التصنيفات
رياض الأطفال

الأرتقاء الانفعالي و الاجتماعي لطفل الروضة

وقع بين يدي كتاب قيم يتناول جانب مهم من جوانت مرحلة الطفولة وبالتحديد في الروضة
فأحببت أن أشارككم قرائتي لهذا الكتاب

الأرتقاء الانفعالي و الاجتماعي لطفل الروضة
إن عملية الارتقاء عمليات داخلية ولكننا نستطيع أن نرى آثارها ظاهرة في سلوك الطفل أثناء تفاعله في المواقف المختلفة . فنجد أن الطفل يتفاعل في مواقف اللعب مت أقرانه ، ويتعاون ويتسامح ويخاصم ويتطبع بالطابع القيمي المحيط به، ويتشرب عادات المجتمع وتقاليدة بقدر ما ينمو. كما يتعلم أن يكون سلوكة الاجتماعي الانفعالي متناسب مع الموقف فيفرح بالطريقة والقدر الملائم للموقف ، ويصدر عنه استجابات الخوف والقلق أيضا عندما يستعدي الأمر ذلك ، ويتألم لآلام رفاقه ويفرح لفرحهم ، أي انه يشاركهم وجدانيا.
مفهوم بالارتقاء الإنفعالي :
الارتقاء الإنفعالي زيادة تدريجية في القدرة على خبرة مختلف انواع الأنفعالات والتعبير عنها ، مبتدئة بالتهيج المنتشر للوليد كاستجابة للاثارة الحادة أو فقدان السند ، ومستمرة السرور المعبر عنه بالاسترخاء الجسمي وبعدم السرور (الضيق) المعبر عنه بالصياح إلى الابتسام والعبوس عند اكماله ثمان اسابيع . ويستطيع أن بعير عن انفعالات الخوف والغضب والابتهاج والاشمئزاز عند بلوغة الشهر السادس . و يعبر عن الخوف من الغرباء في الفترة من الشهر السادس الى الشهر الثامن .
أما التعبير عن مشاعر المودة والغيرة فيعبر عنها في غضون العام الثاني . ويعبر عن غضبة في صورة تفجرات مزاجية بعد ذلك بعام او نحوه . وهناك عوامل تلعب دورا رئيسيا في انفعالات الطفل ونموها مثل تحكم القشرة المخية ، وتقليد الآخرين ،و التأثيرات الغذية وجو المنزل ، والتشريط بالمثيرات الختلفة .
مفهوم الارتقاء الإجتماعي:
والارتقاء الاجتماعي هو الاكتساب التدريجي للاتجاهات وتنمية العلاقات والسلوك الذي يمكن للفرد من خلاله أن يؤدي وظائفة كعضو في المجتمع .
مظاهر الاتقاء الانفعالي والاجتماعي لطفل الروضة :
يستم الارتقاء الانفعالي والاجتماعي لطفل الروضة بالعديد من السمات والصفات . فهمناك بعض المظاهر الانفعالية والاجتماعية التي تمثل هذا الجانب من الارتقاء النفسي . ويمكن التعرف على هذه المظاهر من خلال ملاحظة الأطفال في منازلهم أو في الروضة ، وذلك أثناء اللعب ، سواء اللعب الحر أو اللعب المقيد ، أو في الحدائق وفي النادي ، ويتم التركيز في الملاحظة على تفاعل الطفل مع أقرانة وتجاوبة مع معلمتة . بالإضافة إلى المادة التي نحصل عليها من تطبيق الآدوات والمقاييس المعدة لذلك . وسنوجز أهم هذه المظاهر فيما يلي :
1- مظاهر الارتقاء الانفعالي والاجتماعي للطفل في الأسرة :
يظهر الارتقاء الانفعالي والإجتماعي للطفل في أسرته في عدة مظاهر نتعرض لها فيما يلي :
– التواصل :
يبدأ الأطفال عملية التواصل مع الآخرين في هذه المرحلة خاصة من أفراد أسرهم فيتواصلون معهم بالكلمات والألفاظ بدلا من البكاء والصراخفقد أصبح لديهم من الوسائل المتنوعة التي تجعلهم يستطيعون التعبير عن أنفسهم . فهم الآن قادرون على التعبير عن أنفسهم سواء بالتعبير اللفظي أو التعبير غير اللفظي ، ويعبرون عن ما يحبون وما يكرهون ، ويبحثون عن التدعيم من أفراد الأشرة خاصة من الأم . كما أن الرابطة العاطفية بين الأم والطفل تقوى وتصبح أمثر ثباتا واستقرار.
– التعلق :
بتغير السلوك الذي يعبر عن علاقة الطفل بأمة تدريجيا ، حيث يتجه من سلوكيات التشبت المادي بها إلى سلوكيات اخرى اكثر ارتقاء، حيث تأخذ شكل الحديث مع الأم واللعب معه بألعابة ، ويستطيع الطفل أن يتحمل ابتعاده عن الأم لفترات تطول مع الزمن فهو يذهب إلى الروضة بعد ذلك ويبقى فيها بعيدا عن الأم وهو مطمئن إلى أنه سيعود إلهيا .
– الاستقلال :
يظهر الطفل ميلا إلى الآستقلال تدريجيا فتزيد المساحة الفيزيفية بين الطفل و الأم مع الوقت ويقل الاتصال الجسدي الذي هو اساس رئيسي في المرحلة السابقة من النمو (مرحلة المهد) والتي يكون فيها الطفل معتمدا اعتمادا شبة كلي على الأم ، فهو لا يستطيع اطعام نفسة ، كما أنه لم يتعلم المشي بعد ، وهو لا يستطيع أن يقضي حاجتة في عمليات الاخراج بدون مساعدة الأم ، لذلك يكون تمكن الطفل من القيام بهذه المهام – والتي تعكس الاستقلال – مصحوبا بالاثارة الانفعالية والاجتماعية وهي من القمسات الأساسية والهامة للارتقاء الانفعالي والاجتماعي لطفل الروضة ، ويكون على الأم أن تشجع هذه المظاهر لدى طفلها حتى تسهم في تحقيق ارتقائه النفسي.

