شبر الوداعي: 300 ألف حالة اصابة بالسرطانات الجلدية سنوياً في العالم
استنزاف طبقة الأوزون يهدد الأرض وما عليها
تعد طبقة الأوزون ومشكلة استنزافها من أهم المشكلات البيئية، التي تهدد كوكب الأرض وسكانه، لأن هذا الاستنزاف أو التآكل يسمح بتسريب جزء كبير من الأشعة الضارة للأرض، مما ينعكس سلباً على الإنسان والحيوان.
وبسبب أهمية هذه المشكلة وزيادة التوعية لمخاطرها، خصص يوم 16 سبتمبر من كل عام يومياً عالمياً لحماية طبقة الأوزون، لكن هل للأوزون أهمية كبيرة لتخصيص يوم عالمي له؟ كلمة أوزون في اللغة اللاتينية تعني(الرائحة)، ويتكون الأوزون من مركب كيميائي يتحد مع ثلاث ذرات أكسجين، وهو ذو رائحة مميزة تشبه رائحة البحر التي تعزى لتصاعد كميات قليلة من الأوزون، ويعد العالم ( ماتينوس فان ماركوس) أول من اكتشف وحضر الأوزون في عام 1758، ومن بعده (كريستيان سشونيين) في عام 1860، وأطلق عليه (الأوزون). يمكن تحضير الأوزون في المختبر، وذلك بالاعتماد على تحليل جزيئات الأكسجين واستخدام الطاقة، وتحرير غاز الأكسجين الجاف والمبرد حتى درجة الصفر المئوي في جهاز خاص يسمى (مولد الأوزون)، ثم يتم إحداث تفريغ كهربائي هادئ داخل الجهاز، فيتولد بذلك غاز الأوزون.
ولإلقاء الضوء أكثر على طبقة الأوزون، وأهميتها، وأسباب هدمها، والغازات الضارة بهذه الطبقة، والأضرار الناتجة عن تآكلها كان اللقاء مع الدكتور شبر إبراهيم الوداعي رئيس قسم التوعية والتثقيف البيئي في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة وكان الحوار التالي:
ـ ما هي طبقة الأوزون؟ وما أهميتها؟
ـ طبقة الأوزون هي عبارة عن طبقات عدة للغلاف الجوي، وسميت بهذا الاسم، لأنها تحتوي على ذرات غاز الأكسجين مرتبطة ببعضها، ويطلق عليها الرمز الكيميائي (o3).
وينتج الأوزون عن تفاعل المواد الكيميائية إلى جانب الطاقة المنبعثة من ضوء الشمس المتمثلة في الأشعة فوق البنفسجية، وفى طبقة الاستراتوسفير، (وهي إحدى طبقات الغلاف الجوى) التي ترتطم بغاز الأكسجين، الذي يتكون بشكل طبيعي من جزيئات ذرات الأكسجين، وبالأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، وهذه الذرات تصبح حرة لكي تنسجم مع أجسام أخرى، ويتكون غاز الأوزون عندما تتحد ذرة أكسجين واحدة، مع جزئي أكسجين من الذي يستنشقه الإنسان.
وأهمية هذه الطبقة تتشكل في حماية سطح الأرض من الأشعة الضارة المنبعثة من الشمس أن تصل لسطحها، مثل الأشعة فوق البنفسجية، التي تسبب أضراراً بالغة للإنسان منها، سرطانات الجلد، وضيق في التنفس، وحالات من الإرهاق والصداع، وغيرها من الاضطرابات التي ينعكس تأثيرها على الجهاز العصبي والتنفسي، وكذلك تركيز الأوزون بشكل كبير يشكل خطرا على الحيوانات والنباتات.
