التصنيفات
أخبار مجلس الشارقة للتعليم

مؤتمر التميز الثاني بالشارقة يناقش التجارب العالمية في القيادة التربوية

الشارقة

رفعت عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم أسمى آيات
الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو
المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لرعاية سموه لمؤتمر التميز الثاني لجائزة الشارقة
للتفوق والتميز التربوي والتي تحفز الجميع نحو إثراء الحوار واستخلاص نتائج تتناسب
ومستوى تطلعات سموه .

وأشادت بدعم سموه اللامحدود لمسيرة التعليم وتوجيهات
سموه التي تمثلت ثمارها في مجموعة من الصروح العلمية والثقافية الرائدة عالميا .

كما تقدمت بالشكر إلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان
القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة لتكرم سموه بافتتاح المؤتمر ومتابعته الحثيثة
لأعمال تطوير التعليم الجارية في إمارة الشارقة .

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر التميز
الثاني 2022 الذي ينظمه مجلس الشارقة للتعليم تحت شعار “التميز في التعليم”
الاتجاهات الدولية نماذج ناجحة” والمصاحب للدورة الثامنة عشرة لجائزة الشارقة
للتفوق والتميز التربوي، بحضور أكثر من 500 من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية
بمدارس الدولة إضافة إلى مديري المناطق التعليمية وأعضاء الجامعات وعدد من طلبة
الجامعات والمدارس بالشارقة .

وتضمنت أعمال اليوم الثاني للمؤتمر 6 ورش عمل الأولى:
حول التنمية المهنية للمعلم قدمتها وندي روبنسن من جامعة اكسترا بالمملكة المتحدة،
والورشة الثانية حول التكنولوجيا التعليمية بالممارسة قدمها ستيف هيجنز من جامعة
دورهام بالمملكة المتحدة، وإبراهيم القيسي من مكتب التربية العربي بالسعودية،
وورشة تطوير وتطبيق استراتيجيات الفصل الدراسي قدمها الدكتور اليز تازفين من
فنلندا وحنان الشامسي منسقة اللغة العربية بمدرسة الرماقية بالشارقة والورشة
الرابعة حول دور المعلم في تطوير مناهج التعليم العام للطلاب من ذوي الإعاقة قدمها
الدكتور سحر الخشرمي من جامعة الملك سعود، وورشة القيادة المدرسية التي عقدت على
ثلاث مستويات لمديري الحلقة الأولى والثانية والثالثة إضافة إلى ورشة المدارس ذات
الأداء المتميز في الإمارات وشاركت في تنفيذها مدرسة الخبيرات البريطانية بأبوظبي
ومدرسة راشد للبنين بدبي ومدرسة فكتوربا الدولية بالشارقة ومدرسة الحسن البصري
بعجمان ومدرسة أم الشهداء بأم القيوين .

وقالت أمين عام المجلس إن أعمال المؤتمر تركزت على اربعة
محاور اساسية وهي التجارب العالمية الرائدة في مجال القيادة التربوية والممارسات
المتميزة في مجال التعليم العام والممارسات المتميزة في مجال تقنية المعلومات
والممارسات المتميزة في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة .

وأكدت أن التميز في التعليم يمثل دعوة جادة ورصينة
لتبادل التجارب والأفكار والرؤى لمواكبة أدوات التطوير التعليمي والتربوي ولأجل
ايجاد مساحة للحوار الفكري البناء للوصول لمخرجات تعليمية لصياغة بنية تربوية
متطورة تسهم في الوصول الى القمم الراسخة والناجحة، مشيرة إلى أن المؤتمر يأتي مصاحبا لفعاليات حفل تكريم
الفائزين بجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي لهذا العام بعد تحقيق النجاحات
الملموسة في النسخة الأولى من المؤتمر في الدورة 16 للجائزة وانطلاقا من قناعة
راسخة بأن التميز والتفرد يستقي ينابيعه من تنوع الخبرات وإثراء التجارب إضافة الى
كوامن الإبداع المتأصلة في الأفكار والرؤى والتوجهات لتكتمل الصورة المشرقة في
تأسيس البناء الفكري والتربوي وفق اسس متينة .

التصنيفات
المعلمين والمعلمات

القيادة في المنهج

موضوع مترجم
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc القيادة في تطور المنهج.doc‏ (66.5 كيلوبايت, المشاهدات 8)
التصنيفات
أخبار مجلس الشارقة للتعليم

ختام برنامج القيادة المدرسية لإدارات النموذجيات في الشارقة

الشارقة

أكدت عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم حرص المجلس على الارتقاء بالكفاءات المهنية والتدريسية للعاملين في مدارس الشارقة النموذجية الحلقة الاولى والثانية. وقالت ان الورش التدريبية التي يشرف عليها مجلس الشارقة للتعليم أصبحت جزءا لا يتجزأ من استراتيجية المجلس الرامي الى الارتقاء بالكوادر العاملة في الميدان التربوي معتبرة تطوير الكوادر الادارية والتدريسية مرتكزا للخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم في امارة العلم والثقافة، وتمكينها من تطوير أدائها بصورة نوعية، جاء ذلك في ختام برنامج القيادة المدرسية لإدارات النموذجيات في الشارقة.

وقالت أمين عام مجلس الشارقة للتعليم ان الورش شهدت تفاعلاً من جميع المشاركين الذين سيقومون بتطبيق ما تعلموه خلال الدورة في مدارسهم موجهة تحية تقدير لوزارة التربية والتعليم ومنطقة الشارقة التعليمية على الدعم الكبير الذي يقدمونه للمدارس النموذجية ولمدرسة فيكتوريا ولكل الادارات المدرسية التي تفاعلت مع الورشة.

