بسم الله الرحمن الرحيم
شعراء الامارات و الشعر في الامارات
لقي الأدب وبخاصة الشعر اهتماماً عظيماً من المسئولين في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها وعلى رأسها صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" ، و صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمـارات .
ففي السنوات الماضية والممتدة حتى 1971م تطور الشعر في الإمارات تطوراً كبيرة بفضل الرعاية التي أولاها زايد لقطاع الشعراء في الدولة ، حيث أسس للشعراء مجالس ومنتديات ، كما أقيمت المراكز الثقافية العديدة في أبوظبي ومدن الدولة وأعطت الشعر جانباً كبيراً من اهتماماتها .
فعلى الصعيد العملي المباشر ، قامت هذه المراكز والمؤسسات وفي مقدمتها وزارة الإعلام والثقافة بطبع الدواوين الشعرية على نفقة الوزارة لشعراء إماراتيين بقصد دعم الحركة الشعرية ، وقامت بتوزيعها على الأوساط الرسمية والشعبية داخل الدولة وخارجها مجاناً ، بقصد التعريف بهؤلاء الشعراء ، وإبراز مكانتهم الأدبية والمعنوية ، وبالفعل قد تم طبع عشرات الدواوين الشعرية ، والكتب الأدبية الأخرى .
كما قامت الوزارة بتأسيس مجالس للشعراء في كل إمارة وبتوجيه من صاحب السمو رئيس الدولة أغدقت الوزارة على هذه المجالس من رعايتها المادية والمعنوية الشيء الكثير . فراحت هذه المجالس تحتضن الشعر الشعراء ، لا..لشيء ، إلا من أجل دفعهم نحو الإبداع والعطاء الشعري ، إضافة إلى أن إذاعة وتليفزيون الإمارات العربية المتحدة .. فتحاً أبوابها للشعراء المحلين ، فكان منبراً إعلامياً قدموا من خلاله أشعارهم إلى الناس .. كما لاقت المنتديات الأدبية والشعرية والنقدية كل تشجيع ودعم ورعاية من جميع المؤسسات الرسمية ، والتي انعقدت على أرض الدولة ، بهدف تطوير الأدب الإماراتي ، ودفعه إلى الأمام ليرتقي ، ويقف في مصاف الأدب في الساحات العربية الأخرى .
ولقد شهدت الحركة الأدبية في العقدين الماضيين زخمـاً ثقافياً كثيفاً ومتواصلاً في أبوظبي ، ودبي ، الشارقة ، والعين , ومدن الدولة الأخرى ، وتمثل هذا الزخم في مئات الأمسيات التي راحت المراكز الثقافية فيها ، تتنافس في العطاء كماً ونوعاً حتى إن الساحة الأدبية في الإمارات وصلت في عقد الثمانينات إلى مستوى من النشاط الثقافي والأدبي لم تصله أي ساحة عربية أدبية أخرى ، وصارت الحركة الشعرية خلال العقدين الماضيين في خطى سريعة نحو إثبات الذات ، صاعدة سلم التطور النوعي في الأشكال والمضامين الشعرية ، لمختلف أنواع الشعر : النبطي و العمودي الفصيح والشعر الحديث وبرز في هذه الأنواع شعراء مرموقون في كل نوع ، وأكدوا في عطائهم الشعري المتواصل رفعة الحركة الشعرية في الإمارات على المستويين الخليجي والعربي .
ويحتل الشعر النبطي مكانة مرموقة لدى الخاصة والعامة عند أهل المنطقة .
