التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="4|80|” >رحلتي مع الإرشاد (30)
أحببت أن أفتتح رحلتي هذه برد كان من أميز الردود على مقال كنت كتبته عن أهمية تعاون الأهل مع المرشد الطلابي والحقيقة أن كاتبة هذا الرد تلامس الجرح الذي ينزف من جسم الإرشاد ، هذا الرد للأخت الفاضلة /تهاني المقرن من مدونة اجتماعي وهذا هو الرد:

بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت موضوعك وأعجبني جدا

لكن من خلال ملاحظتي أن كثيرا من الأهل لا يعلمون من هو المرشد الطلابي في المدرسة وماهو دوره
المعلمة تعلم الطالبة الدروس وان حصلت أي مشكله توجهوا لمديرة المدرسة وإذا كانت المشكلة كبيرة نوعا ما توجهوا إلى مندوبية التعليم التابعة لمنطقتهم

والأغرب من هذا أن الطالب نفسه لا يعرف من هو المرشد الطلابي في مدرسته أو ماهو دوره يعتقد أن دوره يكمن في حصر أعداد الطلاب الغائبين عن اليوم الدراسي أو المتأخرين فقط

وهنا اسأل نفسي دائما من المقصر في فهم طبيعة عمل المرشد الطلابي في المدرسة?
تجد في بعض المدارس حتى المعلمات لا يتفهمون ماهو دور الأخصائي الاجتماعي ويحسدون المرشد لأنه لا يوجد لدية حصص دراسية وتحضير دروس وما شابه على الرغم من أ ن لكل منهما عمله

من المفترض أن يعرف المرشد الطلابي بنفسه لطلاب المدرسة ولطبيعة دوره أيضا ويوضح لهم أ نه موجود هنا لمساعدتهم كي تتم العملية التعليمية على أكمل وجه

وأيضا يجب على المرشد الطلابي التعريف بنفسه في مجالس الآباء
وتوزيع نشرات لهم ولأبنائهم توضح طبيعة دوره
أتمنى أن تتغير نظره الآخرين للمرشد الطلابي في المدرسة وهذا لا يكون إلا إذا اقتنعنا نحن الأخصائيين الاجتماعيين بأهمية دورنا وفعلنا دورنا
بالفعل سنجد هناك من يحترمنا ويسمعنا ويطلبنا عونا له بعد الله في حل مشاكله
هذا مافي جعبتني أعجبني جدا موضوعك كل الشكر والتقديرلك أستاذي القدير(انتهى الرد )
المشكلة أن بعض الذين ينتقدون الإرشاد والمرشدين جهلة هم يجهلون ماهو الإرشاد ؟ / وهم أحيانا ينتقدون لا يريدون الإصلاح وإنما ينتقدون شخصية المرشد ، صحيح أن المرشدين ليسوا ملائكة فمنهم الصالح والطالح ومنهم المتقن لعمله ومنهم من هو بخلاف ذلك ، لكن يجب وهذا من وجهة نظري أن يكون الناقد أعلم من المنقود فيما ينتقده فيه ، لأنك إذا انتقدت إنسانا في عمله فيجب أن تكون أفضل منه في فنه حتى تفيده ويغير من أسلوبه إلى الأفضل أما أن تنتقد وأنت لاتفهم فهذه مصيبة ، وهكذا بعض الناس ينتقدون أي شيء جديد دون أن يلموا بمادته 0
كنا نردد دائما تلبية حاجات الطلاب ، وأننا إذالم نشبع حاجات الطلاب تحدث المشاكل ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل مدارسنا تلبي حاجات الطلاب وتتمشى مع رغباتهم وميولهم أم أننا نفرض عليهم دراسة وحفظ المواد العلمية رغما عنهم سواء قبلوها أم لم يقبلوها ، إذا كانت بعض المواد لاتثير نشاط الطالب وتكرهه في المدرسة فلماذا نبقي عليها؟؟ ، وعندما يرسب الطالب نؤنبه ونصفه بالغباء ، وكأنه قد ارتكب جريمة ، وهذا مع الأسف الشديد علاج البعض لمشكلة رسوب الطلاب ، أي نفس لطالب يعود ويدرس مادة دراسية سبق له أن نجح فيها ، لذا فإن بعض الطلاب لما يرسب للمرة الأولى ويعود ويدرس موادا قد نجح فيها فإنه يعود ويرسب فيها للمرة الثانية وأنا لاحظت ذلك عند دراستي لبعض الطلاب الراسبين ( المعيدون ) أقصد من ذلك كله أن لدينا خللا في نظامنا التعليمي ولم تأت الساعة بعد لاصلاحه ، مع أن إصلاحه قريب جدا ويكمن في نظام التعليم الثانوي المطور ، ومدارس الفهد ، لكن لاأحد من المسئولين تنبه لهذه النقطة ، وزارة التربية والتعليم لاتزال تعيش في برج عاجي بعيدة كل البعد عما يحدث في الميدان التربوي 0
الطلاب الذين يتخرجون من الثانوية العامة ولاتقبلهم الجامعات أين يذهبون ؟
هذا السؤال القاتل الذي لايوجد له جواب حتى الآن ، البعض يقول يبحث عن وظيفة ، وأين الوظيفة ؟ الشركات لاتقبل إلا من لديه خبرة ومهارة ، والثانوية العامة لم تؤهل الطالب لشغل مثل هذه الوظائف التي تتطلبها الشركات ، إذ أن كثيرا من الطلاب أصبح عالة على والدية وعلى المجتمع ، وكأن تعليمنا من غير قصد طبعا فتح للطالب الباب على مصراعيه للفساد والجنوح ، ومن هنا يخسر الوطن أغلى مايملك شباب الغد وزهور المستقبل 000 والله الهادي إلى سواء السبيل 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >

رحلتي مع الإرشاد(46)
أتذكر أنني لما حصلت على الدبلوم العام في التربية وعلم النفس ،أحسست أني استفدت من هذا الدبلوم فائدة عظيمة ، فعزمت على تغيير طريقتي في التدريس ، لأنني حصلت على معلومات وطرق جديدة في التدريس ما كنت أعرف عنها شيئا من قبل ، ولكنني عندما عدت للتدريس في مدرسة الجزيرة الثانوية بالرياض عام 1397هـ ، حاولت أن أطبق ما تعلمته في الدبلوم ولكني وجدت صعوبة كبيرة ، فالمنهج الدراسي لايسمح لي بأن أتصرف كما أشاء فأنا مجبر على إنهاء المقرر في آخر السنة ، وكأنت المعلومات التي حصلت عليها والأساليب الجميلة في التدريس ألتي تدربت عليها حدها عتبة الجامعة ، وأنا متأكد أن غيري مر بنفس التجربة التي مررت بها ، وقس على ذلك المرشد فهو لن يستطيع تطبيق المبادئ الإرشادية التي تعلمها في الجامعة في المدرسة لعدم توفر البيئة الإرشادية التي تساعده على ذلك 0
أحب أن أضمن هذه الرحلة ماكتبه أحد الإخوة ردا على موضوع كنت قد كتبته عن سن القبول بالمرحلة الابتدائية ، ويبدو أن الكاتب زميل لنا في مهنة التدريس ويعيش المأساة التي يعاني منها من رماه حظه العاثر في مهنة التدريس 0

أشكرك أستاذ إبراهيم على هذا الموضوع الرائع هذه المشكلة التي يعاني منها أكثر أولياء الأمور ولم تجد لها أذن صاغية ولكن أرجع السبب إلى إدارات المدارس الابتدائية لأنها هي التي تواجه مثل هذه الأمور فيجب أن تدرسها وتطالب بالمقاييس أو المعايير التي يجب أن يقاس بها عمر الطفل العقلي وتبني عليه ودور المرشد الطلابي وكذلك المدرسين 0 وغالبا ما يختار للمدرسة الابتدائية اقل المدرسين مستوى أو الضعيف منهم أو الجديد قليل الخبرة ومن فشل في أي مدرسة عاقبوه بالتدريس في الابتدائي فلو كان العكس لرأيت مواهب وأجيالا ونوابغ لم تتوقعها .
المدرسة الابتدائية هي الأساس ويجب أن يخرج منها الطفل وهو متمكن وملم بجميع الأساسيات ومن كان أساسه قويا استمر قويا فلو اختير للمدارس الابتدائية أفضل المدرسين الموجودين أصحاب الخبرة والشهادات العالية ويفضل من لهم أطفال ويعرف قيمة الطفل والتعامل معه لقضي على كثير من المشاكل فبتعاونهم مع إدارة المدرسة والإرشاد الطلابي يتم القضاء على مثل هذه المشاكل والظواهر الاجتماعية الأخرى باكتشافهم لها من البداية والكتابة عنها وتبنيها من الأساس والبحث عن الحلول لها إلى أن يتم القضاء عليها أسف للاطاله شكرا لك أستاذي العزيز0
هذا رد على مقال كتبته عن الفرق بين المرشد الطلابي والمعلم ، وهو رد مؤسف حقا إذا كان هدف من يتحول من التدريس إلى الإرشاد هو الراحة من عناء التدريس وكأن الإرشاد محطة استراحة ، وهذا نص الرد من إحدى الأخوات 0

يعطيك العافية أخي إبراهيم

ولكن يبقى المرشد في مدارسنا مجرد معلم يحاول الهرب من ضغط الحصص والجدول المدرسي ليبحث عن الراحة في تجربة الإرشاد فنجد الكثير منهم يفشل في هذه التجربة
وهذا مانلاحظه في مدارسنا 0
قد يقول قائل : إنك بعدت عن الواقع العملي للإرشاد لأن بينك وبن تقاعدك سنتان ، فأنت انفصلت عن الواقع فأقول ردا على ذلك كلا أنا لم انفصل عن الواقع العملي فلا زلت على صلة بالواقع الإرشادي فأنا أزور زملائي بالإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم وكذلك زملائي في الإدارة العامة للتعليم بالرياض ودائما نتباحث في أمور الإرشاد 0

