التصنيف: الصف السابع
الصف السابع
وشكراً ………….
أنظمة الحكم في الدول العربية
الباب الرابع
البنية الفنيه للهيئة التشريعية والمؤقته
أجهزة السلطة التشريعية والمؤقته
المقدمة:
من غير المعقول أن توجد سلطة تشريعية من دون جهاز يقود عملها التشريعي ويمثلها أمام السلطات الأخرى في داخل البلد أو أمام الدول والمنظمات الأجنبية ، وأجهزة السلطة التشريعية هذه هي رئاسة هذه السلطة ولجانها الثابتة والمؤقتة.
الموضوع:
ابتدأت الأحكام الدستورية في كل من تونس ومصر بتقرير قيام هذه الأجهزه بواسطة التعيين من قبل رئاسة الدولة شأنها شأن السلطة نفسها . إذ نص القانون الأساسي للدولة التونسية على أن ينتخب الملك من المجلس الأكبر كنين ممن يصلح للرئاسة بهذا المجلس أحدهما يجعله رئيسا والثاني يجعله كاهيا (م57) . وتتحد رئاسة المجلس بأربعة أشخاص رئيس المجلس وكاهيته ورئيس القسم ويعينون من قبل الملك. وعلى هذا النمط تشكلت رئاسة مجلس شورى النواب في مصر عام 1866م ونص نظام هذا المجلس على أن ( رئيس مجلس شورى النواب ووكيليه ينصبان من طرف الحضرة الخدوية) : وهو نفس الحكم الخاص برئاسة مجلس الشورى في ج.ع.ي في دستور 1964 وهو الدستور الأول في البلاد. إن الملك يعين رئيس مجلس الشيوخ وينتخب مجلس الشيوخ الوكيلين لمدة سنتين في الدستور المصري لعام 1923م ويجوز إعادة الرئيس والوكيلين وقد تغير هذا الحكم الدستوري المصري عام 1930م حيث قشى بأن يعين الملك رئيس مجلس الشيوخ.
الخاتمه :
وهذه هي الأحكام الدستوريه الموجوده في كل بلدان العالم ولكن تختلف حكمها من بلد الى بلد وتعين هذه الدساتير لتنظيم حكم الدوله واصدار قوانين تنظم مهام الدول فنسأل الله ان يدوم حكم بلادنا منتظما منظما
كان لموقع القسطنطينية المتميز أكبر الأثر في اتجاه أنظار المسلمين إلى فتحها، وانتزاعها من الإمبراطورية البيزنطية التي كانت مصدر قلق دائم للدولة الإسلامية، وضم تلك اللؤلؤة العزيزة إلى عقد الإمبراطورية الإسلامية الواعدة كانت مدينة القسطنطينية محط أنظار المسلمين بجمالها وبهائها، كأنها درة قد احتضنها خليج البسفور من الشرق والشمال، وامتدت من جهة الغرب لتتصل بالبر، وتطل أبراجها وحصونها في شموخ وكأنها تتحدى الطامعين فيها، وقد برزت أسوارها العالية من حولها في كل اتجاه فتتحطم عندها أحلام الغزاة وتنهار آمال الفاتحين.
الموضوع:
لقد كانت هناك محاولات جميله من قبل المسلمين لفتح القسطنطينية،حيث قامت أحدى عشر محاولة لفتحها. ومن أهمها:-
* الحملة الأولى إلى القسطنطينية:
وبرغم تلك الأسوار المنيعة والأبراج الحصينة التي شيدها أباطرة البيزنطيين حول المدينة، فإن ذلك لم يفتّ في عضد معاوية، ولم يثنه عن السعي إلى فتح القسطنطينية.. وبدأ معاوية يستعد لتحقيق حلمه الكبير.
ولكن تلك الحملة لم يكتب لها النجاح؛ فقد حال سوء الأحوال الجوية وبرودة الجو الذي لم يعتدْه العرب دون استمرار المسلمين في الحصار الذي فرضوه على المدينة، بالإضافة إلى قوة تحصين المدينة التي حالت دون فتحها. وقد تكررت حملات أخرى في عهده حظيت بالفشل.
* حملة الدولة العباسية:
شهد العصر العباسي الأول حملات جهادية مكثفة ضد الدولة البيزنطية، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القسطنطينية وتهديدها مع أنها هزتها وأثرت على الأحداث داخلها،وبخاصة تلك الحملات التي تمت في عهد هارون الرشيد سنة(190هـ(.
* محاولات الدولة العثمانية:
بعد قيام الدولة العثمانية تجددت المحاولات الإسلامية لفتح القسطنطينية ،حيث جرت عدة
وشاءت الأقدار أن جاء سلطان حازم وعازم وإرادته القوية في فتح القسطنطينية وهو محمد الفاتح
كان محمد الفاتح يمارس الأعمال السلطانية في حياة أبيه، ومنذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البيزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على إطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية،بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الإسلامية المختلفة،وبالتالي فمنذ أن ولي السلطنة العثمانية سنة(855 هـ) كان يتطلع إلى فتح القسطنطينية.
لقد نشأ السلطان محمد الفاتح على حب الإسلام والإيمان واتصف بالتقي والورع ومحب للعلم والعلماء.
وكان بروز دور الشيخ آق شمس الدين في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما:-
– مضاعفة حركة الجهاد العثمانية
– الإيحاء دوما لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصور بالحديث النبوي لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ، ولتهم الجيش ذلك الجيش)،لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عله حديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
الإعداد للفتح :-
بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية،وبذل جهودا كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية ،كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال بمختلف أنواع الأسلحة وأيضا عدهم إعدادا معنويا قويا وغرس روح الجهاد فيهم،وتذكيرهم بحديث الرسول مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير. ومن جانب اهتماماته اعتنى عناية خاصة بجمع الاسلحة وبخاصة المدافع حيث احضر مهندسا مجريا يدعى اوبان كان بارعا في صناعة المدافع ،حيث السلطان وفر له جميع الإمكانيات المادية والبشرية والمالية.ويضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن ليكون مؤهلا للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية.
فتح القسطنطينية:
توجه محمد الفاتح مع جيشه الكبير نحو القسطنطينية برا وبحرا، حيث استطاعوا حصار القسطنطينية من كل الجهات.
استبسل العثمانيون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمد الفاتح وصمد البيزنطيون بقيادة قسطنطين صمودا بطوليا في الدفاع وحاول الإمبراطور البيزنطي أن يخلص مدينة وشعبه بكل ما يستطيع من حيلة،فقدم عروضا مختلفة للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الأموال أو الطاعة.
وبعد معركة طويلة حاسمه انتهت بانتصار العثمانيين ورضوخ البيزنطيين لأوامرهم وفتح بذلك محمد الثاني القسطنطينية، وحول كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد في اسطنبولالخاتمة:
لقد كان هدف المسلمين من البداية فتح القسطنطينية، ورغم تعرضها لبعض الحملات المعادية
ولكن بإصرار محمد الثاني الذي أقام جيش منضم قادر على القتال وبتجهيز أسلحته واستعداد جيشه بدنياً
والتخطيط الجيد للقتال قد انتصر محمد الفاتح على البيزنطيين في عام 1453 .
كان البعض من أنصار علي بن أبي طالب يرون ان عليا (ابن عم الرسول و زوج ابنته و هو أول من أسلم هو و السيدة خديجة) هو الأحق بخلافة الرسول الكريم لكن آراء أخرى كثيرة كانت مطروحة فالأنصار كانوا يطالبون بثمن نصرتهم للرسول و إيوائهم المهاجرين باختيار خليفة منهم ، و أغلبية المهاجرون كانت ترى ان هذا الأمر لا يمكن ان ينعقد إلا لشخص من قريش ، و انتهت المفاوضات في سقيفة بني ساعدة إلى مبايعة أبي بكر خليفة.
استلم أبو بكر خلافة الأمة في مرحلة دقيقة ، فغياب الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله و سلم شجع الكثير من القبائل العربية التي أعلنت ولاءها للإسلام إلى إعلان العصيان و محاولة الخروج عن سلطة المدينة عن طريق رفضها دفع الزكاة في حين أعلن البعض الآخر ارتداده عن الإسلام و ظهر العديد من مدعي النبوة في أرجاء مختلفة من الجزيرة العربية . عرف أبو بكر مباشرة أن مثل هذه الحركات تهدد وحدة الأمة و الدين و كان رده مباشرة عن طريق مجموعة حملات عسكرية على القبائل المرتدة عرفت بحروب الردة .
لم تستمر خلافة أبي بكر إلا سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام استطاع خلالها إهماد حركة الردة و الخروج عن سلطة المدينة . و قبل موته عادت مشكلة الخلافة من جديد فما كان من أبي بكر إلا أن حلها بالوصية إلى عمر بن الخطاب الذي أصبح خليفة . استمر حكم عمر بن الخطاب عشر سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما تمت خلالها معظم اوائل القتوحات الإسلامية خصوصا فتح بلاد الشام و و بلاد الرافدين و و مصر داحرين الوجود البيزنطي و الساساني في كلا من بلاد الشام و العراق و مصر . اقتحم المسلمون غمار البحار في عهد عمر بن الخطاب و هزموا البيزنطيين في معركة ذات الصواري . كل هذا جعل من الدولة الإسلامية تتحول إلى بداية إمبراطورية مترامية الأطراف تشمل العديد من الأراضي و الأقوام و الشعوب . تدفقت الأموال على المدينة المنورة و انتعشت الحياة الاقتصادية مما أثار فعليا مخاوف أمير المؤمنين الذي عرف بزهده و عدله ، و رغم ما عرف به عمر من عدل يتجلى في قصص كثيرة (قصة ابن عمرو بن العاص مع القبطي : متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) فإن انهيار الدولة الساسانية الكامل شكل غيظا شديدا عند بعض الفرس ، مما سيجعل ابن الخطاب يلقى حتفه على يد أبو لؤلؤة .
قبل وفاة ابن الخطاب يفطن إلى طريقة جديدة في اختيار الخليفة القادم تخلصه من مسؤولية الاختيار و التي ستكون تطبيقا فريدا لمبادئ الشورى التي يحض عليها الإسلام : ما كان من عمر إلا أن اختار مجموعة من ستة أشخاص (هم من بقي من العشرة المبشرين بالجنة) أي إنهم أشخاص قد حازوا رضا الله و رسوله و أمرهم أن يجتمعوا بعد موته لاختيار خليفة المسلمين .
انحصر امر الخلافة بعد أول جلسة شورى بين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و عثمان بن عفان، مما دفع بالأمر لإجراء استفتاء في المدينة قام به عبد الرحمن بن عوف و كانت نتيجته لصالح عثمان بن عفان ، و يشير الكثير من المؤرخين أن الناس كانت قد ملت سياسات ابن الخطاب التقشفية و كانت تخشى أن زاهدا جديدا مثل ابن أبي طالب سيستمر بزجرهم من الإستمستاع بالثروات الجديدة ، أما ابن عفان فهو ثري أصلا و تقوا فهو لا يرى ضيرا من التمتع بما آتاه الله من نعم .
يقسم عادة المؤرخون خلافة عثمان بن عفان (اثنتا عشر سنة) إلى قسمين : ست سنوات جيدة و ست سنوات في اضطربات و فتنة . الست سنوات الأولى توبعت فيها الغزوات و استمر تقدم الجيوش الإسلامية في شمال إفريقيا و آسيا الوسطى ، أما الست السنوات الأخيرة فقد تميزت بظهور الاضطرابات سيما في مناطق مثل العراق و مصر . و على ما يبدو أن أمورا اقتصادية و التعقيدات الإجتماعية الجديدة الناشئة عن تشكل مجتمعات جديدة : قبائل عربية وافدة ، سكان أصليين ، جيوش إسلامية ، حضارات سابقة في الأراضي المفتوحة الجديدة قد بدأت بإفراز تأثيراتها في هذه السنين الست . المحتجون على سياسة عثمان كانت تشير إلى امتيازات يحصل عليها أقرباؤه من بني أمية إضافة إلى مجموعة منالإنتقادات الشرعية ، استمرت هذه الإعتراضات إلى أن انتهت بفتنة مقتل عثمان و هي أول فتنة داخلية تلم بالمسلمين .
تسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مقاليد الخلافة بعد بيعة سريعة في المدينة ليواجه وضعا متأزما في الدولة الإسلامية بعد مقتل عثمان . و المشكلة الأساسية أن معاوية بن أبي سفيان اتهم بعض أنصاره بالمشاركة في مقتل عثمان . ولهذا السبب لم يبارك معاوية بن أبي سفيان عن بيعة علي ، و قد كان واليا على بلاد الشام ممكنا نفوذه في عاصمته دمشق و ما حولها .
بعد فترة وجيزة ، نقل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مركز قيادته إلى الكوفة حيث يتجمع أنصاره، مبتعدا عن المدينة المنورة، و سيظطر لاحقا إلى الدخول في نزاع مع طلحة بن عبيد الله و الزبير بن عوام و معهم عائشة في معركة الجمل ، منتصرا في النهاية رغم كراهيته لهذا النصر. يحاول علي أن يستعيد السيطرة على الشام عن طريق مواجهة معاوية بن أبي سفيان في معركة صفين التي ستنتهي دون حسم والإتفاق على مسألة التحكيم بين معاوية و علي . لكن مسألة التحكيم التي كان ممثلا الخصمين فيها : أبو موسى الأشعري و عمرو بن العاص ستنتهي دون حل. بل إنها ستخلق مشكلة جديدة لعلي عندما يلوم عليا بعض أنصاره على قبوله التحكيم ، و ستخرج هذه المجموعة من جيش ابن أبي طالب و سيدعون لاحقا بالخوارج.
سيتحول الخوارج لاحقا إلى ألد خصوم علي كرم الله وجهه الذي سيهزمهم بعدة معارك أهمها معركة النهروان ، لكنه في النهاية سيلقى مصرعه على يد رجل منهم يدعى أبو ملجم
مشكورة ما قصرتي
جزاك الله خيرا |
الأول .. اللي هو :: (( تعاون مع زملائك في إعداد دستور خاص بصفك …… الخ )) صــ 53
و بدي اياه قبل يوم الأحد .. و يكون ع الأقل 3 صفحات ..
