من أدوات البحث التي كان لا بد من إدراجها منذ المرحلة الثانوية، وهي هنا تلقي باللوم على بعض الأساتذة الذين يعتبرون مشاركة الطلاب في البحث عبارة عن معزز ثانوي للمعدل التراكمي، وهم بذلك يساهمون بشكل غير مباشر في بقاء الصورة السلبية عن البحث العلمي لدى الطالب الجامعي من خلال تحجيم دور البحث.

أما نورة الهاشمي فأكدت ضرورة أن يقوم الطالب نفسه بإعداد أبحاثه حتى لو كلفه الكثير، فهذا يدخل في نطاق أن الإنسان لا يتعلم “بالساهل” فلابد للطالب من إعداد بحثه خطوة بخطوة والرجوع لأستاذ المادة في حالة استوقفه شيء معين وفي النهاية سيكون هو المستفيد من ذلك.

جزاك الله خير على هذا المجهود المميز الشارقة
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

فعاليات للأمهات والأطفال في نادي سيدات الشارقة

فعاليات للأمهات والأطفال في نادي سيدات الشارقة

بدأت في نادي سيدات الشارقة فعاليات يناير/كانون الثاني الحالي بالتعاون مع شركة تيفاني وشركة لاكنور بإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة المنوعة التي تفاعلت معها العضوات وأطفالهن، وقام النادي بتنظيم سينما للأطفال كما نظمت جلسة “نصائح الطبخ” للأمهات ألقاها رئيس الطهاة في مطعم لفيف التابع لنادي سيدات الشارقة الشيف ماجد الصباغ،الذي قام بإعداد عدة أطباق أمام الأمهات وتحدث عن الأمور التي يجب على ربة المنزل أن تأخذها في اعتبارها عند الطهو، وكذلك الطرق الصحيحة للطهو كي يصبح المذاق ألذ.

وقالت نورية مساعد مدير قسم العلاقات العامة وشؤون العضوية: دخلنا الآن مرحلة جديدة وسنة جديدة ونادي سيدات الشارقة يحب التجديد دائماً فأردنا أن تكون فعالياتنا مفعمة ومستمرة منذ بداية العام الجديد حيث برامجنا سوف تكون متجددة ومليئة بالدروس والورش المسلية والمفيدة للأطفال والأمهات، كما أنه بين فترة وأخرى نقيم كرنفالاً مليئاً بالمفاجآت، وهي دعوة لجميع السيدات لقضاء أمتع الأوقات معنا مع كل خميس من كل شهر، وأحب كذلك أن أشكر شركة تيفاني وشركة لاكنور لدعمهما اللامحدود لبرامجنا الدائمة وسوف تحمل برامجنا المقبلة ورشة بعنوان رحلة الشفاء مع خبيرة الطاقة سدا، ويوماً رياضياً مليئاً بالمسابقات الرياضية للأطفال.

ويذكر أن الأطفال استمتعوا كثيراً وقضوا وقتاً ممتعاً، كما أن العضوات سعدن بوجود تلك الفعاليات لهن ولأطفالهن خلال عطلة الأسبوع، وشكرت العضوات القائمين على هذه الفعاليات.

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

انطلاق بطولة التحدي لناشئة الذيد

انطلاق بطولة التحدي لناشئة الذيد

الشارقة “الخليج”:

ضمن سلسلة الفعاليات التي تنظمها الادارة العامة لمراكز الناشئة احدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، انطلقت ظهر أمس الأول بمركز ناشئة الذيد فعاليات الجولة الأولى لبطولة التحدي ،2 والتي تقام للعام الثاني على التوالي.

شارك في المسابقة 45 شاباً من المنتسبين لمراكز الناشئة المنتشرة في أرجاء إمارة الشارقة بالمنطقة الوسطى في الذيد، المدام، الثميد، والمليحة والمنطقة الشرقية في كلباء، دبا الحصن، وخورفكان، وممن تتراوح أعمارهم من 12 إلى 18 سنة.

وتأتي هذه البطولة استكمالاً لمسيرة النجاح التي حققتها البطولة الأولى والتي نظمتها مراكز الناشئة خلال أشهر الصيف.

استمرت الجولة لأكثر من 6 ساعات متضمنة مجموعة من الفعاليات التي تعتمد على القوة العضلية والجسمانية وتهدف إلى رفع مستوى اللياقة البدنية للمشاركين، وتنمية مهارات الملاحظة والمشاهدة، فاشتملت على مسابقة الوثب الطويل، مسابقة دفع الحافلة، ومسابقة فكرية، كما ضمت الجولة بطولة في الPain Ball (الرماية بالحبر) حيث تم فيها تقسيم المشاركين إلى مجموعات، وبعد ارتداء الزي الكامل للعبة والاستماع إلى التعليمات دخل المشاركون إلى أرض المغامرات لخوض المعركة، وقد أسفرت نتائج هذه الجولة عن فوز مركز ناشئة الذيد بالمركز الأول بحصوله على 200 نقطة.

وتنفذ البطولة على أربع جولات، في كل من الذيد، خورفكان، المليحة، والشارقة، حيث تستضيف مدينة خورفكان الاسبوع المقبل فعاليات الجولة الثانية بواقع أربع فعاليات، بهدف تنمية المهارات الرياضية للناشئة واشعال روح المنافسة بينهم وتعزيز القدرات الذهنية بالإضافة إلى تحقيق المتعة والإثارة لهم.