" وينبع الاهتمام الرسمي والشعبي ، الفردي والجمعي بالشعر النبطي – من أمرين بشكل رئيسي ومباشر : الأول : اهتمام زعماء المنطقة بهذا الشعر،بل أن كثيراً منهم شعراء ،وخير مثال لذلك صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" ، الذي هو شاعر مكثر،وكثيراً ما تصدرت قصائده صفحات الجرائد والمجلات ، وكثيراً ما دارت بينه وبين شعراء من أرجاء الدولة مساجلات شعرية ومخاطبات وردود ، وهو علاوة على ذلك محب للشعر وللشعراء ، ويستمع إليهم ويتذوق أشعارهم ويوجههم ، ويبذل لهم العطاء تشجيعاً وإعجابا ،ولا تمر مناسبة من المناسبات الاجتماعية أو الوطنية أو الدينية إلا وجعل فيها دوراً للشعراء ،مما جعلهم يزدحمون على بابه وفي أركان مجلسه ،لأنه يعرف قيمة الشعر ويعطيه من وقته واهتمامه ، ولأنه أعز الشعراء ورفع مكانتهم إضافة إلى ما يتمتع به سموه من خصال الشهامة والجـود والأصالة التي يرى فيها الشاعر مجالاً خصباً يتغنى به مشيداً ومهللا " (1) " .
إن اهتمام الشيخ زايد "رحمه الله" بهذا الشعر كان له تأثير مباشر وانعكاس باهر على ازدهار الشعر في الإمارات وكان "رحمه الله" هو نواة الاهتمام الرسمي والفردي بهذا الفن وكان هو منطلق المهتمين وقدوتهم " (4) " .
ويقبل على نظم الشعر النبطي عدد كبير من الإمارات حتى وأن لم يكونوا على معرفة بالقراءة والكتابة ، ينظمونه بالسليقة وعفو الخاطر والبديهة ، يحركهم الوجدان الصادق بالانفعالات التي تواجههم في الحياة ، ودون اللجوء إلى كتابته أو تدوينه ، فنجد الشاعر النبطي يلقى أشعاره على الناس شفاهه في المجالس وندوات السمر ، فيحفظها الناس وتتداولها من الذاكرة .. وتنتقل من جيل إلى جيل .
ثـروة أدبيـة للأجيـال القادمـة :
غير أنه وبحرص واع ومتبصر من صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" على حفظ التراث الشعري من النسيان والاندثار فقد أصدر "رحمه الله" توجيهاته المخلصة إلى الجهات المعنية بضرورة حفظ هذا التراث الأدبي ؛كما أنه رعي بصورة شخصية نفراً من البحاثة والدارسين والعارفين بأمور الشعر النبطي ..من أجل جمع وتدوين وتحقيق هذا التراث الشعري ، سواء كان قديماً توارثته الأجيال جيلا بعد جيل ..أو شعراً معاصراً لشعراء معاصرين وعلى قيد الحياة ، انطلاقاً من إيمان سموه..بأن الذاكرة البشرية معرضة للنسيان ،فراح نفر من أهل المنطقة يدونون هذا الشعر ويصدر في دواوين عديدة كي يكون ثروة أدبية للأجيال القادمة ،وكان من أبرز من قام بهذا العمل الشاعر النبطي الإماراتي الباحث و الشـــاعر و المعلم الكبيـــر حمد أبوشهاب
و الباحث الدكتور فالح حنظل من العرب المقيمين على أرض الإمارات ، والذين أمنوا بأهمية حفظ هذا التراث الأدبي ..وقد جمع هؤلاء قصائد الشعراء قديماً وحديثاً من ألسنة أصحابها أو من الرواة وحققوها ووثقوها في إصدارات شعرية عديدة .
وقد بلغ من حرص صاحب السمو "رحمه الله" في تشجيعه لعملية التدوين والنشر ..أن قام بتشريف أحد الشعراء الباحثين في كتابة مقدمة أدبية كريمة من سموه لأحد الإصدارات في مجال الشعر النبطي للشاعر حمد أبو شهاب عنوانها " تراثنا من الشعر الشعبي" جمع فيها أبو شهاب وحقق مئات القصائد لعشرات الشعراء القدامى والمعاصرين ..وأصدره عن مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر عام 1987ميلادية ..
ومما قاله "رحمه الله" في هذه التقديم الكريم للكتاب "الأمة التي لا ماضي لها هي أمة بلا حاضر ولا مستقبل، ولقد كانت امتنا.. والحمد لله غنية بماضيها التليد،وحضارتها الزاهية الضاربة بجذورها في أعماق هذه الأرض عبر أحقاب طويلة من الزمن ، لذلك فإن هذه الجذور الأصلية ستظل تورق وتزهر في حاضر أمتنا المجيد ومستقبلها المرموق " .
