• من عالم البيت إلى عالم المدرسة ..
من المحدود إلى الفسيح ..
من سلطة الوالدين إلى سلطة المعلمين ..
من اللعب واللهو إلى واجبات ومسئوليات الدراسة والتعلم ..
من الحكايات والخيال إلى المعلومات والتجربة..
من المخالطة للأسرة فقط إلى الرفاق والأصحاب والأصدقاء ..
من بيئة يسودها الحب وفقط إلى بيئة يسودها التنافس والتنافر والحب
و … .. من ……. إلى …… "1" .
· هذه الحياة الجديدة بما تحوى من أنشطة جديدة متنوعة وممارسات ومشاهدات متعددة لم يعهدها
ولدك من قبل ..
كل هذا يلعب دوراً هاماً في التأثير عليه سلباً وإيجابا .. سواء بالتقدم أو بالتأخر… "2" .
· ومن الأشياء الهامة التي يجب أن ننبه عليها : أن المناخ التربوي الجيد في مدارسنا كفيل لأن يفجر
طاقات المبدعين ..
وأن يوفر الفرص لإظهار المواهب ..
وكذلك إقامة العلاقات الاجتماعية المشجعة للحركة والانطلاق ..
كل هذا يتم من خلال :
المدرس ..جماعات النشاط .. الصداقة .. المحتوى الدراسي .. الوسائل التعليمية
1- المدرس :
· هو المحرك الحقيقي لأحداث المدرسة ..
وهو القادر على تحريك الطلاب للمشاركة الجادة في الحياة المدرسية بمشتملاتها وعلى العكس ..
فإذا كان خاملاً توقفت الحياة الحقيقية للمدرسة ..
وأما إذا استثمر حركته وقدراته ستصبح الحياة المدرسية وكأنها خلية نحل .
· ويعتبر المدرس المثل الأعلى للطلاب ..
فأعين الطلاب معلقة به ..
يقلدونه في حركاته وسكناته ..
شاءوا ذلك أم لم يشاءوا ..
فهو صاحب تأثير فعال على أطفالنا " 3 " ..
· فكم من أطفال تفوقوا في دراستهم لحبهم الشديد لمدرسهم ؟! ..
وكم من أطفال تخلفوا وتأخروا عن دراستهم لبغضهم لمدرسهم ؟!
· ولكل ما سبق لنا أن نقول :
أن المعلم المربى الناجح له دوراً بارزاً في صناعة الإبداع في حياة أولادنا ..
فهو يكتشفه .. ويرعاه .. ويوظفه التوظيف الأمثل .. حسب احتياجاته وخصائصه ..
2-جماعات النشاط ..
· يساعد النشاط المدرسي في تكوين عادات ومهارات ..
وقيم وأساليب تفكير جديدة ..
فهو أحد العناصر المهمة في بناء شخصية الطالب وصقلها ..
وكذلك يساعد في تنمية شاملة لشخصية الطالب معرفياً وسلوكياً ووجدانياً ..
وباستخدام الطالب كافة الإمكانيات المدرسية لينمى مواهبه ويصقلها يشعر بالاكتمال النفسي والنمو المتكامل ..
ولا يشعر بالضجر من المدرسة فيملها ..
بل يشعر الانجذاب الدائم إليها ..
والرغبة الجارفة في الذهاب إليها ..
وهو ما يساعد على توفير الجو المناسب للتعبير عن الذات بالخلق والإبداع .
واليك بعضاً من هذه الجماعات , وما يجنيه ولدك من الالتحاق بها :
· جماعة الإذاعـة :
وتهدف إلى تدريب الطلاب على حسن الأداء ..
وجودة الإلقاء .. وإتقان اللغة .. ودقة الأسلوب ..
وكذلك تربى طلابنا على الاتصال المباشر بالجماهير ..
وأيضاً تصقل المواهب ..
وتنمى القدرات على الإلقاء ..
وسرعة الخاطر ..
وقد تخرج لنا داعية ناجح ..
أو خطيب مفوه يفتح الله به القلوب ..