من أغرب الحوادث التي مرت علي لما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بمنطقة الرياض التعليمية أنه جاءني رجل من البادية معه ابنه في الثانية عشرة من عمره وطلب مني إدخاله المدرسة ، طبعا في هذه السن لايمكن إدخاله المدرسة الابتدائية مع أطفال في السادسة ، لاحظت على هذا الطفل أنه غير سوي من نظراته وشكله ، تحدثت معه لكنه لم يتكلم قلت لوالده ابنك كبير جدا على المدرسة ، لكن لماذا لايتحدث ونظراته غريبه ويضحك على نفسه؟ ، فقال لي والده إنه كان في يوم مايرعى الإبل وتركها تهيت أي غفل عنها فجئت إليه فلم أجدها ، فغضبت منه غضبا شديدا أفقدني صوابي وكان حولي برميل مملؤ بالماء فنكسته على رأسه فيه وتركته ، ولما رجعت إليه فإذا به مغمى عليه ,فأخرجت الماء من بطنه وتداركته قبل أن يموت ، بعدها تغير وصار مثل الخبل ، فقلت في نفسي -حسبي الله عليك- لقد قتلت ابنك من حيث لاتعلم ، ثم قال لي هذا الرجل إذا أنتم ماتقبلونه في المدرسة سأذهب به ليكمل مشواره مع الإبل ، قلت له هو لايصلح للدراسة ، هو الان لايصلح إلا في معهد التربية الفكرية وسيقبلونه لمدة سنتين ويخرجونه من المعهد لمعهد آخر معهد التأهيل المهني ، فأخذ ابنه و ذهب من عندي ,جلست أفكر وأنا أقول الجهل فعلا مدمر الشعوب ، إلى متى سنرقى إلى مصاف الأمم المتحضرة ؟؟0
إليكم هذا الرد من إحدى الأخوات على إحدى رحلاتي مع الإرشاد ويتضح من خلال حديثها واقع ما يحصل في بعض المدارس من ظلم لبعض الطلاب وضعف متابعة بعض مديري المدارس للمعلمين في فصولهم مما يضاعف العقبات التي تحول دون الإرشاد وتحقيق أهدافه في المدرسة 0

أستاذي الفاضل إبراهيم الدريعي السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
وقفات رائعة ومفيدة شكر الله لكم .
و قد عانيت شخصيا من مدرسي أولادي ما طرحتم أعلاه :
هناك أساتذة يتفوهون بكلمات بذيئة ينادون الطالب بأسماء الحيوانات و….. لا لشيء بل لأنهم كما قلتم مرضى أو تلقوا تربية سيئة و ما ذنب الطلبة .
أعطيكم مثالا وأشرك فيه مسألة النقص في المعلم و تفوق الطالب :

لما كان ابني في خامس ابتدائي حين يسلمهم أستاذ الرياضيات الواجب ,ابني كان يحله بسرعة فيبادر الأستاذ بمعاقبته و اتهامه بأنه حله بالبيت و يضربه و يطلب منه إعادة حله ….. لكنه لا ينتبه للأسف أنه يعيده بسرعة لعله يعقل و يقول ظلمتُ هذا الطالب …..
لمّا تكرر الأمر بعثت له برسالة أوضح له عبرها أن ابني يراجع الدرس بالبيت قبل أن يشرحه الأستاذ و بالتالي أمر طبيعي أن يحل الواجب بسرعة و حبذا لو يراقبه مرة أخرى قبل أن يتهمه بالكذب و….( لأن ابني بدأ يكره الأستاذ , و يقول أوف اليوم عندنا حصة الرياضيات رغم تميزه و سوف أعاقبُ ظلما كالعادة ) الأستاذ رد علي ردا لا يليق فأجبرني على بعث شكوى رسمية للمدير بعدها طبعا توقف الظلم و الضرب و….لكنه لم يعد يكلم الولد !!!و أصبح في الاستراحة يلعنني كلما قابل ابني ؛ فقلت لابني لا تجبه و دعه يقول ما طاب له فله خلقه و لنا مبادئنا وأنت عليك احترامه لأنه أستاذك واكبر منك سنا , أما عن خلقه فإذانطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت (و اللعنة لن تصل إلي لأنني قبل أن أشتكيه وجهت له خطابا لبقا وهو من بدأ بالشتم ….وظل كذلك حتى غادر ابني المدرسة الابتدائية .

و صراحة لا بد من مفتش يأتي من وزارة التعليم بغتة فيطرق باب الفصل و يدخل ليسمع عند الباب الشتم و اللعن و يفتح كراسات الطلبة و يسألهم بنفسه و يحضر للأستاذ وهو يلقي الدرس(فمنهم من لا يتقن مادته للأسف) و هذا أمر رائع يمارسُ في بلدان أخرى مما يضيق على الأستاذ الكسول أو سيئ الخلق فإما يقوم نفسه و يعالجها أو لا مكان له بين رجال التعليم , فرجال التعليم يدعمون الجيل و خاصة الطالب المميز و لا يحطمونه بالظلم .

أستاذي الفاضل هذا المفتش يعطي نقط و عبرها تكون الترقية و الزيادة في الراتب او الخصم و يدخل في ذلك الغياب المتكرر دون سبب أو التأخير عن الدوام خاصة الحصة الأولى كما يفعل البعض للأسف … و هنا تذكرت شيئا آخر يحكي لي ابني أنه في المدرسة المتوسطة الإدارة تقول لهم إن تأخر الأستاذ أخبرونا بينما هناك أستاذ يهددهم قائلا : سواء تأخرت أو تغيبت اجلسوا الفصل و اسكتوا و يا ويل من يخبر الإدارة!!!!
هنا أتساءل ؟ لم الإدارة تستعين بالطلبة ؟لم لا تفتش بنفسها عن الأستاذ الذي لم يوقع في الصباح و تعفي الطلبة من تهديد الأستاذ و بطشه ؟
الله المستعان .
فعلا قطاع التعليم مهم جد ا في المجتمع و لهذا لابد من إعادة النظر في حقوق الطالب و الأستاذ وواجباتهما وواجب الإدارة و لابد من مراقب محايد يراقب كل أولائك و لابد أن يأتي بين الفينة والأخرى دون موعد مسبق ومن طرف الوزارة .
هذا والله أعز وأحكم وصلى الله وسلم على من جاء متمما لمكارم الأخلاق وعلى آله وصحبه و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين0
الحقيقة أنا لاأريد أن أسيء للمعلمين ولكن هناك تصرفات تقع من بعضهم –هداهم الله – وأنا في الواقع كنت معلما ووقعت في أخطاء كثيرة أثناء التدريس ولكني أقول دائما –) رحم الله من أهدى إلي عيوبي ) مقولة أبي بكر – رضي الله عنه –

فليس منا من لم يرتكب خطأ في حياته ، ولكن العيب الاستمرار في الخطأ فنحن نتعلم من أخطائنا الشيء الكثير ، والله الموفق إلى سواء السبيل 0

شكرا ويعطيك العافية
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء الثاني )
سبق أن قلت في الحلقة الأولى من هذه الرحلة أنني أشعر بهم كبير صبيحة مغادرتي المنزل للمدرسة التي من المقرر لي أن أزورها ، لا لأني خائف من المواجهة- فالحمد لله- لدي من الخبرة ما يكفيني لمواجهة مثل هذه المواقف ، وليس نقصا قيما عندي من معلومات إذ كيف أواجه المرشد المزار؟ وماذا سأقدم له؟ ، ولكن شعوري الغريب نابع من إدراكي أن العمل الإرشادي لايسير على مايرام ، فما ذا سوف أقول للمرشد ؟ لدي استمارة يستخدمها غير ي من الزملاء المشرفين لإحصاء النقص الموجود عند المرشد في سجلاته ، وهذا ما اكرهه فعلا فلست جابيا ولا مفتشا عن الأخطاء ، أنا يهمني في الدرجة الأولى العمل الميداني ، ما أثر المرشد الطلابي في التلاميذ ؟ هل تصل خدمات الإرشاد لكل طالب؟، أما أني أحصي كم سجلا يحوي مكتب المرشد ؟وكم لوحة علقها على الجدار؟ فهذا ليس بهمي وليس من الإرشاد في شيء ، وما دمنا نرى هذا الكم الهائل من السجلات فلنقل على الإرشاد السلام ،المشكلة أني كنت مسئولا عن جانب من جوانب العملية الإرشادية في يوم ما ومع ذلك لم أغير من الأمر شيئا لوجود من يقدس هذه السجلات ويحافظ عليها كأنها هي الإرشاد كله ،وقد أسعدني اعتماد الإدارة لعامة للتوجيه والإرشاد بوزارة التربية والتعليم برنامج حاسوبي لأعمال المرشد الكتابية لهذا العام 1443ه ولعل ذلك مما يخفف على المرشد بعض الأعباء الكتابية التي أشغلته عن عمله الميداني ،هذا ما يضايقني عند زيارة المرشد في المدرسة ماذا سوف أقدمه له من معلومات ؟ماذا سوف أطبق معه من أفكار إرشادية تنمي قدراته وترفع من كفايته العلمية والتدريبية؟ ، لقد كان هاجسي الوحيد أن يرتقي الإرشاد أنا لاأسب الظلام لكن يجب علي أن أشعل شمعة تبدد الظلام ، إنني أصارع اليأس القاتل الذي بدأ يجري في عروقي ، ولكني والحمد لله تغلبت عليه بالعزيمة وحب الإرشاد ، لقد طردته بعصا غليظة بلا عودة ،وحدثت نفسي بأني لابد أرضى بالأمر الواقع وأتعامل معه بحماس مهما كانت الظروف والمعوقات الكثيرة التي وقفت أمام تقدم الإرشاد ،فهذا فدري الذي وضعت فيه ولابد أن أرضى به، ولكن عجبي يزيد عندما هذا الكم الهائل من المعلمين الذين صاروا يتهافتون على الإرشاد ، هل تهافتهم حبا للإرشاد والإخلاص له والإقدام على ما يواجههم من مصاعب أم أنه محطة استراحة من عناء التدريس ؟ أقول في نفسي الإرشاد جديد في مجتمعي وكل جديد مرفوض ، وإذا كان مرفوضا اليوم فسوف يكون مقبولا في الغد ، كم فكرة كانت مرفوضة في القديم ولكنها الآن تسير بشكل طبيعي ولا أحد يعترض عليها ، قالوا عن الإرشاد إنه جاء من الغرب فلا حاجة لنا به وهل كل ما جاء من الغرب نرفضه ، الناس أمام الجديد ثلاثة أقسام ، القسم الأول يرفضه إطلاقا القسم الثاني : يقبله على علاته أما القسم الثالث : فيختار ما يصلح له منه ومالا يتعارض مع عقيدته وعاداته وتقاليده وأنا شخصيا أؤيد القسم الثالث 0
أنا لاأعلم السبب في أن بعض الناس ينظرون إلى الأشخاص ، ولا ينظرون إلى السلوك ، قد يكون لكلامي هذا بعض الغموض ولكني سأوضح ذلك بعض الناس ينظرون إلى التوجيه والإرشاد في الأشخاص الذين يتعاملون معه ، وكأنهم يشترطون مواصفات معينة في الشخص بغض النظر عن علمه وثقافته ، المهم أن يظهر أمامهم بشخصية معينة ، لعل هذه النظرة السطحية للتوجيه والإرشاد هي الصعوبة الكبرى التي دفعت بالإرشاد إلى الحضيض ، كان بعض الناس ينظر للمرشد بأنه لايعمل ، وليس له تأثير على الطالب ، وما دام تخصصه علم نفس فهذا التخصص لاينا سب الإرشاد ، يقول احد المسئولين أنا لايهمني ما يحمله المرشد من تدريب وفهم للإرشاد أنا يهمني أن يكون المرشد ملتزما ، طبعا أنا أخالفه الرأي في الأولى ولا أختلف معه في الثانية وما الذي يمنع أن يكون المرشد ملتزما بتعاليم الدين ولدية خلفية جيدة في الإرشاد، لذا دلف إلى ميدان الإرشاد تخصصات مختلفة البعض لايفقه شيئا في الإرشاد ، بل انضم إلى المرشدين في زعمه طلبا للراحة من التدريس ، وما علم هذا أن الإرشاد يحتاج من الجهد ما يفوق الجهد الذي يبذله المعلم أحيانا ، صار ينطبق على الإرشاد المثل القائل ( أراد أن يعربه فأعجمة )( وبغى طبه فأعماه)، إن إدخال تخصصات مختلفة لاعلاقة لها بالإرشاد أخرت الإرشاد سنوات طويلة، فلم يعد في المدارس إرشاد ، إنما تعبئة فراغ فقط 0
كان المفروض من المسئولين لعلاج الخلل في الإرشاد ، دراسة وضع الإرشاد ومعرفة ما يحتاجه المرشد القائم ، فإذا كان الطالب له حاجاته التي يجب أن تشبع فكذلك المرشد له حاجاته التي يجب أن تلبى بالتدريب ، المشرفون بحاجة ماسة للتدريب على فنيات الإرشاد ،فمنذ عرفت الإرشاد إلى اليوم لم أسمع عن إقامة دورة خاصة بمشرفي الإرشاد لتجديد معلوماتهم ، واطلاعهم على كل جديد في عالم الإرشاد، فالتدريب- مع الأسف الشديد- لاتوليه الوزارة كبير اهتمامها، الآن مضى من عمر الإرشاد 27 عاما وهو يمارس في المدارس على علاته ولم يتم تقويم برامج الإرشاد حتى الآن لمعرفة الغث واستبعاده ومعرفة السمين للإبقاء عليه ومما يثلج الصدر أنني أرى نشاطا ملموسا هذه الأيام لتطوير أعمال المرشد الطلابي بالمدرسة ، أقصد بذلك تقويم البرامج الإرشادية المطبقة في الميدان منذ زمن بعيد وإبقاء الصالح منها وإلغاء مالا فائدة منه للطالب ، يجب أن يكون هناك بحث ميداني لمعرفة حاجات الطلاب الإرشادية وكيفية إشباعها في ظل التطورات الحديثة في عالم الإرشاد : هذا إذا أردنا النهوض بالعملية الإرشادية ، أما أن يبقى الإرشاد على ماهو عليه فهذا خسارة كبيرة على مستوى الفرد والوطن 0