– المنافسة والغيرة:
تنمو لدى طفل الروضة سلوك المنافسة ومشاعر الغيرة ، وسواء كانت المنافسة مع أخية الأكبر أو أخية الأصغر أو زميلة في الروضة فانه يشعر بالغيرة من أي منهم اذا ما تفوق احد منهم في أداء عمل من الأعمال ، أو لقي معاملة من الآباء أو المعلمين أفضل مما يلقى كما يظن ، ويظهر سلوك المنافسة ومشاعر الغيرة بين الأخوة بدرجة اكبر اذا كانوا من نفس النوع (ذكور وأناث ) . و اذا كانت الفترى الفاصلة بين الطفل واخية قصيرة (من سنة ونصف الى أقل من ثلاثة سنوات) .
واذا كان سلوك التنافس ومشاعر الغيرة في المدى المتوسط أو المعتدل فهي جزء من طبيعة المرحلة النفسية وخصائص النمو فيها ، وعادة ما لا يكون لها نتائج سلبية أو سيئة ، بل أنها تختفي مع التقدم في السن ، أما اذا كانت مشاعر الغيرة قوية والمنافسة حادة بفعل الظروف الأسرية غير المناسبة فانها تمثل مشكلة سلوكية ،و إن لم تجد التوجية والارشاد فانها تكبر مع الطفل وتؤثر سلبيا على حياتة الاجتماعية والوجدانية مستقبلا.
– التنميط النوعي (الجنس).
من مظاهر الارتقاء الانفعالي والاجتماعي لطفل الروضة معرفة الطفل السلوكيات المرتبطة بنوعة (بجنسة ذكر كان أم انثى). وهي سلوكيات حددنها ثقافة المجتمع ، حيث حدد المجتمع السلوك المناسب والمتوقع الذي يصدر عن كل من الذكور والاناث في المواقف المختلفة في الحياة الاجتماعية ، ولا تتهاون الثقافة ازاء من يخالف هذا السلوك ، أو يسلك السلوك المرتبط بالجنس الآخر ، ولذلك يكون تعليم الطفل السلوك المناسب لجنسة – وهو الذي يسمى يعملية التنميط الجنسي – أحدى العمليات التربوية والنفسية الهامة جدا في تنشئة الطفل ، و اهمالها يوقعة في مشكلات كبيرة ، وقد يسبب له ما يعرف باضطراب الهوية الجنسية .
– التقليد .
والتقليد من مظاهر الارتقاء الإنفعالي والاجتماعي للطفل في هذه المرحلة ، لأن الطفل في هذه السن يستطيع أن يلاحظ السلوك الآخرين و يقلدهم ، ويتعلم الطفل من خلال هذا التقليد العديد من السلوكيات الانفعالية والاجتماعية ،منها ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي ، ولذلك تظهر قيمة النماذج التي يراها الطفل أمامة ويحتمل أن يقلدها وينمذجها ويتقدي بها . وهو ما ينبغي أن ينتبه اليه الآباء والمعلمون فلا يصدر منهم أمام الأطفال الا السلوك الطيب والحسن ، والذي يمكن أن يقلدة أطفالهم وتلاميذهم وحتى لا يفاجئون بسلوكيات غير مرغوبة من الأطفال يحاسبونهم عليها ،وهم أولى بالمحاسبة في هذه الحال.
– التوحد :
التوحد هو نوع من التقليد والنمذجه أو الإقتداء ويتم في معظمة على نحو لا شعوري بمعني أن المقلد قد لا يكون منتبها تماما الى انه يقلد نموذجا معينا ويقتدي به . والتوحد يهذا المعنى أحد مظاهر الارتقاء الانفعالي والاجتماعي يحدث في هذه السن . وهي إحدى العمليات الهامة جدا والأساسية في نظرية التحليل النفسي . ويميل الذكر إلى التوحد مع والده (وبالتالي يقلدة وينمذجه ) كما تميل البنت إلى التوحد مع والدتها (وبالتالي تميل إلى تقليدها ونمذجتها )وهي كما قلنا عملية أساسية في التنشة الوالدية والتنشئة الاجتماعية .
مظاهر الارتقاء الانفعالي و الاجتماعي للطفل في الروضة :