الله يخليكم .. بدي الأول تبع الدستور الخاص بصفك مو الثاني تبع التقرير ..
لا تبخلو علي ..
منتظرة رد …
الجوانب الصحية:
الصحة البدنية: وهي ناتجة عن ممارسة الرياضة البدنية كالجري والتمارين الصباحية مما تؤدي إلى زيادة في تدفق الدم من وإلى القلب فتزيد من سرعة استجابة القلب . اللياقة البدنية:
اللياقة البدنية والصحة الجسدية أمر جيد ، وهو نتيجة للممارسة العادية ، والريجيم المناسب ، والتغذية ، وراحة من أجل النمو البدني و الانتعاش.
محتويات [إخفاء]
1 ارتفاع السكان
2 الصحة العقلية
3 المحددات الاجتماعية للصحة
4 الرعاية الذاتية
4.1 التغذية
4.2 الصحة الشخصية
4.3 الرياضة والتغذية
4.4 ممارسة التمرينات البدنية
4.5 النظافة
ارتفاع السكان
مؤشر قوي على صحة السكان هو الارتفاع، وهو بصفة عامة عن طريق زيادة وتحسين التغذية والرعاية الصحية، كما يتأثر بمستوى المعيشة ونوعية الحياة. علم الوراثة هو أيضا أحد العوامل الرئيسية في ارتفاع الشعبية. دراسة نمو الإنسان، والآثار المترتبة عليه معروف ب auxology.
الصحة العقلية
الصحة العقلية تشير إلى صحة الفرد العاطفية والنفسية. ميريام – وبستر تعرف الصحة العقلية بأنها "صحة عاطفية و نفسية يستطيع من خلالها الفرد استخدام قدراته المعرفية والعاطفية لتلبية وظيفته في المجتمع ، وتلبية مطالبه العادية من الحياة اليومية." .
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا يوجد تعريف "رسمي" للصحة العقلية. الاختلافات الثقافيه ،التقييمات الذاتية ، وجميع النظريات المتنافسة المهنيه تريد أيجاد تعريف للصحة العقلية. و بصفة عامة، فأن معظم الخبراء يوافقون على أن "الصحة العقلية" و "المرض العقلي" ليسا نظيرين. وبعبارة أخرى، فإن عدم وجود الاضطراب العقلي ليس بالضرورة مؤشرا على الصحة العقلية.
إحدى الطرق للتفكير في الصحة العقلية من خلال النظر في مدى فعالية ونجاح وظائف شخص، إحساسه بأنه قادر و كفؤ ؛قادر على تحمل درجات مختلفة من القلق، والمحافظة على علاقات مرضية ، وتؤدي حياة مستقلة وقادرة على "تنطط الوراء" أو على الشفاء من الحالات الصعبة ، كلها علامات للصحة العقلية.حالتك المعنوية والاجتماعية، والاهم – العقلية – كل هذه الجوانب العاطفية والمادية والاجتماعية – يجب أن تعمل معا لتحقيق الصحة العامة.
المقومات الأساسية للصحة:
المحددات الاجتماعية للصحة
أشار تقرير La Lande إلى أن المقومات الأساسية للصحة العامة هي أربعة، وتشمل حقوق الأحياء ، البيئة ، أسلوب الحياة ، وخدمات الرعاية الصحية الأولية. وهكذا، فإن الحفاظ على الصحة وتحسينها ليس فقط عن طريق النهوض وتطبيق علوم الصحة، بل أيضا من خلال جهود الفرد وذكائه في اختيار نمط حياته في مجتمعه. لاشك أن العامل الرئيسي هو العامل البيئي ونوعية المياه ، ولا سيما بالنسبة لصحة ألأطفال الرضع في البلدان النامية.
المحافظة على الصحة:
الرعاية الذاتية
تحقيق الصحة، والمحافظة عليها هي عملية صعبة و فعالة.وهناك استراتيجيات فعالة لضمان صحة الفرد وتحسينها صحة الفرد وتتضمن العناصر التالية :
التغذية
USDA Food Pyramid، الذي نشر في عام 2022 ، هو دليل التغذية العامة. التغذية هي العلم الذي يدرس كيف وماذا يأكل الناس وما يؤثر على الحالة الصحية ، مثل الاغذيه أو المكونات الغذائية التي تسبب الأمراض أو تدهور الصحة (مثل أكل عدد كبير جدا من السعرات الحرارية ، مما يشكل عاملا رئيسيا في السمنة ، والسكري ، وأمراض القلب (. مجال الاغذيه والتغذية وأيضا تدرس المكملات الغذائية التي تحسن الأداء ، وتعزيز الصحة ، وعلاج أو الوقاية من الأمراض ، مثل أكل الأطعمة الليفية للحد من مخاطر سرطان القولون ، أو مع فيتامين (س) المكمل لتعزيز الأسنان واللثة وكذا تحسين الجهاز المناعي.
الصحة الشخصية
وتعتمد جزئيا على البنية الاجتماعية للحياة، الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية وترتبط بشروط الصحة الجيدة وطول العمر ، والإنتاجية ، واتخاذ موقف ايجابي. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن التفاعل الاجتماعي الايجابي، كما يراها العديد من المشاركين، يزيد مستويات المواد الكيميائية في الدماغ التي هي مرتبطة بالذكاء و الشخصية. وهذا يعني أساسا أن التعزيز الإيجابي من طرف ثالث يجعل الإنسان أكثر اجتماعية بارعة، كما يساعد على الاسترخاء جسديا وعقليا، وهي جميعا أمور ثبت أن تأثيرها على الجهاز العصبي.
الرياضة والتغذية
وتركز على كيفية الأغذية والمكملات الغذائية التي تؤثر على الأداء الرياضي ، كالتحسين(من التدريب) ، والانتعاش (بعد الأحداث والتدريب). هدف واحد من الرياضة والتغذية هو الحفاظ على مستويات الجليكوجين والحيلولة دون نضوب جليكوجين. هناك هدف آخر يتمثل في تحسين مستويات الطاقة والعضلات. وتوجد إستراتيجية معينة للفوز الرياضي . وهو حدث يمكن أن يتضمن جدولا زمنيا لموسم كامل لما يجب أن يتناوله الرياضي، وبكميات دقيقة (قبل وأثناء وبعد، وبين الأحداث والتدريبات). المشاركون في الألعاب الرياضية مثل التحمل الكامل لمسافة السباق الثلاثي يأكلون وفق نظام غذائي معين. الرياضة والتغذية يعملان جنبا إلى جنب مع الطب الرياضي.
ممارسة التمرينات البدنية
هو ممارسة أداء الحركات من أجل تطوير أو الحفاظ على اللياقة البدنية والصحة العامة. انه كثيرا ما يكون أيضا في اتجاه شحذ المهارات أو القدرة الرياضية.تكون هذه الممارسات من خلال حركات متكررة ومنتظمة. ممارسة الرياضة هي عنصر مهم في الوقاية من بعض الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب، الأمراض القلبية، وداء السكري من النوع 2 والسمنة وآلام الظهر.التدريبات بصفة عامة هي أربعة أنواع اعتمادا على الأثر الإجمالي لها على جسم الإنسان:
1• تمارين المرونة تكون على مستوى مجموعة من العضلات والمفاصل. 2• التمارين الهوائية مثل المشي والجري والتركيز على زيادة التحمل تساعد على الشفاء من أمراض القلب وتساعد الأوعية الدموية والعضلات. 3• التمارين اللاهوائية مثل التدريب أو الركض، وتساعد على زيادة كتلة العضلات وقوتها. 4-التمارين البدنية وهي هامة للحفاظ على اللياقة البدنية بما في ذلك الوزن الصحي ؛وتساعد على بناء وصيانة العظام ، والعضلات ، والمفاصل ؛ كما تساعد على الحد من مخاطر الجراحة ، وتعزز الجهاز المناعي.
النظافة
النظافة هي إبقاء الجسم نظيف لمنع العدوى والمرض، وتجنب الاتصال مع العوامل المعدية. وتشمل ممارسات النظافة العامة والاستحمام، والتنظيف، وتنظيف الأسنان، وخصوصا غسل اليدين قبل الأكل وغسل الطعام قبل أن يؤكل، وإعداد الطعام وتنظيف الأواني والأسطح قبل وبعد إعداد وجبات الطعام، وغيرها. وهذا قد يساعد في الوقاية من الإصابة بالمرض. من خلال تنظيف الجسم، يتخلص الجسم من خلايا الجلد الميتة والجراثيم، وبالتالي الحد من فرصة الدخول إلى الجسم
1 – الاستعمار لغةً هو طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران[1] قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[2].
2- الاستعمار اصطلاحاً يطلق على استيلاء شعب بالقوة العسكرية على شعب آخر لنهب ثرواته واستغلال أرضه، وتسخير طاقات أفراده لمصالح المستعمرين.
ويرافق ذلك اتخاذ مخططات تحول هذا الشعب عن دينه ومفاهيمه ومبادئه إلى ما عليه دولة الشعب الغالب المستعمر من مبادئ ونظم وعادات إذا كان بين الغالب والمغلوب تباين في ذلك[3].
أهداف الاستعمار:
1- هدف ديني يكمن في هدم الإسلام هدماً كلياً وإضعاف وتفريق المسلمين.
2- هدف اقتصادي يكمن في استغلال ثروات المسلمين من حيث التوسع في الأراضي الإسلامية للاستغلال أو الاستيطان، وحينما لا يرضى أصحاب الأرض الشرعيين فإن المستعمر يقوم بمصادرة الأرزاق وسلب الأرض.
3- هدف سياسي يكمن في الهيمنة والسيطرة على المسلمين وتسخيرهم في الأعمال الاستثمارية والحربية إذ يجندون الشعوب المغلوبة ويدفعون بها إلى معارك حربية ضد شعوب أخرى [4].
الوسائل المتبعة لتحقيق الاستعمار:
1- نشر الدعوات والتنظيمات السياسية التي تسعى إلى تحقيق الاستعمار الأوربي؛ إذ شجعوا ظهور بعض الطوائف والمذاهب الدينية التي تدّعي الإسلام ظاهراً كالبهائية، والتي تعرف بجذورها اليهودية.
2- عملت الدول الأوربية على إدخال فكرة العلمانية في العالم الإسلامي بهدف إيجاد أجيال مسلمة تؤمن بعقائد غريبة على مجتمعاتنا الإسلامية التي تعيش فيها من خلال المؤسسات العلمية.
3- إثارة القوميات والشعوبيات المختلفة بين المسلمين.
4- إن المستعمر لا يختار موظفي الدولة من المسلمين؛ فالمسلمون يجب أن يكونوا أقلية في جهاز البلد الخاضع للاستعمار. ثم إن المسلمين القليلين في جهاز الدولة لا تلقَى إليهم مقاليدُ المناصب الرئيسة أبداً.
5- حرص المستعمر على إفساد الأجيال الناشئة باعتبارهم صحائف بيضاء لها قابلية التأثر لأنها أمه الغد، فيفسدون أخلاقهم ويجعلونهم غرباء في أوطانهم.
6- القضاء على حركة الجهاد الإسلامي ودس الدسائس لإثارة الحروب بين المسلمين بغية تعميق العداوة والبغضاء فيما بينها وإضعاف قواها جميعاً.
7- إن المستعمر إذا نزل بلداً اتخذ أعوانه من الأقليات المستوطنة أو الطارئة [5].
العلاقة بين الاستعمار والتنصير:
نجد أن العلاقة بين الاستعمار والتنصير علاقة وثيقة؛ فالتنصير والاستعمار وجهان لعملة واحدة، فالمنصّرون هم الواجهة الدينية للمستعمر، والاستعمار هو الحقيقة الاقتصادية والسياسية للمنصرين.
كما دعا المنصرون الاستعمار إلى احتلال البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وعندما احتلت البلاد ذلل المحتلون العقبات أمام المنصرين، واستطاعوا أن يقيموا مؤسساتهم في بلاد المسلمين بكل سهولة.
كما أن الحركة التنصيرية هي وليدة لأطماع استعمارية صليبية أسسها الملك لويس التاسع.
والهدف من مساعدة المستعمرين للمنصرين إنما هو تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال لو تأملنا العالم الغربي لوجدناه عالماً ملحداً لا يؤمن بدين، وعالمًا مادياً لا يعرف لروح معنى، فأمريكا التي تعبد الحديد والذهب والبترول قد غطت نصف الأرض بمبشرين يزعمون أنهم يدعون إلى حياة روحية وسلام ديني، وفي حين نرى فرنسا دولة علمانية في بلادها نجدها الدولة التي تحمي رجال الدين في الخارج! وكذلك إيطاليا التي ناصبت الكنيسة العداء وحجزت الباب في الفاتيكان كانت تبني جميع سياستها الاستعمارية على جهود الرهبان، والمبشرين.
والمستعمرون أصدروا المراسيم والقوانين التي تسهل عمل المنصرين؛ إذ أمر الاستعمار البريطاني لكينيا أن يكون التعليم في مدينة (ممباسا) إجبارياً، وتولت البعثات التنصيرية تعليم الطلاب في (ممباسا).
ولم تتوقف العلاقة بين حركتي التنصير والاستعمار عند نقطة المصالح المشتركة، بل نجد أن الأخلاقيات السيئة للاستعمار من قتل وبطش قد حصلت بمشاركة رجال الكنيسة.
فالاستعمار ما هو إلا حماية للتنصير، والتنصير ما هو إلا غزو فكري وثقافي حتى يتسنى للدولة الإسرائيلية السيطرة على العالم الإسلامي.
كما أن الاستعمار اليوم لم يحقق الجلاء العسكري إلا وقد حقق أكبر أهدافه بفرض نفوذ مستمر لن ينقطع مع هذه الوحدات التي استعمرها طويلا، والمتمثل في النفوذ الفكري والثقافي[6].