كنت أنا وزملائي نركب سفينة تمخر بنا عباب البحر وتتقاذفنا الأمواج من كل صوب وحدب ، فمتى ياترى سترسو هذه السفينة على شاطئ الأمان – الله أعلم – كنت أفكر يوما وأقول ، لماذا يكرهون الإرشاد ؟ الإرشاد له أهداف نبيلة ، لو طبق الإرشاد وفقا لهذه الأهداف لرأينا العلماء والعباقرة يحتلون أماكن عالية في الوطن ، لو طبق الإرشاد لعاش الناس في سعادة وأمان ، لوطبق الإرشاد لرأينا كل شخص في مكانه المناسب ، ولقضي على أمراض نفسية عديدة من بينها الاكتئاب ، الذي ينتج عن سوء التوافق بين الإنسان ونفسه وبينه وبين مجتمعه ، لو طبق الإرشاد لكانت مملكتنا الغالية ، تزاحم أمم الأرض في العلم والتكنولوجيا ، ولأصبحنا نضاهي دول العالم المتحضرة ، ولكن الإرشاد مع الأسف مايزال ضعيفا 0
قبل ما أبحر في سفينة الإرشاد عام 1407 ه قابلت أحد المسئولين، في الإدارة العامة للنشاط المدرسي، وقال لي يا أستاذ إبراهيم أنت جئت من أمريكا، فماذا ستعمل الآن ؟ قلت له أعمل مرشدا في إحدى المدارس ، قال لي ولكن الإرشاد يحتاج إلى إدارة ، فقلت له : أنا أمقت الإدارة وخلفيتي في الإدارة سيئة ، روتين ومحسوبيات وبيروقراطية وهم وغم وأنا لاأريد أن أضع نفسي في هذا المأزق ، أريد أن أطبق ما تعلمته في أمريكا في المدرسة ، لأن الإدارة سوف تشل حركتي وتقيد تفكيري ، فوجهت إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض ، ولكن سعادة مديرعام التعليم بمنطقة الرياض طلب مني أن أكون مشرفا للتوجيه والإرشاد ، فقلت له كيف أكون مشرفا وأنا لم أزاول مهنة المرشد من قبل دعني أعمل في مدرسة ما لمدة سنتين وبعدها يكون خيرا ، فقال نحن بحاجة لمشرفي إرشاد ، فوافقت على مضض ، مع أني كنت أفضل أبقى مرشدا 0كان ذلك عام 1407ه ومن ساعتها بدأ الصراع وازدادت وطأته عندما عينت على غير إرادة مني رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بمنطقة الرياض التعليمية ومكثت رئيسا للإرشاد 8 سنوات ، حتى انتقلت إلى مقام وزارة التربية والتعليم المعارف (سابقا)0
كان المشرفون في القسم قلة على ما أذكر 5-6 أكثرهم يحمل شهادة الماجستير في التوجيه والإرشاد وكانوا يعملون بجد وإخلاص ، ولكن قسم الإرشاد وقتذاك أشبه ما يكون بمكتب قبول وتسجيل للطلاب ، الأخوة الزملاء منشغلون بقبول الطلاب ، والرد على المعاملات وبالطلاب المعيدين لمدة عامين، ومنحهم فرصة ثالثة ، والطلاب الكبار في السن ،ونسبة غير السعوديين في المدارس الحكومية، لكن الإرشاد الحقيقي بعيد كل البعد عن جوهر العمل بالقسم وهذا طبعا ينسحب على المدارس ، المشكلة أنني جلست أقارن بين الإرشاد في أمريكا والإرشاد في المملكة فوجدت بونا شاسعا بينهما ، هل تعلمون أخواني وأخواتي القارئات أنني وزميلي عملنا بعد عودتنا من أمريكا في قسم النقل المدرسي لمدة شهر كامل بين متعهدي نقل الطلاب والحافلات التي تقل طلاب المدارس ، وكتابة أسماء المغتربين والطلاب المتوفى عنهم آباؤهم قبل أن نبدأ بالعمل في قسم الإرشاد ، طبعا هذه معلومة جاءت على الهامش ، والله الموفق 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >رحلتي مع الإرشاد (16 )
كنت قد قدمت محاضرة تعريفية بوحدة الخدمات الإرشادي على المشرفين التربويين بمنطقة الرياض التعليمية ومن ضمن مداخلات هذه المحاضرة قال أحد المشرفين :لماذا لايقوم المرشد الطلابي بالزيارات المنزلية لبعض الحالات ؟ فقلت له الزيارات المنزلية لمنزل الطالب حساسة جدا لاسيما أننا نعيش في مجتمع محافظ له خصوصياته ،وكثير من الأسر السعودية لاترضى أن يتدخل أحد في خصوصياتها ، ومن هنا فقد اقترحنا تطبيق الإرشاد الأسري عن طريق إنشاء وحدات إرشادية خاصة بالبنات ، بحيث يكونه هناك تنسيق وترابط في العمل بين الوحدات االإرشاديةللبنين والوحدات الإرشادية للبنات ، إذأن كثيرا من المشكلات التي يواجهها الأطفال والمراهقين يكون مصدرها الأسرة وليس بمقدور المرشد الطلابي الجلوس مع أم الطالب أو أخته أو عمته أو خالته ليعرف منبع المشكلة والعلاقة بين المسترشد وأسرته فإذا كانت علاقة الطالب مثلا سيئة مع والدته فتحال الحالة الى وحدة الخدمات الإرشادية للبنات لتقوم الاختصاصية بمقابلة والدة الطالب ، وكذا البنت إذا كانت تواجه مشكلة مع والدها فتحال الحالة لوحدة البنين لمقابلة الأب وهكذا 0
قمت بزيارة المعهد الثانوي للصم لما كنت موجها للإرشاد في منطقة الرياض التعليمية ، وقابلت مدير المعهد ، وكان من المديرين المميزين وهو من زملاء الدراسة ، وعلى ما أذكر كانت كليتنا اختارته في إحدى السنوات ليكون الطالب المثالي في الكلية ، لقد تناقشت مع مدير المعهد كالعادة وقال لي: ياأستاذ إبراهيم إن طلبة معهدنا حاقدون على المجتمع لانفصالهم عنه واعتقادهم أننا أي الأسوياء هم الذين قيدوهم في هذا المكان وأعاقوا حريتهم ،قلت له ماذا ترى أنت قال : يمكن دمجهم في المرحلة الثانوية مع الطلاب الأسوياء وإعطائهم الامتيازات التي يحصل عليها الطالب العادي قلت له أنا أتفق معك في ذلك لكن الأمر ليس من السهولة التي تعتقدها لأنهم أي الطلاب الصم بحاجة إلى من يفهمهم ويلبي حاجاتهم وليس لدينا الطاقم الفني الذي يستطيع أن يحقق هذا الهدف أو المهمة بعض معلمينا لايفهمون نفسيات الطلاب الأسوياء فكيف بهم أن يفهموا الطلاب المعاقين مهما تحمس المسئولون في التربية الخاصة لأمر الدمج فلا أعتقد بنجاحة في ظل ظروف المدارس الحكومية اليوم ، ، وقال لي أيضا إنه يوجد لدينا مدارس للمتفوقين فقلت له أين هي ؟ ، فقال : مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، قلت له مدارس تحفيظ القرآن ليس الهدف من وجودها أن تكون مدارس للمتفوقين لذا فتأسيسها لحفظ القرآن وتجويده وهذه مهمة عظيمة تنفرد بها مملكتنا الغالية بحمد الله ، ولكن مدارس المتفوقين تختلف في مناهجها وبالاهتمام بقدرات الطالب الخاصة وهي عديدة أما مدارس تحفيظ القرآن فلا تهتم إلا بقدرة الحفظ والتذكر ، إنما القدرات الخاصة الأخرى فلاتهتم بها مثل القدرة على الإبداع والاختراع والموازنة والاستنباط والملاحظة والابتكار والاكتشاف وقدرات كثيرة مهملة حتى في التعليم العام ، ثم بعد ذلك ذهبت إلى مكتب المرشد وهو مرشد متميز ماشاء الله – الله يحفظه – إنه يقوم بدوره الإرشادي خير قيام وأكثر من ذلك لقد اخترته ليكون موجا للإرشاد ولكن مديره رفض ، وهو كذلك ، إن هذه المرشد لاتخلو غرفته من الطلاب الذين يتعامل معهم بشفافية عجيبة وهو يحسن لغة الإشارة بكل إتقان ، حتى انه يساعد أسر الطلاب الصم فيما يعترضهم من مشكلات لقد قص علي هذه القصة العجيبة بطلتها والدة أحد الطلاب ، يقول إن والدة الطالب(س) أرادت الخروج من المنزل لقضاء حاجة لها وأوصت الأم الولد على أخوته ، فقام بالمهمة خير قيام إذمنعهم من الخروج خارج المنزل ولكنهم صاروا يبكون ، ولما رجعت والدتهم إلى المنزل وجدت الأطفال يبكون ، فقامت الأم وضربت هذا الطالب فرد عليها وضربها ، بعد ذلك شكته على المرشد الذي قام بدوره وقابل الطالب وسأله لماذا ضرب والدته؟ فروى له القصة ، وقال له: بدلا أن تكافئني والدتي على محافظتي على أطفالها ضربتني فقمت فضربتها من القهر ، ثم اتصل المرشد بوالدة الطالب وأفهمها بالخطأ الذي سلكته مع الطالب ، فندمت على فعلتها وقالت إنني لم أفهم الحكاية 0
وفي زيارة لي لمعهد التربية الفكرية ، وعند مقابلتي للمرشد بالمعهد أبدى تذمره من مشرف سابق لي ، فسألته عن السبب لكي لاأقع فيما وقع فيه هذا المشرف فقال إن هذا المشرف يريد أن يطبق علينا ما يطبقه المرشد في التعليم العام ، فقلت له كيف ؟ قال يأستاذ إبراهيم ، معهدنا اسمه معهد التربية الفكرية فكيف نرعى الطلاب المتفوقين نحن لايوجد لدينا طلاب متفوقون ، قلت له فهمت ما تقصد ولكن يمكن أن نضع أنا وأنت خطة تناسب طلاب المعهد بغض النظر عن خطة التوجيه والإرشاد في التعليم العام ، فوافقني على ذلك ، كما أن الإرشاد في المعاهد الخاصة يختلف كثيرا عن الإرشاد في مدارس التعليم العام ، فالإرشاد في التعليم الخاص يتجه إلى الاهتمام بإرشاد أسر الطلاب المعاقين ويتمثل ذلك بالتركيز على مجالس الآباء والأمهات ، فالأمهات يجب أن يعرفن أنهن يساهمن في ولادة أطفال معاقين بسبب الجهل من كثير من الأمهات ,كما أن على المرشد أن يركز على أسباب الإعاقة ويجب أن تعرف الأم أنه إذا كان لديها ابن أو بنت معاقة يجب ألا يتكرر ذلك في غيره أو غيرها من الأطفال القادمين بإتباع سبل الوقاية من الإعاقة ، إذا الإرشاد في التربية الخاصة من وجهة نظري يعتمد على الوقاية خير من العلاج والله أعلم 0

