تربويون: حصص التربية الموســيقية «تتآكل»
المصدر: حمدي أبوزيد – أبوظبي التاريخ: 14 مارس 2022
تربويون يطالبون بإدخال مناهج التـربية الموسيقية في مدارس الحلقــــــــــــــــــــــــــــــــــتين الثانية والثالثة لإسهامها في تنمية الحس الإبداعي والفني لدى الطلاب.
حذّر تربويون من استمرار غياب حصة التربية الموسيقية في الحلقتين الثانية والثالثة في المدارس الحكومية، إذ يتم تدريسها في مرحلة الروضة والحلقة الأولى حتى السادس فقط، فيما تغيب في الصفوف الدراسية من السابع حتى الـ ،12 مشيرين إلى أن «تآكل حصصها لمصلحة تدريس مواد أخرى، يؤثر سلباً في سلوك الطلاب، كما يؤدي إلى عدم استقرارهم نفسياً»، معتبرين أن «الموسيقى تهذب النفس وتريح العقل».
وأضافوا أنه في حال إعادة حصص التربية الموسيقية إلى المدارس مع وضع منهاج موجه ودقيق لها، سيكون لها بالغ الأثر الإيجابي على الطلاب، إضافة إلى إعطاء الفرصة للكوادر الطلابية المواطنة التي لديها حس ثقافي وموسيقي وفني مبدع، والتي تحتاج فقط إلى الاهتمام بها وتدريبها وتنمية هذه الجوانب لديها لكي يكون لها دور في تمثيل الدولة داخلياً وخارجياً في المجالات الموسيقية والثقافية والفنية، لافتين إلى أهمية تعزيز وجود كوادر مواطنة مؤهلة في تلك المجالات.
استراتيجية التعليم في الإمارات
أكد وزير التربية والتعليم حميد القطامي، أن استراتيجية التعليم في الإمارات 2022- 2022 اتخذت من الطالب محوراً لها في كل مبادراتها، بحيث تعالج التحديات الراهنة للوصول إلى أجيال تتمتع بمعارف ومهارات متوازنة، فضلاً عن تمكين الطالب من أدواته ليكون مدرباً على المنهجية العلمية والنقد الفكري والتحليل الموضوعي والتواصل الفعال مع الآخرين، ويتميز بأخلاقيات عمل عالية، بحيث يصبح قادراً على فهم واستيعاب قيم سوق العمل المستقبلية، بما في ذلك الالتزام والمهنية في العمل للوصول بالدولة إلى مصاف أفضل الدول المتقدمة في العالم.
في المقابل أكدت المدير التنفيذي للشؤون التعليمية ومدير إدارة الترخيص والاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم، شيخة راشد الشامسي لـ «الإمارات اليوم» أن « هناك دراسة لإعادة حصص التربية الموسيقية إلى المدارس، لافتة إلى أن «الدولة لديها اهتمام بالتركيز على الفنون بأشكالها كافة، من التذوق الموسيقي إلى الفنون المسرحية والتصميم والرسم وغيرها من الأنشطة، وذلك وفقاً للخطة الاستراتيجية للتعليم 2022-2020 التي تُبدي اهتماماً غير مسبوق بتلك الأنشطة اللاصفية، وتفعيل دورها، لأنها تسهم في تنمية ذاكرة الطلاب ورفع الحس الإبداعي لديهم وضبط سلوكهم وانفعالاتهم».
تأهيل الطلاب
وتفصيلاً، أكد تربويون أن هناك اهتماماً دولياً بالموسيقى والفنون حالياً، إذ إنها تحولت إلى منهاج أساسي في كل مدارس العالم المتقدم، لما لها من إيجابيات على سلوك الطلاب واسهامها في التهدئة والتخفيف من الروح العدوانية التي قد تكون موجودة عند بعض الطلاب، لافتين إلى أن «الموسيقى تهدف إلى تعلم الطلاب الأناشيد الوطنية والدينية والمعرفة بالتراث الإماراتي الأصيل، كما أنها ترتقي بالنفس البشرية وتهذبها». وقالت مديرة مدرسة القادسية للتعليم الثانوي في أبوظبي، سهيلة المحيربي، إنه يتم تدريس مادة التربية الموسيقية في المراحل الأولى فقط، إذ إنه ليس هناك أي وجود لتلك المادة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وذلك بسبب إلغاء تدريس مادة التربية الموسيقية في هاتين المرحلتين منذ سنوات عدة.