وأوضحت أن الدورات التدريبية تهدف بشكل عام الى مساعدة ادارة المدارس النموذجية في الشارقة على القيام بدورها في تزويد الأجيال بجميع المعارف والمهارات

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

القيادة الطلابية

لاشك أن الخدمة الاجتماعية المدرسية تساهم بشكل كبير في تحديد التوجهات الشخصية للطالب وذلك بالاعتماد على فلسفات ومباديء الخدمة الاجتماعية والتي تتناسب في مجملها مع قيمنا التربوية النابعة من ديننا الاسلامي الحنيف ولذلك يتم الاهتمام والعناية بتكوين الشخصية الطلابية الايجابية التي تجعل من الحرص على العلم وجعل التعليم وسيلة هامة وأساسية لتكوين جيل ناضج يدرك أهمية المسئولية الملقاه على عاتقه في خضم التطورات الفكرية والتقنية التي تحدث في عالمنا المعاصر ..
والعمل على السير بخطى واثقة نحو الأفضل سلوكياً وعلميا ً ومن هذا المنطلق يبرز أثر التربيةوالتعليم في الاهتمام بالعنصر البشري وخاصة الطالب محور العملية التعليميةوالتركيز على القيادات الطلابية وإعدادهم لتحمل المسئولية في المستقبل القريب .
والقيادة الطلابية من المسؤوليات الاجتماعية التي تقع على عاتق المدرسة من خلال تعزيز وتشجيع هذه الفئة من الطلاب بتفعيل الجماعات و توفير الوقت المناسب لممارسة الأنشطة وتفعيل شعار( شباب اليوم هم قادة الغد)
ومن خلال عمل الاختصاصي الاجتماعي مع الجماعات المدرسية عليه أن يؤكد على صفات ايجابية على القيادات الطلابية التمسك بها :
* القدوة الحسنة في السلوك الفعلي .
* تنمية القدرة على التجاوب والتفاعل مع الآخرين بصدر رحب.
* القدرة على التكيف والتوافق النفسي والاجتماعي مع الاخرين .
* الخبرة والمهارة الكافية في مجالات الأنشطة التي تمارسها الجماعة .
* القدرة على التجديد والابتكار دائما لصالح الجماعة .
والقيادة الطلابية تحتاج منا الى كل رعاية واهتمام وفقنا الله جميعا لما فيه الخير …
الشارقة
مشكور ابو ريم ع الموضووع
والقيادة الطلابية تحتاج منا الى كل رعاية واهتمام وفقنا الله جميعا لما فيه الخير …

و مشكور أبو ريم

شكرا جزيلا على مروركم الكريم ونهدف في النهاية لجيل يرقى لما هو مطلوب منه من مهام ومسئوليات تقع على عاتقه في ظل مسايرة ركب الحضارة لدولة الامارات العربية المتحدة والثروة البشرية المحرك الهام لكل تطور منشود…

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله .. جهد رائع .. وعمل مميز

فمنتدانا يفخر بوجودكم ..

ونحن ننتظر ابداعكم القادم

الى الامام دائما ..

الشارقة

التصنيفات
الأخبار التربوية

برنامج في اللغة الإنجليزية والقيادة لمديري المدارس

بمشاركة 35 مديراً ومديرة
برنامج لتنمية مهارات «الإنجليزية» لمديري مدارس الشارقة

|

الشارقة

01 يونيو 2022

لمياء الهرمودي – جريدة الاتحاد

(الشارقة) – أطلقت كليات التقنية العليا في الشارقة، المرحلة الأولى من برنامج تطوير مهارات التواصل بالإنجليزية لمديري ومديرات المدارس من مختلف المراحل التعليمية في الإمارة، الذي يهدف إلى تطوير مهارات الإنجليزية لديهم في مجال الإدارة، ويتضمن عقد مجموعة من ورش العمل تحت عنوان “المدير كقائد تربوي”.

حضر إطلاق البرنامج، سعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية، والدكتور فريد أوهان مدير كليات التقنية العليا بالشارقة.

وأعرب الكعبي عن تقديره لتعاون كليات التقنية من خلال مجموعة البرامج التي تنفذها لتطوير أداء العاملين في المنطقة، وتحسين مستوى المخرجات التعليمية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يلبي حاجة ماسة لدى الكثير من التربويين، خاصة وأنه يركز على كيفية استخدام المدير للغة الإنجليزية في مجال عمله، وتعليمه المصطلحات الأكاديمية والتعابير اللازمة للتحدث إلى العاملين في مجال الاعتماد المدرسي أو حين يستقبل وفوداً رسمية من دول مختلفة، أو عند تمثيله للدولة في المحافل الدولي، لافتا إلى أهمية تطبيق البرنامج على كافة العاملين في “تعليمية الشارقة”، بناء على التغذية الراجعة للمرحلة الأولى.

من جانبه أكد الدكتور فريد أوهان أهمية الجدية والمثابرة في تعلم اللغة، وضرورة تنمية المفردات والتراكيب اللازمة بصورة مستمرة ودون انقطاع، حتى تصبح جزءا من المخزون اللغوي للمتعلم، مؤكدا الدور الذي تلعبه كليات التقنية كمؤسسة تعليم عال في دعم البرامج المختلفة داخل مدارس المنطقة من خلال توفير الخبرات والمشورة والدعم الفني.

وأشاد بالجهود التي تبذلها منطقة الشارقة التعليمية لتنمية مهارات اللغة الإنجليزية على مستوى الطلبة والعاملين، حيث تظهر الإحصاءات الخاصة بامتحان “السيبا” تقدم طلبة منطقة الشارقة وحصولهم على أفضل النتائج، ما يسهل التحاقهم بالجامعات، داعياً المديرين والمديرات إلى الإفادة من تجربة “المدير كقائد تربوي” لتعزيز خبراتهم في المحاور التي يتناولها البرنامج.

بدوره قال أحمد عثمان البوريني موجه اللغة الإنجليزية ومنسق البرنامج، إن تطوير مستوى اللغة الإنجليزية في مجال القيادة والإدارة يشكل أولوية لدى جميع مديري المدارس ورياض الأطفال في المنطقة ومساعديهم، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته “تعليمية الشارقة” أن هناك خمسة موضوعات أساسية تشكل محور التنمية المهنية لديهم، منها اللغة وتوظيف التقنيات وأنماط القيادة التربوية الحديثة والإرشاد المهني وأساليب الملاحظة الصفية الحديثة.

وأضاف أن مسألة تقييم المعلمين أصبحت من المسؤوليات المنوطة بالمدير وليس الموجه، الأمر الذي يتطلب منه ومن مساعده زيارة جميع المعلمين بمن فيهم معلمو اللغة الإنجليزية في المدرسة، بهدف تقويم أدائهم داخل غرفة الصف، مما يستلزم معرفة كافية باللغة، مشيرا إلى أن البرنامج لا يهدف إلى بناء المهارات الأساسية للإنجليزية بقدر ما يسعى إلى تطوير المعرفة بالمصطلحات واللغة الفنية التي تعين المديرين أثناء ممارساتهم العملية.