مشكووووور جزاك الله خيرا
مشكووووووووووررررررررررررر
مشششششششششككككوووووووووررررررررر
مششششككككككككككككوووووررررررررررررررر
أخي الكريم / الغامر العنيد ——————– سلمه الله
أشكرك بالغ الشكر على تفضلك بالرد على مقالي ، الله يعطيك العافية ودمت في حفظ الله 0
شكرا على الموضوع
فيلسووفة زماني ——————-سلمها الله —تشرفت بحضورك ، لك مني أطيب المنى وأزكى تحية 0
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (31)
سوف أحدثكم في هذه الرحلة عما يحدث لأبنائكم وبناتكم في المدارس ، وأنتم لاتعلمون عنهم شيئا أيها الأباء وأيتها الأمهات ، أحيانا المديرة أو المعلمة أو المرشدة تعلم عن الطالبة دقائق الأمور بينما الأم غافلة لاتعي شيئا من معاناة ابنتها المراهقة ، المرشدة- أحيانا- تقف محرجه هل تشعر أم الطالبة أم لا ؟ المشكلة أن العلاقة بين الأم والمرشدة لاتتسم بالصراحة وحسن النية فلو صارحت المرشدة أم الطالبة بما لاحظته على ابنتها لن تصدق الأم ولربما تحدث مشكلة وخلافات واتهامات للمرشدة وللمدرسة بشكل عام لأن الرابطة بين المدرسة والأسرة ليست قوية ومن هنا يصعب الحديث عن حالات الطلاب والطالبات إلى ذويهم الأسرة تتهم المدرسة بالإهمال والمدرسة تتهم المنزل بالإهمال أيضا ومن هذه الزاوية يضيع الطالب والطالبة بينهما ، بعض الأمهات تشتكي وتقول إني أرغب زيارة المدرسة والحديث مع المعلمات حول وضع ابنتي التحصيلي والسلوكي ، ولكني في يوم ما زرت مدرسة ابنتي وعندما حاولت مناقشة المعلمة عن وضع ابنتي الدراسي غضبت المعلمة مني وقامت وأعطتني ظهرها احتقارا لي، بعدها حرمت الذهاب للمدرسة بسبب هذه المعلمة ، والنتيجة أن المعلمة وقفت ضد هذه الطالبة وصارت تخفض درجاتها وتعاملها بجفاء ، إلى أن اضطرت هذه الأم إلى نقل ابنتها من المدرسة 0، مثل هذه الحادثة تحدث في مدارسنا كثير –مع الأسف- فمتى تتغير الصورة ؟؟ 0
أتذكر أنني زرت مدرسة ابني مرة فاشتكى لي المعلم بأن ابني يجلس مع بعض زملائه يتحدثون ويعبثون أثناء الدرس ن فاقترحت على المرشد استخدام أسلوب ضبط المثير في هذه الحالة وذلك بتغيير مكان ابني ليجلس بجانب طالب آخر ففعل وانتهت المشكلة ، أحيانا تكون زيارة ولي أمر الطالب مفيدة جدا للمدرسة ، فبعض المدارس تستفيد من الآباء علميا بتقديم محاضرة على الطلاب أو المشاركة في مجلس الآباء والمعلمين أو افتتاح معرض التربية الفنية الذي تقيمه المدرسة ، أو طباعة بعض البروشورات الصحية وتوزيعها على الطلاب لنشر الثقافة الصحية مثلا ، لذا يلزم المرشد الطلابي وهذا طبعا من وجهة نظري أن يدون المرشد الطلابي تخصصات و عناوين وأرقام هواتف الآباء ليستعين بهم فيما يخدم العملية التربوية 0
أثناء ردي على إحدى رحلاتي في الإرشاد لاحظت أن إحدى الأخوات المهتمات بالإرشاد ترغب بأن أضمن رحلاتي في الإرشاد بعضا من المشكلات والحالات التي يتعرض لها المرشد بالمدرسة وما هي الحلول التي قدمها المرشد لمثل هذه الحالات فأقول أولا: المرشد لايقدم حلولا جاهزة للمسترشد وهذا خطأ في مفهوم الإرشاد فالذي يحل المشكلة هو الطالب نفسه ليس المرشد ولكن المرشد يساعد المسترشد للوصول للحل المناسب والمرشد يساعد المسترشد للوصول إلى مرحلة الاستبصار بمشكلته وقد يقترح له بعض البدائل لكنه لايلزمه بها ، المرشد يساعد المسترشد على صنع قراراته بنفسه وحل مشكلاته ، كما أن المرشد يعلم المسترشد على كيفية حل مشكلته الحاضرة ليستطيع مستقبلا حل مشكلاته المستقبلية بمعزل عن المرشد، كما أن الهدف من عرضي لهذه الرحلات الإرشادية هو شرح واقع الإرشاد الطلابي في المملكة العربية السعودية والتعريف بالصعوبات التي تواجه الإرشاد بشكل خاص والتعليم بشكل عام وتوضيح مفهوم الإرشاد ، مع أني استعرضت في أغلب رحلاتي- السابقة -مشكلات واجهها المرشد بالمدرسة ووضحت كيفية التغلب عليها ؟؟، وسأحاول استعراض بعضا منها فيما تبقى من رحلاتي في عالم الإرشاد – بإذن الله – 0
حصل لي ذات مرة أن زرت إحدى المدارس الثانوية شمال الرياض وقابلت أحد المرشدين ، ولكني أحسست بفتور في تعامله معي ، فخشيت أنه غير متحمس للإرشاد أو أنه من المرشدين الجالسين على قلب الإرشاد من أجل الوظيفة ، ولكني من عادتي و الحمد لله أ لاأتسرع في مثل هذه الأمور فبعدما أنهيت زيارتي للمرشد في مكتبه انتقلت إلى مكتب المدير وصرت أتحدث معه حول أعمال المرشد بالمدرسة ، شعر معها المدير أنني غير راض عن المرشد ، وأنا أعرف هذا ا المدير رجل عاقل لديه دبلوم في الإرشاد فهو فاهم للعملية الإرشادية تماما ، قال لي : يا أستاذ إبراهيم لو تدري عن هذا المرشد ، كنت وضعته على رأسك ، قلت كيف قال هذا المرشد أنقذ أسرا كادت أن تضيع بفضل لباقته وهدوؤه وسعة صدره ، قلت إني ألاحظ عليه البرود وعدم الاكتراث فقال هذا سر نجاحه ، فسررت كثيرا وكأن هذا المدير أهداني هدية غالية الثمن وأدخل السرور إلى قلبي حيث صحح مفهومي الخاطئ عن هذا المرشد 0
بالنسبة لتقويم المرشد فنيا وإداريا من الذي يقوم المرشد أهو مدير المدرسة ؟ أم مشرف الإرشاد ؟ هذا السؤال إجابته موضع خلاف بين العاملين في الإرشاد البعض يقول لايجوزأن يقوم المرشد إلا مشرف الإرشاد لأنه أعلم الناس بعمل المرشد فنيا أما إداريا من حيث الحضور والتنظيم فلا مانع أن يقوم بذلك مدير المدرسة ، والبعض يرى أن تقويم المرشد يتم على يد مدير المدرسة فقط لأنه هو الموجود معه دائما ويفترض أن يكون مدير المدرسة ملما بالعملية التربوية والإرشادية بمدرسته ، أما المشرف الإرشادي فلا يزوره إلا في السنة مرة أو مرتين، وأنا في الحقيقة أميل إلى الرأي الأول ، كما أن الاستمارة التي صدرت من وزارة الخدمة المدنية وأقرتها وزارة التربية والتعليم تتمشى مع هذا الرأي ، التقويم فنيا لمشرف الإرشاد أما التقويم إداريا فلمدير المدرسة ، ويتفق الاثنان على التقرير بوجه عام ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تقوم مرشدا متخصصا في الإرشاد ومرشدا غير متخصص ؟؟، لاشك أن المرشد المتخصص في الإرشاد سيفوق المرشد غير المتخصص في الأمور الفنية المدرب عليها في الجامعة مثل دراسة الحالة مثلا ، أنا أعتقد أن هذه المسألة محل إشكال لدى المسئولين عن الإرشاد في الوزارة ، لأن الوزارة ليس لديها إلا استمارة واحدة لتقويم عموم المرشدين بها ، مع أن الاستمارة الحالية عليها ملاحظات كثيرة لأنها موغلة في الذاتية ، وبمعنى آخرهي خاضعة لمزاج المشرف الزائر فلا تعطي التقييم الصحيح للمرشد ألذي يتطابق مع الواقع 0
أكثر ما يضايق المرشد أن يتسلط عليه مشرف لا يعرف عن الإرشاد إلا اسمه ، فيحضر معه للمدرسة استمارة نفذ ولم ينفذ ويسلط هذه الاستمارة على المرشد الضعيف الذي لاحول له ولا قوة فيقوم بتقويمه على هذا الأساس ، لكن هناك نشاط يمارسه المرشد نشاط ميداني لايمكن أن يسجلة المرشد فيذهب هباء لأن الاستمارة لاتطالبه به ، وكاننا بذلك نكرس العمل الكتابي ونطالب المرشد بأن يكون عمله عملا ميدانيا 00 كيف لاأعلم ؟والله الهادي إلى سواء السبيل 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