وللاستعمار مؤسسات أساسية ضخمة تقوم بالعمل في سبيل تثبيت وجودها وتأكيد بقائها، وأهمها التبشير والاستشراق، وهذه المؤسسات تحمل دعوات مختلفة إلى التغريب والشعوبية وتظهر بأسماء مختلفة كأسماء ثقافية أو حضارية، وهي تسعى إلى إخراج المسلمين من القيم والمبادئ الإسلامية وصهرهم في الثقافات الغربية، ومن الأدلة على ذلك وثيقة استعمارية لنصارى وطنيين وجدت في أحد أديرة لبنان مكتوبة بالفرنسية قيل فيها: إن هذا الوطن لم يخلق إلا لكم؛ حتى تجمعوا شملكم وتباشروا حريتكم بعد الحروب الخيرة التاريخية، فاعلموا جيدًا أن كلمة لبناني معناها مسيحي، أما العرب الذين جاءوا من الصحراء فيعودون إليها.
فهذا يدل على العلاقة الوثيقة بين الاستعمار والتنصير[7]تجمع عقيدة التوحيد الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض وهي العقيدة التي شيدت حضارة إنسانية آلفت بين القيم الروحية والأخلاقية ومصالح البشر وقواعد المعارف ومناهج العلوم التي نهض بها الغرب الأوروبي في عصر نهضة تزامن معه الوهن الحضاري والسياسي في الأمة الإسلامية، بسبب تراخي السلطة وكثير من الجماعات في الالتزام بثوابت شريعة التوحيد مما تسبب في الضعف والتشرذم السياسي الذي هيّأ للاستعمار الأوروبي أن يفتت الأمة لتدفع ثمن وهنها من رصيد حرياتها وثرواتها ومستقبلها المهدد دائما بالسرطان الإسرائيلي الذي ترعاه الصهيونية الأميركية. ولا حاجة لسوْق الأدلة والبراهين على حرص قوى الغرب الأميركي الأوروبي على استمرار تقزيم الأمة الإسلامية بوسائل مستحدثة بعد أن نالت حريتها السياسية من الاستعمار الأوروبي. ولم تسر قوى البغي السياسي والاقتصادي الغربي على نهج السيطرة العسكرية فقط بل ابتكرت وسائل اختراق فكرية ومعنوية وثقافية لإذابة المناعة والحصانة الإيمانية التي تتميز بها العقيدة الإسلامية لدرء الأخطار والصمود ضد الكراهية والعدوان، ساعدها على ذلك التقدم الذي حققته في فنون أوتقنيات الإعلام والدعاية التي جابت الآفاق بالفضائيات وثورة المعلومات
والأمة الإسلامية رغم اتساع رقعتها الجغرافية والسكانية فإن قلبها ومحرك وجدانها كان دائما في وسطها العربي والتركي ?العثماني? والإيراني، ومن ثم كان التوجه الإستراتيجي للهيمنة الغربية وتملّك زمام رؤوس هذا المثلث الكبير بل، إذا أردنا دقة وتركيزا أكثر، كانت مصر والشام والعراق وشمال إفريقيا هي مفاتيح السيطرة على الأمة الإسلامية. وكان قلب ذلك كلّه مصر المستهدفة دائما على مدار التاريخ فهي كََبد المناعة والحصانة والدفاع عن الأمة الإسلامية. وما زالت تعتبر الموقع الاستراتيجي المفضل لبوابة الشرق والإسلام، يشهد على ذلك قديم التاريخ ووسطه وحديثه. إن قوة مصر والعالم العربي ليست بنظم الحكم التي غلب على سمتها القهر والاستبداد بل في قوة الشعوب التي إن تحررت من قيود بغي احتكارات السلطات الاستبدادية لفعلت، ما يتصوره البعض مستحيلا، في تجاوز التخلف واللحاق بركب التقدم والحرية والديموقراطية والعدالة.
إن تاريخ العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب له وجهان، الأول مشرق أطلّ على البشرية بحضارة إنسانية تحفّها الرحمة والتسامح والدعوة الى الهداية والتوحيد من دون إكراه في الدين، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكما هو شائع ومعلوم لدى مفكري وعلماء ومستشرقي الغرب فإن النهضة الأوروبية لم تقم على أساس المنهج العلمي إلا بفضل علماء المسلمين وفقهائهم وفي مقدمتهم الإمام الشافعي الذي أرسى قواعد أصول الفقه التي أسست قواعد التفكير العلمي الموضوعي وذلك بالشهادة التأريخية العلمية لمؤرّخ المنطق برنتال (Prantl) الذي دحض زعم روجيه باكون (Bacon,R) بأنه مؤسس المنهج العلمي التجريبي، إذ إنه أخذ كل النتائج المنسوبة إليه من العرب. فعلا استثمر الغرب ما أفاده في دفع وانطلاق المدنية الغربية الحديثة متحررا من ميزان القيم الإنسانية في علاقته مع العالم الإسلامي صاحب الفضل عليه ضاربا بقيم التسامح والمودة عرض الحائط فهو لا يبغي الا تحقيق تفوقه ومصالحه على حساب حقوق الشعوب الأخرى فكان المد الاستعماري التقليدي الذي أصاب العالم الإسلامي في مقتل، فسخّرها كإحدى أدواته للسيطرة على العالم الإسلامي الذي مازال يَئنّ من استمرار سطوته باستعمار مستحدث جعل من العالم الإسلامي دولا ودويلات مستقلة شكلا لا مضمونا، أي أنها ما زالت تسير نظمها السياسية في فلك التبعية له.
أما الوجه الآخر الأشد ظلمة من سواد الليالي فهو ردود أفعال العالم الغربي ازاء انتصارات المسلمين منذ انطلاق الحضارة الإسلامية، وتنامي الشعور بالكراهية نحو المسلمين على مدى عدة مراحل أو محطّات حسب تعبير الدكتورة نادية مصطفى في أحد الحوارات التي شاركت فيها.
حيث أفادت أن المحطة الأولى كانت بعد ظهور الإسلام مباشرة وانتشاره في شبه الجزيرة العربية والثانية كانت منذ وصول الإسلام إلى الأندلس جنوبي أوروبا في عهد الخلافة الأموية، واستقر فيها الإسلام نحو ست مائة عام، أما المحطة الثالثة فجاءت في الحروب الصليبية الحاقدة التي رفعت الصليب واستمرت لأكثر من مائتي عام، أما الرابعة فكانت في فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية المسيحية وما أعقب ذلك من قيام الدولة العثمانية التي امتدت إلى حدود النمسا في وسط أوروبا، وكانت الخامسة في حركة الاستعمار الأوروبي للعالم العربي والإسلامي التي جاءت في أعقاب عصر النهضة والكشوف الجغرافية، أما السادسة فكانت في حركات التحرر التي قامت في العالم العربي والإسلامي للتخلص من الاستعمار ثم كانت المحطة السابعة في إنشاء الغرب الأوروبي والأميركي لإسرائيل كرأس حربة في قلب العالم العربي والإسلامي وأخيرا الثامنة وهي معركة مكافحة ما يسمى بالإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا ضد العالم العربي والإسلامي في أعقاب تفجيرات سبتمبر 2001، وما سيأتي بعد ذلك من نتائج مضادة تجاه الإسلام والعالم الإسلامي، إثر التفجيرات التي توالت بعد ذلك في لندن ومدريد.
أما بالنسبة لمحطة الكراهية الأخيرة عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001 فيضيف الدكتور محمد الصادق أنه مما يزيد الأمر تعقيدا أن المحطة الأخيرة في الاحتكاك والعداء بين الغرب والإسلام وهي ما يسمى بمكافحة الإرهاب، قد فاقت كل المحطات واستوعبتها، ففيها من مذابح الصليبيين في القدس كما نرى في الدعم اللامتناهي لليهود في فلسطين لتنفيذ مذابح مخيم جنين وغيره، وفيها من الاستعمار الاستيطاني في القرن الثامن عشر ومن الكراهية والحقد ضد الاسلام في العصور الوسطى وعصر النهضة، وفيها من الإمبريالية في بداية القرن العشرين، ويزيد من خطورة الهجمة الحالية أن الهجمات السابقة كانت هناك مقاومة لها متعددة الأشكال والدرجات، وكنا نكسب الكثير منها أو كسبنا معظمها، أما الآن فلا توجد مقاومة، وإذا وجدت ففينا من يسعى لوأدها، وانتشر مفهوم التطبيع في مواجهة المقاومة.
لكن نوعية الحياة في الغرب ارتبطت أساليبها بوحشية النظام الانتاجي الرأسمالي، وضرورة ضمان أسواق له في شتى بقاع العالم، وابتداع نظام الشركات المتعددة الجنسية وحمايتها بكل السبل، إلى درجة تبرير التدخل العسكري السافر، وأخيرا قهر الدول للانضمام إلى اتفاقية "الجات" التي ستؤول فوائدها بشكل جوهري إلى الدول الأكثر تقدما على حساب الأخرى المتخلفة والأقل نموا، أهم من ذلك أن الغرب يتصور واهما أن حضارته ومدنيته أسبق وأفضل الحضارات والمدنيات، ولها الحق في قيادة غيرها من سائر البشر، يساعده على ذلك تمكنه بسيطرة القوة والإرهاب بالتهديد والوعيد لمن لا يكون معه أو في صفه كما في تداعيات 11 سبتمبر 2001 والأزمة الأفغانية والصمت القاتل عن جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين.
وهكذا فإن الشقة بين الحضارتين الغربية والإسلامية بعيدة، وأسباب ابتعادها تكمن في تضارب المصالح أولا، وفي الصورة الذهنية المشوهة عن الإسلام بفعل كثير من المفكرين والمستشرقين، الشعور بالعداوة التاريخية الصليبية التي ما زالت تفرز سمومها في أشكال إعلامية وفنية مزعومة للإساءة للرسول ? كما حدث في الدنمارك وهولندا، وتصريحات بابا الفاتيكان وتصريحات بوش الصارخة بصليبية النزاع الراهن بين المقاومة والنفوذ الصهيوني والأميركي، رغم تراجعه باعتبارها زلة لسان، ولا يمكن إغفال ما ضاعف تشويه صورة الإسلام من تلك السلوكيات المخالفة للإسلام وروحه التي يمارسها الغافلون في المجتمعات الإسلامية ودولها وحكامها.
وبالتالي تأتي أهمية تصحيح الصورة الذهنية لدى الغرب عن الإسلام، ولكن يسبق ذلك ضرورة تصحيح المفاهيم الأساسية في العالم العربي والإسلامي، وتنقية التراث من شوائب البدع والغلو، والاتجاه نحو الوسطية والاعتدال، والسير قدما نحو تحقيق دعائم الاستخلاف وتنمية المجتمعات العربية والإسلامية والأخذ بأسباب القوة بالتقدم المعرفي والعلمي والتقني، وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية في إطارها الإيماني.
خلاصة القول ان الإسلام بقيمه الإنسانية في العدل والحرية والمساواة يجب أن ينعكس في ضروب السلوك الاجتماعي والسياسي لدى الشعوب والحكام، وهذا هو السبيل الموضوعي لقناعة الآخر بإنسانية وعالمية الإسلام وجدوى حضارته، وحتى يتحقق ذلك فلا يخلو الأمر من أهمية الدراسة والبحث والتخطيط المحكم لتنشيط الحركات السياسية والاجتماعية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني على المستويات الإقليمية والدولية، وتوثيق الروابط والخبرات بين الشخصيات والمنظمات الثقافية والجامعية في الغرب والشرق، وهذا كله وغيره لا يغني عن جهود مستمرة لتطوير السياسة الإعلامية الفضائية، ووضع منهجية ملائمة للخطاب الإسلامي الموجه للشعوب الغربية والآسيوية والإفريقية وغيرها.إلا أن نقطة البداية في خضم ترهلات وانبطاح الأنظمة السياسية والاقتصادية المتسلطة المستبدة، هي حتمية التغيير باجتثاث جذور الفساد والافساد التي استنبتتها الأنظمة التسلطية، وتحرير الشعب من عقال القهر والظلم بتركيز ثروات النهب والاستغلال، يواكب ذلك أو يسبقه بسط الديموقراطية الحقيقية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
من المفيد ومن المناسب أن أتحدث من فوق منبر هذه الجامعة ذات السمعة الواسعة والتأثير الأكاديمي في الشيلي(1)، وفي المحيط العام في قارة أمريكا اللاتينية، حول قضايا تشغل اهتمامات النخب الفكرية والثقافية وصانعي القرار في العالم الإسلامي الذي جئتكم أمثله في هذه الأمسية، بصفتي مديراً عاماً للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ وأميناً عاماً لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، وأستاذاً جامعياً، وعضواً في العديد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية العربية الإسلامية، حرصاً على تقديم صورة حقيقية لعلاقة العالم الإسلامي بالغرب والتأثيرات الناجمة عنها سلباً وإيجاباً.
أما لماذا اخترت هذا الموضوع تحديداً؟، فلأن العالم الإسلامي أصبح اليوم يشغل حيّزاً واسعاً من اهتمامات الرأي الدولي، وأن نسبة تزيد عن الخمسين في المائة من الأخبار التي تذيعها أو تنشرها وسائل الإعلام العالمية، يكون العالم الإسلامي مسرحاً لها. وهو الأمر الذي يشكل ظاهرة إقليمية تستحق الدراسة المعمقة.
ويمكن للباحث أن يطرح في هذا السياق مجموعة أسئلة، منها :
ــ لماذا العالم الإسلامي يعيش اليوم أوضاعاً غير مستقرة ؟.
ــ لماذا يوجد أكثر من سبعين في المائة من اللاَّجئين في العالم ينتمون إلى بلدان العالم الإسلامي ؟.
ــ لماذا تنخفض مستويات التنمية في العالم الإسلامي ؟.
ــ لماذا تشوب العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب بعض التوترات على مدى عقود متواصلة من السنين ؟.