الشـعر الشعبي ينبوع الحضارة :
وقال "رحمه الله" في معرض تكريمه للشعر الشعبي "ولا شك إن تراثنا من الشعر الشعبي هو أحد ينابيع هذه الحضارة التي تألقت فوق أرضنا وجدانا عربياً إسلامياً يفعم الحياة بالحب والجمال والمثل والقيم ..أن هذا التراث الغالي ليس بدعاً ابتدعناه ولكنه مفاخر ومآثر خلفها لنا الأباء والأجداد ،وأبدعوها من نبضات الأرواح ،وغذوها من اقباس القلوب ، وبعثوا بها إلينا عبر القرون رسائل حكمة ووثائق أخلاق ومصابيح فكر وهداية حتى نواصل مسيرتنا على نفس الطريق ".
وقال "رحمه الله" أيضاً في هذا التقديم العظيم ،شارحاً مضامين هذا التراث من الشعر الشعبي وهو التراث الممتد من الماضي والذي مازال فاعلاً ومؤثراً في الحاضر على أيدي شعراء معاصرين في الشعر الشعبي (النبطي" قال "رحمه الله") ومن يتأمل هذا التراث يدرك أنه قد استمد روائع القيم والمثل العليا والحكم البالغة من القرآن الكريم والسنة الشريفة ، وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ،لأنه يشيد بالجوار واكرام الضيف ، ويوضح مدى قوة وشائج القربى واواصر الصداقة ، ويهيب بالحفاظ على سمات العشيرة والأصل ويصور شمائل النخوة والمروءة والصدق والشجاعة والوفاء ، ويحث على كريم السجايا .
وأضاف "رحمه الله" ولقد كانت حياة قومنا ترجمة أمينة وصادقة لكل ذلك الثراء الأخلاقي والنفسي العظيم ، الذي أراده الإسلام لأهله ، لتكون لهم عزة الحياة وشرفها ولذلك كان إبراز تراثنا القومي في كل مجالات الحضارة واجباً أساسياً ، لوصل الماضي بالحاضر والمستقبل ..ولاشك أن هذه الصور التراثية الشعرية التي يبرزها الشاعر حمد أبو شهاب في هذا الديوان النفيس ستكون زاداً لأجيالنا القادمة، تستلهم منه أسمى المعاني وأرفع المثل وأغلى المآثر ، التي خلفها لنا أسلافنا العظام " (2) " .
مجالـس الشـعراء :
وبفضل رعاية واهتمامه "رحمه الله" بالشعراء المعاصرين الأحياء ..فقد أصدر توجيهاته الكريمة بإنشاء مجالس للشعراء ينضوون تحتها يتبادلون سماع أشعارهم، وتتناقلها أجهزة الإعلام وبخاصة التلفزيون ، ليستمع إلى أشعارهم كـل الناس .
كما تم تخصيص مكافآت شهرية للشعراء أعضاء هذه المجالس ، كنوع من التشجيع المعنوي والمادي لهم ، فكان إن أنشئت مجالس للشعر النبطي في أبوظبي ، والعين ،والبادية ، ودبي ، والإمارات الشمالية .
ومن أبرز شعراء مجلس أبوظبي الشعراء " (3) " محمد ثامر المنصوري وهو رئيس المجلس ، وأعضاؤه هم: سعيد ماجد راشد عامر المنصوري ،سيف سالم طماش المنصوري ، محمد علي حمد المنصوري ،سالم سعيد سلطان المنصوري ،سالم محمد خليفة الرميثي ،هادي صالح المنصوري ،عيسى سعيد مطوعي المنصوري ،مهدي هادي عوض الأحبابي ، غانم راشد شاهين المنصوري،محمد سالم حماد المنصوري ،قطامي عيسى مطوعي المنصوري ،حميد سعيد الضحاك المنصوري،خادم عبدالله قطامي المنصوري ،راشد سعيد صياح الرميثي ،صياح سلطان على المنصوري ،أحمد عبيد جابر المنصوري ، محمد خليفة محمد المنصوري ، خلفان سالم خلفان المنصوري ،جابر أحمد جابر المنصوري ، ماجد سيف سالم المنصوري ،سالم محمد خلفان سعيد المنصوري ،حمد علي المدحوس المرر، محمد بن حمد الفرنكح ،علي حمد المدحوس المرو،مبخوت عبدالله صالح المنصوري ،عوض مبارك سعيد علي المنصوري ،العصري محمد كراز المهيري ، سعيد محمد كراز المهيري ، سعيد بن محمد بن راشد حرمش ،عبيد حميد ثامر المنصوري .