غياب الأنشطة
وأكدت المحيربي أهمية تدريس التربية الموسيقية للطلاب، فهي لا تتعارض مع الدين، لأنها تركز على الأناشيد الوطنية والدينية في المدارس، كما أن هناك طلاباً لديهم مهارات عدة، ولكنها غير ظاهرة بسبب عدم التركيز على الأنشطة اللاصفية في المدارس، لافتة إلى أن «النتيجة التي نخرج بها من ذلك الغياب للأنشطة هي ظهور سلوك سلبي لدى الطلاب، فضلاً عن تدني مستواهم بسبب تكدس المناهج وكثافتها في ظل ضعف الأنشطة اللاصفية».
وأشارت إلى أن للموسيقى فائدة كبيرة للطلاب، خصوصاً من لديه قبول ورغبة منهم في تنميتها لديه، لذا لابد من تدريب وتهيئة الطلاب المبدعين فيها من حيث تنمية روحهم المعنوية، لان الموسيقى قد تكسبهم مهنة يبدعون فيها ويمثلون الدولة من خلالها، متسائلة كيف يمكن أن تخرّج الدولة مبدعين في تلك المجالات الثقافية والموسيقية والفنية، ومن يمكن أن يمثلها فيها من دون اكتشاف مواهب الطلاب المدفونة، والعمل على تدريبها وتنميتها في المدارس؟ موضحة «أنه لا يتم تنمية مهارات الطلاب بصورة صحيحة من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة، بسبب غياب الأدوات اللازمة لذلك في مدارس الدولة حالياً»، مطالبة بوجود تلك الأدوات وتحفيزها.
وتساءلت المحيربي «لماذا نحرم طلابنا من أن يكونوا مبدعين فنياً وموسيقياً»، مطالبة بإعادة كل حصص الأنشطة إلى المدارس، خصوصاً في الثانوية، والعمل على إعادة هيكلة كل المواد الدراسية، بحيث يتم تقليل كثافة المواد العلمية وإتاحة وقت مناسب لحصص الأنشطة، مؤكدة على أنه إذا تم تطبيق ذلك على أرض الميدان فسيكون هناك تغيير في مستوى الطلاب التحصيلي نحو الأفضل، لأن حصص الأنشطة تعمل على تنشيط ذاكرة الطلاب وتفرغ طاقتهم المكبوتة وتهيئهم لاستقبال المواد العلمية، إضافة إلى حدوث تحول إيجابي في سلوك الطلاب، لأنهم سيجدون في هذه الأنشطة متنفساً لتفريغ طاقاتهم التي يمكن أن يستغلوها في سلوك غير تربوي وعدواني.
التراث والأصالة
وذكرت مديرة مدرسة الآفاق النموذجية للتعليم الأساسي في أبوظبي، صفية الرفاعي، أنه يتم تدريس مادة التربية الموسيقية من رياض الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي فقط، بحيث يكون هناك حصتان أسبوعياً، ومدة الحصة 45 دقيقة، لافتة إلى أن «هناك منهجاً للتربية الموسيقية لتلك المرحلة الأولى يتعرف الطلاب من خلاله إلى الآلات الموسيقية والأغاني التراثية القديمة والأصالة الإماراتية».
وأشارت الرفاعي إلى أهمية إدخال مناهج التربية الموسيقية في مدارس الحلقتين الثانية والثالثة، وذلك لما لها من تنمية للحس الإبداعي والفني لدى الطلاب، مطالبة بـ«ضرورة تنمية مواهب الطلاب الموسيقية والغنائية، وذلك بهدف خلق كوادر مواطنة يمكنها أن تمثل الدولة في المحافل الدولية والإقليمية، خصوصاً في ظل تصاعد الاهتمام العالمي بالفنون والموسيقى، فضلاً عن مشاركتهم في مؤسسات المجتمع المحلي التي تتطلب وجود عناصر موسيقية وغنائية وفنية لاحياء فعاليات هذه المؤسسات بأيدٍ وطنية».