ولقد رأيت أن أمهّـد للإجابـة عن هـذه الأسئلـة، بالعـودة قليلاً إلـى التاريـخ المعاصـر، للوقوف على الخلفيات السياسية التي كانت من الأسباب الرئيسَة التي أثّرت في مجموع دول العالم الإسلامي، والتي يمتدّ تأثيرها إلى اليوم.
البدايات الأولى للاستعمار الغربي للعالم الإسلامي :
لقد بدأ الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي في القرن السادس عشر حينما احتلت هولندا الجزر الأندونيسية في سنة 1552، واستمر احتلالها لها لمدة ثلاثة قرون ونصف القرن، حيث استمر الاحتلال الهولندي لأندونيسيا إلى سنة 1945. ثم احتلت روسيا القيصرية قازان عاصمة تتارستان في سنة 1602. ثم وصلت الأساطيل البريطانية إلى شبه القارة الهندية في سنة 1757، فاحتلت إنجلترا الهند التي كانت عهدئذ تحت حكم دولة إسلامية، واستمر احتلالها لها مائة وتسعين سنة، إلى أن استقلت الهند في سنة 1947.
وفي سنة 1798 غزت فرنسا مصر بقيادة نابليون بونابرت، واستمر الغزو الفرنسي لها ثلاث سنوات. وفي سنة 1830 احتلت فرنسا الجزائر، واستمر الاحتلال مائة واثنتين وثلاثين سنة إلى سنة 1962. وفي سنة 1882 احتلت بريطانيا مصر، واستمر الاحتلال إلى سنة 1923، وفي سنة 1881 احتلت فرنسا تونس. وفي السنة ذاتها احتلت بريطانيا قبرص. وفي سنة 1829 احتلت بريطانيا جنوب اليمن واستمر احتلالها لها إلى سنة 1967، وفي سنة 1857 احتلت فرنسا السنغال واستمر الاحتلال إلى سنة 1960، وفي سنة 1903 احتلت بريطانيا نيجيريا.
واحتلت إسبانيا في سنة 1884 الصحراء المغربية، في جنوب المغرب، وأطلقت عليها اسم (الصحراء الإسبانية)، واستمر احتلالها لها إلى سنة 1976. وفي سنة 1912 احتلت فرنسا ثم إسبانيا في آخر السنة نفسها، المغربَ تحت غطـــاء الحماية. وفي سنة 1911 غزت الجيوش الإيطالية ليبيا (بنغازي وطرابلس)، فاندلعت الحرب الإيطالية ــ العثمانية على مدى السنتين (1912 – 1911)، باعتبار أن ليبيا كانت في تلك الفتـرة، جزءاً من الإمبراطورية العثمانيـة. وفي أثنـاء الحرب العالميـة الثانيـة (1945 – 1939) احتلت فرنسا إقليم فزان الليبي، واحتلت إنجلترا بنغازي وطرابلس، واستمر هذا الاحتلال الفرنسي والبريطاني لليبيا إلى سنة 1952.
ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأت الأطماع الأوروبية تتجه نحو الإمبراطورية العثمانية التي عُرفت في تلك الفترة بالرجل المريض، فعمدت الدول الأوروبية إلى تحريض روسيا القيصرية ضد الأقاليم الإسلامية المجاورة لها، فقامت بغزو منطقة القرم، وقادت حروباً طويلة للاستيلاء على الأراضي شمالي القوقاز. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بسطت روسيا نفوذها على آسيا الوسطى، فاحتلت آذربيجان في سنة 1828.
وتفجّر الصراع بين العالم الإسلامي والغرب من جديد مع أواخر القرن التاسع عشر، في شكل الحرب الروسية العثمانية التي اندلعت في الفترة ما بين (1871 و 1878) بتواطؤ من الدول الأوروبية أيضاً. وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى(1918 – 1914) انهزمت الإمبراطورية العثمانية، وتمّ تمزيقها إلى مجموعة أقاليم ما لبثت أن أصبحت دولاً قائمة الذات؛ فاستولت فرنسا وإنجلترا على الولايات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية، والتي تشمل أقاليم الشام أو سورية الكبرى (سورية ولبنان وفلسطين والأردن اليوم)، والعراق. ثم امتد الاحتلال لهذه الأقاليم تحت غطاء الانتداب إلى سنة1943 ، بالنسبة لسورية ولبنان بموجب قرار عصبة الأمم. وتأسست إمارة شرق الأردن (نواة المملكة الأردنية الهاشمية اليوم) في سنة 1921.
واستمر الاحتلال البريطاني لفلسطين تحت مسمى الانتداب، وتحت غطاء دولي، إلى سنة 1948، عندما استغل اليهود الوضع فأعلنوا عن تأسيس دولة إسرائيل في 15 مايو من سنة 1948 في مخالفة واضحة للقانون الدولي، حيث أقيمت هذه الدولة في إقليم له سكانه الأصليون هم الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره والاستيلاء على وطنه. ولا يزال هذا الوضع المأساوي غير القانوني الذي نتج عن احتلال فلسطين وتهجير شعبها، هو السبب الرئيس في تدهور الأحوال وفي تهديد الأمن والسلم الدوليين، ليس في منطقة الشرق الأوسط، وإنما في العالم أجمع. وهو أخطر أزمة تتهدد العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب في الحاضر والمستقبل، مما يضعنا أمام مفتاح الأزمة الدولية المتمثلة في انسداد الأبواب أمام تسوية عادلة لها في إطار الشرعية الدولية، تردّ الحقوق الوطنية المشروعة إلى الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس.
هكذا دخل العالم الإسلامي القرن العشرين وأقطاره محتلة، وأجزاؤه ممزقة، وأوضاع شعوبه متدنية اقتصادياً واجتماعياً بصورة بالغة السوء. ولقد امتدت تداعيات هذه الأوضاع وآثارها السلبية إلى مرحلة ما بعد تأسيس الدول العربية الحديثة في العالم العربي الإسلامي، مما تسبّب في اندلاع أزمات سياسية متلاحقة، وفي نشوء ظروف اقتصادية صعبة.
الوقوف في وجه طموح الشعوب الإسلامية :
لقد كانت الأنظمة السياسية في العديد من دول الغرب طوال ما يزيد على قرنين من الزمن، تقف في الصف المعادي لإرادة الشعوب الإسلامية والمناهض لحقها في الحياة الحرة الكريمة، والمعاكس لتوجّهاتها نحو بناء المجتمع القوي المستقر الذي تزدهر فيه الحياة السياسية والاقتصادية، ويتمتع فيه الإنسان بحقوقه المشروعة. وقد ترتب على هذه السياسة التي اتبعتها الأنظمة السياسية في تلك الدول الغربية تجاه شعوب العالم الإسلامي لعقود متطاولة، أن نشأ رأي عام يحمّل الغربَ مسؤولية هذه الأوضاع، وتوتّرت العلاقات على مستويات عديدة بين الطرفين، ولا تزال إلى اليوم.
إنَّ هذه الخلفيات التاريخية الحديثة والمعاصرة، إذا أضفنا إليها خلفيات العصور الوسطى، نجد أنفسنا أمام ركام هائل من الخصومات التاريخية الناتجة عن سوء الظن وعدم الثقة واحتدام الصراع الذي يتخذ أشكالاً تتفاوت بين الخفاء والظهور من عصر إلى آخر.
شهادة أرنولد توينبي :
يصوّر المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي) أحوال العالم الإسلامي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تصويراً دقيقاً، في محاضرة له في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قال في لحظة صدق ومكاشفة : "إننا ظللنا نطارد الرجل التركي (يقصد الرجل المريض، وهو كناية عن الإمبراطورية العثمانية) ونهاجمه لكي يترك دينه، لأنه كان ينظر إلينا من علٍ كأننا خنازير برية، فلما ترك دينه وتبعنا احتقرناه، لأنه لم يعد عنده ما يعطيه"(2).
وهذا تلخيصٌ للأزمة الحضارية التي نكب بها العالم الإسلامي. وتلك حقيقة من حقائق التاريخ المعاصر، تظهر لنا جوانب من الخطة التي دبرتها مجموعة من الدول الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين، لتمزيق العالم الإسلامي، ولإضعافه، ولاستغلال موارده الطبيعية من أجل بنـاء الاقتصاديات الأوروبية المزدهرة في تلك المرحلة، مما كان له مضاعفات سياسية ونفسية وثقافية على مجمل العلاقات التي تربط دول العالم الإسلامي بالدول الأوروبية، وبالولايات المتحدة الأمريكية التي تقف بكل إمكاناتها مع إسرائيل وتدعمها في جميع المجالات.
وللأمانة التاريخية وللموضوعية المنهجية، نؤكد هنا أن هذه الخلفيات جميعاً، ساهمت في تشكيل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على مستوى اللاوعي الجمعي، وعلى مستوى الواقع. ولا سبيل اليوم إلى فهم طبيعة هذه العلاقات وإدراك أبعادها، إلاّ من خلال الوقوف على تلك الظروف التاريخية الآنفة الذكر، والتي لا تزال تعمل عملها في الحاضر، ولربما في المستقبل.
إنَّ الأوضاع التي نشأت عن الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي، تسبّبت في ظروف لم تكن مواتية على الدوام للنموّ والتقدم والازدهار. فقد وجدت الدول العربية والإسلامية نفسها بعد الاستقلال، أمام أزمات كبيرة نتيجة لشيوع الفقر والجهل والمرض وسوء الإدارة والفساد، ولانعدام الشروط الموضوعية لإقامة هياكل جديدة للدولة المستقلة. وقد ترتبت على تلك الأوضاع مشاكل كثيرة ظلت تتفاقم، فتعطّـلت عملية النمو في مناطق، وتعثرت في مناطق أخرى، وتباطأت في جل الأقطار. وعلى الرغم من أن قلة من الدول العربية الإسلامية، قد عرفت كيف تستثمر مواردها وإمكاناتها وتحقق معدلات معينة من النموّ والتقدم وتحسّن من مستويات مواطنيها، فإن غالبية دول العالم الإسلامي تعاني اليوم من مخلفات عهود ما قبل الاستقلال. وإن كانت العوامل المتسببة في بطء النمو لا تعود دائماً إلى ظروف الاستعمار، فكثير منها ينبع من الداخل، لأسباب كثيرة لا يسمح المجال بالخوض فيها.
إنَّ تأزم الأوضاع الاقتصادية وتدهور الخدمات التي تقدمها بعض الحكومات لمواطنيها في جل دول العالم الإسلامي، سواء بسبب شح الموارد وقلة الإمكانات، أو بسبب سوء التسيير وانعدام الخبرة، قد أدّى إلى نشوء مشاكل اجتماعية كثيرة، منها تنامي الشعور بالظلم والحرمان، وتصاعد نبرة الغضب والاحتجاج بين فئات غير قليلة من المواطنين، مما كان له الأثر القوي في ظهور تيارات العنف والتطرف وانتشار الأفكار الرافضة والتيارات الساخطة، وفي ردّ أسباب الأزمات إلى الدول الاستعمارية سابقاً، واتهامها بالمسؤولية عن فساد الأوضاع وسوء الأحوال، الأمر الذي ينعكس سلبياً على العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.
ولاشكّ أن الدول الغربية الواسعة النفوذ سياسياً واقتصادياً، تتحمّل اليوم قسطاً من المسؤولية إزاء ما تعاني منه الشعوب الإسلامية من أوضاع اقتصادية صعبة، وحيال اضطراب حبل الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، وفي فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها.
دور الغرب في صنع مأساة فلسطين :
ومعلوم أن تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية إلى هذه الدرجة الخطيرة التي وصلت إليها، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لها، وممارسة سلطات الاحتلال لسياسة القمع والقتل والتهجير والمطاردة في حق الشعب الفلسطيني، ووجود الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كل ذلك يخلق حالات من التذمر والسخط والكراهية في أوساط الشعوب الإسلامية عموماً، وليس لدى الشعب الفلسطيني فحسب، ويتسبّب في تحميل الغرب المسؤولية المشتركة مع إسرائيل في استمرار هذا الظلم. وتلك هي المسألة التي على الغرب أن يتفهمها ويعمل على معالجتها بما يردّ الحقوق إلى أصحابها الشرعيين، ويؤدي إلى استتباب الأمن والسلم في هذه المنطقة من العالم. ولن تستقر العلاقات بين شعوب العالم الإسلامي والغرب بصفة عامة، إلاّ إذا عولجت هذه المسألة معالجة عادلة تردّ الأمورَ إلى نصابها، وتقضي نهائياً على أسباب الأزمة.
وحتى تتبيّن معالم الصورة بالوضوح الكامل، أريد أن أسوق ثلاثة أمثلة عن بعض المواقف غير المسؤولة التي تتخذ والآراء المتطرّفة التي يُعبر عنها في الغرب، والتي يكون لها نتائج سيئة للغاية لدى الرأي العام الإسلامي، والتي تنعكس آثارها السلبية على مجمل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.
اعتراف صريح من الرئيس ريتشارد نيكسون :
يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) : »إن الإسلام والغرب متضادان، وإن نظرة الإسلام للعالم تقسمه إلى قسمين : (دار الإسلام) و(دار الحرب) حيث يجب أن تتغلب الأولى على الثانية، وأن المسلمين يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضدّ الغرب، وعلى الغرب أن يتحد مع الاتحاد السوفييتي (قبل أن يسقط ويتمزق) ليواجه هذا الخطر الداهم بسياسة واحدة«(3).
وهذا الرأي الذي نشر في كتاب ترجم إلى عدة لغات عالمية، ومنها اللغة العربية، يساهم في تأجيج روح العداء، وفي تأليب قطاعات واسعة من أبناء العالم الإسلامي ضد الغرب. والرئيس نيكسون في القسم الأول من هذا الرأي يجانب الحقيقة تماماً. أما في القسم الثاني، فيعبر نيكسون عن رأي يتبناه قطاع عريض من صانعي القرار والنخب الفكرية والثقافية وأوساط واسعة من بين الشعوب في الغرب. وهذا موقف غير سليم لا ينمّ عن الحكمة وبعد النظر، ويعكس في الوقت ذاته نوايا ليست بريئة.