رحلتي مع الإرشاد(45)
أنا لم أعجب من شيء عجبي من أن المعلم في يوم وليلة يتحول إلى مرشد طلابي ، وكأن الإرشاد محطة استراحة من عناء التدريس ، ومع ذلك عندما تقول للمسئولين كيف يحصل ذلك يقولون المعلم أدرى بمصلحة الطلاب من غيره ، وهو يتحول إلى وكيل وإلى مدير وممكن يصبح مدير تعليم فليس لدينا خصوصيات في التعليم وما الذي يميز الإرشاد حتى لايتحول إليه المعلم ، قلنا إن الإرشاد عمل فني يحتاج إلى تدريب ومهارة ، والمعلم لم يعد أصلا ليصبح مرشدا طلابيا قالوا يمكن أن يدربوا على رأس العمل بعد أن يصبح المعلمون مرشدين ، لكن المعلمين الذين تحولوا للإرشاد لم يدربوا ، وبقوا يمارسون الإرشاد بشكل صوري ، سجلات ونصائح ومواعظ لا أقل ولا أكثر 0
ع عندما نتحدث عن الإرشاد المهني ينبغي لنا أولا أن نعرف الإرشاد المهني لأن البعض لا لا يعرف ماهو الإرشاد المهني؟ ، فالإرشاد المهني هو ( وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وفقا لقدراته وميوله واستعداداته ) ، والإرشاد المهني جانب مهم من جوانب التوجيه والإرشاد ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ، هل الإرشاد المهني مطبق في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية وغيرها؟ ، وهل كل موظف الآن يعمل في وظيفة أو مهنة تتفق مع قدراته وميوله ؟ الحقيقة المرة أن الإجابة (لا )مع الأسف الشديد ، لقد دخل الإرشاد المهني في المدارس عندما ارتفعت نسبة الراسبين في التعليم العام وأصبح السبب واضحا للتربويين ، أن أسباب رسوب الطلاب أوتركهم للجامعة لأنهم يسجلون في كليات لاتتفق مع قدراتهم وميولهم ، عندما تسأل طالبا ما هل أنت راغب هذه الكلية التي تدرس فيها؟ يقول : ماذا أعمل أنا لا أحب هذا النوع من الدراسة ، ولكن أمري لله لقد وضعوني فيهاوإذا لم يعجبني الوضع أضرب براسي عرض الحائط ، مثل هذا الطالب مع الأسف يمكث في هذه الكلية مدة قليلة ثم يخرج منها ، لأنه لايحب هذا النوع من الدراسةالتي لاتتفق مع قدراته وميوله 0
نحن في التعليم العام نقول إن لدينا إرشادا تعليميا ومهنيا ، بمعنى أن الطالب يوجه للدراسة التي تتناسب مع قدراته وميوله ولكن الواقع يقول غيرذلك لأن الطالب لايعرف نفسه ولايعرف قدراته واستعداداته لأنه يتخرج من الثانوية وهو لايدري إلى أي كلية يتجه ، لأنه لم يجد في المدرسة الثانوية من يوجهه إلى الدراسة التي تتفق مع ميوله وقدراته لذا نجده يتخبط بعد أن يتخرج من الثانوية العامة لايدري إلى أين يتجه ؟لأنه لم يرسم هدفا يتجه إليه ، فمن المسؤول عن هذا الكم الهائل من الطلاب الذين لايدرون إلى أين يتجهون؟ أهو المدرسة أم الجامعة ، والطلاب الذين يفشلون في الجامعة إلى أين يذهبون ؟ وهم بعد لم يتهيأوا للعمل ، كما أن هناك أعدادا هائلة من خريجي الكليات لم يحصلوا على وظيفة بعد 0
وما دمنا بصدد الإرشاد المهني ، هل سألنا أنفسنا يوما عن سبب تأخر بعض الموظفين أو غيابهم عن العمل وعدم إنتاجهم ، المدير لايهمه إلا أن يحسم على الموظف الذي يغيب أويفصله دون أن يكلف نفسه بالسؤال عن سبب غياب الموظف ، أليس هذا الموظف ربما يكون غيابه وقلة إنتاجه سببه أنه لايناسبه هذا العمل لماذا لايفكر الرئيس أو المدير بتغيير عمل الموظف إلى عمل آخر ربما يناسبه وتزدادانتاجيته فيه أفضل من فصله أو الحسم عليه ، أذكر أني كنت رئيسا للتوجيه والإرشاد بمنطقة الرياض التعليمية ولدي أحد الموظفين كثير الغياب وقد نبهته عدة مرات ولكن لم يفد معه هذا التنبيه ، فعرضت أمره على مدير الشئون الإدارية فاقترح المدير وضعه في قسم يناسبه وهو قسم الجوازات ( جوازات المتعاقدين ) بحيث يأتي في الصباح ويأخذ الجوازات ويذهب بها إلى الجوازات وفي الظهر يعيدها ، فناسبه هذا العمل واستمر فيه ، فلو كان مديرو الإدارات يفكرون هذا التفكير لذللت أكثر المصاعب التي تعترض الموظفين ، لأنه من ناحية إنسانية الراتب الذي يستلمه هذا الموظف في الواقع هو لأطفاله وزوجته فكأننا إذا حسمنا على موظف غائب نعاقب من لاذنب له( الزوجة والأطفال 0)
المشكلة التي نعاني منها في هذا المجتمع أمية الإرشاد المهني ، تجد موظفا يمسك بزمام عمل مهم وحساس وهو لايفقه شيئا ، فهو ليس في مكانه المناسب ، ومن هنا تسؤ حالة العمل ويتذمر الموظفون الذين يرأسهم لأنهم لايجدون الدعم والمساندة من مديرهم ففاقد الشيء لايعطيه ، أنا على يقين بأن الرئيس الذي يوضع في غير مكانه لن يكون مرتاحا ، وإنما هو يمسك بالوظيفة ليعيش أو يستفيد من ورائها مكانة ومركزا يشبع فضوله أمام الناس أما إنتاجيته في العمل فستكون صفرا – مع الأسف الشديد -أن الكثير ممن يعمل في السلك الحكومي لاينتجون ، فقط تجد الكثير منهم يحافظ على الدوام وقراءة الجرائد ، ويستلم الراتب في نهاية الشهر فهو أشبه ما يكون بمن يستلم راتبه من الضمان الاجتماعي 0
لقد كانت إدارة القياس النفسي في وزارة التربية والتعليم تعمل على انتاج اختبار يسمى إختبار القدرات والميول ولكنه لم ير النور حتى ساعة كتابة هذا المقال ، فالمدارس الثانوية وبالذات طلاب الصف الأول ثانوي بحاجة ماسة إلى هذا الاختبار ، لتقسيم الطلاب على الأقسام المعروفة في المدرسة (القسم الطبيعي والإداري و الشرعي ) لأنه من خلال هذا الاختبار يستطيع الطالب أن يعرف ماهي قدراته وميوله في وقت مناسب ، أما أن يترك يتخرج من الثانوية العامة وهو لايدري إلى أين يتجه فهذا هو الضرر الذي ما بعده ضرر ،وأنا على يقين أن الضعف الذي لحق بالتوجيه والإرشاد فاقم هذه المشكلة إذ أن أغلب المتحولين إلى الإرشاد من المعلمين لايدركون أهمية الإرشاد المهني في المدارس وبالذات في المرحلة الثانوية فضلا عن قيامهم بتبعا ته،، والله الهادي إلى سواء السبيل 0
شكرا ويعطيك العافية
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء الثالث )
من يحضر جلسات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم، يسر كثيرا ـ لأن المجتمعين يناقشون أفكارا في غاية الأهمية والجودة ، وعندما تلتفت إلى الميدان لاتجد شيئا مما قيل قد نفذ ، لماذا ؟، وعندما تقرأ بحثا تقدم به أحد المختصين في التوجيه والإرشاد تسر كذلك لما اشتمل عليه هذا البحث من أفكار تطويرية للتوجيه والإرشاد ، ولكن مع الأسف الشديد تبقى هذه الأفكار وهذه التوصيات مطمورة في ثنايا صفحات هذا البحث ، لقاءات تربوية وزيارات ميدانية واجتماعات وتعاميم لم أر في حياتي أكثر من اجتماعات وتعاميم وزارة التربية والتعليم ، ولكن أثرها ضعيف جدا ولا يصل للطالب منه شيئا ، لأن الميدان التربوي بوضعه الحالي لايخدم نجاح هذه البرامج 0
