هيفاء قـلبي لم تقدر أنني…قلب تتوق لمثله الهيفاءُ
ولقد غزلت لها الحنين لعلها…تختال فيه الغادة الغيداءُ
– بحضور قنصل عام فلسطين الأستاذ / حسين عبدالخالق وعدد كبير جدا من الشعراء بلغ اثنين وعشرين شاعرا وشاعرة ولفيف من محبي الشعر والأدب بدأ الشاعر الناقد الأستاذ الدكتور /إبراهيم الوحش بتقديم تحية إكبار وإجلال لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ / خليفة بن زايد آل نهيان ولسمو رئيس الوزراء الفارس الشاعر/محمد بن راشد آل مكتوم ، والتحية الخاصة لراعي الثقافة والداعم والمحب للقدس سمو الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ، ثم وجه التحية لقنصل عام دولة فلسطين وللحضور الكريم ، وإلى ذلك بدأ مهرجان عروس المدن العربية بكوكبة من الشعراء العرب تقدمهم الشاعر السوري الشامخ شموخ النخيل الأنيق أناقة الزهر الرقيق الأستاذ/ عبدالرزاق درباس في قصيدة له بعنوان ( قارع الأجراس ) مستلهمةً من أحداث كنيسة المهد والتي قتلتْ فيها سلطاتُ الكيان اليهوديّ الغاصب الفلسطينيَّ قارعَ جرسِ الكنيسةِ بتاريخ 25/2/2002م ، تلاه الأستاذ / عبدالله الهدية من (الإمارات) الشاعر المعروف وكروان المحافل في قصيدة له عن فلسطين ثم الأستاذة / عطاف جانم من (الأردن) في قصيدة بعنوان ( ترابها يا نور ) وذكرت الشاعرة قصة ترابها يانور قبل البدء بإلقاء قصيدتها، والجدير بالذكر أن القصيدة تفوح منها رائحة العشق العدوية ولكن هذه المرة للتراب الفلسطينيّ . ولم تكد تنتهي الشاعرة حتى خرج علينا صوت شعريّ هادر هو الشاعر / مصعب ثروت من (مصر) في قصيدة بعنوان :انتفاضة المارد ، يقول في مطلعها:
يا لليل الظلم متى ترحل … أطفال في الأقصى عُزَّل
مشيرا إلى أن هذا المطلع من ارتجال شاعرنا الدكتور الوحش ، فاستأنس بهذا الارتجال ، مستكملا تلك الانتفاضة على طريق التحرير في زئير حانق وزفير حارق ، ثم تلاه الشاعر/ حسن الأحباء من (الإمارات) في قصيدة بعنوان : نخوة القدس ، من الشعر النبطي وقصيدة أخرى غناها باللهجة الإماراتية بعنوان : قدسنا تنعى ، ثم تلاه الشاعر الفذ صاحب المعاني الثرّة و الصور الرائعة والصدق الفني والطبيب الماهر والجراح الألمعيّ والحالم الآمِل ،متنبي الأمسية الأستاذ/ يونس ناصر من (العراق) في قصيدة بعنوان : حيوا معي القدس ، وكان مما جاء فيها :-
تبقى فلسطين تـاجا لعزتنا :: وليشربوا البحر إن شاءوا وان زعلوا
وألـف كلا و كلا ، لا عزاء لنا :: إلا وفوق تـراب القدس نحتفلُ
ثم تلاه الشاعر الرائع/ حازم التميمي من (العراق) بقصيدته : خجل اللبلاب و التي حفلت بالدراما والرمز تلو الرمز والصورة الممتدة والفكر العميق والأسلوب الرصين والإلقاء المعبر ، تلته الشاعرة / نعيمة حسن من (فلسطين) في قصيدة ( رسالة إلى أم الشهيد) تلاها الشاعر / رضيّع الزعابي من (الإمارات) في قصيدة نبطيّة ، ثم جاء الرقم الصعب في الترتيب وهو الرقم العاشر المتمم للعقد د/ أكرم جميل قنبس من (سوريا العزة والصمود) ليرسل قصيدته ( إيلياء ) كالسهم في فضاء عرس القدس فتتشنف له الآذان ، وتتعلق به العيون فصار متحكما في الصدى ورَجْع الصدى وكان مما جاء فيها :-