الشـعر النسائي في الإمـارات :
وعن تقييم الشاعرة للشعر النسائي في الإمارات من خلال الأسماء العديدة التي بدأت في الظهور على صفحات الشعر الشعبي في الصحف والمجلات فتقول :
ما يمكنني قوله، أن الشعر النسائي في الإمارات يتطور كلما زاد عدد الشاعرات المجيدات في نظمهن ، إلا إنني أجد-أحياناً- بعض الأشعار التي تخجل المرأة من كتابتها ، أو حتى سماعها من امرأة أخرى ، إذ أن أفضل الشعر حين تنظمه المرأة ، ما تسمو به، ويرفعها عن مراتب الاسفاف والتذلل ، ويحفظ لها كرامة نفسها ، وهذا ما أجده كثيراً في قصائد الشاعرة " المياسة " ، الذي يحمل من المعنى ، ما يرتفع به ، ويسمو عن رديء الشعر وضعيفه .
فتـاة العـرب ..أو فتـاة الخليج :
وقد بدأت قصائد الشاعرة توقع باسم فتاة العرب بعد أن كانت توقع باسم فتاة الخليج وترى أن اسم فتاة العرب إحسان جاد به عليها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عندما أرسل إليها ديوان شعر ، كتب على صفحته الأولى إهداءه بالأبيات التالية :
أرسلت لك ديوان يا عالي الشــان ديوان فيه من المثايل سـددها
يحوى على الأمثال من كمل من زان ومن كل در في عقوده نضدها
إلى أن يقـول :
فتـاة العرب وانتوا لها خير عنوان ومن غيركم بقصد معاني نشدها
وفي رأيها إن الموهبة لا تكفي ومن الضروري أن يكون الشاعر متمكنا من اللغة العربية وإلا أفسد ما قال وأصبح قولا لا شعراً ، ولكن الأمر يختلف عندها ، ذلك انه رغم عدم ذهابـها إلى المدرسة إلا أنها تمكنت من تعلم القراءة والكتابة ولم تقع عيناها على شيء إلا حاولت التعرف عليه ، ولعل الجميع يعلمون أن التعليم في هذه الفترة اقتصر على تعليم القرآن الكريم ، لقد قرأت بفهم وذكاء وعرفت من أصول الدين أشياء كثيرة ، لقد كان بيت العائلة هو مدرستها لأنهـا نشأت في بيت علم وثقافة ، لم تكن المجالس تخلو من رجال العلم والعلماء بالإضافة إلى تشجيع الأهل رغم الظروف التي كانت تمر بها المرأة في ذلك الزمن .
وأخذت عوشة تنظم ما يحب الناس سماعه وقصائدها كلها فرح ومرح ولا تخلو من الثناء على من تشعر إنهم يستحقون ذلك لخصالهم الحميدة وأخلاقهم الطيبة، كانت في البداية تنظم قصيدتين أو ثلاث في السنة لكنها زادت قصائدها مؤخراً حتى أصبحت تنظم 6 قصائد في العام أو أكثر
أما مجلس شـعراء مدينة العين فيتألف: من الشاعر محمد راشد سعيد الشامسي وهو رئيس المجلس ، والأعضاء من الشعراء : عوض راشد السبع الكتبي نائباً للرئيس كميدش عبدالواحد عبدالله الكعبي ، عبيد معضد العامري سعيد محمد هلال الظاهري، همدان محمد حمدان الكعبي ،سعيد صالح محمد النعيمي ،خلفان عبدالله سالم الكعبي ، سيد كلفوت سرور الشامسي ، مطر راكان النعيمي ،خليفة محمد سعيد الكعبي ،سالمين هويدن راشد الشامسي ،سلطان سالم خلف الجابري، محمد عبيد سيف الكعبي ،نادر مبارك سليمان النايلي ،سليم سالمين جميل ،سالم محمد سالم الدرعي ،مبارك عامر تعيب الحبسي ،محمد سالم حمد الجديلي ،حميد سعيد علي الدرعي ،راشد محمد عبلان الكتبي ،أحمد سالم علي الشامسي ،سالم علي عويج الشامسي .