· جماعة الصحافة :
تأصل الروح الإبداعية عبر مجلات الحائط أو المجلات المطبوعة ..
وذلك بنشر هذه الإبداعات المختلفة ..
مما يعطى الطالب دفعة معنوية هائلة ..
وكذلك تدفع الطالب دفعاً الحركة والتواصل ..
مع توسيع آفاقهم ..
والتزود بألوان المعرفة المختلفة ..
مع التوسع في القراءة ..
وإجادة الفهم .
· جماعة اللغة العربية :
وهذه الجماعة من أهم الجماعات على الإطلاق ..
فهي تنمى مهارات الاستماع والتذوق ..
وتدرب على حسن ممارسة الحوار والإلقاء والخطابة ..
وأهم من ذلك كله فهي جماعة تحافظ على اللغة العربية ..
لغة القرآن .. ولغة أهل الجنة ..
وقد تولد لنا مدرساً أو شاعراً أو كاتباً .
· جماعة العلوم :
وهى جماعة تساعد الطلاب على تنفيذ أفكارهم التي تتحول إلى ابتكارات علمية نافعة ..
كما أنها تؤصل الثقافة العلمية لدى أطفالنا ..
وارجع إلى سيرة مخترعينا في العصر الحديث ستجد أن أكثرهم كان مشتركاً في هذه الجماعة أو في مثلها .
· جماعة التمثيل :
وهى جماعة تساعد الطفل على الإبداع في المجالات المختلفة من تمثيل وإلقاء ومسرحة المناهج وغيرها من مجالات التمثيل ..
وكذلك تشجع الطلاب على الإلقاء والقراءة والتعبير عن النفس وكتابة القصص والروايات ..
وأيضاً تجعلهم منطلقين معتمدين على أنفسهم ..
فهي تعالج الخجل .. والعزلة .. والانطواء .
· جماعة القـراءة الحرة :
وتهدف إلى إكساب الطلاب عادة القراءة ..
التي هى أعظم أبواب المعرفة ..
وأيضاً تكسبهم الثقة بأنفسهم مما يجعلهم ينطلقون في حياتهم وحوارا تهم ولفاءاتهم بغيرها " 4" …
ولكن مــــــــا دورنــــــــــــــا نحو ذلك ؟
· أن نُلحق ولدنا بجماعة النشاط المناسبة لمواهبه وميوله ..
· متابعته في مزاولة الأنشطة في هذه الجماعة ..
وتشجيعه على التميز فيها .
· متابعة المدرس المسئول عن هذه الجماعة .. ومدى تفعيلة له .. وتلبية كل احتياجاته التي
تساعده في أداء مهمته …
لحـــــــظة من فضــــــــــــلك !!
· كلما تعددت الأنشطة وتنوعت كانت فرصة مشاركة ولدك أكبر وفرص رعايته أعظم وتحقيق الهدف المراد لها أكبر فازدياد مساحة الاختيار يجعل طفلك حراً يختار ما يشاء ، يتحرك كيفما شاء
"5" .
3- الصداقة :
· الصداقة علاقة من أنبل العلاقات الإنسانية ..
وأكثرها ثراء بمشاعر الرقة والنقاء ..
ومن ينعم بصداقة أصدقاء صالحين يحوز على كنز من النور والدفء ..
وتزداد كل هذه المعاني إذا ما كانت هذه الصداقة تعود إلى أيام الطفولة ..
· والصداقة من الأشياء البارزة في عالم المدرسة ..
حيث يقضى ولدك مع صديقه أكثر مما يقضيه في بيته ..
ولذا كان الاهتمام بالصداقة ..
فكما أنها من عوامل تحريك الإبداع والابتكار ..
فهي أيضاً من عوامل الضياع والفساد .
مزاياها متعددة :
تقول د . ناهد شفيق رضوان الديب :
" والصداقات مبنية على الثقة .. والتسامح .. والاهتمام المتبادل .. والمشاركة في الأسرار .. فهي تعلمهم معنى التعاون .. والعمل الجماعي ..
