تعد مراحل التقويم واحد من أهم المراحل في العملية التربوية ، وتهدف أساساً لتحسين العمل
التربوي بقصد الحصول على نتائج أفضل وأكثر تحقيقاً للأهداف التربوية .
ويقترن مفهوم التقويم عند غالبية المعلمين بالاختبارات التي يعطونها لطلبتهم ،إلا أن هذه
الاختبارات هي إحدى وسائل التقويم ،و إن كانت الأكثر شيوعاً ،إذ أن هناك وسائل وأدوات أخرى منها
ملاحظة المعلم للطالب أثناء نشاط معين ،أو تقارير و البحوث أو تنفيذ المشاريع أو أداء واجبات أو
تعيينات معينة …..إلخ .
وبالرغم من أهمية الاختبارات ودورها في العملية التربوية وما يترتب عليها من اتخاذ قرارات مهمة
ومصيرية أحياناً . إلا أننا نستطيع القول من خلال ملاحظاتنا
في القياس و التقويم أن الاختبارات التي يعدها الكثير من المعلمين و المعلمات لا تتسم
بمواصفات الاختبارات الجيدة من الصدق و الثبات وغيرها ،كما أن الأسئلة التي يعدونها لاتسير وفق
معايير كتابة الأسئلة … إلى غير ذلك من المشكلات .
أعتقد من الضروري إعطاء هذا الامر العناية الكافية سواء من مؤسسات إعداد المعلم أو من الجامعات
أو الكليات أو من المعلم نفسه أو الجهة التي يعمل بها ، المعلم يستطيع أن يطور نفسه في هذا
الجانب من خلال القراءة الذاتية ، وسؤال أهل الخبرة ، أما المدرسة أو إدارة التعليم فيمكنها أن تعقد
دورات تدريبية لرفع مستوى المعلمين في ذلك .
ويجب أن لا يغيب عن الذهن أن عمليتي التدريس و التقويم عمليتان متكاملتان تؤثر كل منها
بالأخرى ، وعادة مايقوم المعلم طلابه بناء على ما قام بتدريسه من محتوى دراسي وهو في
الغالب ذو مستويات دنيا من العمليات العقلية تركز على الحفظ ،الأمر الذي يدعونا إلى تطوير
المناهج من جهة وتدريب المعلمين استخدام طرق و أساليب التدريس من جهة أخرى ؟؟؟
ومن ثم القيام بعملية تقويم يتم فيها الاهتمام بالعمليات العقلية العليا و التفكير الناقد و الإبداع .
وديننا الإسلامي يدعونا إلى التفكر في جميع مناحي الحياة {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت }ا
الآية 17 سورة الغاشية.
فيجدر بالمسؤولين عن التربية والتعليم التركيز على الطفل وإمكانية تنمية قدراتة الإبداعية وقياسها
وفقاً لمتطلبات المرحلة ودراسة العقبات التي تعوق إبداعاته وتدمر قدراته العقلية والتفكيرية .. إن
الاختبارات وحدها لا تعتمد كأسلوب تقويمي وحيد حيث أن هناك العديد من الأساليب الأخرى
الحديثة في العالم .حبذا لو يتم الاهتمام بها في مدارسنا .