وفي هذا السياق أيضاً، يقول الكاردينال (بول بوبار) مساعد بابا الفاتيكان السابق، ومسؤول المجلس الفاتيكاني للثقافة، في تصريح إلى صحيفة (الفيجارو) الفرنسية : (إن الإسلام يشكل تحدياً بالنسبة لأوروبا وللغرب عموماً، وإن المرء لا يحتاج إلى أن يكون خبيراً ضليعاً لكي يلاحظ تفاوتاً متزايداً بين معدّلات النموّ السكاني في أنحاء معينة من العالم؛ ففي البلدان ذات الثقافة المسيحية يتراجع النموّ السكاني بشكل تدريجي، بينما يحدث العكس في البلدان الإسلامية النامية، وفي مهد المسيح ــ هكذا يقول الكاردينال بول بوبار وهو يقصد الشرق الأوسط، وتحديداً البلدان العربية ــ يتساءل المسيحيون بقلق عما سيحمله لهم الغد، وعما إذا لم يكن موتهم مبرمجاً بشكل ما ؟ .. إنّ التحدّي الذي يشكله الإسلام يكمن في أنه دين وثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، في حين أن المسيحيين في أوروبا يميلون إلى تهميش الكنيسة أمام المجتمع(4).
الإسلام لا يشكّل خطراً على أمة أو شعب أو دين :
أما كون الإسلام دينَ ثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، فهذا صحيح لا شكّ فيه، وحقيقة من حقائق هذا الدين. وأما القول بأنه يشكّل تحدّياً للمسيحيين باعتباره ذاك، فهو قول باطل لا أساس له من الصحة إطلاقاً. وهو قول يزيد في تأزيم العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، وتتبنّاه قطاعات واسعة من أبناء الغرب.
إنَّ الإسلام لا يشكّل تحدّياً ضدّ أمة أو شعب أو دين، أو ضدّ قانون من القوانين الدولية، وإنما العداء للإسلام وكراهية المسلمين وممارسة سياسة التمييز ضدهم، وانتهاك القوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إن ذلك هو الذي يشكّل تحدياً حقيقياً، لا للغرب فحسب، ولكن للعالم أجمع، ويهدّد استقرار العلاقات الدولية، وخصوصاً علاقات العالم الإسلامي بالغرب.
ويعزّز هذا التوجّه غير السليم الذي يذكي نار الكراهية والتمييز والصراع، ما قاله (جياني ديميكليس) رئيس المجلس الوزاري الأوروبي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي في حديث إلى مجلة (النيوزويك)، إذ سئل : "ما مبررات بقاء حلف الأطلنطي ــ الناتو ــ بعد زوال المواجهة بين الغرب الليبرالي والمعسكر الذي كان اشتراكياً ؟". فأجاب بقوله : »صحيح أن المواجهة مـع الشيوعية لم تعـد قائمـة، إلاَّ أن ثمة مواجهة أخرى يمكن أن تحلّ محلها بين العالم الغربي والعالم الإسلامي". فلما عاد مراسل (النيوزويك) ليسأل : "وكيف يمكن تجنّب تلك المواجهة المحتملة؟". قال (جياني ديميكليس) : "ينبغي أن تحلّ أوروبا مشاكلها، ليصبح النموذجُ الغربيُّ أكثر جاذبية وقبولاً من جانب الآخرين في مختلف أنحاء العالم. وإذا فشلنا في تعميم ذلك النموذج الغربي، فإن العالم سيصبح مكاناً في منتهى الخطورة"(5).
وهذا الكلام من مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، ينطوي على تهديد سافر للعالم الإسلامي. وهو رأي يتعارض كلياً مع قواعد القانون الدولي، ومع الحق في الحفاظ على الخصوصيات الثقافية للشعوب.
إنَّ هناك شعوراً متزايداً يسود الشعوب الإسلامية بأن الإسلام مستهدفٌ من جهات متعددة. والعقلاء في العالم الإسلامي يبذلون جهوداً في إبعاد الناس عن سوء الظن، وفي القضاء على (فكرة التآمر) الذي يستهدف الإسلام والمسلمين، من منطلق أن سوء الظن هو نقيصة من النقائص التي تنهى عنها التعاليم الإسلامية. ولي شخصياً في هذا المجال، نشاطٌ فكريّ منذ أكثر من ربع قرن في ساحة العمل الثقافي والأكاديمي والإعلامي. ولكننا أحياناً نجد أنفسنا أمام ما يعزز سوء الظن هذا بالأدلة والحجج.
اختراق الإسلام إعلانٌ للعداء ضدّه :
وعلى سبيل المثال، أُورد هنا ما جاء في وثائق (مؤتمر كولورادو) الذي انعقد في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1978، تقول إحدى هذه الوثائق عن الإسلام ما يلي : »إنه الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية .. والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً .. ونحن بحاجة إلى مئات المراكز لفهم الإسلام، ولاختراقه في صدق ودهاء. ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين«(6).
إنَّ مثل هذه الخطط المريبة التي تُعدُّ لغزو العالم الإسلامي، يكون لها أسوأ النتائج وأخطر المضاعفات، إذ تساهم في تأليب الشعوب الإسلامية ضد الغرب بصورة عامة، وتؤدي بصورة تلقائية إلى إذكاء نوازع النفور بدلاً من تقوية مشاعر التفاهم والتسامح. ففكرة (اختراق الإسلام) من الأفكار الخطيرة التي تروج في أوساط عديدة، وهي شبيهة بفكرة (صدام الحضارات) التي تكاد أن تسيطر اليوم على صانعي السياسات في الساحة الدولية، والتي تُفسَّر على أساسها كثيرٌ من الأحداث التي تجري في هذه المرحلة من التاريخ، وتُفهم كثيرٌ من المواقف المتعصبة المتحيزة غير الملتزمة بالقانون الدولي.
وتقتضي مني الأمانة العلمية والنزاهة الموضوعية في هذا السياق، أن أشير باختصار شديد، إلى ردود الفعل التي أحدثتها أقوال نيافة البابا بينيدكت السادس عشر، الواردة في محاضرته بجامعة ريغينسبورغ الألمانية، يوم 12 سبتمبر من السنة الماضية، حول موضوع العقل في الإسلام، أو العقل والقرآن، أو العقل في الحضارة الإسلامية. وقد قمت بكتابة ردّ علمي موضوعي هادئ على نيافة البابا، ترجم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتجدونه في الموقع الإلكتروني للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وصدر هذا الرد مع ردود أخرى شارك فيها شيخ الأزهر الدكتور محمد سيّد طنطاوي، في العدد الرابع والعشرين من مجلة (الإسلام اليوم) الأكاديمية التي تنشرها الإيسيسكو سنوياً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
ومع الاحترام الذي نكنّه لنيافة البابا، فإنه لابد من القول إن ما ورد في محاضرته تلك بخصوص الإسلام ورسوله الكريم محمد بن عبد اللَّه [، يخالف حقائق التاريخ. وقد أصيب العالم الإسلامي بصدمة شديدة من جراء هذه الأقوال غير الصحيحة، على الرغم من أن صفوة من المفكرين والأكاديميين، ويشرفني أنني كنت واحداً منهم، قد ردّوا عليها بنزاهة وحكمة وفندوها، في إطار احترام المكانة الدينية والعلمية والأكاديمية لصاحبها.
والواقع أن ما ورد في محاضرة نيافة البابا، يرد كثيراً في الكتابات الغربية منذ أن ظهرت الطباعة وإلى اليوم. ولكن ما أثار الضجة الهائلة أن الأمر يتعلق هذه المرة بشخصية ذات اعتبار عظيم ومكانة سامية. وأعتقد أن المسألة انتهت. وطويت الصفحة. وإن كنا في العالم الإسلامي نتطلع إلى مبادرات عملية لإثبات حسن الظن، ولوضع حـدّ لازدراء الإسلام، بل لازدراء الأديان السماوية عموماً، وللتطاول على مقدسات المؤمنين في سائر أنحاء العالم.
رؤية غربية مستنيرة :
إنَّ شعوب العالم الإسلامي تتطلع نحو المستقبل، لبناء علاقات إنسانية جديدة على أساس المبادئ الدينية السماوية، والمثل الإنسانية السامية، وما انتهت إليه البشرية من قوانين تحكم علاقات الدول والشعوب بعضها ببعض. ولكن ظواهر الأمور في هذا العالم، تؤكد لنا أن الغرب -والمقصود هنا الدول الكبرى المتحكمة في زمام السياسة الدولية ــ يسير في الاتجاه المعاكس.
تقـول الباحثة (سوزان نيكول) مساعدة المؤرخ اليهودي الدكتور ألفريد ليلينثال(7) (Dr. Alfred M. Lilienthal) المعادي للصهيونية، في موضوع لها وزعتـه على الإنترنيت بتاريخ 2022/7/13 : »الأمريكيون يساعدون بلادهم ضدّ الإرهاب، لو عرفوا الجواب الحقيقي عن السؤال (لماذا يكرهوننا ؟). إنَّ العرب والمسلمين يقولون للغرب باستمرار السبب الحقيقي، إلاّ أن الغرب لا يسمع. يجب علينا الاعتراف بتحيّزنا على امتداد نصف قرن ضد العرب والشعوب المسلمة الأخرى. لقد أوجدنا سببَ عدائهم لنا، فنحن، ولسنا هم، الذين بدأنا صراع الحضارات المريع الذي سنواجهه في الجيل القادم أو أكثر«.
هذه رؤية غربية مستنيرة إلى عمق الأشياء. نقلتها هنا على سبيل المثال، لأثبت لكم أن الغرب ليس كتلة واحدة، فهناك عقلاء يفهمون الأمور على حقيقتها، وحكماء يعملون من أجل السلام والتعايش والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.
إنَّ فكرة حوار الحضارات انطلقت من العالم الإسلامي. وقد تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي من فوق منبرها، لتعزيز الحوار بين الحضارات. وكان للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ دورٌ تفخر به، في تفعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل سنة 2001 (سنة الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات)، فقد عقدت عدة مؤتمرات وندوات دولية حول هذا الموضوع، بعضها بالتعاون والشراكة مع منظمات دولية وإقليمية، اليونسكو، ومجلس أوروبا، ومؤسسة أناليند الأورو ــ متوسطية للحوار بين الثقافات، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ــ ألكسو ــ التابعة لجامعة الدول العربية، وغيرها. وأصدرنا في الإيسيسكو (الكتاب الأبيض حول حوار الحضارات) باللغات الثلاث : العربية والإنجليزية والفرنسية في طبعتين. وهو الكتاب الذي يضم الوثائق والقرارات والبيانات والإعلانات الخاصة بحوار الحضارات. وعلى المستوى الشخصي نشرت لي مجموعة من المؤلفات والدراسات حول قضايا حوار الحضارات والثقافات وتعزيز التعايش والتفاهم بين الشعوب، جلّها مترجم إلى الإنجليزية والفرنسية. وينصُّ ميثاق الإيسيسكو على هدفين رئيسَيْن من ضمن أهدافها الأخرى، هما : تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، والعمل على نشر ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي.
ولعلّ من المناسب أن أذكر بالمناسبة، أن (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الصادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر سنة 1948، يعبر تماماً عن المنظور الحضاري الإسلامي، ما عدا المادتين السادسة عشرة والثامنة عشرة منه اللتين لنا عليهما تحفظات.
إنَّ العالم الإسلامي تمثله اليوم (منظمة المؤتمر الإسلامي) التي تضمّ في عضويتها سبعاً وخمسين دولة، إضافة إلى أربع دول أعضاء مراقبين، وهي : جمهورية روسيا الاتحادية، ومملكة التايلاند، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والبوسنة والهرسك، إضافة إلى طائفة القبارصة الأتراك المسلمين. وتوجد أكثر من عشر منظمات إسلامية تعمل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، منها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ ، والبنك الإسلامي للتنمية.
ولكن لابد من الملاحظة هنا أن أكثر من ثلث المسلمين في العالم الذين يبلغ تعدادهم ملياراً ونصف المليار نسمة، غير ممثلين في دولٍ في منظمة المؤتمر الإسلامي. مثال ذلك المسلمون في الهند، وفي الصين، وفي جنوب أفريقيا، وفي دول الاتحاد الأوروبي، وفي الأمريكتين، وفي غيرها. ولذلك فإننا في الإيسيسكو نولي عناية مركزة بالجاليات والأقليات المسلمة في سائر أقطار العالم، من حيث تقديم الدعم لمؤسساتها التربوية والتعليمية والثقافية والإسلامية، وتقوية الصلات الثقافية والحضارية بين المجتمعات الإسلامية في هذه الأقطار وبين إخوانهم في الدين في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
ولعلّ من المناسب أن أشير إلى أن الإيسيسكو أشرفت في آخر شهر يونيو 2022، على عقد الاجتماع الخامس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في جنوب شرقي آسيا ومنطقة الباسفيك في سنغافورة.
كما تشرف الإيسيسكو في هذا الوقت، على عقد الاجتماع السادس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في سانتياغو. وقد وضعنا في الإيسيسكو (استراتيجية العمل الثقافي في الغرب) التي اعتمـدها مؤتمر القمـة الإسلامي العاشـر المنعقــد في ماليــزيا في سنة 2022. وهو أعلى سلطة دستورية في منظومة العمل الإسلامي المشترك. وأنشأنا في إطار هذه الاستراتيجية (المجلس الأعلى للتربية والثقافة في الغرب) الذي يضطلع بمهامّ التنسيق بين المؤسسات التربوية والثقافية الإسلامية في الأقطار التي توجد بها جاليات وأقليات مسلمة.