بالإضافة إلى أنها تنمى لديهم روح المنافسة الايجابية بين الصديقين ..
كما أنها تنمى روح المنافسة الايجابية بين الصديقين ..
كما أنها تدفع الاثنين إلى الأمام "..
.. دورها محوري:
وترى د . إكرام زيدان :
" أن للصداقات دوراً محورياً في حياة الطفل ..
فهي تقوى شخصيته .. كما أنها مجال للقياس والمقارنة ..
وهى تساعده على تطوير المقاييس الأخلاقية لديه مثل المساواة والتعاون والعدل ..
و تعلمه كيفية التعامل مع من في سنه من غير أفراد العائلة ..
حيث أنه يجد في صديقه شخصاً يلعب معه ..
ويتبادل معه المعلومات والحوار على مستوى واحد ..
فالصداقة تشجع الطفل على التطور …….. ".
إلى الأمام :
ويقول د. عبد الرحمن فوزي :
" الصداقة تساعد الطفل على النمو النفسي والاجتماعي والحركي ..
كما أنها تنمى شخصيته ..
فالصداقة تبعد الطفل عن العزلة ..
التي تحول شخصيته إلى شخصية هشة معرضة للأمراض النفسية " .
ولكن انتبه إلى :
· أن يتعلق ولدك بصديقه لدرجة التبعية له .
· ألا يكون فارق السن بين ولدك وبين صديقه كبير .. لاختلاف الميول والاهتمامات ..
وان كان يعفى عن العام والعامين .
· المنافسة السلبية والهدامة بين ولدك وقرينه .. التي يصل به صاحبها على حطام الآخر .
· أن يتخذ ولدك من صديقه مثلاً أعلى .. فيكون ذلك سبيل تهلكته .
· إذا ما أردت من ولدك ترك صاحبه لأمر لاحظته .. فلا يكون سبيلك الضغط والقهر بل الحكمة
واللين .
4- المحتوى الدراسي :-
· ويجب ألا تعتمد مناهجنا على الذاكرة والتلقي فقط ..
بل على الإرشاد والاستنباط ..
بحيث يتعود أطفالنا على والانطلاق والإبداع والتعبير عن أفكارهم بوضوح " 7 " .
ولا تكون مناهجنا مجرد مواد علمية يحفظها أولادنا ..
وما أن يخرجوا من اللجان حتى ينسوها ..
بل يشترط في مناهجنا أن تكون كالتالي :
1- أن يكون ذات محتوى جاد وملائم للمرحلة والأهداف
.. وأيضاً للبيئة .
2- أن تكون معتمدة على الخيال والإثارة والافتراضات .
3- أن تكون مقدمة بطريقة تبعث على التشويق والإثارة .
4- أن تكون ذو قضايا مفتوحة ومعاصرة ومهمة وذات مناقشات مثيرة .
معوقات الإبداع :-
· أوضحت الدراسات التي أجريت على بعض الأطفال الموهوبين لتحديد معوقات الإبداع ..
أن غياب المناهج الدراسية الموجهة للطفل المبدع بشكل خاص ..
وكذلك ثبات تلك المناهج .. وعدم إثارة مواهب البحث والتقصي لدى أطفالنا ..
وعدم تشجيعهم على المناقشة ..
وعرض الجديد من الأفكار ..
وإتباع سياسات التلقين التعليمي دون الاهتمام بالجوانب العملية التطبيقية للمواد المدروسة "9".
5- الوسائل التعليمية :
· يُعد استخدام الوسائل التعليمية .. والتعامل معها فرصة هامة جداً للموهوبين ..
فهي فرصة لمزيد من المشاهدات والافتراضات والمثيرات ..
والمدرسة التي توفر أحدث الوسائل وأقصى فرص الممارسة والتعامل مع هذه الوسائل للأبناء
هى مدرسة تنمى المواهب بصورة فعلية ..
وتشارك في صناعة المستقبل بصناعة صناع المستقبل "10".
بقلم : محمود القلعاوى .
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف /السعودية
المصدر ــ موقع أسرتي .
شكري وتقديري للزميل على حسن الاختيار