اقرأ المزيد : برنامج لتنمية مهارات «الإنجليزية» لمديري مدارس الشارقة – جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz1wVgqR9ml

وكالة أنباء الإمارات – الخليج – الاتحاد

سوف يتم استكمال البرنامج ليشمل عددا آخر من القيادات المدرسية لاحقا بإذن الله.
التصنيفات
الأخبار التربوية

أشاد بجهود القيادة في النهوض في التعليم مجلس أولياء أمور دبا الحصن يزور المدارس

أشاد بجهود القيادة في النهوض في التعليم مجلس أولياء أمور دبا الحصن يزور المدارس

قام مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بدبا الحصن بزيارة صباح أمس الأول إلى عدد من مدارس مدينة دبا الحصن، لمشاركة الطلبة فرحتهم في استقبال عودتهم إلى مدارسهم، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، وتعزيز التوجهات التربوية كافة، الرامية إلى بداية العام بنشاط وحيوية.

وشارك في الزيارة أعضاء وعضوات المجلس ومديرو ومسؤولو المؤسسات الحكومية في دبا الحصن، والتقى المجلس إدارات المدارس، وهنأهم ببداية العام الدراسي، وتمنى لهم عاماً موفقاً.

كما التقى الطلبة على اختلاف مراحلهم التعليمية، وحثهم على الاجتهاد منذ اللحظات الأولى، ليكون التفوق شعارهم وعنوانهم للتميز والارتقاء.

وسعى المجلس من خلال جولته للمساهمة بجهوده في المشاركة بإثراء برنامج «مرحبا مدرستي» التي تنظمه وزارة التربية والتعليم بداية كل عام دراسي.

وقال إبراهيم سعيد بغداد، رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بمدينة دبا الحصن: «كان الهدف من زيارتنا المدارس تقديم التهنئة لأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية والطلاب والطالبات بداية العام الدراسي، وحث الأبناء على الالتزام في الدوام المدرسي، والسعي للتحصيل العلمي، وتمنياتنا أن يكون عاماً ناجحاً وموفقاً للجميع».

وخلال الزيارة أشاد بغداد بالدور الذي تلعبه القيادة الرشيدة في النهوض وتطور التعليم بالدولة، مثمناً ما يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من اهتمام بالتعليم بالإمارة، من خلال توجيهاته لمجلس الشارقة للتعليم، وتذليل جميع الصعوبات التي تواجه الميدان التربوي بالإمارة.

(دبا الحصن – الاتحاد)

http://www.alittihad.ae/details.php?id=76555&y=2014

التصنيفات
المشاريع المدرسية خاصة بالأنشطة

طلاب مدرسة الإمام مسلم للتعليم الأساسي بزيارة لإدارة جناح الجو بالقيادة العامة لشرطة

قام عدد من طلاب مدرسة الإمام مسلم للتعليم الأساسي بزيارة لإدارة جناح الجو بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، للتعرف على طبيعة عملها والمهام الإنسانية التي تقوم بتنفيذها.

وقدم الملازم أول حميد الصفار والملازم أحمد بطي الشامسي للطلبة نبذة تعريفية عن مهام إدارة جناح الجو ، وأهم ما تقوم به من أعمال تختص بتقديم العون والمساعدة للمواطنين والمقيمين وذلك من خلال الطائرات المجهزة بأحدث المعدات الطبية والطاقم الطبي المرافق المؤهل على أعلى مستوى من العلم والمعرفة والأداء. ثم قام الطلبة بجولة شملت التعرف على طائرات الإسعاف الجوي وطائرات البحث والإنقاذ، إلى جانب زيارة حظيرة صيانة الطائرات.

التصنيفات
الإذاعة المدرسية

اذاعة عن الهوية الوطنية والقيادة الرشيدة

{لو سمحتوا ابغا اذاعه عن الهوية الوطنية اخر يوم للتسليم الاثنين القادم
اذا تحبون المساعده وتبغون الاجر لبولي هذا اطلب وطبعا اذا لبيته لازم
اسويلك شي مقابل (اذاعة…ورقة عمل….ملخص…امتحان)ووعد منى
اسويلك اللي تباه واطلب انا تحت امرك طبعا بعد ما تلبيلي طلبي …..}
الشارقة
ممكن تسوين ولدان يخرجان من الصف ،ويقرران انهم يخربون المدرسة ، وبعدين يشوفهم الاخصائي و ينصحهم ، ويقولهم انتو ماتعرفون منو سوالنا هالمدرسة وتعب عشانا ويذكر الشيخ زايد الله يرحمه ، ثم يقدم توصيات لهما، وعشان تخليها حلوة، خلي فيها نوع من الفكاهة، يعني مثلا وهم يخربون تخلين واحد يقول حق الثاني وهو يعطيه القلم : دوووك انت ، ومثلا يوم يشردون من الصف تخلين واحد شارد مثل الحرامي ويقول حق ربيعه ، والله قصيت على المعلمة وقلتلها ان بطني يعورني وبروح عند الممرضة، وعسى ينال الاعجاب هذا المشهد.
روووعة
شكرا على جهودك
التصنيفات
البحوث

قدوتنا في القيادة

الدين ..
.
.
المقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلواته عل اشرف الرسلين محمد خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين وبعد.
الرسول – صلى الله عليه وسلم – خاتم الأنبياء هو قدوة لكل مسلم ومسلمة ، قدوتنا في كل شيء في العبادة ، في الأخلاق والأمانة، وفي كل شيء إنه قدوتنا في القيادة ايضا. و لابد أننا نجزم ونؤكد على أن رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- هو رجل دولة الأول: سياسياً وعسكرياً. وفي كل مرة كان في القمة التي لا يرقى إليها أحد وهو الأمي الذي لا يعرف قراءة ولا كتابة مما يدل على أن المسألة هنا ربانية المبدأ والطريق والنهاية. فقد كان العرب أتباعاً، فأصبحوا أسياداً. وكانوا قبائل متناحرة، فأصبحوا إخواناً ينصر بعضهم بعضاً. كان يحنون رؤوسهم لكسرى وقيصر، ثم أصبحت جيوش كسرى وقيصر تفر من أمامهم. حصل هذا التحول بفعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وتأييد الله له. في هذا الموضع سنشير إلى صفات الرسول الكريم القيادية، وكيف تمكن من إجراء هذه التحولات الكبيرة في حياة العرب. لهذا لقد دفعتني رغبتي لأكتب في هذا الموضوع لإفادة نفسي ولإفادة غيري في هذا الموضوع أرجو أن تعم الفائدة لقارئ هذا الموضوع.