وأريد أن أغتنم هذه المناسبة الأكاديمية، لأشير إلى أن مصطلح (العالم الإسلامي) هو من وضع الغرب أصلاً. ذلك أن المستشرقين هم الذين نحتوا هذا المصطلح. وقد صدرت مجلة بهذا الإسم(THE MUSLIM WORLD) باللغة الإنجليزية في 1911م(8). ولكن هذا المصطلح ينطوي الآن على مضمون يتجاوز الرقعة الجغرافية التقليدية، والتي تشمل البلدان الإسلامية، إلى المسلمين عامة حيثما وجدوا. ولذلك فإن المسلمين في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ــ مثلاً ــ هم جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، بهذا المفهوم الحضاري الثقافي، لا بالمفهوم السياسي والجغرافي. فالمسلمون أينما كانوا، هم حملة رسالة الحضارة الإسلامية، ودعاة سلام وتعايش وتفاهم بين الشعوب والحضارات والأديان.
كتلة إسلامية حضارية :
إنَّ هذه الكتلة الإسلامية الحضارية هي قوةٌ للسلام وللأمن في العالم، ومصدر إشعاع ثقافي إلى مختلف الآفاق، وعنصر دفع لجهود المجتمع الدولي من أجل تعزيز قيم التعايش والتفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.
وإذا كانت صورة العالم الإسلامي اليوم في الغرب يشوبها كثير من الظلال، ربما بسبب ما ترتكبه فئة قليلة معزولة متطرفة من أبناء المسلمين، من جرائم إرهابية هنا وهناك، ندينها بشدة ونرفضها لأنها تخالف تعاليم الإسلام، فإن ما يجب الإشارة إليه في هذا المقام، هو أن دولاً كثيرة من العالم الإسلامي مستهدفة بهذه الجرائم في المقام الأول وضحية لها. ولذلك فإن الرأي العام الإسلامي يقف ضد التطرف بكل أنواعه، ويرفض الإرهاب بجميع أشكاله رفضاً قاطعاً، لأنه يسيء إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين أولاً وقبل كل شيء. وفي القرآن الكريم تقول الآية 32 من السورة الخامسة (المائدة) : {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}. فهذه الآية القرآنية تعبّر أصدق التعبير وأقواه وأبلغه، عن الرؤية الإسلامية إلى الإرهاب أياً كان، وعـن الموقف الإسلامـي الثابت من مرتكبي الإرهاب مهما تكن دوافعهم وأهدافهم. فهؤلاء المرتكبون للجرائم الإرهابية، قَتَلَةٌ لا يمثلون إلاّ أنفسهم. ولذلك فليس من الإنصاف ولا من العدل في شيء، أن يؤخذ المسلمون عموماً بجريرة هذه الفئة المنحرفة عن جادة الإسلام والخارجة على القانون.
العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على أساس المصالح المشتركة :
إنَّ العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب يجب أن تقوم على أساس المصالح المشتركة، والالتزام بقواعد القانون الدولي، وخدمة قضايا الإنسان في كل مكان. وإن الأحداث التي تقع في البلدان الإسلامية والتطورات المتأزمة التي تشهدها مناطق إسلامية عديدة، تدعونا جميعاً إلى تضافر الجهود للتغلب على الأزمات وتسويتها، وفي المقدمة منها أزمة الشعب الفلسطيني ، التي تعدّ بكل المقاييس أخطر تحدّ يواجه هذه العلاقات.
إن آفاق المستقبل تنفتح أمام العالم الإسلامي الذي يغالب مشاكله المتراكمة الناتجة عن سياسات استعمارية قديمة وجديدة، ويعمل على تحسين أوضاعه، ويواجه التحديات الحضارية التي يتفاقم خطرها كلما أمعن قادة القوى العظمى في الغرب، في ممارسة سياسة الضغط والسعي من أجل فرض نمطٍ حضاري واحد على حساب الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب.
وأعتقد أننا جميعاً، سواء في العالم الإسلامي، أو في أمريكا اللاتينية، نواجه هذا التحديَّ الحضاريَّ القاهر لإرادة الشعوب في الحرية والتنمية والتقدم والحفاظ على الخصوصيات. ولذلك فإنني أدعو من فوق هذا المنبر الأكاديمي، إلى تعزيز علاقات التعاون بين شعوب أمريكا اللاتينية التي نحمل لها كلَّ التقدير والاحترام، وبين شعوب العالم الإسلامي، وبينها وبين بقية شعوب العالم. فتلك هي السبيل إلى بناء المستقبل الإنساني الآمن(*).
——————————————————————————–
(1) ألقيت هذه المحاضرة في جامعة الشيلي (مركز الدراسات العربية) بسانتياجو، يوم 26 يوليو 2022 م.
(2) أرنولد توينبي "الإسلام والغرب والمستقبل"، ترجمة نبيل صبحي، الدار العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1969 م.
(3) ريتشارد نيكسون (الفرصة السانحة)، ص : 135، 138، 139، ترجمة أحمد صدقي مراد، طبعـة دار الهلال، القاهرة، 1992 م.
(4) نقلاً عن صحيفة (الشرق الأوسط)، لندن، في 1999/10/1 م.
(5) (النيوزويك) 2 يوليو 1990 م.
(6) "التنصير : خطة لغزو العالم الإسلامي" ــ الترجمة العربية لوثائق مؤتمر كولورادو، ص 452، طبعة مركز دراسات العالم الإسلامي، مالطا، 1991 م .
(7) ولـد سنة 1913 في نيويورك، مـؤرخ وصحافـي، كتب في سنة 1949 مقالاً بعنوان "عَلَمُ إسرائيل ليس عَلَمـي" (Israel’s Flag is not Mine) أثار ردود فعل واسعة في الأوساط اليهودية الأمريكية بسبب موقفه المناهض للصهيونية، أهم كتبه "الشبكة الصهيونية" (The Zionist Connection).
(8) هذه المجلة لا تزال تصدر، ولكن بإدارة جديدة وبسياسة تختلف عن التوجّهات التي هيمنت عليها طوال عقود من السنين. وكان القس صموئيل م. زويمر أول رئيس تحرير لها. وتلخص العبارة التي كانت تنشر تحت اسم المجلة، الأهدافَ من وراء إصدارها : "مجلة فصلية أدبية وفكرية تعرض نجاح المبشرين المسيحيين في العالم الإسلامي وحوادث وأخبار المحمديين". وقد أزيلت هذه العبارة من غلاف المجلة.
(*) أثناء إعداد هذه المحاضرة للنشر في كتاب، تناقلت الأنباء خبر إقدام مائتي جامعة في الولايات المتحدة الأمريكية، على إقامة ما يسمى بــ (أسبوع الوعي بالفاشية الإسلامية) خلال الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر 2022 م . وقد بادرتُ في بيان أصدرته بالمناسبة، إلى إدانة هذه الحملة العنصرية التي قادها منظمو أسبوع الكراهية والتحريض ضدّ الإسلام والمسلمين. وقلت إنَّ هذه الحملة تؤكد خروج هذه الجامعات عن التقاليد الأكاديمية المعتمدة في التعليم الجامعي، التي منها الحيادية والموضوعية والنظرة العلمية إلى الأمور والترفع عن ارتكاب الأعمال المنافية للقيم الإنسانية. ولاشك أن مثل هذه الحملة العنصرية تشكّل خطراً على مستقبل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب. والغريب أن هذا الموضوع لم تلتفت إليه وسائل الإعلام العالمية، ومرَّ كأنه لم يكن، مع أنه بادرة تنطوي على دلالات خطيرة، تزيد في تأجيج نار الكراهية والعنصرية، وتعدُّ شكلاً من أشكال الإرهاب الفكري الذي يمارس داخل الجامعات الأمريكية.
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبو ظبي. ولد عام 1918 في مدينة أبو ظبي بقصر الحصن وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان والذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 إلى عام 1909. خلفه في حكم إمارة أبو ظبي إبنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة.
حكم الشيخ زايد لمدينة العين
تولى الشيخ زايد رحمه الله حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين, بفضل تلك التوجهات فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية كما تم إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبي ،ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية
حكم الشيخ زايد لأبوظبي
وفي 6 أغسطس 1966 تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي ،بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفاً لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان
تواريخ
تولى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم مدينة العين عام 1946
كانت رحلة الشيخ زايد إلى بريطانيا الرحلة الأولى له عام 1953
تولى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966
انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكماً للإتحاد التساعي في 21 أكتوبر 1969
انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971
اتخذ صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قرارا بمنع البترول عن الدول المساندة لإسرائيل في 1973
اختيار صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رجل البيئة والإنماء عام 1995
صانع الاتحاد
صنع مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دولة الإمارات العربية المتحدة فقد بدأت اتحادا بين إماراتيهما أبو ظبي ودبي، على أن يدعوا باقي حكام الإمارات لهذه الوحدة، فلبوهم عام 1971
رجل المواقف
اشتهرت مقولة الشيخ زايد التي أطلقها عام 1973 في حرب أكتوبر حين قال: النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي. وبادر بقطع النفط عن دول العالم وتبعته باقي الدول العربية المصدرة للنفط. مما شكل ضغطا فاعلا على القرار الدولي بالنسبة لهذه الحرب
وفاته
توفي الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2022 ليخلفه في اليوم التالي رئيساً لدولة الإمارات وحاكماً لإمارة أبوظبي ابنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
الخاتمة :
زايد ليس مجرد زعيم نتغنى بأمجاده وإنجازاته .. زايد دنيا من الحب نعيشها .. زايد هو الأب والدولة والقائد .. زايد هو شيخ كل العرب وأمير كل الفرسان .. زايد هو الرجل الذي صنع المعجزة وبنى المستحيل ووضع يديه المعطاءة في الأرض اليابسة فجعلها جنة سندسية اللون تتباهى كعروس في يوم عرسها لتصبح إماراتي الجميلة في مقدمة الدول وينتقل الإنسان الإماراتي إلى مستوى أرقى وأفضل .. فشكراً يا زايد ، شكراً يا أبي .. وعندما يتحدث الحب في قلوبنا لابد أن ينطق باسم زايد .
زايد ليس مجرد زعيم نتغنى بأمجاده وإنجازاته ..
زايد دنيا من الحب نعيشها ..
زايد هو الأب والدولة والقائد ..
زايد هو شيخ العرب وأمير الفرسان ..
زايد هو الرجل الذي صنع المعجزة وبنى المستحيل ..
ووضع يديه المعطاءة في الأرض اليابسة فجعلها جنة سندسية اللون تتباهى كعروس في يوم عرسها لتصبح إماراتنا الجميلة في مقدمة الدول وينتقل الإنسان الإماراتي إلى مستوى أرقى وأفضل .. فشكراً يا زايد ، شكراً يا والدنا .. وعندما يتحدث الحب في قلوبنا لابد أن ينطق باسم زايد ….
إنجازات، وتنمية، وبناء .. كلمات تلخص مسيرة المغفورله بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وقائد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس وجعلها في مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم. ولا تكاد تُذكَر الدول ذات الدخل الفردي المرتفع ورفاهية العيش إلا وتكون الإمارات من بينها. كل هذا وأكثر بفضل جهود صاحب السمو الشيخ زايد وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبه ولبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات.
ولد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918 في مدينة العين وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان والذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 إلى عام 1909.
تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين, بفضل تلك التوجهات فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية كما تم إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبي ،ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.
في السادس من أغسطس 1966 تولى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي فوضع برنامجاً ضخماً لعملية الانماء وبدأ بدفع ابناء شعبه للمساهمة بكل طاقاتهم في هذه العملية، كما دعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات. ولم تمض أيام على تسلمه الحكم حتى أعلن زايد عن إقامة حكومة رسمية ذات إدارات ودوائر وأسند إليها المهام اللازمة لتسيير الدولة.
عمل زايد بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك قواعد لعبة التوازنات القبلية وأصول حل الخلافات الناشئة بين الأطراف المختلفين فيما بينهم. وأيقن بحكمته المعروفة أن صراع البقاء سيبقى هاجس جميع القبائل وان النزاعات الناجمة عن ذلك لن تنتهي حتى يتغير المحيط والوضع العام. ولمع نجمه إبان المحادثات الخاصة بحل النزاع حول منطقة البريمي الحدودية فنظر إليه الناس باحترام وإعجاب شديدين.
وكانت الأولويات إقامة المدارس والمساكن والخدمات الطبية وإنشاء ميناء ومطار وشق الطرقات وبناء جسر يربط بين أبوظبي واليابسة. وانقلبت أبوظبي التي كانت نائمة في أحضان الرمال قبل أن يأتي زايد إلى أكبر ورشة عمل في كل اتجاه. وأصبح هدير الآلات في كل مكان وانتقل الآلاف من الأكواخ إلى البيوت الصحية النظيفة وامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء ودخلت المياه العذبة والكهرباء إلى كل بيت وانتقل التعليم من نظام الكتاتيب إلى المدارس العصرية وانتشرت المدارس على اختلاف مراحلها في كل بقعة من البلاد وفتحت عشرات الفصول الجديدة لمحو أمية من فاتهم قطار التعليم وبدأت العيادات في تقديم خدماتها الطبية للبدو في الصحراء بعد أن حرموا من الرعاية الصحية طويلا ونجحت المسيرة في تعويض قرون من التخلف والجمود. يقول زايد: "إن عملية التنمية والبناء والتطوير لاتعتمد على من هم في مواقع المسؤولية فقط بل تحتاج إلى تضافر كل الجهود لكل مواطن على أرض هذه الدولة"
إذا أردت أن تتحدث عن الشيخ زايد ودوره على المستوى العالمي فلابد أن تذكر أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ولد عام 1918 وهو نفس العام الذي أنجب أحد أكبر الشخصيات العالمية التي ناضلت من أجل شعوبها ومن أجل الحرية والسلام مثل جمال عبدالناصر الذي ناضل من أجل القومية العربية والزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا الذي ناضل من أجل الحرية والمساواة ولذلك فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لم يكن أقل من هؤلاء فقد قدم للعالم بأكمله أكبر وأسمى رسالة وهي رسالة المؤاخاة والمحبة والصداقة فهو القائل بأن ثروة الإمارات ليست لأهل الإمارات فقد ولكن يجب أن تنعم بها الشعوب العربية والمسلمة والصديقة ولذلك لم يأل جهداً إلا وبذله في سبيل تحقيق السلام العالمي ولم يترك كلمة خير إلا وقالها أمام العالم داعياً في كل محفل إلى نشر السلام وإعادة الحقوق إلى أصحابها ونبذ الضغائن والعداوات بين الشعوب ..