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

مفهوم التطوع

مفهوم التطوع

.التطوع بات من الأعمال الظاهرة البارزة اليوم في واقع الناس، وخاصة مع وجود الأزمات والمحن التي تصيب البشرية نتيجة الحروب أو الكوارث، وصارت الأمم والشعوب أفرادا وجماعات يتسابقون إليه، وقامت من أجله المؤسسات والجمعيات، وهذا مما ينبغي أن يكون المسلمون أسبق إليه.

فما هو التطوع وما فضائله، وما هي مجالاته، وما هي أنواع المتطوعين، وما آثاره، تساؤلات نحاول الإجابة عليها من خلال هذا المقال:

أولاً- تعريف التطوع

التطوع تَفَعُّلٌ من الطاعة، وتَطَوَّعَ كذا: تَحَمَّلَه طَوْعًا، وتَكَلَّفَ استطاعته، وتطوع له: تكلّف استطاعته حتى يستطيعَه، وفي القرآن: { فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له } البقرة/184 ؛ قال الأَزهري: ومن يَطَّوَّعَ خيراً، والأَصل فـيه يتطوع فأُدغمت التاء فـي الطاء، ويقال: تَطَاوَعْ لهذا الأَمر حتـى تَسْتَطِيعَه .

و التَّطَوُّعُ: ما تَبَرَّعَ به الإنسان من ذات نفسه مـما لا يلزمه وغير مفروض عليه. و الـمُطَّوِّعةُ: الذين يَتَطَوَّعُونَ بالـجهاد، ومنه قوله تعالـى: { والذين يلـمزون الـمطوَّعين من الـمؤمنـين } ، وأَصله الـمتطوعين فأُدغم. وفـي حديث أَبـي مسعود البدري فـي ذكر الـمُطَّوِّعِينَ من الـمؤمنـين: قال ابن الأَثـير: أَصل الـمُطَّوِّعِ الـمُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء فـي الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه.

فالعمل التطوعي هو: تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي.

ثانياً – فضائل التطوع وفعل الخير :

فضائله كثيرة متعددة ولذلك جاء الحث عليه في الكتاب والسنة، قال تعالى:

– { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (73) سورة الأنبياء

– { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج:77).

– { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:148).

– { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (المائدة: الآية48).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

1- ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاه صدقة ، وتميط الاذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه.

2- ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله الا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه.

3- ( لقد رأيت رجلأً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم .

4- ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ) متفق عليه .

5- ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .

6- ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) متفق عليه

7- ( مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه احمد ومسلم

ثالثاً- مجالات العمل التطوعي:

التطوع يسع كل المجالات النافعة والمفيدة، وأبرزها:

1- مجال العبادة : فالمسلم لا يقتصر في عبادته على الفرائض والواجبات، بل يزيد عليها من خلال التطوع بالنوافل والسنن والقربات، والأمر واسع ومتاح للتنافس والتسابق في شتى أنواع العبادات كالصلاة والصيام والصدقات والحج وغيرها.

2- المجالات العلمية، كإنشاء المكتبات والمدارس والجامعات وسائر المؤسسات العلمية التي لا يكون هدفها الربح المالي، ثم القيام عليها ودعمها.

3- المجالات المالية، التي تتطلب دفع المال وتقديمه بسخاء من أجل نفع الناس ومساعدتهم، وهذا المجال يدخل ويشارك في الكثير من المجالات.

4- المجالات الحرفية، من خلال التطوع فيما يتقن من أنواع الحرف المفيدة النافعة.

5- المجالات الإدارية، وهي تدخل في شتى الأنواع، والإدارة صارت فن وجودة وإتقان، فالإداري الناجح في عمله إن تطوع أفاد وقدم الكثير.

6- المجالات الفكرية، من خلال الآراء الصائبة والنصائح القيمة، والخطط الرائدة.

رابعاً- أقسام وأنواع المتطوعين:
* منهم المتطوع بماله: صدقات، تبرعات، قروض، مشاركات في شركاته، تنمية مال.
* ومنهم المتطوع ببدنه: مراسلات، حرف، تحميل، حراسة..
* ومنهم المتطوع بجاهه: شفاعات، علاقات…
* ومنهم المتطوع بوقته: كل يوم، ساعة في اليوم، ساعة في الأسبوع، في المواسم، عند الطلب والفزعات..
* ومنهم المتطوع بفكره: تقديم رأي صائب، استشارة، بحث، استبانات، دراسات، إحصاءات، خطط، نقد، تقويم…

خامساً- آثار التطوع:

1- كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

2- حل المشاكل والمعضلات وخاصة وقت الأزمات.

3- التآلف والتحابب بين الناس، ومعالجة النظرة العدائية أو التشاؤمية تجاه الآخرين والحياة.

4- التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.

5- الزيادة من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي.

6- تهذيب الشخصيَّة ورفع عقلية الشح وتحويلها إلى عقلية الوفرة والكسب الأعظم مصداقاً للآية الكريمة (ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون).

7- العمل التطوعي يتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها.

وفي الختام ندعو الناس جميعا وخاصة المسلمين منهم إلى المبادرة والمسارعة في تقديم النفع والخير للآخرين وخاصة المتضررين منهم.

ونسأل الله أن يؤلف على الخير قلوبنا، ويجمع شملنا، ويبعد الشرور عنا، ويحفظ عباده من المحن والمصائب، والحمد لله رب العالمين.

منقول للفائدة من موقع عالم التطوع العربي
http://www.arabvolunteering.org

شكراً أخي جمال
على طرحك المتميز لهذا الموضوع
المفعل حالياً بالميدان التربوي
ولك مني خالص التحية
بارك الله فيك