العرض :
كل أمة حية لابد لها من موجه يوجهها إلى حياة حرة شريفة، تحفظ كيانها، وتضمن سعادة بينها، وإنا لنجد هذا الموجه في كل أمة من الكائنات غير الآدمية، نجده في النمل والنحل وغيرهما من خلق الله، فلأن يكون ذلك في الأمة الإنسانية أولى وأجدر. وأول ما عرفت البشرية التوجيه والقيادة، عرفتهما عن طريق السماء، فقد اقتضت حكمة الله الحكيم الخبير، أن يبعث إلى البشر معلمين يوجهونهم إلى الخير والجمال، ويرشدونهم إلى أمثل سبل السعادة، ويقودونهم إلى تحقيق أهدافهم وفق ما رسم الله لهم.
والقائد سواء أكان رسولا أو مصلحاً غير رسول. يجب أن يكون مؤمناً بمبادئه إيماناً قوياً ثابتاً، لا تزعزعه الأحداث، بل يجب أن يكون مؤمناً بأن مبادئه هي أصلح المبادئ التي تحقق لمجتمعه العزة والسعادة، وتضمن له الخير والأمن والسلام، فإذا تطرق إلى القائد شك في صلاحية مبادئه، أو ضعف في إيمانه بخيريتها، فهو قائد لابد أن تفشل قيادته. أو تنبذه أمته، كذلك يجب أن يتوسل القائد إلى إقناع المجتمع بصلاحية منهجه. وخيرية مبادئه، متدرعا بالصبر والمثابرة، في مواجهة ما لابد أن يصادفه من صعاب وعناد وإيذاء، وليعلم أن رواد الإصلاح منذ القدم أصابهم ما يصيبه، ووجدوا ما وجد ,أكبر مثال على ذلك الرسول –صلى الله عليه وسلم – وما تعرضه من إيذاء وكراهية من الكفار.
كان العرب أتباعاً، فأصبحوا أسياداً. وكانوا قبائل متناحرة، فأصبحوا إخواناً ينصر بعضهم بعضاً. كان يحنون رؤوسهم لكسرى وقيصر، ثم أصبحت جيوش كسرى وقيصر تفر من أمامهم. حصل هذا التحول بفعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وتأييد الله له. لقد كانت له سياسة ناجحة هي التي ادت إلى إحداث هذا التغيير في العرب.

ولابد أن لنجاح القيادة السياسية نقاط توقف، نختصرها كما يلي:
1. استيعاب هذه القيادة لدعوتها وثقتها بها وبأحقيتها، وثقتها بانتصارها، وعدم تناقض سلوك هذه القيادة مع ما تدعو إليه.
2. قدرة القيادة على الاستمرار بالدعوة تبليغاً وإقناعاً.
3. قدرة القيادة في استيعاب المستجيبين للدعوة تربية وتنظيماً وتسييراً.
4. وجود الثقة الكاملة بين القيادة وأتباعها.
5. قدرة القيادة على التعرف على إمكانية الأتباع وأن تستطيع الاستفادة من كل إمكاناتهم العقلية والجسمية أثناء الحركة.
6. قدرة القيادة على حل المشاكل الطارئة بأقل قدر ممكن من الجهد.
7. أن تكون هذه القيادة بعيدة النظر مستوعبة للواقع.
8. قدرة هذه القيادة على الوصول إلى النصر والاستفادة منه.
9. قدرة هذه القيادة أن تحكم أمر بناء دولتها إحكاماً يجعلها قادرة على الصمود والنمو على المدى البعيد.

وما عرف التاريخ إنساناً كمل في هذه الجوانب كلها إلى أعلى درجات الكمال غير محمد -صلى الله عليه وسلم- مع ملاحظة أن كمالاته هنا جانب من جوانب كمالاته المتعددة التي لا يحيط بها غير خالقها. ولنستعرض جوانب سيرة رسول الله، تلك الجوانب العملية لنرى براهين ذلك:

1 – استيعابه -صلى الله عليه وسلم- لدعوته نظرياً وعملياً وثقته بها وبانتصارها:
لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- واضحاً تماماً في أن منطلق دعوته هو أن الحاكم الحقيقي للبشر لا يجوز أن يكون غير الله. وأن خضوع البشر لغير سلطان الله شرك، وأن التغيير الأساسي الذي ينبغي أن يتم في العالم هو نقل البشر من خضوع بعضهم لبعض إلى خضوع الكل لله الواحد الأحد.
والأمثلة كثيرة ولكني سوف اختار لكم منها:

طالب المشركين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة أن يطرد المستضعفين من المسلمين حتى يجلسوا إليه، وفي كل مرة كان يتنزل قرآن ويكون موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرفض، ومن هذه ما أخرجه أبو نعيم عن ابن مسعود قال : مر الملأ (أي السادة) من قريش على رسول الله وعنده صهيب وبلال وخباب وعمار –رضي الله عنهم– ونحوهم وناس من ضعفاء المسلمين فقالوا (أي الملأ مخاطبين رسول الله): أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أفنحن نكون تبعاً لهؤلاء الذين منَّ الله عليهم؟ اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعناك قال: فأنزل الله عز وجل: (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ). أخرجه أحمد والطبراني.

وبذلك يكفيك أن تعلم أن الناس يعتبرون العمل السياسي الإسلامي عملاً مثالياً لا يستطيعه أي إنسان فإذا ما عرفنا بعد ذلك أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- استطاع أن يقود الناس بهذا الإسلام. فلا نجد موقفاً من مواقفه تناقض مع نصوص ومبادئ دعوته، وعلمت أنه ما من زعيم سياسي إلا ويضطر للتناقض، إما لاحقا مع سابق أو دعوى مع عمل أو داخلياً مع خارجي، أدركت مدى الكمال في القيادة المحمدية، وخاصة إذا عرفت أنه لم يستطيع أن يرتفع من حكّـــــام الأمة الإسلامية إلى القيادة بالإسلام الكامل بحق، إلا أفراد منهم الخلفاء الراشدون الأربعة، أما رسول الله –صلـى الله عليه وسلم- فقد ساس الناس بالإسلام ولم ينزل بالإسلام إلى مستوى الناس، بل رفع الناس إلى مستواه علـــــى وتيرة واحدة ونسق واحد في الفكر والعمل.

2 – استطاعته -صلى الله عليه وسلم- الاستمرار بدعوته تبليغاً وإقناعاً:
إن أي دعوة من الدعوات إذا لم تستطع تأمين عملية استمرار التبليغ والإقناع تجمد ثم تنحصر ثم تموت. وأي دعوة من الدعوات لا تتخذ الموقف المناسب من الخصم تضرب ضربة ساحقة ثم تزول.
عندما ندرس هذا الجانب في العمل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجد أنه -صلى الله عليه وسلم- قد نجح فيه. فرغم تألب الجزيرة العربية كلها عليه، ورغم العداء العنيف الذي ووجه به، ورغم كل شئ فإن عملية التبليغ لم تنقطع لحظة من اللحظات.
وخلاصة القول: لا توجد حركة سياسية تقوم على أساس عقدي نجحت كما نجحت دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي فترة قصيرة، وهذا يدلنا على أن الأمر أكبر من أن يكون –لولا التوفيق الإلهي– لهذا الرسول الأعظم الفذ على مدى التاريخ بين الرجال.