وقد سعى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ توليه الحكم في دولة الإمارات إلى بذر بذور التسامح والمحبة بين أهالي الإمارات السبع حتى صارت دولة واحدة ومتكاملة كشعب واحد تجمعه قيادة واحدة ومن ثم انتقل إلى دول الخليج ودعا نحو إنشاء مجلس التعاون الخليجي كخطوة أولى نحو الوحدة وبعدها لابد أن نذكر الدعوات الكريمة نحو نبذ الفرقة والنزاعات بين الدول العربية لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي ولكن كما يقولون فاليد الواحدة لا تصفق أبداً
وقد حصل الشيخ زايد على لقب شخصية العالم الإنسانية برعاية هيئة الأمم المتحدة ولقب رجل البيئة كما حصل على لقب شخصية العالم الإسلامية من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 1999كما حصل على العديد العديد من الأوسمة والألقاب في ظل ما يقدمه زايد للعالم من حب وسلام وعطاء ..
تسلم المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1985 الوثيقة الذهبية التي منحتها لسموه المنظمة الدولية للأجانب ومقرها جنيف، تقديرا منها على جهوده في المجالات الإنسانية المختلفة، ورعاية الجاليات الاجنبية العاملة في الدولة. وفي عام 1988 اختارت إحدى الهيئات الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كأبرز شخصية سياسية لذلك العام وكذلك لدور سموه في وقف الحرب العراقية الإيرانية، وإعادة العلاقات بين الدول العربية.
وفي الاستطلاع الذي أجراه مركز الشرق الاوسط للبحوث والدراسات الاعلامية في جدة في عام 1995، فاز صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلقب الشخصية الانمائية على مستوى العالم وقد شارك في ذلك الاستطلاع أكثر من نصف مليون عربي من مختلف الجاليات العربية حول العالم.
لاشك أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعلى امتداد مسيرته الحافلة قد أدخل تغييرات جذرية وإيجابية على مستوى حياة الملايين سواء في بلاده أو خارجها. أما فيما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة فإن مقارنة بصرية بسيطة لصور ما كانت عليه قبل قيام الإتحاد وما أصبحت عليه اليوم تؤكد أنها ما كانت ستحظى بما حظيت به لولا وجود هذه الرؤية الثاقبة له كحاكم وقائد وسياسي محنك. لقد استطاع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يضع بلاده على الخريطتين العالمية والاقليمية وأن يكرس اسمه كقائد عربي فريد تمتع باحترام العالم أجمع.
قصص رائعة في حياة زايد الإنسان
——————————————————————————–
السلام عليكم ورحمة الله وبراكته
إيلاف – حمدي نصر/
تصادف اليوم الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الذكرى الثالثة لوفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( 1918-2004م) الذي جمع القبائل الإماراتية – إن جاز التعبير- ليبني بها دولة حرة ذات سيادة .. دولة مؤسسات في برهة قليلة من الزمن قياسًا بأعمار الدول والشعوب… بل جعلها نموذجًا يحتذى في التقدم الحضاري والعمراني والتقني.. وإذا كان الإعلام مسموعه ومرئيه ومقروئه قد أفاض في الحديث عن مآثر الشيخ زايد التي لا تعد ولا تحصى.. فإننا اليوم في "إيلاف" نعرض جانبًا آخر لم يتعرض له الإعلام، وهو الجانب الإنساني في حياة الشيخ زايد.
كان الشيخ زايد – طيب الله ثراه – قائدًا، وحاكمًا، ورائدًا وحكيمًا، فهو الأب لأبنائه، وهو الشيخ لقبيلته، فلم تشغله هموم الحكم ولم تبهرة السلطة… بل ظل على بساطته وتواضعه.. لم ينحي "بشت" ( العباءة) الإنسانية جانبًا، بل على العكس كان حريصًا أن يضعه على كتفيه متمسكًا به لأنه من طبعه وعادته، مع القريب والبعيد، المواطن وغير المواطن.. العربي وغير العربي، الغني والفقير، الرجل والمرأة، الكبير والصغير، المسلم وغير المسلم، فهي فطرته التي فطره الله عليها.. فهو – طيب الله ثراه – لم يبتدعها، وإنما ولد بها وتربى عليها. أقرب من كانوا حوله يعايشونه في حله وترحاله .. مجلسه وجولاته هم من حرصنا على الالتقاء بهم ليحدثونا عن زايد الإنسان.. فقالوا عجبًا.
وجبة عشاء لثلاثة آلاف شخص
قبل أن ننقل كلامهم أقول من واقع تجربة شخصية، انني أسعدني قدري والتقيت به يوما – طيب الله ثراه- عندما تفجرت المياه ينبوعا من باطن الأرض في حضن جبل حفيت بمدينة العين، يومها كان سعيدًا جدًا بهذا الحدث في بلد يعاني من شح المياه، قلت له: هل نتوقع بعد تفجر المياه بهذه الكمية والكيفية أن نشاهد هذا الجبل متنزهًا سياحيًا.. قال بكل ثقة: سيكون بإذن الله، وسيفد إليه الناس من كل مكان. وما هي إلا سنوات قليلة حتى كان سفح الجبل الأصم الصلد قد تحول إلى اللون الأخضر، والوادي تحت سفحه إلى متنزه عالمي .. أرضه مفروشة بالبساط الأخضر، أشجاره يانعة، طرقه مرصوفة، الخيام المكيفة تنتشر بأعداد كبيرة لتقضي فيها الأسر أوقاتا سعيدة ومن دون مقابل، الكافيتريات في كل مكان، المنافع العامة منتشرة وعمال النظافة يتحركون بين الناس على مدار الساعة، المسابح الواسعة للرجال وأخرى للنساء ليغتسلوا بالمياه الكبريتيه التي تفجرت من باطن الأرض..
ولأنه – رحمه الله- كان سعيدًا بتحول المنطقة بهذا الشكل، اتخذ له استراحة فوق قمة أحد تلالها.. كان يمر بين الناس بسيارته وبهدوء حتى لا يلتفت إليه أحد يتفقد أحوالهم ويلاحظ البشر والسعادة على وجوههم، وكان يبادل من يكتشفوا وجوده التحية بالتحية في بساطة وتواضع، وذات يوم عندما كان المتنزه مليئًا بالزوار وبعد أن تجول بينهم كعادته وسعد لسعادتهم.. أمر مرافقيه أن يقدموا وجبة العشاء لكل زوار المكان، وعلى الفور تحركت سيارات الشرطة لتخبر الزوار : "ابقوا في أماكنكم.. العشاء الليلة عند الشيوخ"، وتم جلب ثلاثة آلاف وجبة عشاء وتقديمها لزوار المتنزه، وعند تقديم سعيد بن دري أحد مرافقيه تقريرا بما حدث سأله الشيخ زايد: هل انبسط الناس .. وعندما تأكد من سعادتهم، بدت السعادة على وجهه قائلا: الحمد لله.
الفريق متقاعد خلفان مطر قائد الحرس الأميري السابق كان ملازما للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- أكثر من ثلاثين عاما.. كان قرب يمينه أينما سار.. قال: لم يكن زايد رفيقا وحليما وحكيما وعطوفا مع الإنسان فقط، بل كان كذلك مع الحيوان والطير والشجر.. وفي هذا أعظم دليل على إنسانيته المتناهية، لقد حول الإمارات إلى جنة خضراء، وأمر بزراعة مساحات كبيرة من الأشجار وسورها بالشبك وأطلق فيها الحيوانات خاصة النادرة أو المهددة بالإنقراض لتعيش حياتها الطبيعية وقد توفرت لها كل مقومات الحياة الآمنة الهادئة.. وخير مثال على ذلك جزيرة صير بني ياس المحمية الطبيعية التي تعيش فيها آلاف الحيوانات والطيور.. التي استتقرت بها وطاب لها العيش بعد أن كانت تهاجر صيفا شتاء بعد ان وجدت الطعام والماء والرعاية الصحية أيضا.
ولأن الشيء بالشيء يذكر.. نقطع كلام بو مطر بالخير ونذكر واقعة حكاها لي أحد الأشخاص الذين كانوا قريبين من الشيخ زايد – طيب الله ثراه – وفضل عدم ذكر اسمه.. قال: زار أحد الحكام العرب دولة الإمارات، وعندما رأي غزال المها – المهدد بالإنقراض- أعجب به وطلب من الشيخ زايد عددا منها، وأهداه الشيخ زايد ما طلب، وحدث أن زار الشيخ زايد فيما بعد بلد ذلك الحاكم، وطلب أن يرى تلك الحيوانات، وعندما زارها في أماكن معيشتها تغيرت ملامح وجهه، فقد رآها تعيش في الصحراء بلا رعاية حقيقية، فأمر فورا بإنشاء مساحة لها وسورها بالشبك وأمر بزراعتها وإمدادها بالمياه حتى تجد المها مكانًا طبيعيًا مريحًا تعيش فيه، وقال لحاكم تلك البلد: أنا وأنت سنسأل يوم القيامة عن هذه الأرواح فكيف نتركها هكذا، لذلك، عندما زاره حاكم عربي آخر وطلب أيضًا بعضًا من غزال المها قال له: عندما تعود لبلادك جهز لها المكان الذي يجب أن يكون مزروعًا، ومسورًا، وبه المياه، وعندها ستصلك هديتنا إلى بلدك.. وفعلاً، عندما تأكد رحمة الله عليه من تجهيز المكان، أرسل الغزلان.
إطعام الطيور السائبة.
أيضًا… ولأن الشيء بالشيء يذكر.. فقد قال معالي علي سالم الكعبي مدير مكتب الشيخ زايد لإحدى القنوات التليفزيونية ذات مرة: أن الشيخ زايد رحمة الله عليه زار منطقة ما في إحدى الدول الأوروبية، ورأي الطيور وهي تحط في المكان وتتقاتل على الطعام الذي يلقيه لها السياح، فنادى على صاحب المكان بعد أن تأثر بالمنظر، وقال له: سنعطيك ما يكفيك، بشرط أن تقدم الطعام لهذه الطيور على مدى عام كامل.
تاكسي يصدم سيارته
ونعود لسعادة الفريق متقاعد خلفان مطر قائد الحرس الأميري السابق، سألته عن واقعة حادث التصادم الذي وقع لسيارة الشيخ زايد.. قال: نعم حدث ذلك في عام 1982م، كان رحمه الله عليه يتفقد أماكن التطوير في أبوظبي، وكان حريصًا على أن يقود سيارته بنفسه ودون مواكب ودراجات نارية وما إلى ذلك من أساليب الحراسة والأمن، وكان في أبوظبي بعض الدوارات (الميادين) أولوية المرور فيها عكس الدوارات الأخرى التي تكون فيها أولوية المرور للقادم من اليسار، ولم ينتبه الشيخ زايد للدوار الذي نسميه مغلقا وواصل سيره، فإذا بسيارة أجرة يقودها سائق أسيوي تصطدم بشده بسيارته رحمه الله، وأصيب في كتفه إصابة قوية، لكنه عندما انتبه إلى أحقية السائق الآسيوي بالمرور عفا عنه وطلب ممن معه أن يتركوه في حال سبيله.
الشراء من أجل الشراء
ويبتسم الفريق خلفان مطر قائد الحرس الأميري السابق وهو يقول: تصور.. كان رحمه الله عليه يذهب إلى سوق الميناء- وهو سوق مفتوح في أبوظبي كل بائعيه تقريبا من الجنسيات الآسيوية وقليل منهم عربا- ليشتري أغراضا لنفسه، هل تتصور أن الشيخ زايد رحمه الله ينقصه شيء ليشتريه.. وليشتريه بنفسه كان هدفه الترويج للسوق وتحريك مبيعاته.
الرأفة بخلق الله
سعيد بن دري أحد مرافقي الشيخ زايد قال: لم نكن نتعجب عندما كان يتوقف في الصحراء فجأة أثناء جولاته ليتكلم مع شخص يبدو أنه غير عربي، وربما غير مسلم، ربما عامل بناء بسيط أو مزارع في مزرعة، ليسأله عن نفسه وعمله وحاله وحال أسرته ومعيشته، ويأمر بحل مشكلته أن كانت له مشكله.. ثم يعطيه ما يتيسر له ويمضي ليكمل باقي جولته.. هذا الموقف النبيل تكرر لا أقول عشرات المرات.. بل مئات المرات سواء في المدن أو القرى وحتى في الوديان وقلب الصحراء.
وأيضًا… لأن الشيء بالشيء يذكر، نذكر القصة التي رواها معالي على الكعبي مدير مكتب الشيخ زايد للتليفزيون.. فقد كان الشيخ زايد رحمه الله عندما يقضي إجازاته في الدول الأوروبية يتلقى العديد من الرسائل التي لأصحابها مطالب شخصية مادية وغير مادية، قال: كنت أعرض عليه تلك الرسائل فيأمر بحل المشاكل أو تقديم المساعدة، وفي إحدى المرات عندما كنت أعرض تلك الرسائل وجدت رسالة دار في خلدي أنه يجب عدم عرضها عليه، فأخفيتها في جيبي وواصلت عرض الرسائل، ولما انتهيت سألني: هل انتهينا.. قلت نعم.. قال: وما بال الرسالة التي أخفيتها في جيبك.. ذهلت من المفاجأة وأنه صبر علي كل ذلك الوقت، قلت له : إنها رسالة من شخص يهودي تحديدا ويطلب مساعدة، فقال: إعطه ما طلب، ليعلم أن الإسلام دين حنيف لا يفرق بين المعتقدات، ولكنه رسالة للإنسانية جميعها.