انبثق الميثاق الأخلاقي لمهنة التوجيه والإرشاد من أحد اجتماعات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد ،بوزارة التربية والتعليم ،وهو من أبرز البرامج التي أنتجتها هذه الأسرة التي لم يستفد التوجيه والإرشاد من توصياتها شيئا، على الرغم مما تنفقه الوزارة على من يرشح لحضور اجتماعاتها من مختصين في الإرشاد مشرفين وأساتذة من الجامعات إلا أن هذه الاجتماعات لاتعدو أن تكون حبرا على ورق تحفظ في الأدراج ويعلوها الغبار شان الأبحاث المفيدة التي تتراكم في المكتبات دون أن يستفاد منها شيئا، من الغريب أن هناك توصيات جميلة تنبثق عن هذه الأسرة ولكنها لاتنفذ من بينها الميثاق الأخلاقي للمرشد الطلابي، فالذي قرأ هذا الميثاق يلاحظ أن ما يطبق في الميدان شيء وما يشتمل عليه هذا الميثاق شيء آخر ، لا أدري لماذا لانستفيد من خبرات غيرنا للتطوير والنهوض بالإرشاد ؟؟لاأريد أن أسرد ما أشتمل عليه هذا الميثاق فهو مطبوع طباعة جيدة ووزع على المدارس ولكني سوف أوضح حقيقة مهمة وهي التناقض العجيب بين ما أشتمل عليه هذا الميثاق وما يطبق في الواقع ولا أحد يناقش ذلك أو ينتبه إليه 0
من الذكريات الأليمة والعواصف الشديدة أن أحد المسئولين الكبار لما زار الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ، وزار وحدة الخدمات الإرشادية التي كانت في دور الإنشاء في الوزارة عام 1421ه ، وكانت هذه الوحدة قدمت خدمات جليلة في الميدان التربوي وهي أول مكان يمارس فيه الإرشاد بشكل عملي حقيقي ، فبدل أن يقدم لنا هذا المسئول الكبير التشجيع والدعم أو على الأقل السكوت إذا كان هذا الأمر لم يعجبه بل بالعكس دخل رافع الرأس ينظر إلى السماء وكأنه يحتقر من حوله ، ثم صب جام غضبه علينا في الوحدة وكأننا إرتكبنا جريمة كبرى لاتغتفر وكل ما فعلناه أننا كتبنا تقريرا عن الخدمات التي تقدمها الوحدات الإرشادية ورفعناه إلى معالي الوزير السابق ولم نمر عليه في مكتبه نطلب من سيادته الإذن بالدخول على معالي الوزير ، حتى أن احد الزملاء قال لهذا المسئول : الأفضل لك أن تضع على أفواهنا أقفالا حتى لانتكلم ،ونعبر عن رأينا طريقتك ليست بطريقة حوارية سليمة ، إنما هي طريقة تهجمية هدامة، فاستشاط غضبا ولم يستطع أن يدير الحوار في الاجتماع الذي عقد فيما بعد في الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ،فوا لله مكنت سأذكر هذا الموقف المحبط ، ولكني أردت أنفس عما في نفسي على الأقل بعد مرور زمن طويل على هذه الحادثة ، وكانت عالقة في ذهني إلى اليوم وحتى أوضح للملأ بعض ما يحيط بالإرشاد من صعوبات الله بها عليم ، وحتى لايلوم الناس الزملاء في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد 0، ويعتقدون أن التقصير في الإرشاد منهم ، كما أني تمثلت بقول الشاعر :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ######## فخير من إجابته السكوت 0
وقال آخر : إذا بليت بشخص لاخلاق له ###فكن كأن لم تسمع ولم يقل 0
القواعد التنظيمية وما أدراك ما القواعد التنظيمية الصادرة عام 1421ه ، عمل عليها أناس لايعرفون عن الإرشاد شيئا ولم يشارك فيها بعض مشرفي الإرشاد في الوزارة ، وكأن المرشد موظفا في المدرسة لاعمل له أو كما قالوا الإرشاد عمل من لاعمل أو وظيفة من لاوظيفة له ،أو أنه ترف مادي، فجعلوا المرشد في هذه القواعد ، يدرس حصص الانتظار ، ويراقب على التلاميذ في الاختبارات ، ويمتثل لأوامر مدير المدرسة حتى لوقال له المدير احضر الشاي فلا مانع وإذا امتنع قامت قيامة مدير المدرسة لأنه لم يتبع النظام وليس متعاونا مع إدارة المدرسة ، مع أن هذه الأعمال السابقة تتناقض مع عمله المهني ، بل إنها سوف تضع حاجزا متينا بين المرشد والطلاب ، والمرشد في أشد الحاجة ليثق فيه طلابه ليصارحوه بما يعتمل في نفوسهم 0
المرشد الطلابي يفترض فيه أنه لايعاقب الطلاب فما شأن الوزارة تضع لائحة للسلوك كلها عقاب ، بل والأدهى من ذلك كله أنها نسبت للإرشاد والإرشاد منها براء، مشرفو الإرشاد بالوزارة الآن يحاولون تعديل لائحة السلوك لتتمشى مع أخلاقيات الإرشاد ومع الميثاق الأخلاقي للإرشاد ومع ما يخدم الجوانب الإرشادية فيها0
كنت أقول أكثر من مرة أن الإرشاد لن يتطور مالم تتطور العملية التربوية كاملة ، وأن أي خلل في المدرسة سوف ينسحب على الإرشاد ، ومثال ذلك كثرة أعداد الطلاب بالمدرسة والمدرسة لايوجد بها إلا مرشد واحد ، فكيف يتصرف هذا المرشد مع المشكلات الكثيرة الصادرة من الطلاب ، علما بأن أغلب المعلمين منهكون من كثرة الحصص وتصحيح دفاتر الطلاب والإشراف اليومي ، فلا يوجد لديهم متسع من الوقت للتعاون مع المرشد ، كما أن المرشد بل المدرسة تعاني من ضعف الصلة بين المنزل والمدرسة ، هذا الضعف الذي يضاعف المشكلات السلوكية في المدرسة ويفاقمها ،و إذا كان المرشد لديه مجموعة من الطلاب يريد أن يعالجهم عن طريق جماعات النشاط ولكن النشاط المدرسي لايجد الدعم الكافي أو أن مبني المدرسة مستأجر لاملاعب ولا غرف كافية وزحمة الفصول الدراسية بالطلاب ، دخلت فصلا دراسيا في إحدى المدارس الابتدائية بالرياض مكتظا بالطلاب حتى أن المعلم لايستطيع أن يتحرك داخل الفصل 0،ولا يوجد مختبرات ، والمكتبة لايوجد بها إلا النزر اليسير من الكتب أو أن الكتب لاتناسب المرحلة العمرية للطلاب ووو0000الخ 0
زرت انا وبعض زملائي في الإرشاد المدرسة الألمانية ، والذي لفت انتباهي في هذه المدرسة، الهدوء الذي يسود أجواءها وكأنه لايوجد بها طلاب ، كما لفت انتباهي أن أحد التلاميذ كان يقف منزويا حول الحائط ، فسألت احد المعلمين ؟ ما شأن هذا الطالب؟ فقال : إنه معاقب من قبل المعلم ، قلت ومذنبه؟ قال إنه نسي أن يحضر كتابه المدرسي ، قلت وما عقابه ؟ قال حرمناه هذا اليوم من دخول المكتبة ، فقلت في نفسي محروم من دخول المكتبة ، طلابنا يفرحون لو حرمناهم من دخول المكتبة ، شوفوا ياجماعة الفرق
0!!!
زرت أنا وأحد الزملاء المرشدين اللامعين المدرسة العالمية الأمريكية بالرياض ، لنرى كيف يقدم الإرشاد في المدرسة ونقارن بينه وبين ما لدينا ،وعندما دخلنا المدرسة عقدنا اجتماعا مع مرشدة المرحلة الأولية primary school وهي تحمل شهادة الماجستير في الإرشاد النفسي للأطفال، ومن ضمن الأسئلة التي طرحتها علينا ، كيف الإرشاد عندكم في المدارس السعودية ، فأخذ زميلي يتكلم عن الإرشاد في مدارسنا وأسهب في ذلك ، حتى أنها وضعت يديها على رأسها وقالت هذا كثير جدا ،وهل يستطيع المرشد أن يقوم بمثل هذه الأعمال ؟ فقال زميلي: وماذا عن الإرشاد في المدارس الأمريكية؟ فقالت : عمل المرشد يتركز في ثلاثة أمور 1 -مع الطالب 2- مع المعلم 3- مع ولي أمر الطالب كما أن هناك حصة (إرشادية ) التدريس فيها عن طريق الفيديو في فصل دراسي خاص تعليم السلوك الجيد ، أما عملي مع أولياء أمور الطلاب فأنا أعلمهم كيف يتعاملون مع أطفالهم يشكل صحيح ، وأساعدهم في حل مشكلات أبنائهم أما عملي مع المعلمين ، فإنه عندما يحيل المعلم إلي طالبا ما ( مخالفا) أرسل للمعلم فيحضر فأعطيه بعض التعليمات التي يطبقها في الفصل للقضاء على مشكلة عدم الانضباط من ناحية وكيفية التغلب على المشكلات البسيطة التي تحدث من التلاميذ من ناحية أخرى، هذه مقارنة بسيطة بين الإرشاد في الولايات المتحدة وبين الإرشاد في مدارسنا السعودية التي فيها المرشد يراد منه أن يعمل كل شيء دون أن يجد أحدا يساعده ويأخذ بيده ، ومع هذا نحمله كثيرا مغبة فشل الإرشاد في مدرسته 0 والله أعلم 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