3 – قدرته صلى الله عليه وسلم على استيعاب أتباعه تربية وتنظيماً وتسييراً ورعاية:
أن الدعوة العقدية السياسية تصاب من قبل أتباعها بسبب قيادتها من نواح ثلاث:
أ) ألا تقدر هذه الدعوة على أن تربي أتباعها تربية نموذجية بحيث يعطي أتباعها صورة حسنة عنها.
ب) أن يدخل الدعوة ناس ولا تستطيع هذه الدعوة أن تسخر طاقاتهم في سبيلها.
ج) عندما لا يحس الأتباع بالرعاية الدائمة، والملاحظة التامة، وعندما لا يوضعون فيما يحس وضعهم به، أو عندما يحسون بأنهم منسيون، كل هذا يؤثر على نفسية الأتباع ويولد عندهم فتوراً عن الدعوة.
هذه النواحي الثلاث لابد من تلافيها لأي دعوة تقوم على أساس مبدأ معين وعدم تلافيها يعطل سير الدعوة ويقتلها. ومن دراستنا لحياة النبي -صلى الله عليه وسلم- نجد أنه يتجنبها وتجد ما يقابلها بشكل لا مثيل له بحيث لا تستغرب بعد كيف انتصرت هذه الدعوة وهذه الجماعة وكيف توسعت على مر الأيام.
فنرى:
في الجانب الأول: تربية الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكيف أن الأمة الإسلامية كلها قد وُسعت تربية.

في الجانب الثاني: ترى الحركية الدائمة التي كان يجعل أصحابه دائماً يعيشونها.

في الجانب الثالث: ترى دقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الرعاية والعناية والسهر على شؤون الأتباع بشكل عجيب، ولعل هذا الجانب أحق بالتمثيل:
أخرج ابن إسحاق عن أم سلمة أنها قالت: لما ضاقت مكة وأوذي أصحاب رسول الله وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وأن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله في منعة من قومه ومن عمه، لا يصل إليه شئ مما يكره، ومما ينال أصحابه. فقال لهم رسول الله: (إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه).
وقد وجههم مرتين إلى الحبشة. مرة في السنة الخامسة، ومرة في السنة السابعة. حيث كان المسلمون مقدمين على أعظم مراحل الاضطهاد مرحلة المقاطعة الشاملة.
والأمثلة كثيرة وفيها دلالة على مبلغ دقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في توجيه أصحابه بالشكل الذي يحمون فيه ويأمنون، وكيف أنه لا ينسى أحد منهم بل يستوعبهم جميعاً برعايته، وكيف يعدهم للحظة المناسبة، وكيف يسيّر كل واحد منهم بحكمة تناسب وضعه.

4 – الثقة التي كان يتمتع بها -صلى الله عليه وسلم- عند أتباعه:
للثقة بين الناس وقائدهم أهمية عظيمة جداً عند أصحاب الفكر السياسي، لذلك ترى في أنظمة الحكم الديمقراطية أن الحكومة تبقى حاكمة ما دامت متمتعة بثقة شعبها التي تعرفها ببعض الوسائل، وهذا حال الناس الذين يثقون بحكوماتهم ومتعاونين معها فإنهم يستطيعون بالتالي أن يسدوا النواقص. أما إذا فقدت الثقة فقد تلاشى كل شئ وفقدت الأمة قوتها ويضعف روحها المعنوية ويضرب اقتصادها وبالتالي يهوي بها.
لذلك كان من أهم عوامل القائد السياسي لأمة ثقة الأمة به ومحبتها له، فإن هذا إذا وجد يعوض كل النواقص وكل الفراغات فإذا ما وضح هذا بشكل عام نقول: أن تاريخ العالم كله لا يعرف مثلاً واحداً يشبه ما كانت عليه ثقة أتباع الرسول –صلى الله عليه وسلم- به. إن ثقة الناس بالقائد الرسول كانت ثقة غير متناهية يكفي لإدراكها أن ترى بعضاً من مواقف الصحابة في أدق وأصعب وأحوج الأحوال:
قال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله وإن بيننا وبين الناس حبالاً (أي أحلافاً وعهوداً) فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس. فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قوله وقال: الدم الدم، الهدم الهدم، وفي رواية: بل الدم الدم والهدم الهدم. أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم. ثم أقبل أبو الهيثم على قومه فقال: يا قوم هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشهد أنه لصادق وأنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته، فاعلموا أنه إن تخرجوه رمتكم العرب عن قوس واحدة، فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله حقاً، وإن خفتم خذلاناً فمن الآن. فقالوا عند ذلك: قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطيانا، وقد أعطينا من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله، فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله فلنبايعه، فقال أبو الهيثم: أنا أول من بايع.

الأمثلة كثيرة وكلها تشعر الإنسان بمقدار الثقة التي كانت تملأ قلوب هذا الرعيل الأول مع معرفتهم بما سيترتب على هذه البيعة من آثار مخيفة. والحقيقة أن شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم كانت- من الأسر والقوة والنفاذ بحيث لا يملك من يخالطها إلا أن يذوب فيها، إلا إذا كانت شخصية معقدة، ولعل في قصة مولاه زيد بن حارثة ما يؤكد هذا المعنى. إذا يأتي أبو زيد وأعمامه ليشتروه ويرجعوا به إلى أهله حراً ولكن زيداً يختار صحبة محمد مع العبودية والغربة، على فراقه مع الحرية ولقاء الأهل. وهذه ظاهرة عجيبة أن يصارح زيد أهله بهذا، وهو ليس صغير السن بل كان وقتذاك ناضج الفكر فكافأه محمد -صلى الله عليه وسلم- (كان ذلك قبل النبوة) أن حرره وتبناه.