ـ ما هو غاز الصوبات الخضراء؟ وما علاقته بالأوزون؟
ـ يبلغ ارتفاع غاز الأوزون عن سطح الأرض نحو 30-50 كيلومترا، وسمكه يتراوح بين 2-8 كيلومترات، وتتكون طبقة الأوزون في ارتفاع أقل من 30 كم، ويتم ذلك من خلال تفاعل المواد الكيميائية عدة منها، الهيدروكربون وأكسيد النتريك إلى جانب ضوء الشمس بطريقة نفسها التي يتحد بها الأكسجين مع الطاقة المنبعثة من الشمس، ونتيجة هذا النوع من التفاعل تتكون (سحابة ضباب ودخان)، بحيث تأتي هذه المواد الكيميائية من عوادم السيارات.
ولذلك نرى وجود هذه السحابة فوق سماء المدن خصوصاً المزدحمة منها، وبالرغم من وجود غاز الأوزون بعيداً عن الأرض فهو لا يسبب أي أذى مباشر لسكانها، عكس ما يمكن أن يسببه بالنسبة للنباتات.
بحيث يمتص غاز الأوزون الطاقة الحرارية التي تنعكس من سطح الأرض، مما يدل على أن الطاقة تظل قريبة من سطحها، ولا يسمح لها بالنفاذ وهذا ما يمكن أن يطلق عليه ظاهرة الاحتباس الحراري، أي أن غاز الأوزون هو غاز الصوبات الخضراء.
ـ ما هو سبب ثقب الأوزون؟
هدم طبقة الأوزون الحامية للكرة الأرضية وسكانها أو تآكلها، يحدث عن طريق حدوث تفاعلات عدة منها، قيام الأشعة فوق البنفسجية بتدمير مركبات الكلوروفلوروكربون، مما يؤدي إلى انطلاق ذرة كلور نشطة، وتتفاعل ذرة الكلور النشطة مع جزيء من غاز الأوزون، وينتج عن تفاعل ذرة الكلور مع جزيء الأوزون مساو لجزيء أكسجين وأول أكسيد الكلورين، وتتفاعل ذرة أكسجين نشطة مع أول أكسيد الكلور، حيث تنطلق ذرة كلور نشطة لتدمير جزيء أوزون جديد.
ـ هل توجد عوامل أخرى تساعد على زيادة هذا التدمير؟
ـ من الأسباب المساعدة وجود أكاسيد النيتروجين ومنها، أول أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد النيتروجين، اللذان ينطلقان من بعض أنواع الطائرات التي تطير بمستوى طبقة الأوزون، وكذلك ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسببها انبعاثات المصانع، ومركبات (الكلوروفلوروكربون) المستخدمة في أجهزة التبريد، والمواد المستخدمة في تركيب العطور والمبيدات الحشرية والأدوية أيضاً، وبعض المذيبات المستخدمة في عمليات تنظيف الأجزاء الميكانيكية والدوائر الإلكترونية، ومنها البروميد الميثيل، وهو غاز عديم اللون والرائحة، ويُستخدم كمبيد حشري لمقاومة الآفات الزراعية.
وكذلك في تخزينها، مما يسبب تهيجا شديدا للجهاز التنفسي بعد التعرض له من 4 إلى 12 ساعة، ومن أعراضه التي تظهر على الإنسان بعد التعرض له مباشرة، الصداع، والدوار، والغثيان، والرعشة، وضعف في رد فعل العضلات، وقد يسبب حروق للجلد عند ملامسته.
ـ ما هي الأضرار الناتجة عن الثقب؟
ـ إن استنزاف طبقة الأوزون، وزيادة الأشعة فوق البنفسجية، يؤديان إلى تكون السحابة السوداء (الضباب الدخاني)، التي يمكن أن تبقى معلقة في الجو لأيام عدة، مما يؤدي إلى إحداث نسبة وفيات عالية، لما ينتج عنه من أضرار في وظائف التنفس والاختناق.
كما أن تآكل طبقة الأوزون، واختراق الأشعة البنفسجية لسطح الأرض بكميات كبيرة، يضعف من كفاءة جهاز المناعة عند الإنسان، ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات، أو الإصابة بالبكتريا، ومع زيادة التآكل يلحق بالعين أضراراً كبيرة ينتج عنها الإصابة بالمياه البيضاء أو المياه الزرقاء.