هل هناك فرق بين الخدمة الاجتماعية والإرشاد المدرسي ؟

<div tag="2|80|” >هل هناك فرق بين الخدمة الاجتماعية والإرشاد المدرسي ؟
هناك بعض الناس يعتقدون أن الخدمة الاجتماعية هي نفس الإرشاد المدرسي وأنه لافرق بينهما ، فكل منها خدمة تقدم للفرد للتغلب على ما يواجهه من مشكلات تكيفيه فالمرشد المدرسي يعمل في المدرسة كذلك الاختصاصي الاجتماعي يعمل في المدرسة أيضا فهما في نظر البعض وجهان لعملة واحدة ، غير أن البعض يرى غير ذلك فالاختصاصي الاجتماعي يختلف عن المرشد المدرسي ، ونحن في هذا المقال سوف نحاول أن نبين الفروق بينهما ، مع أننا سوف ننتهي إلى أن كلا منهما مكمل للآخر وهي نظرة تكاملية بعيدة عن التفريع والتقسيم، المهم خدمة الفرد أولا بغض النظر عن الأسلوب المتبع في ذلك 0
تقول الدكتورة سهام أبو عيطة في كتابها مبادئ الإرشاد النفسي الشارقة ص 328- ( بتصرف) (إن الخدمة الاجتماعية هي قلب المجتمع النابض وهي ضمير الأمة الذي يساعد الأفراد على التوافق بين الفرد و مجتمعه وهي تعنى بتقديم المساعدة الاجتماعية للفرد أو مساعدة الفقراء والمحتاجين ومن يتعرضون للكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات وحوادث الطائرات والغرقى وغيرهم كما أنها تسعى لتقديم مساعدات مختلفة على شكل مؤسسات خدمات الأسرة والطفولة ومؤسسات المساعدات الاقتصادية والمعونة على الزواج ومساعدة المسنين والعمل في المدارس والمصحات ودور الأحداث والسجون)0
إن دور الاختصاصي الاجتماعي في الولايات المتحدة واضح لاغبار عليه فهو منفصل تماما عن الخدمة الإرشادية التي تقدم في المدارس وليس للخدمة الاجتماعية علاقة بخدمات الإرشاد مثل علاقة الإرشاد بالتوجيه والطب النفسي 0
وتقول الدكتورة /سهام في كتابها المذكور آنفا ص328إن الخدمة الاجتماعية المدرسية خدمة متخصصة تشتمل على دراسة الحالة في مجال المنزل والمدرسة لمجموعة التلاميذ الذين لديهم مشكلات ترجع لظروف الأسرة والبيئة المحيطة بهم أما كدوشن 1972kadushinد ذكر أن الخدمة الاجتماعية تستخدم أسلوب دراسة الحالة الفردية لجمع المعلومات وتشخيص الحالة وأنها تقدم العلاج الذي يتعلق بالمساعدات الأسرية أو المالية أو الإيواء في مؤسسة ما، أما إذا كانت الحالة تحتاج إلى علاقة مباشرة مع الحالة بهدف تغيير أو تعديل سلوك أو شعور أو اتجاه فهنا تحول الحالة إلى المرشد المدرسي ، وهذا معناه وجود تكامل في الخدمة المقدمة للطالب أو الطالبة بين الخدمة الإرشادية و الخدمة الاجتماعية ، وتستطرد د0 سهام فتقول : يظهر الفرق بين الخدمة الاجتماعية المدرسية والإرشاد المدرسي في أسلوب خدمة الفرد وخدمة الجماعة وفي برامج إعداد العاملين في تقديم هذه الخدمات فيما نجد برامج المرشد المدرسي تؤكد على نظريات وأساليب وطرق تغيير وتعديل السلوك ، بهدف تنمية القدرات والميول والقيم والاتجاهات وبناء الشخصية وتكوينها والاستفادة من مصادر البيئة ، فإننا نجد في المقابل أن برامج إعداد الاختصاصي الاجتماعي المدرسي ، تركز على كيفية الاستفادة من مصادر البيئة في تسهيل عملية نمو الفرد وكيفية التعاون مع القائمين على إدارة مصادر البيئة في معالجة مشكلة الفرد )0
وعلى الرغم من تغيير مسمى المشرف الاجتماعي إلى المرشد الطلابي في مدارس المملكة العربية السعودية عام 1401إلا أن الخلط واضح بين الخدمات التي يقدمها المرشد الطلابي والخدمات التي يقدمما الاختصاصي الاجتماعي إذ أن البرامج التي تطبق الآن لاتزال تحمل سمات وملامح الخدمة الاجتماعية ، لأن الذين وضعوا الخدمات الإرشادية في المملكة أصلا متخصصون في الخدمة الاجتماعية واستمرت هذه الخدمات على ماهي عليه حتى يومنا هذا على الرغم أن مشرفي الإرشاد بالوزارة يحملون مؤهلات عالية في الإرشاد التربوي والنفسي ، أنا لااقول كل الخدمات ولكن أغلبها ، وقدم المشرفون على الإرشاد بالوزارة الموقرة تحسينات جميلة ، لكن لايزال الخلط واضحا والرؤية غير واضحة ، حتى يومنا هذا ، بسبب صعوبة تطبيق الخدمات الإرشادية كما هو معروف في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة ، أما في الكويت فلا يزال المشرف الاجتماعي يعمل في مدارس الكويت ولم يطبق الإرشاد إلا في نظام المقررا ت عندما وجد المختص في الإرشاد وأعتقد أن البحرين والأمارات العربية المتحدة وقطر تسير في نفس الخط الذي تسير فيه دولة الكويت ، أما السعودية فجميع المرشدين في المدارس يطبقون خططا في أصلها من إعداد أساتذة كانوا يعملون في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد وهم مختصون في الخدمة الاجتماعية 0
كنت قد حضرت محاضرة للدكتور / سامي الدامغ أستاذ الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود تحدث فيها عن عناصر خدمة الفرد وما لفت نظري في محاضرته أنه قال إن علماء الخدمة الاجتماعية يركزون على مرحلتي جمع المعلومات والتشخيص في دراسة الحالة بينما العلاج لاينال الاهتمام الذي يناله التشخيص وجمع المعلومات ، وبعد ذلك حصلت مداخلة للدكتور / عبدا لمجيد طاش أستاذ في جامعة الإمام /كلية العلوم الاجتماعية إذقال : إن الخدمة الاجتماعية يمكن أن تستعين بمفاهيم الإرشاد النفسي فيما يتعلق بالعلاج ، فهناك نظريات عدة مفيدة في هذا المجال مثل النظرية السلوكية ونظرية الذات ونظرية السمات والعوامل والنظرية الإنسانية وغيرها ، وأنا أقول : إن الإرشاد النفسي استعار من الخدمة الاجتماعية دراسة الحالة كما استعار الإرشاد النفسي من الطب العام كلمة ( التشخيص) 0
أنا أرى وهذا رأيي الخاص أن العلاج الاجتماعي من أهم طرق العلاج ولعل مصداق ما أقول أن الحدث إذا خرج من دار الملاحظة الاجتماعية وعاد لبيئته الأولى ينتكس ، والمريض إذا خرج من المستشفى أيضا ينتكس ويعود إليه المرض لأنه عاد إلى البيئة التي كانت من أهم الأسباب التي أدت به إلى المرض النفسي ، معنى ذلك أن الاختصاصي الاجتماعي دوره مهم جدا في العلاج النفسي ، فالأدوية النفسية لانتفع إذا لم يصاحبها علاج اجتماعي ، والله ولي التوفيق 0

بارك الله لك على الموضوع القيم …و الشرح المفصل و التوضيح المميز ..
أسوار ——– تشرفت بدخولك إلى متصفحي ، الله يعطيك العافية 0
الاستاذ ابراهيم
من زمن طويل وانا استفيد من كتاباتك في منتديات سعودية
ونشاطك الكبير ملحوظ للقاصي والداني
اشكرك جزيلا
أخي الكريم / جمال فيصل —————– شكرا لك على شعورك الطيب وانا سعيد جدا باستفادتك وغيرك مما أكتب وأسعد اكثر بمشاركتي في مدونة الشارقة بلدي الثاني / لك من اخيك اطيب تحية 0
موضوعك جميل ومفيد..ربما لو تغير المسمى… تتغير نظرة الناس إلى المهنه…لإن مسمى المرشد المدرسي أكثر وضوحا وتحديدا…
ولد الولد ——————— سلمه الله —-اسعدني حضورك ، وأنا أتفق معك لو تغير المسمى لكان أشمل ففي المملكة العربية السعودية يوجد مرشد طلابي ومرشده طلابية في المدارس ولايوجد إختصاصي أجتماعي إلا في وزارة الصحة ومركز الأمير سلمان الاجتماعي ووزارة الشئون الاجتماعية ودا ر الملاحظة الاجتماعية ودار التوجيه الاجتماعي 000تقبل تحياتي وتقديري 0
مشششششششششكووور وجزاك الله خيرا
مشششششششششكوووووووووووورررررررررر
مشششششششششششششششششششكككككككككككككككككككككووووووووو ووووووررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مششششششششششششششككووووووووووووررررررررررر
مشكوووووووررررررررررررر
أخي الكريم / الغامر العنيد ——————– سلمه الله
أشكرك بالغ الشكر على تفضلك بالرد على مقالي ، الله يعطيك العافية ودمت في حفظ الله 0
جزاك الله خير

انا اشهد بان جميع موضوعاتك فيها الكثير من الفائدة و انصح الجميع بالتطلع عليها

حتى ان تطلع على موضوع من موضوعاتك تاتي له الفضوليه لمتابعة جميع مواضيعك

مع التحيات ( فيلسوفة زماني)

فيلسووفة زماني ——————-سلمها الله —تشرفت بحضورك ، وشكرا لك على تعليقك الجميل ،لك مني أطيب المنى وأزكى تحية 0
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >
رحلتي مع الإرشاد ( 32)
لايزال اللبس يسيطر على البعض حول الفرق بين عمل المرشد الطلابي والاختصاصي الاجتماعي وهل عملهما واحد ؟ طبعا هناك فرق بين الاختصاصي الاجتماعي والمرشد الطلابي ، مع أن الإرشاد استعار دراسة الحالة من الخدمة الاجتماعية ، هما يتفقان بأن كلا منهما خدمة للفرد وموضوعهما دراسة السلوك الإنساني ولكن الاختصاصي الاجتماعي يرى أن علاج مشكلة الفرد تكون بالتأثير في بيئة الفرد ، فمتى ما تحسنت بيئة الفرد زالت مشكلته أو خفت معاناته ، أما المرشد الطلابي فهو يرى أن المشكلة في ذات الفرد وأنه يتعرض إلى ضغوط نفسية ، تؤدي به إلى أنه ينظر إلى ذاته بدونية وشعور بالذنب وعدم ثقة في النفس ، وأن مسئولية المرشد إعادة بناء شخصية الفرد ولكن الذي يقوم بإعادة بناء شخصية الفرد المسترشد نفسه بمساعدة المرشد ، إذا الاختلاف بينهما اختلاف في التوجه اختلاف في التأهيل وأنا في نظري أن كلا منهما مكمل للآخر ، مع أن الاختصاصي الاجتماعي في أمريكا مختلف تماما في عمله عن المرشد المدرسي وأنا قلت المرشد المدرسي لأنه لايوجد مسمى مرشد طلابي إلا لدينا في المملكة العربية السعودية ، أما الاختصاصيون الاجتماعيون في أمريكا فيعملون في دور الأحداث والسجون ودور العجزة وتتجسد مهامهم عند نزول الكوارث والأحداث والحروب ومساعدة المحتاجين والمعوزين والمسنين والأحداث وأسر المسجونين 0
في الحقيقة لايزال مفهوم الإرشاد فيه غموض ، مع أنه عمل إنساني ، إلا أن الخلاف من يقوم بهذا العمل ؟ وأنا في نظري أن أقرب التخصصات لعمل المرشد الطلابي في المدرسة تخصص علم النفس والخدمة الاجتماعية ، على أن يدرب الاختصاصي الاجتماعي على كيفية تطبيق الاختيارات النفسية على الطلاب وعلى كيفية الاستفادة من نظريات الإرشاد التي تفسر السلوك الإنساني ، اعتقد أن الاختصاصي الاجتماعي بحاجة إلى دورات تركز على تقنيات الإرشاد ، ولقد نظمت بعض الجامعات دبلوما في الإرشاد للمرشدين في المدارس ، ولكن هذا الدبلوم تعثر كثيرا لعدة أسباب ، السبب الأول أن الجامعة اشترطت للالتحاق بهذا الدبلوم أن يكون المتقد م ممن حصل على شهادة البيكالريوس في علم النفس أو الخدمة الاجتماعية ، ولكن وزارة التربية والتعليم لم تلتزم بهذا الشرط فتوقفت الجامعات عن العمل بهذا الدبلوم ، المشكلة الأخرى في هذا الدبلوم ، أن من درسوا في هذا الدبلوم وحصلوا على شهادته كانت دراستهم نظرية فالجانب الميداني والتطبيقي فيه ضعيف جدا والمرشد بحاجة ماسة إلى التدريب الميداني أكثر من حاجته إلى التنظير ، كما أن عددا كبيرا ممن حصلوا على هذا الدبلوم لم يمارسوا الإرشاد في المدراس بل عادوا إلى مدارسهم وكلاء أو مديرين ، كأن هذا الدبلوم هو الأمل الوحيد للمرشدين لكي يستفيدوا منه في مجال عملهم ولكن مع الأسف كانت النتيجة غير طيبة 0
أتذكر أن هناك اقتراح بفتح قسم خاص بكليات المعلمين يلتحق به الدارسون من المعلمين الذين لم يكملوا أربع سنوات في دراستهم بكلية المعلمين وتكون مدة الدراسة في مجال الإرشاد سنتين يحصل بعدها الدارس على البيكالريوس في الإرشاد من كلية المعلمين ، وحصل أخذ ورد حول هذا الموضوع ، ولكن كالعادة الموضوعات المهمة والهادفة تقبر في التراب ولا ترى النور مثل اختبار وكسلر للأطفال والبالغين الذي تبنته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، وأشرفت عليه جامعة الملك سعود /قسم علم النفس وخسر عليه مبالغ طائلة ولكن ما النتيجة؟ 0
طرح أحد الإخوة المرشدين في المنتدى فكرة مناقشة حالة ما حدثت في مدرسته وطريقته في علاجها وأحب هو أن يعرف رأي الزملاء من مختصين وغيرهم في طريقة علاجه لهذه المشكلة ، وقد قمت بالردعليه كالتالي :