ومجلس شعراء البادية ويتألف: من الرئيس الشاعر محمد سعيد جاسم الرقراقي ،والأعضاء الشعراء : علي محمد القصيلي المنصوري ،فارس علي السبيعي العامري ،محمد سعيد راشد هميلة المزروعي ،على مصبح الكندي ، صالح علي عزيز المنصوري ،محمد ماهى خلف المزروعي ، خلفان عبدالرحمن المنصوري ،ناجي سحمى مذكر العامري ،حسن أحمد سالم المنصوري ، بخيت محسن حفيظ المزروعي ، مبارك حمد مبارك سعيد المري ، الفندي سيف محمد المزروعي ،محمد أحمد شريفة المنصوري ،سالم سعيدان علي الراشدي ،محمد على مصبح الكندي المرر، عيد أحمد مساعد المنصوري ، صالح طويرد سالم المنهالي ، سالم محمد سالم العامري ، ناجي صالح سالم ، مناحي سعد تركي السبيعي .
ومجلس شعراء دبي يتألف من الشعراء : راشد شرار رئيساً للمجلس والأعضاء الشعراء : علي بن رحمة الشامسي ، محمد بن صبيح ، سعيد بن خلفان ،هدير بن مطر ،مصبح علي الكعبي ، الغبشي بن حبثور ، أبو لهب العامري ، محمد الشريف وغيرهم .
ومجلس شعراء الإمارات الشمالية ويتألف: من الشعراء بطي المظلوم رئيساً للمجلس وأعضاؤه من الشعراء : سالم الدهماني …….
وفي الإمارات نخبة من الشعراء النبطيين غير الذين ذكرناهم في مجالس الشعراء تركوا تراثاً شعرياً يمتد آثره في جيل اليوم من الناس والشعراء ويتناقلون أشعارهم بإعجاب متصل ، نخبة أسست للحركة الشعرية النبطية في العصر الراهن إذ تفردت أشعارهم بالحكمة والخلق والتجربة الإنسانية الراقية والعريضة ولاحتواء أشعار هذه النخبة على معاناة ذاتيـة ووجدانية واجتماعية واقتصادية ..ذلك أن بعض هؤلاء الشعراء قد عاشوا فترة ما قبل ظهور النفط حيث ظروفها الاقتصادية والحضارية كانت صعبة وقاسية في شتى المجالات ، فجاءت أشعارهم زاخرة بعمق التجربة وبعمق الإبداع الشعري ، وزاخرة بالقيم والمثل العربية الأصيلة .