5 – استطاعة القائد الاستفادة من كل إمكانيات الأتباع العقلية والجسمية أثناء الحركة، مع المعرفة الدقيقة بإمكانية كل منهم ووضعه في محله:
إن عبقرية القيادة لا تظهر في شئ ظهورها في معرفة الرجال، ووضع كل في محله، واستخراج طاقات العقول بالشورى، واستخلاص الرأي الصحيح. وفي كل من هذين كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأسوة العليا للبشر.
إن الشورى في فن السياسة عملية تستجمع فيها طاقات العقول كلها لاستخلاص الرأي الصالح، ويتحمل فيها كل فرد مسؤولية القرار النهائي، ويقتنع فيها كل فرد بالنتيجة. فيندفع نحو المراد بقوة وترتفع بها ملكات الفرد وروح الجماعة. ويبقى الإنسان فيها على صلة بمشاكل أمته وجماعته، ولذلك جعل الله أمر المسلمين شورى بينهم، حتى يتحمل كل فرد من المسلمين المسؤولية كاملة ولا يبقى مسلم مهملاً.
والظاهرة التي نراها في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كقائد. حبه للشورى وحرصه عليها ومحاولته توسيع دائرتها واستخلاصه الرأي الأخير في النهاية:
قبيل غزوة بدر استشار الناس فأشار المهاجرون، فلم يكتف ثم استشار الناس فأشار الخزرج والأوس، ثم اتخذ قراره الأخير حتى يمحو أي تردد عن أي نفس. وقبيل يوم أحد استشار الناس وأخذ برأي الأكثرية. ويوم الأحزاب أخذ برأي سلمان الفارسي. ويوم الحديبية أشارت عليه أم سلمة زوجته فأخذ برأيها.
أنها القيادة التي لا تستكبر أن تنزل على رأي مسلم كائناً من كان، ما دام الرأي سليماً صحيحاً. والقيادة الصالحة هي التي تعمم الشورى حتى لا يبقى أحد عنده رأي إلا قاله وخاصة فيما يكون فيه غرم.
أما معرفة الرجال ووضع كل في محله المناسب له وتكليفه بالمهمة التي يصلح لها، فكذلك لا يلحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد فيها.
إن أبا بكر وعمر كانا في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلقبهما الصحابة بالوزيرين له، وكان يسمر معهما في قضايا المسلمين، ولما مرض -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر أن يصلي بالناس وهذا الذي جعل المسلمين يختارونه بعده خليفة، ثم كان عمر الخليفة الثاني، والناس يعرفون ماذا فعل أبو بكر وعمر يوم حكما الناس، فهل يشك أحد أن تركيز الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هاتين الشخصيتين كان في محله، وأنهما من الكفاءة في المحل الأعلى، وأن رأي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهما في محله. وهذان مثلان فقط وإلا فما اختار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً إلا ورأيت الحكمة في هذا الاختيار.
لكل مقام رجال وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر الخلق فراسة في اختيار الرجل المناسب للمقام المناسب.

6 – قدرته الكاملة -صلى الله عليه وسلم- على حل المشاكل الطارئة:
إن انهيار الدعوات والتنظيمات السياسية عادة ما يكون بسبب مشكلة طارئة لا تستطيع القيادة أن تحلها حلاً موفقاً، مما يؤدي إلى انقسام أصحابها أو ضربها والقضاء عليها. فكلما كانت القيادة أقدر على حل المشاكل كان ذلك أضمن لنجاح الدعوة.

وقد يحدث أن بعض القيادات تحل المشاكل حلاً غير مشروع، فتستعمل القوة مع أتباعها، فتبيد المعارضين أو تسجنهم كما نرى كثيراً من هذا في عصرنا الحاضر. إلا أن الظاهرة التي لا مثيل لها في تاريخ القيادات العالمية أنك تجد عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدرة لا مثيل لها على حل المشاكل بكل بساطة، هذا مع سلوك الطريق الألطف مع الأتباع. والذي عرف العرب عن كثب يدرك كفاءة هذه القيادة التي استطاعت أن تشق الطريق بأقل قدر ممكن من المتاعب.

أنه لا توجد أمة في العالم أكثر مشكلات من الأمة العربية، فالعوامل النفسية التي تثير المشاكل كثيرة جداً، فكلمة قد تثير حرباً، وجرح كرامة قد يؤدي إلى ويلات، ونظام للثارات وشعور بالولاء وعواطف متأججة وعصبية عارمة وجرأة نادرة وقسوة وصلابة وعدم انضباط، وكل واحدة من هذه تحتاج إلى قيادة تتمتع بكفاءة منقطعة النظير، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائد الذي استطاع أن يدير أمر هذا الشعب القوي المراس ويحل كل مشاكله بكل بساطة.

وأبرز الأمثلة حله لمشكلة وضع الحجر الأسود قبل النبوة حين هدمت قريش الكعبة وأعادت بناءها.

في رواية ابن اسحاق للحادث قال: ثم أن القبائل جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها حتى بلغ البناء موضع الركن فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوزوا وتحالفوا وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماً ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة، فسموا لعقة الدم. فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتشاوروا وتناصفوا فزعم (إذ يروي أن المشير على قريش مهشم بن المغيرة، ويكنى أبا حذيفة) بعض أهل الرواية: أن أبا أمية بن المغيرة عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان عامئذ أسن قريش كلها، قال: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ففعلوا. فكان أول داخل عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد. فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر، قال -صلى الله عليه وسلم- هلمّ إليّ ثوباً، فأتي به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ثم قال: لنأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوا جميعاً ففعلوا. حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده ثم بني عليه.

والنماذج كثيرة كلها تبين كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحل المشكلات اليومية بسرعة عجيبة فلا يبقى لها أي أثر. هذه الإمكانية العجيبة في حل المشكلات جعلت رجلاً كبرناردشو الأديب الإنكليزي المشهور يقول: ما أحوج العالم إلى رجل كمحمد يحل مشاكله وهو يشرب فنجاناً من القهوة (أي ببساطة)!

ومن قرأ كتب الحديث رأى كثرة المشكلات اليومية والفردية والجماعية التي كانت تعترض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يسوس شعباً من أعصى شعوب العالم انقياداً وطاعة وسياسة، ومع هذا فما عرف أن مشكلة مرت عليه إلا وحلها بسهولة كاملة واستقامة مع منهج الحق الذي يدعو إليه والذي يمثل أرقى صور الواقعية والمثالية بآن واحد، وما كان ذلك ليكون لولا توفيق الله ورعايته.