الأخ الكريم / مرشد طموح —————– أشكرك من الأعماق على هذه الفكرة الرائعة وهي استعراض بعض الحالات والمواقف التي تحدث في المدرسة وكيفية تصرف المرشد معها ، ربما أحد الإخوان يطرح فكرة تساعد في حل بعض مشكلات الطلاب ، أرجو من الإخوان المرشدين والأخوات المرشدات المبادرة بعرض بعض ما يواجههم في المدرسة من مشكلات ، لإمكانية مناقشتها في هذا المنتدى العملاق ، لكني أرجو من المرشد الذي يطرح المشكلة ويبين طريقة علاجه لها الا يتسرع في العلاج قبل فهم المشكلة تماما ففهم مشكلة الطالب أهم من العلاج نفسه ، ربما يبدأ أحد المرشدين أو المرشدات بعلاج مشكلة خطأ فيكون مثل الذي أراد طبه فأعماه ، ربما تصرف الوكيل أو المرشد تصرفا يؤدي إل تفاقم المشكلة ، فالمشكلات التي تحدث بين الطلاب أو الطالبات حساسة جدا ينبغي التريث في علاجها ، كما أنه يجب على المرشد الذي يطرح مشكلة ما ويوضح طريقته في علاجها ألايزعل حينما يوجه له بعض النقد في أسلوبه أو طريقته يجب أن تكون الروح التي نناقش بها مشكلاتنا روحا علمية تقبل النقد والنقاش الهادف،وتقبل مني خالص الود والتقدير 0
أعظم معاناة كنت قد عانيتها عندما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض ، شعوري أنني رئيس لقسم القبول والتسجيل وليس لقسم التوجيه والإرشاد ، فكنا نعاني أنا زملائي من وضعنا السيئ في القسم ، فالمشرفون في القسم لايمارسون عملهم الفني الإرشادي الصحيح مع المرشدين لقلتهم وعدم تفرغهم ، فعملهم في القسم عمل إداري بحت ، المشكلة الحقيقية عندما يحيل إلينا مدير شئون الطلاب مشكلة طالب ويطالب دراستها بدقة والجو الإرشادي معتم والمشرف لايستطيع دراسة حالة طالب ما فالطلاب المعيدون يحتاجون لدراسة أسباب إعاد تهم ألا يوجد لديهم مشاكل لم تحل فأثرت على دراستهم فلم يستطيعوا النجاح ؟، ألا يوجد بين الطلاب من يعاني من مشكلات نفسية واجتماعية تحتاج إلى دراسة؟ ، أعمال القسم لاتخرج عن إرسال تعاميم للمدارس ونقل المرشدين وتوجيههم للمدارس وتنظيم زيارات المشرفين للمدارس وتقويم المرشدين وتلقي ما يرسل للقسم مثل إعطاء فرصة ثالثة لطالب معيد سنتين ، وتوزيع النسبة نسبة غير السعوديين ،وتلقي سيل من التعاميم من الوزارة والتي تأمر بالتنفيذ ( الوزارة تخطط وا لإدارات التعليمية تشرف والمدارس تنفذ) فمشاكل شئون الطلاب تصب في قسم التوجيه والإرشاد مع قلة الإمكانات والصلاحيات ، هذا وضع قسم التوجيه والإرشاد عندما كنت رئيسا له ، أما اليوم فلا علم لي بظروف القسم ولعل الحال قد تغيرت يامغير الأحوال ، والله المستعان 0

شكرا عالموضوع الطيب

والسموحة

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

مفهوم الإرشاد الوقائي

<div tag="7|80|” >مفهوم الإرشاد الوقائي
الإرشاد المعمول به في مدارسنا في التعليم العام هو من قبيل الإرشاد الوقائي ، لكن ماهو تعريف الإرشاد الوقائي ؟, وهل هوأفضل من الإرشاد العلاجي أ والإرشاد الإنمائي؟ أم أن بينهما صلة وثيقة ؟، هذا ما سأوضحه الآن في هذا المقال- بإذن الله الله – الإرشاد الوقائي:مشتق من مقولة معروفة هي الشارقة الوقاية خير من العلاج )وقولهم : ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) وقول الله تبارك وتعالى: ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) التحريم (6)،وعلى هذا فإن الإرشاد الوقائي هو: منع المشكلة قبل أن تحدث أما إذا حدثت فالوضع يتغير إلى إرشاد علاجي ، معنى هذا أن الإرشاد الوقائي يسبق الإرشاد العلاجي والمشكلة لاتحدث إلا بانعدام الوقاية منها لذا فأيهما أفضل أن أقي مجموعة كبيرة من الطلاب من الوقوع في المشكلات مثل مشكلتي التدخين والمخدرات من أن أعالج شخصا يمارس التدخين أ ويتعاطى المخدرات ،وربما علاجي لهذه المشكلة لاينجح أو ينجح بعد جهد وتعب وضياع للوقت والمشاكل لاتكون في المدرسة إلا بضعف الإرشاد الوقائي المتمثل في وجود ندوات ومحاضرات وبرشورات وبنرات وصحف ومجلات تثقف الطلاب وتوعيهم بالأخطار المحدقه بهم ، بممارسة أسلوب الحوار والنقاش من خلال الندوات وورش العمل كما أن ممارسة المعلمين للأساليب التربوية الصحيحة مع الطلاب نوع من الوقاية لهم من الوقوع في برائن الرذيلة أو الأمراض النفسية لذا فيجب أن ندرك المعنى الذي أراده الشاعر العربي بقوله :
جروح السيف تدملها فتبرى *** وجرح القلب ماجرح اللسان
الكلمة النابية والسخرية والتلفظ بألفاظ جارحه على الطلاب ينفذ سمومها إلى قلوبهم وتجرح مشاعرهم فلاينسوها مع الزمن لذا فإن على المعلم أوالمعلمة أن يحفظوا ألسنتهم من التلفظ بألفاظ نابية اقل مافيها أنها تعمل على رفض الطالب أو الطالبة للمدرسة ، ومن ثم يضيع بسببها مستقبل الطالب أو الطالبة .
الإرشاد الوقائي أنواعه ثلاثة .:
1. إرشاد قبل حدوث المشكلة ، للحيلولة دون وقوعها وهذا النوع أفضل أنواع الإرشاد الوقائي ..
2. إرشاد أثناء وقوع المشكلة أو في بدايتها لئلا تتطور وطبعا هذاالنوع يأتي في الدرجة الثانية .
3. إرشاد بعد علاج المشكلة للتخفيف من آثارها السيئة على نفسية الطالب أو الطالبه مساعدة الطالب أو الطالبة على التكيف مع وضعه الاجتماعي .
أما الإرشاد الإنمائي ( الإنشائي ) فهو رعاية النمو السليم لئلا تعترضه مشكلة من مشاكل النمو فتحد من نمو الطفل النفسي والاجتماعي ( الحصانة النفسية)، كماأنه يدخل من ضمن الإرشاد الإنمائي تنمية مهارات الطلاب وهواياتهم بإتاحة الفرصة لهم للتحدث والحوار والمناقشة وتنمية ثقتهم بأنفسهم بتكليفهم بأعمال هادفه تعودهم على المسئولية وتزيل الخوف من نفوسهم ، كما أن للتشجيع والمنافسة وإقامة المعارض التي بعرض فيها انتاج الطلاب دوراها ما في رعاية مواهبهم .
سأضرب لك أخي القارئ العزيز أختي القارئة العزيزة مثالا تتجمع فيه المناهج الثلاثة للإرشاد ( المنهج الوقائي –المنهج العلاجي –المنهج الإنمائي) زيادة في توضح مفهوم الإرشاد الوقائي ، سمير ابن العاشرة شمت والدته رائحة الدخان في ثيابه ، ولكنها لم تتسرع في اتهامه بأنه مدخن بل صبرت حتى شاهدته مرة يدخن ، فسمير يبدو أنه لم يتلق من والديه ولامن معلميه توجيات تحذيرية تبين أضرار الدخان على الصحة ووالده كان مهملا له فقد تركه يصاحب من يشاء دون تمحيص وتدقيق بمن يصاحبهم ولم يتأكد من أخلاقياتهم وسلوكياتهم ربما هم الذين جروه إلى تعاطي التدخين إذن ألأساليب الوقائية مفقوده ولم يستفد منها سمير شيئا( فالصاحب ساحب) كما يقولون ، علاوة إلى أنه يشاهد والده يدخن ، ووالده هو قدوته ومثله الأعلى عندها فكر سمير وقال مادام والدي يدخن فالدخان شيء عادي وطبيعي فلم لاأدخن ؟مثل أصدقائي لأثبت للناس أنني رجل ، بعد أن لاحظ المرشد بمدرسة سمير أن سمير أصبح من المدخنين حاول مساعدته ليخفف من تعاطيه للتدخين قبل أن يستفحل الأمر ويصبح من الصعب عليه التوقف عن التدخين بعد أن كون عاده وهذا طبعا جانب وقائي ، ثم تبدأ مرحلة العلاج يمكن أن يستخدم مع سمير طريقة العلاج بالإكراه وهو أنه كلما شرع سمير بتدخين سيجاره أسقي مادة تسبب له القيء ولكنها لاتؤذيه بل تكرهه بالتدخين .
وكما تلاحظ أخي القارئ أختي القارئة أن مناهج واستراتيجيات الإرشاد متداخلة ، يخدم أولها ثانيها ويتصل ثالثها بثانيها ، وأستطيع أرتبها ترتيبا منطقيا كالتالي 1- إرشاد وقائي 2-إرشاد علاجي 3- إرشاد نمائي ،مثل الطالب الذي يعاني من فقدان الثقة في النفس فإن على المرشد أن ينمي ويزع الثقة في نفس الطالب وكأن تنمية الشخصية وتطوير الثقة بالنفس جانبا علاجيا كما أنه يجب ألا يغيب عن البال أن الإرشاد الإنمائي ليس مرتبطا ارتباطا تاما بالإرشاد العلاجي بمقدار ارتباطه بالطالب نفسه فكل طالب أو طالبه لديهما مواهب تحتاج هذه المواهب إلى اكتشاف وتحتاج إلى صقل ورعاية وتشجيع ، وأن إهمال مثل هذه المواهب إنماهو إهمال للذهب في باطن الأرض ، وعدم الاستفادة منه والله الموفق إلى سواء السبيل .

أشكرك على المعلومات القيمة
في انتظار جديدك

أم غلاتي ——————-شكرا على حضورك ، الله يعطيك العافية تقبلي خالص تحياتي وتقديري.