هيفاء قلبي لم تقدر أنني…قلب تتوق لمثله الهيفاءُ
ولقد غزلت لها الحنين لعلها…تختال فيه الغادة الغيداءُ
ثم تلاه الشاعر الفلسطيني / طلعت شعيبات في قصيدة عن القدس ( لا شيء يشبهك ) وهو من شعراء التفعيلة . وبعده جاء شاعرنا الرقيق جداً جداً والصاعق جداً د/ ماجد الأحمر من (سوريا) في قصيدته ( نداء من الأقصى ) والتي مطلعها :-
مالي أناديك لم تسمع ولم تقم…ولا عهـدتك في عـيّ ولا حمم
تنام ملء عيون غير مجهـدة …أغفت على حلم تغفو على حلم
ومجمل القصيدة نداء للنهوض . ثم تأتي في الترتيب الثالث عشر الشاعرة الراقية ، عذبة الأسلوب ، سهلة التعبير ، قوية العاطفة /بشرى عبدالله من (الإمارات ) وفي رسالة شعرية لا ينقصها الصدق تبتدرها بقولها : هذي الرسالة يا أخي ممزوجة بدم الأنين وتقرر في نهاية القصيدة ملخص الرسالة " أن الأقصى لنا " وننتقل معا إلى الشاعر الفلسطيني / حسن أبو ليلة في قصيدته ( نزف على جبين الكلمات ) يصوّر فيها واقع القدس وفلسطين وبذات النغمة وشعر التفعيلة أيضا يستكمل الشاعر / نصر بدوان من (فلسطين) نزف الكلمات بقصيدة عنوانها : دم على قميص الريح ؛ يشير فيها إلى عشق الوطن وعشق القدس مسترجعاً كل مفردات الوطن التي تربطه بها ، ثم يشير إلى صبرهم – أي الفلسطينيين – على الواقع المر والذي ما عاد أن يطاق !!..
ويتبعه الشاعر / عبدالكريم يونس من (سوريا) بنفس عنوان قصيدة د / أكرم قنبس :إيلياء ، وكانه يؤكد بل يؤكد مكانة المدينة المقدسة ، وحجمَ الزخم الدينيّ والعاطفيّ والقوميّ الذي يحمله كل فلسطينيّ وعربيّ ومسلم تجاه تلك المدينة ؛ عاصمة الثقافة العربية وعاصمة الدين والتاريخ!!
وهنا نتوقف مع الشاعر الإماراتي / حسن النجار خفيف الروح وخفيف الشعر في رباعياته والتي عرض فيها أربعة مشاهد من فلسطين على طريقة العرض "الكاريكاتوري" ثم تتوجه بعد ذلك الشاعرة / أسماء السامرائي شاعرة التفعيلة إلى منصة الشرف العربيّ في قصيدة لها ؛ توصِّفُ واقعَ الأرض المحتلة ، وتأملُ بالمستقبل خيراً وتنادي النشامى وأهلَ النخوة لتحرير الأرض والمقدسات والعرض ، يتبعها الشاعر الفلسطيني الرقيق المتصوّف/ محمد إدريس في قصيدته : يا قدسُ ، وهي من شعر التفعيلة كذلك فتجده قلبا وقالبا مخلوطا بالتراب الفلسطيني أو التراب الفلسطيني مخلوط فيه . ثم يخرج علينا الشاعر الملاّح في بحور الشعر، المصريّ الشاب الهادئ الرقيق الجاد الملتزم في دينه وشعره / السيد رمضان ، والذي بدأ إبحاره يقود شراع سفينه إلى القدس بقوله :-
قالت : أتسمع آهتي ونواحي…وترى دمي قد سال فوق جراحي؟
والقصيدة فيها شاعرية الفحول ، صاعدةٌ واعدةٌ ، ولا نكاد نصل لنهاية عرس القدس حتى تطالعنا جميلةُ وحنينُ !! أما جميلة : فهي جميلة الرويحيّ التي وصفت المشهد في فلسطين بغبار المحن ، لكن حنين ابنة جنين ناشئة الشعر فقد (سقطت يدها) حسب قصيدتها لهول ما رأت في أرضها المحتلة ، وليسدل الستار على العرس الشعري باتحاد كتاب وأدباء شارقة القواسم لتوأمها زهرة المدائن ، محققا الغرض الذي أقيم من أجله في التعلق بالأرض والمقدسات والعرض من خلال الشعر والشعراء وجمهور المتذوفين .