ومن أبرز شعراء هذه النخبة : ذياب بن عيسى ، خليفة بن شخبوط ، سلطان بن زايد ، محمد بن راشد آل مكتوم ، أحمد خليفة السويدي ، سعيد بن عتيق الهاملي ، السيد عبدالله ، عبدالله بن سليم ، سلطان الحلامي ، أحمد بن خلف العتيبة ،سالم بن فارس المزروعي ،علي بوملحا ،عيد بن مبارك ،عفراء بنت سيف ،عبيد مبارك بين نبيلا ، عبدالله بن شيبان ،جابر بن عبدالله ، عبدالله بن جاسم المريخي ، علي بن قمبر ، غانم قمبر ، خميس المزروعي ، جويهر الصايغ ، أحمد بن حضيبة الهاملي ، الشيخ عبدالرحمن بن علي المبارك وهو من الإحساء ومن الشعراء المعدودين ويمتاز شعره بالسهولة مع قوة المعنى والمبنى ، أحمد بن سليم ، أحمد بن حميد ، ماجد بن زنيد ، سلطان بن حسن السويدي ، حمد الغداني ، محمد بن ثاني بن زنيد ، راشد محمد بن دلموك، أحمد محمد بن حبتور ، حامد بن غيث ، سعيد بن سرور ، فاضل بن سلطان الحبتور ، محمد راشد المطروشي ، خلفان بن جدعوه عبدالله الحساوي ، محمد بن سوقات ، سالم الجمري ، أحمد خليفة الهاملي ، راشد البواردي ، راشد يابس رأس ، راشد بن حميد بن درويش ، سعيد بالهش ، عثمان بن مبارك ، سعيد بن خليفة المزروعي ، حميد النحو، خليفة بن علي ، شيخة بنت حمد ، أحمد بو سينده ، الشيخ عبدالله بن صالح ، سالم بن علي العويس .. والراحل سالم العويس من شعراء الفصحى في الإمارات ، بل من أهم شعراء الفصحى في فترة الأربعينات والخمسينات في القرن العشرين .. ناصر بن علي العويس ، محمد بن سالم العويس ، حمد بن عبدالله العويس ، عبيد بن صالح ، عبيد بن سعيد السويدي ،رحمة بن راشد الشامسي ، عبيد بن زعيل ، عبدالعزيز بن دخين ، محمد الخيال ، سعيد بن حلوة ، علي الهادفي ، أحمد بن سيف العبدولي ، خلفان بن علي السويدي ، حمد بن ناصر السويدي ، علي بن شمسة ، أحمد بن علي العويس ، سعيد الصواية ، حميد بن راشد النعيمي ، راشد بن خصيف ، راشد الخضر "وهو من أبرز شعراء النبط القدامى ويعد مع الشاعر القديم الماجدي بن ظاهر مدرسة شعرية في النبط من الصعب أن تتكرر ، وقد تتلمذ على شعرهما عشرات الشعراء الذين جاءوا من بعدهما .. ويذكر أن الشاعر ابن ظاهر من رأس الخيمة ، وراشد الخضر من عجمان "، حسين ناصر لوتاه ، راشد بن ثاني ، سالم خليفة الضفري ، ماجد بن علي النعيمى ، ربيع بن ياقوت ، ناصر بن محمد الشامسي ، غانم العصري ، راشد بن يوسف المخيمري ، محمد الكوس ، محمد بن صفوان ، النوبي بن مطر ، محمد بن حسين المناعي " (4) " وكذلك الشعراء محمد أحمد خليفة السويدي ، ويعقوب الشامسي وغيرهم .
ومن الجدير بالذكر أن الأسماء السابقة من الشعراء،بعضهم مازال على قيد الحياة ومنهم عدد من الشعراء يتقلدون مناصب رفيعة في الدولة ولكن حبهم للشعر مازال متدفقاً وفياضاً بالعطاء أمثال الشاعر سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وزير الدفاع .
ومن شعراء النبط المرموقين أيضاً والمعروفين على مستوى واسع في مجتمع الإمارات ، الشعراء : علي بن محمد محين الشامسي ، أحمد بن عبدالله بن سبت ، يعقوب بن يوسف الحاتمي ، خلفان بن علي بن غيث ، الشيخ بطي بطي بن سهيل، حمد بن سرحان ، الشيخ صقر بن خالد القاسمي ، أحمد بن عبدالرحمن أبو سنيده ، مبارك بن حمد العقيلي ، الشيخ محمد بن شيخان العمـاني " (5) " .
الشـعر العربـي الفصـيح :
وهو الشعر العربي التقليدي المعروف بالشعر العمودي .. هذا هو الشعر الضارب بجذوره في عمق التاريخ الأدبي في المنطقة ، ويمتد إلى البدايات الأولى للشعر العربي ، في عصور الجاهلية وما قبلها ويعرف دارسوه الأدب العربي ومؤرخوه .. أن أرض الإمارات ومنطقة الخليج العربية قد ظهر فيها شعراء أفذاذ في القرون الماضية ..عاشوا في روابيها ، وعلى سواحلها وقد نشدوا أعمق القصائد العربية وأعذبها .