7 – بعد نظرة -صلى الله عليه وسلم- وضرباته السياسية الموفقة:
إن الدارس لتصرفات رسول الله يجد أنه لا يوجد تصرف إلا وفيه غاية الحكمة وبعد النظر. فمثلاً يرسل كسرى إلى عاملة على اليمين (باذان) أن يهيج رسول الله، وأن يقبض على رسول الله ليرسله إلى كسرى، فيرسل باذان رجلين ليقبضا على رسول الله ويأتيا به إلى كسرى ويأمر باذان أحد الرجلين أن يدرس أحوال رسول الله، فلما وصل الرجلان أبقاهم الرسول عنده خمسة عشر يوماً دون رد عليهم وقُتل كسرى في اليوم الخامس عشر فأنبأهم -عليه السلام- بقتل كسرى يوم مقتله وأهدى أحد الرجلين منطقة فيها ذهب وفضة وأرسل إلى باذان رسالة مضمونها أنه إن أسلم أعطاه ما تحت يده وكان من آثار هذا كله أن خلع باذان ولاءه لكسرى وأسلم معلناً ولاءه لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.
إن الأمثلة كثيرة جدا ولكن يبقى أن تدرك الأفق العالي الذي كان ينظر منه -عليه السلام- وتدرك أن قيادته جزء من صلته بالله المحيط علماً بكل شئ فكان مسدداً راشداً مهدياً.

8 و 9 – الوصول إلى النصر وتطبيق ما كان العمل من أجله بعد النصر وإحكام البناء بحيث يكون قادراً على الصمود في المستقبل ووضع أسس النمو الدائب المتطور بحيث تحتفظ الدعوة بإمكانية السير عبر العصور:

القرون الوسطى عند الأوروبيون قمة التأخر والقرون الوسطى عندنا قمة التقدم وكانوا يومها متمسكين بدينهم وكنا لا زلنا متمسكين بديننا ومن هنا مفرق الطريق، حيث كان الإسلام حمل أتباعه على التقدم وحيث كان غير الإسلام ديناً كان تأخر. وهذا هو الإسلام يصارع الآن على كل مستوى شرقاً وغرباً فكراً وسلوكاً وهو في كل حال أبداً غالب وأن اضطهد المسلمون فذلك لقوة فكرهم لا لشيء آخر.

وما أحد يجهل أن روح الجهاد في قلوب المسلمين هي التي حررت العالم الإسلامي من قبضة مستعمريه في عصرنا هذا. لقد استطاع الإسلام أن يفعل هذا لأن الأساس الذي بناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له خلال ثلاثة وعشرين عاماً كان من القوة بحيث يحمل كل العصور ويسع كل العصور.
إن الظاهرة التي نراها في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه خلال عشر سنوات فقط كان كل جزء من أجزاء دعوته قائماً يمشي على الأرض على أكمل ما يكون التطبيق، وكل جزء من أجزاء دعوته قابلاً للتطبيق خلال كل عصر، وما مر عصر إلا ورأيت الإسلام مطبقاً بشكل من الأشكال. فإذا ما عملت بأن دعوة سياسية فكرية تحتاج إلى عشرات السنين حتى تنتشر وتنتصر وقد تطبق وقد لا تطبق أدركت أن العملية هنا ليست عملية عادية وإنما هي شئ خارق للعادة تحس وراءه يد الله. وتحس بالتالي أن الدين دين الله وأن محمداً عبده ورسوله.

الخاتمة :
فهل يمكن اعادة دور المسلمين، حتى يأخذوا بأزمة العالم مرة ثانية، كما أخذوها ببركة قيادة الرسول (ص) لينقذوا البشرية من الجهل والفقر والمرض والفوضى، والحروب والثورات، والإستبداد والإستغلال، ومن ألف مشكلة ومشكلة؟ وإذا أمكن فكيف؟ والجواب: نعم يمكن، والطريق هو الرجوع إلى الكتاب والسنّة، كما قال رسول اللّه (ص): (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا)(1). والضلال ليس في العقيدة فحسب، بل في العمل أيضاً، والخلاص ليس عن مشاكل الآخرة فحسب، بل عن مشاكل الدنيا أيضاً، لأن الإسلام دين ودنيا، كما قال القرآن الحكيم: (ومنهم من يقول ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار اُولئك لهم نصيبٌ ممّا كسبوا واللّه سريع الحساب)(2). وكما قال الحديث الشريف:
(ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه)(3). **فإذا أرجعنا إلى المسلمين: (الاُمّة الواحدة) بإسقاط الحدود الجغرافية.
**وأرجعنا إليهم: (الاُخوّة الإسلامية) بأن يكون كل مسلم في أي بلد من بلاد الإسلام، حاله حال أهل ذلك البلد في كل شيء.
**وأرجعنا إلى مجتمعاتنا وشعوبنا: (الحريات الإسلامية) بأن يكون كل شيء حر ماعدا المحرّمات ـ وما أقلّها ـ .
**وأرجعنا إلى الحكم: سائر قوانين الإسلام المذكورة في الكتاب والسنّة، وقد ذكرها علماء المسلمين في كتبهم الفقهية ورسائلهم العملية: في العبادات، والمعاملات، والقضاء، والقصاص، والحدود، والديات، والأحوال الشخصية، من: النكاح، والطلاق، والمواريث وغيرها وغيرها. وكانت القيادة ممّا يعتمد عليها، كما قال علي (ع): (ووَثَقوا بالقائد فاتبعوه)(4) بأن كانت كقيادة الرسول (ص) ـ في العمل ـ فإنه (ص) ارتحل من الدنيا وتحت نفوذه تسع دول في منطق عالم اليوم، بينما درعه مرهونة لأجل أصوع من شعير أخذها لقوت نفسه وأهله.
أو كقيادة علي (ع) كما قال بنفسه: (ألا وانّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه)(5).
وكما قال (ع) أيضاً: (واللّه لئن أبيتُ على حسك السعدان مسهّداً، أو اُجرّ في الأغلال مصفّداً، أحبُّ إليَّ من أن ألقي اللّه سبحانه وتعالى ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام، إلى أن قال (ع): واللّه لو اُعطِيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّهَ في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت)(6).
وكان الحكم شورى، لا أن يستولي الحاكم على الحكم بالسلاح والقوّة، أو يصل إليه بالوراثة ـ ككسرى وقيصرـ أو يتلاقفه بعض من بعض كالكرة.
وهذا كله لا يكون إلاّ بشورى المرجعية، وتعدّد الأحزاب الحرّة المستندة إلى المؤسسات الدستورية و… الخ .
فإنّ ذلك اليوم هو يوم رجوع الإسلام إلى زمام القيادة، وبقيادته الحكيمة لا ينجو المسلمون فحسب، بل ينجو العالم كله حتى المسمّى بالحضاري والمتمدّن، الذي يرسف تحت ألف غلّ وغلّ، وألف مشكلة ومشكلة.
نعم إذا عمل المسلمون بالإسلام، وذلك ممكن فيما إذا عمَّ الوعي واتّقوا اللّه سبحانه في خطواتهم، ولم يتنازعوا بينهم، يقول اللّه تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)(7) حينئذ يرجع الإسلام إلى قمة القيادة ويتخلّص العالم من المشاكل والشرور، ومن المآسي والويلات، وما ذلك على اللّه بعزيز، واللّه الموفّق المستعان.
سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى اللّه على محمد وآله الطيّبين الطاهرين.