وتابعت أن تعليم الموسيقى في المدارس قد يصطدم بنظرة بعض الآباء لها على أنها تتعارض مع القيم الدينية، موضحة أن «الموسيقى لا تتعارض مع القيم الدينية إذا كانت تحتوي على أناشيد إسلامية وشعبية وأشعار تراثية وتحية العلم الوطني، فهي تحوي كلمات راقية وتعمل على تهيئة مناخ صحي للطلاب لزيادة الاستيعاب والتحصيل لديهم، كما أنها تهذب سلوكهم، ما يقلص من إمكانية لجوئهم لأعمال العنف تجاه زملائهم أو مجتمعهم».
مادة اختيارية
وقالت مديرة مدرسة السمحة للتعليم الأساسي والثانوي في أبوظبي، منى عبدالله ثابت إن «هناك طلاباً في المدرسة يحتاجون إلى تنمية مواهبهم ومهاراتهم الموسيقية التي يفتقدون ممارستها في منازلهم أيضاً، مطالبة بأهمية إدخال منهج وحصص للتربية الموسيقية في المرحلتين الثانية والثالثة من التعليم، على أن تكون مادة اختيارية للطلاب، بحيث يتم تدريسها للراغبين، على أن يتم تدريبهم على الآلات الموسيقية والأناشيد الوطنية والتراثية والدينية، وتنمية حاسة التذوق الموسيقي لديهم، واكتشاف الأصوات الغنائية المواطنة المؤهلة لان تكون معبرة عن صوت الدولة الثقافي والتراثي والفني».
وأكملت ثابت أن مدرستها طبقت مشروع جاردنير (مشروع أميركي)، وهو يهدف من خلال توزيع استمارات استبيان على الطلاب إلى معرفة ميول الطلاب ومواهبهم ومهاراتهم ورغباتهم، وفي أي الأنشطة يرغبون، هل في الأنشطة الموسيقية أم الفنية أم الرياضية؟ وذلك على الرغم من عدم وجود حصص للتربية الموسيقية أو الفنية في ما بعد الصف السادس، ولكن الطلاب الراغبين في مزاولة تلك الأنشطة، يمكنهم مزاولتها في الفسحة المدرسية أو في حصص الاحتياط أو من خلال العزف في الطابور الصباحي بالنسبة للمهتمين بالموسيقى.
من جانبها أوضحت المدير التنفيذي للشؤون التعليمية ومدير إدارة الترخيص والاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم، شيخة راشد الشامسي، أنه بناء على الخطة الاستراتيجية للتعليم 2022-2020 سيتم تفعيل دور الأنشطة الطلابية، إذ سيتم إدخال الإرشاد الطلابي في الخطة الدراسية ووضع معايير مهنية لاختيار المرشد الطلابي، وذلك بهدف تحسين تنافس الطلبة في المسابقات الدولية المختلفة.
وأضافت الشامسي أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزاً كبيراً من وزارة التربية والتعليم على إدراج وتطوير وتحديث الأنشطة اللاصفية في المدارس بشكل غير مسبوق، ومن بينها التربية الموسيقية، وبهذا يتحقق التوازن بين دور المدرسة التعليمي ودورها التربوي بشكل فاعل.
خبر جميل وأعتقد أن التربية الموسيقية فعلاً ضرورة حتمية لجميع المراحل الدراسية.
شكرا أ/ عدلى على الخبر المميز
الموسيقى لغة الشعوب
الموسيقى تهذب النفس
الموسيقى تريح العقل
فعلا التربية الموسيقية مهمة جدا لجميع المراحل العمرية
فلابد من تدريسها لكل المراحل حتى يتاح للجميع تنمية موهبتة الفنية ورعايتها بشكل صحيح |
وجود الأنشطة اللاصفية مهم جدا في مدارس الدولة وتنفيس للطلاب وتعبيراً لهم عما في نفوسهم وتعودهم علي المواجهة شكرا أستاذ عدلي على الخبر القيم
|
لنقله لنا عن هذه الماده الجميلة الرقيقة
والتي هي بالفعل مهمة ومفيدة
تربويا وحسيا
لهذا الخبر السعيد
إلى الأمام دائما أسرة مادة التربية الموسيقية