يسعد بابتسامة الآخرين
الفريق متقاعد خلفان مطر أكد على ذلك.. قال: كان رحمة الله عليه يعطي بسخاء، ويحرص على ألا تعلم شماله ما أعطته يمينه، وكما قلت لك ولمسته بنفسي، كان يشعر بسعادة بالغة وهو يرى الابتسامة على وجوه من أمر بحل مشاكلهم أو التيسير عليها، وهذا لا يقتصر على المواطنين فقط، بل على المقيمين، وعطاؤه رحمة الله عليه لم يقتصر أيضا على الموجودين داخل الدولة، بل خارجها، وكم نشرت الصحف تقارير عن عطاء الشيخ زايد رحمة الله عليه في العديد من بلدان العالم العربية الشقيقة، والإسلامية والصديقة، وأنا أؤكد لك أن هناك الكثير الذي قدمه بنفسه رحمة الله عليه ولم تعلم به الجهات الرسمية التي كانت تتولي الاشراف على المنح التي تقدمها الدولة بأوامر منه رحمة الله عليه.. منها مثلاً المنح التي كان يقدمها للقرى التي يحل بالقرب منها عندما كان يخرج للصيد بالصقور (القنص) سواء في باكستان والهند والجزائر والمغرب، فكان يعطي كل من جاء يعرض مسألته، بل كان أحيانا يأمر بتمهيد الطريق لتلك القرية إذا طلب منه أهلها ذلك.. أو لاحظ هو أن الطريق يحتاج إلى تعبيد، وبالمناسبة كان رحمة الله عليه شديد الملاحظة، وكان يطلب من زواره أن يعرضوا عليه ما يحتاجونه ويسعد عندما يرى السرور والبهجة على وجوههم عندما يحقق طلباتهم، وكان – رحمة الله عليه – لا يخلد للراحة بعد عناء القنص إلا بعد أن يطمئن على كل من كان معه، ثم يتفقد أحوالهم صباحا.. لقد قلت لك أنه – رحمة الله عليه – كان صاحب قلب كبير محب للخير كثير العطاء حتى السخاء.
عندما استاء زايد
سعيد بن دري يدلل على ذلك بقوله: قال لي الشيخ زايد رحمه الله يوما ما: يا سعيد.. اتصالات الناس في ذمتك.. لا بد أن تعرضها على حتى نحل مشاكلهم ونحقق مطالبهم، وإن أخفيت شيئا فهو في ذمتك إلى أن توصلها لي.
ويتابع بن دري: ذات يوم كنا نجلس معه بعد منتصف الليل وجرس هاتفي لا يكف عن الرنين، وشعرت بالحرج.. لكنه أمرني أن أرد على المتصل.. وعندما رددت جاءني من الجانب الآخر صوت سيدة عربية لا أعرفها.. لكنها قالت لي: أنا تعبت وأنا أبحث عن رقم هاتفك… وأعلم أنك قريب من الشيخ زايد.. وأنك توصل إليه حاجة الناس.. إنني أستحلفك بالله أن تخبر الشيخ زايد عن حالتي.. فزوجي مدين بمبلغ ستين ألف درهم.. وهو في السجن.. ولا أعرف كيف أدبر هذا المبلغ الكبير.. وأنا وأولادي في ظروف في غاية السوء.. أنا أريد الإفراج عن زوجي ونعدك بأننا لن نبقى في بلدكم.. لا نريد البقاء بعد الإفراج عن زوجي.. وعندما انتهت المكالمة سألني الشيخ زايد رحمة الله عليه عنها فأخبرته بتفاصيلها.. فاستاء رحمة الله عليه.. وأمرني بأن أبادر بتسديد ديون الرجل والإفراج عنه فورا.. أتدري لما استاء رحمة الله عليه.. لأن السيدة قالت: لا نريد البقاء في الإمارات.. نريد العودة إلى بلادنا.. فقط.. أفرجوا عن زوجي.. وبعد نصف ساعة كنت على باب بيتها أبلغها بأوامره رحمة الله عليه بالإفراج عن زوجها.. وأعطيتها مبلغا إضافيا من المال.. وأمرني أن ابلغها بأن الشيخ زايد يريد أن تبقى في البلاد ولا ترحل عنها.. وأن تبقى كأنها في وطنها.
مشكلتها بدأت عندما صافحته
ومن المواقف الإنسانية التي رأها سعيد بعينيه قال: كان رحمه الله يتجول يوما بسيارته يتفقد كورنيش أبوظبي.. ولمح سيدة عربية تعرفت عليه فأخذت تحييه من بعيد.. وعندما اقترب منها سمعها تقول: إنها تتمنى أن تصافح الشيخ زايد.. فأمر السائق بالتوقف.. ونادها.. فهرولت للسلام عليه.. وبطبيعة الحال كان الموقف أكبر من تصورها واستيعابها.. فانعقد لسانها.. صافحته رحمة الله عليه وظلت ممسكة بيده دون أن تنطق بكلمة.. وبإنسانيته وعطفه أدرك ما كانت فيه.. فأخذ يخفف عنها ويبتسم لها ويسألها عن أحوالها وأسرتها.. لكنها ظلت شاخصة دون كلمة.. فسألها عن حاجتها.. قالت من بين دموعها: إن لها ستة عشر عاما في الإمارات.. ولا تريد إلا سلامته.. سألها إن كانت في حاجة للمال فقالت: نحن أسرة مي الحال وزوجي يعمل في إحدى شركات البترول.. وكنت أحلم بمصافحتك لأنك الزعيم العربي الوحيد الذي يمكن أن يقترب منه الناس ويصافحوه.. ولم أحلم بذلك في بلادي.. أنت الرئيس الذي أحبه المواطنون والمقيمون ولو سرت بدون أي حراسة لا تخاف على نفسك فقد أحبك الجميع.. استمر رحمة الله عليه يخفف عنها بابتسامته الحنون وعاد ليسألها: هل لك حاجة.. هل عندك مشكلة لنحلها لك.. قالت مندفعة: الآن بدأت مشكلتي.. فابتسم رحمة الله عليه قائلا قبل أن يتعرف على مشكلتها: سنحلها لك بإذن الله.. ما هي مشكلتك.. قالت: لن يصدق أهلي وأقاربي وصديقاتي أنني صافحت الشيخ زايد يدا بيد.. فضحك رحمة الله عليه وقال لها: نحن سنجعلهم يصدقون.. وأمرني بأخذ رقم هاتفها.. وفي المساء كنت أدق باب بيتها.. ومعي مبلغ من المال.. ومجموعة هدايا قيمة.. وساعة يد حريمي عليها صورته رحمة الله عليه.. وأبلغتها رسالة منه: الآن سيصدقون أنك صافحتي زايد.
طالبة قفزت من نافذة الباص لتصافحه
ويروي سعيد بن دري أحد مرافقي الشيخ زايد بن سلطان – طيب الله ثراه- حكايات أخرى عن إنسانية الشيخ زايد قائلا: كنا في طريقنا من أبوظبي إلى منطقة الوثبة.. ومرت سيارته رحمة الله عليه بجوار باصي مدرستين من مدارس البنات الإعدادية كانا في طريقهما من المدارس إلى بيوت الطالبات في بني ياس.. وعندما لمحت الطالبات سيارته رحمة الله عليه أخذن يلوحن بأيديهن لتحيته.. توقف بسيارته لرد التحية.. وخوفا من الزحام أغلق سائقا الباصين أبوابهما .. وفوجئت بإحدى الطالبات عمرها حوالي 12 عاما تقفز من نافذة الباص وتتجه صوبه رحمه الله.. فمنعها الحرس.. وكنت معه في السيارة فأخبرته بالسالفة فقال: دعوها.. وسألها بحنان الأب: لماذا قفزتي من نافذة الباص.. فقالت بانبهار: "أشوف بابا زايد بالعين ولا أسلم عليه باليد.. مستحيل.. أنا لم أكن أحلم بذلك في منامي ولن أضيع الفرصة في يقظتي".. سلم عليها بحنان.. وشرح لها خطورة ما فعلته.. وطلب منها ألا تخاطر بنفسها مرة أخرى.. ثم أعطاني حقيبة بها مبلغ كبير من المال وطلب مني توزيعه على من هن في الباصين ومن كن فيهما أيضا.. وقمت بتوزيعه فعلا على من كن في الباصين من الطالبات ومدرساتهن.. وبذلت مجهودا كبيرا في التعرف على منازل الطالبات اللاتي كن في الباص ونزلن إلى بيوتهن قبل مقابلته رحمة الله عليه.. وأعطيتهن نصيبهن تنفيذا لتعليماته.
ويذكر سعيد أيضا أن إنسانية الشيخ زايد كانت تتجلى عندما نجتمع على مائدة الطعام.. كان حريصا على أن يجلس معنا ومن تواضعه رحمة الله عليه كان يتناول بيده الكريمة ويقدم لنا.. يعطينا من اللحم.. من العسل.. يقول لنا: خذ من هذه فطعمها جيد.. وهذه مفيدة للقلب ومريحة للمعدة.. وكنا نتعجب: فنحن كنا حوله لنخدمه وليس ليقدم لنا هو الطعام.. لكنه كان إنسانا بمعنى الكلمة رحمة الله عليه.
رحمك الله يازايـــــــــد الخير وأسكنك فسيح جناته …
__________________
يالغلى
تسلمين
على
المجهود
الرائع
تحياتي
((ksf))
………
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ببحث علمي
ورقة عمل تربية وطنية – صف سابع
السؤال الأول : ما هو مفهوم المسؤولية ؟
الإجابة :…………………………………………. ………………………………………….. ………………………………………….. ……………………………………..
السؤال الثاني : أكتب أمثلة على المسؤوليات التي تشعر بها تجاه ما يأتي :
نفسك : ………………………………………….. ………………………
أسرتك : ………………………………………….. ………………………
مجتمعك : ………………………………………….. ……………………..
السؤال الثالث : أكتب بعض المسؤوليات التي تستمتع بالقيام بها في المنزل ؟
السؤال الرابع : ما هي الطرق التي تجعلك تشعر بالسؤولية ؟
بالتوفيق والنجاح
راعي الكروزر طالبنكم
اخووووكم(راعي الكروزر)
صحتي وسلامتي.rar (258.3 كيلوبايت, المشاهدات 21) |
صحتي وسلامتي.rar (258.3 كيلوبايت, المشاهدات 21) |
تحاتي لك
صحتي وسلامتي.rar (258.3 كيلوبايت, المشاهدات 21) |
صحتي وسلامتي.rar (258.3 كيلوبايت, المشاهدات 21) |
بحث
لوسمحتو بغيت بحث عن المعادن السيليكاتيه,
مشكوووووووورييييييين ……….
تسمى المعادن السيليكاتية ( المحتوية على السيلكون عنصر Si ) بالمعادن المُكَونِة للصخور لأنها تشكل الجزء الأكبر من أنواع الصخور المختلفة.
تعتمد هذه المعادن في بنائها على وحدة البناء المسماة وحدة رباعي وجوه السيليكا التي تشاهدها .
تبعاً لحجم ذرة الأوكسجين الأكبر من ذرة السيليكون ، ترتبط ذرة سيليكون واحدة مع أربع ذرات أوكسجين . وبحيث تحيط ذرات الأوكسجين بذرة السيليكون وتأخذ شكل جسم رباعي منتظم الأوجه .
ولأن شحنة أيون الأوكسجين ثنائية سالبة وشحنة أيون السيليكون موجبة ،
تكون شحنة وحدة رباعي وجوه السيليكا = O4-2 + Si+4
= 1×4 + 4 × ( -2 ) = -4
وبارتباط وحدات السيليكا مع بعضها البعض مباشرة أو بوساطة عناصر أخرى كالحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم تتكون المعادن السيليكاتية المختلفة , وهي كما يلي :
1- المعادن السيليكاتية المنفردة ( المنعزلة ) . 2- المعادن السيليكاتية السلسلية .
3- المعادن السيليكاتية الصفيحية . 4- المعادن السليكاتية الشبكية .
مشروووووع العلووووووووووم
اتمنى الردووووووود لكم جميعاااااااااااااااااا
وعقب أعطيـ حقـ الأبلهـ والأبله
بتحطـ فيـ قلاسـ شوي ماي وتحطـ عليهـ زيتـ
والقلاسـ الثانيـ ماي عقب بودرهـ
وتراوين البنات كي ينتشر بروحه
السمووووووووووووووووووحه
طولت واااااااااايد عليكم
بااااااااااااااااااااي
وانا متاكدة ان كل الامارات هذا القرار في
تحياتي
اريد صفحة 41،42
طلب كتاب التمارين () لو سمحتووو
اخواني / اخواتي اللي عنده كتاب التمارين مادة العلوم يعطيني …. الله يخليكم
&&
س1-ج
س2-أ
س3-أ
س4-د
س5-ج
س6-أ
س7-د
س8-أ
مع تمنياتي لكم بتوفيق
1- ب
2- اللون و الكثافة
3- كصهارة
4- ارتفاع درجة حرارة الصخر – انخفاض الضغط – تغير تركيبة الصخر
سؤال خمس كلش طويل ما اجدر اكتبه
6- كثافة
7- الفلسي
اتمنالكم الاستفادة و التوفيق
وربي يعطيكم العافية
راجع الورقة وما تذاكر
^ ماذا يغلف الخلية؟؟
< غشاء الخلية
^ما وظيفة الحمض النووي ؟؟
< يتحكم في تركيب الخلية ووظيفتها.
^ماذا تنقل الكائنات الحية الى افرادها؟؟
< نسخا من حمض الdna الخاص بها.
^كيف ينمو الكائن الحي أحادي الخلية؟؟
< تكبر الخلية وتنقسم فتنتج كائنات حية جديدة.
^كيف تنمو الكائنات الحية عديدة الخلايا؟؟
< يزداد عدد الخلايا ويكبر الكائن الحي.
^ما الحاجات الاربع لكل كائن حي؟؟
< الماء الهواء الغذاء مكان للعيش.
^كم يستطيع الانسان العيش بلا ماء؟؟
< ثلاثة أيام.
السلام عليكم
ليش ما تخلون دروس الفصل الاول الها خانه معينه او لون يميزه عن الفصل الثانى لانه الصراحه نتخربط وايد ونضيع وقتنا ع الفاضى وارجوا يكون ع جميع المواد والسموحه منكم.