أما في العصر الحديث .. وتحديداً في القرن العشرين ، فقد برز شعراء عموديون كبار في الإمارات قالوا قصائد عظيمة في مختلف أغراض الشعر التقليدية منهم على سبيل المثال الشاعر المعروف سالم بن علي العويس والذي يعتبر أحد الشعراء الخليجين الكبار في هذا القرن ..وهو الشاعر الإماراتي المولود عام 1887ميلادية في بلدة الحيرة الواقعة بين إماراتي الشارقة وعجمان والمتوفي عام 1959م في الشارقة وقد كان أحد شعراء الثورة العربية ، خاصة تلك التي كان قائدها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والذي مجده الشاعر وافتخر به في كثير من قصائده .. وقد كان الشاعر سالم بن علي العويس ذا رؤية ثاقبة في قراءة المستقبل ، وقد تجلى ذلك في كثير من قصائده "6(6)".
أيضاً من الشعراء العموديين المعروفين في دولة الإمارات العربية المتحدة الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي والشاعر سلطان العويس وهو من الشعراء الذين قدموا خدمة جليلة للحركة الثقافية بدولة الإمارات وللوطن العربي عموماً بتخصيص جائزة عربية مرموقة جداً باسمه يصل مقدارها إلى 400 ألف دولار أمريكي كل سنتين ، تعطى لمجالات إبداعية في الشعر والرواية والنقد والدراسات وذلك بهدف تشجيع ودعم الإبداع الأدبي العـربي .
كذلك هناك الشاعر الإماراتي المعروف الدكتور مانع سعيد العتيبة وقد كان المستشار الشخصي لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" ،وقد كان يشغل قبل ذلك ولفترة طويلة منصب وزير البترول والثروة المعدنية ، وللشاعر مانع العتيبة حوالي عشرين ديواناً مطبوعاً تتوزع بين الشعر العمودي الفصيح والشعر النبطي ،حوت قصائد في مختلف أغراض الشعر ومن أهمها الأشعار الوطنية وأشعار الغزل والوصف والوجدانيات .
كذلك هنالك الشعراء محمد شريف الشيباني ، هاشم الموسوي ، كريم معتوق ، سالم بوجمهور، عارف الخاجة ، عارف الشيخ ، حبيب الصايغ ، سلطان خليفة الحبتور، وقد نظموا جميعهم قصائد كثيرة ومنهم من أخرجها في دواوين شعرية في الشعر العربي العمودي في مختلف أغراض الشعر .
وفي مجال الشعر الحديث بشقيه الرئيسين : شعر التفعيلة ..والشعر الحر المنثور ، فقد برز فيه شعراء أبرزهم كما هو مسجل لدى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشعراء : جعفر الجمري ، حبيب الصايغ ، عارف الخاجة ، أحمد راشد ثاني ، ثاني السويدي ، خالد بدر عبيد، نجوم الغانم ، ظبية خميس ، صالحة غابش ، إبراهيم محمد إبراهيم ، إبراهيم الملا، عبدالعزيز جاسم ، كريم معتوق ، سالم بوجمهور القبيسي ، ميسون صقر القاسمي ، هالة معتوق ، محمد المزروعي ..وغيرهم .. وهؤلاء الشعراء الذين يعرفون بشعراء الحداثة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، قد لاقوا أيضاً ترحيباً من الجهات الثقافية الرسمية في الدولة حيث فتحت المراكز الثقافية الرسمية أبوابها لهم فنظمت لهم الأمسيات الشعرية المتواصلة وأصدرت لهم كذلك الدواوين الشعرية وأحاطتهم بكل رعاية واهتمام ، ومن هذه المؤسسات والمراكز التي فتحت لهم أبوابها وزارة الإعلام والثقافة ودوائر الإعلام والثقافة في الإمارات ، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات والمجمع الثقافي بأبوظبي وغيرها من المؤسسات .
http://www.uaeweb.com/forums/showthread.php?t=18089