الهوامش :
1 ـ بحار الانوار: ج36 ص338 ب41 ح201 2 ـ البقرة: 201 ـ 202. 3 ـ من لا يحضره الفقيه: ج3 ص156 ب2 ح35684 ـ نهج البلاغة: الخطبة 182. 5 ـ نهج البلاغة: في كتابه إلى عثمان بن حنيف/ الكتاب45 6 ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص97 ب77 ح13623, ونهج البلاغة: ا لخطبة 224. 7 ـ الأنفال: 46.

المراجع :
** محاضرة بعنوان الرسول القائد … ( عائض بن عبدالله القرني )
** كتاب : الرسول القائد بين الجرح والكبرياء ، عام :2005 المؤلف : د. محمود حميد
** الرسول القائد _ المؤلف :محمود شيت خطاب _ سنة النشر : 1998
** شخصية الرسول و أثره – المؤلف : د. مصطفى السباعي
** ألا إن نصر الله لقريب – المؤلف : سليمان بن ناصر العلوان

سلمت اناملك على هذا العطاء الطيب
thank u very much . really it is too wonderful .. thanks again

أشكرك كثير على هذا الجهد الطيب
وفي ميزان حسناتك إن شاء الله

تسلمين اختي الغاليه على مجهود المبذول الواضح
وانشاء الله في ميزان حسناتج
التصنيفات
الإدارة المدرسية

القيادة

إن القيادة نوع من الولاية التي ينال كل إنسان نصيبه منها، كما قال _صلى الله عليه وسلم_ :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

ومشكلة القيادة مشكلة تعاني منها أمة الإسلام، وكثير من الناس يتصور أن ذلك على نطاق الدول فحسب، فتراه يرجع ما آل إليه حال المسلمين من تقهقر إلى سوء القيادة أو الإدارة على النطاق العام، وليت الأمر كان كذلك إذن لخف الخطب، فمشكلة القيادة مشكلة أعظم استفحالاً ربما عانى منها الأفراد في كل مؤسسة، بل في كل بيت، بل في كل عمل مشترك.

ولهذا أحببت أن أقف اليوم –ولا تزال الوقفات مع سورة يوسف _عليه السلام_ متصلة مع آية لها تعلق بهذا الموضوع، وهي قول الله _تعالى_ حكاية عن نبيه يوسف: "ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"(يوسف: من الآية59).

فأنت تجد أنهم لما جاؤوه في أول سنوات الشدة يطلبون الميرة، وبعد أن أكرمهم وأنزلهم وتعرف عليهم واستمال قلوبهم وعاطفتهم ووفى لهم الكيل، جاء الأمر، جاءت القوة قال لهم: "ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ".
هنا جاء الحزم: "فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ" (يوسف:60).

وقد تضمن هذا الأسلوب ركنان أساسيان في مفهوم القيادة ما أحوجنا إليه في قيادتنا.

إن الذين يقودون الناس بالإحسان والأفعال التي تأسر القلوب فقط لا ينجحون نجاحاً كاملاً.

كما أن الذين يقودون الناس بالشدة والحزم وجر الأبدان فقط يفشلون فشلاً ذريعاً، ولو نجحوا زمناً فسوف يفشلون أزماناً.

يوسف وهو عزيز مصر وهو يتولى مسؤولية كبرى في الملك جمع بين الأمرين، فاستضافهم ابتداء وأكرمهم واستمالهم فأحبوه، ثم جاء بالعزم وأصدر الأمر: "ائتوني بأخ لكم من أبيكم"، ثم قرنه بالحزم: "فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ".
إن هذا الأسلوب الذي يجمع بين قيادة القلوب وقيادة الأبدان يدل على توافر ركيزتين أساسيتين جدير صاحبها بتولي القيادة، وهما:

الأمانة والقوة، فالأمانة من مقتضيات حب الإحسان وقيادة القلوب، كما أن القوة متعلقة بقيادة الأبدان.

ويوسف _عليه السلام_ جمع هنا بين القوة والأمانة، فالقوة عندما قال: "فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ"، والأمانة عندما قال:"أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ" ولا يوفِ الكيل إلا الأمين.

ولذلك ركز شيخ الإسلام _رحمه الله_ في كتاب السياسة الشرعية على هذا الجانب وأنه لا يقوم بالمسؤولية إلا من اتصف بهذين الصفتين.

وهذا الأمر ينسحب على كل مسؤول ليشمل المجتمع بأسره، حتى في داخل البيوت، فالذي يريد أن يقود بيته بالحب وحده فلن ينجح، فالناس قد يتمردون على الحب وإن كانوا أبناءك؛ لأن الحب دافع للرعاية والعناية وإعطاء الحقوق، ولكنه ليس سبباً للأخذ على يد المسيء ومعاقبة الظالم وأطر الجاهل على الحق، ومن طبع الإنسان الظلم والجهل فلزم التعامل معه بما يناسبه.

والذين يريدون أن يقودوا الناس بالشدة والبطش وسوق الأجسام فقط فسوف يفشلون أيضاً فأطر النفوس على ما لا تحب سبب لتمردها عليه متى وجدت الفرصة أو القدرة.

ولابد من قيادة القلوب وقيادة الأبدان جميعاً، قيادة القلوب بالإحسان وبالرحمة وباللطف وبالعطف وبالتواضع وبالوفاء وبالعدل، وبهذا تستميل قلوب الناس "وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران: من الآية159) وقيادة الأبدان أن تكون حازماً جريئاً تأطر على ما ينبغي فعله، وتمنع من فعل ما لا ينبغي فعله وإن وافق أهواء البعض، و"إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

أسأل الله أن يوفق كل راع وكل مسؤول في قيادة رعيته إلى ما يحب ويرضى

بقلم الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

صدقت اخيتى يجب الجمع بين الأسلوبين الحزم والعاطفة
شروق الشمس

لك الشكر والتقدير على اختيارك الطيب

كل الشكر والتقدير للأخت الفاضلة على الإختيار المفضل للموضوع