كما أن إصابة الإنسان بالسرطانات الجلدية التي من المتوقع أن تصل على مستوى العالم إلى (300) ألف حالة سنوياً، ومع زيادة تفاقم أزمة الاحتباس الحراري، وتأثرها على الحياة الزراعية، حيث إن هناك بعض النباتات لها حساسية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤثر على إنتاجها ويضر بمحتواها المعدني وقيمتها الغذائية، وبالتالي محصول زراعي ضعيف.
كما أن الحياة البحرية، لا تستطيع التخلص من الآثار المدمرة لاختلال طبقة الأوزون، فهذه الكائنات الحية البحرية لها دور كبير في المحافظة على التوازن البيئي، وخاصة العوالق النباتية، بحيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتمنح الأكسجين للكائنات الحية والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.
بالإضافة إلى التغيرات المناخية في الطقس، وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، والتي تزيد بدورها من مشكلة التلوث الهوائي، بحيث ان درجة حرارة سطح الأرض تؤثر على حركة الهواء صعوداً وهبوطاً.
ومما يؤدي إلى حركة تلوث جوي بين التشتيت والإرساب، فيتبع صعود الملوثات عملية التسخين المستمرة للطبقة السفلية من الغلاف الغازي الموجود على سطح الأرض أثناء ساعات النهار، والتي تبلغ ذروتها خلال أشهر الصيف، ونتيجة لذلك يحدث انتشار للملوثات مع حركة الهواء.
أما هبوط هذه الملوثات وعدم انتقالها مع الهواء ينشأ من عملية التبريد المستمرة أثناء ساعات الليل والتي تزيد خلال فصل الشتاء، مما يؤدي إلى عملية ترسيب الملوثات، كما أن حرائق الغابات، وظاهرة التصحر، والارتفاع في مستوى سطح البحر كل ذلك من جراء ثقب طبقة الأوزون.
أشهر سحابة سوداء
من أشهر الأمثلة على حدوث السحابة السوداء تلك التي انتشرت في سماء (لندن) عام،1952 ونجم عنها خسائر في الأرواح وصلت ما يقرب إلى أربعة آلاف شخص، حيث ساد التعتيم على هذه المدينة لبضعة أيام، ولم ير سكانها شمس النهار من كثافة هذا الضباب الدخاني.
ويوجد نوعان للضباب الدخاني هما، الضباب التقليدي أو الصناعي، وينتشر وجوده في المدن القائمة على الصناعة.
حيث يكون الهواء لونه رمادياً، ويظهر مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء المصطحب بالرطوبة، وعن أسباب حدوث هذا النوع من (الضبخن) وجود الملوثات التالية واختلاطها بالهواء، مثل، الغبار، الدخان، الرماد، الجسيمات الدقيقة، أكاسيد الكبريت، ويحدث في فصل الشتاء ويتكون أثناء الصباح الباكر، إذ يؤثر على عمليات التنفس عند الإنسان وخاصة لمن يعانون من أزمات الربو.
والضباب الكيميائي الضوئي، وله رائحة كريهة ويرتبط حدوثه بفصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. ويظهر نتيجة إلى وجود الأوزون، وأكاسيد النيتروجين، والهيدروكربونات، وأول أكسيد الكربون، وعند تعرض هذه الملوثات لأشعة الشمس تتفاعل مع الهيدروكربونات، وتكون الأكاسيد الكيميائية الضوئية عادةً في منتصف النهار أثناء فصل الصيف.
ومن أضرارها تهيج الجهاز التنفسي والعين.
اضاءة
كلما تكونت طبقة الأوزون على ارتفاع عالٍ كلما كان مفيداً، أما إذا تكونت على ارتفاعات منخفضة كلما كان ذلك خطيراً وضاراً بالإنسان والحيوان والنبات لأنها تسبب التسمم.
الشارقة ـ سمانا النصيرات