عندما يلتحق الطفل بالروضة فانه يوجد في وسط يتيح له فرصا هائلة للأرتقاء الانفعالي والاجتماعي ويظهر هذا من استعراض نتائج الدراسات والبحوث التي قارنت بين الأطفال الذين التحقوا بالروضة قبل دخولهم المدرسة و الأطفل الآخرين الذين ألتحقوا بالمدرسة الإبتدائية مباشرة ، في هذا الجانب من الارتقاء . فقد أوفضحت هذه الدراسات اتقان طفل الروضة اكثير من المهارات الاجتماعية قياسا الى زميلة الذي لم تتح له فرصة الالتحاق بالروضة . كما كان الطفل الأول (طفل الروضة ) أكثر قدرة في التعبير عن مشاعره وأكثر تحكما في انفعالاته من الطفل الثاني .
فالطفل في الروضة لدية الفرضة ليتعلم النظام والالتزام به والتعود عليه . كما أن مشاعر الانتماء تقوى عند هذا الطفل باعتبارة قد أنظم إلى مجموعة (أقران الصف) في اطار مؤسسة (روضة الأطفال )وتعلم الكثير من القيم الاجتماعية والخلقية السائدة في ثقافته . كما يتعلم الطفل في الروضة كيف يكون متفهما بمعني أن يتفهم حاجات الآخرين و يتعلم كيف يأخذ الدور بمعني أن يضع نفسه مكان الآخر و أن يتفهم انفعالاته ومواقفة . كما يتفهم بعض السلوكيات الاجتماعية الايجابية كالتسامح والإيثار .
كيف تلاحظ مظاهر الارتقاء الانفعالي والاجتماعي لطفل الروضة ؟
ويمكن رصد المظاهر الارتقاء الانفعالي والاجتماعي من خلال الملاحظة المباشرة كما يحدث في المنزل والروضة والنادي . كما يمكن أن يرضد هذا السلوك من خلال مقاييس تقدير الآداء (الإخبارات والمقاييس).
وقد وصل العلماء – بناء على ملاحظة سلوك الإطفال الانفعالي و الاجتماعي وبناء على قياس سلوكهم وادائهم بالمقاييس والاختبارات – الى تحديد بعض المطالب النمائية (أو المهام الارتقائية) وهي المهام التي اذا انجزت شعر الفرد بالارتياح ، ودل ذلك على أن نموه يسير في الخط الطبيعي وبالمعدل المعتاد، أما اذا لم تنجز هذه المهام أو بعضها فان ذلك يدل على تخلف في النمو والارتقاء ويكون ذلك مقدمة لمشكلات نمائية . ومن هذه المظاهر أن يكون الطفل على درجة مناسبة من :
– الوعي بحالته الانفعالية .
– الإهتمام بانفعالات الآخرين .
– التعبير عن الانفعالات لفظيا وغير لفظي وفقا للموقف وحسب الثقافة .
– قراءة انفاعالات الآخرين وتفهمها .
– الوعي بقواعد التعبير الانفعالي كما تحدده ثقافة المجتمع حتى ولو لم ينفذها .
– الآخذ في الاعتبار الجوانب المختلفة لانفعالات الآخر .
– معرفة الآثار التي تنجم عن السلوك الانفعالي على الآخر.
– استخدام استراتيجيات تنظيم الانفعالات التي سبق تعلمها لتعديل الحال الإنفعالية السلبية .
– توفر مفهوم ذات واضح ايجابي عن النفس .
– علاقة أيجابية ومشبعة أو غير موترة مع الكبار المحيطين.
– توفر صورة جسم يغلب عليها الايجابي (الرضا عن صورة الجسم).
– قبول القيود الاجتماعية والأنظمة الروتينية والالتزام بها .
– تحمل القدر المعتدل من الاحباطات .
– قبول توجيهات الكبار .
– المبادأة في القيام بالأنشطة .
– المشاركة الإيجابية مع الآخرين.
– تقديم تفسيرات مقنعة وصحيحة عن سلوكة .
– التحكم في الانفعالات خاصة السلبية منها مثل الغضب والخوف والغيرة .
فهذه مقتطفات من كتاب قيم جدا ….يتمحور حول طفل الروضة و يساعدنا على فهم الطفل و معرفة احتياجاتة الخاصة و خصيصا في هذه المرحلة .
تحياتي

المعلمة صالحه خوان

موضوع مهم وقيم جزاك الله خيرا
و إياكي الشارقة