<div tag="2|80|” >حاجات الطالب والطالبة الإرشادية وتوفر البيئة الإرشادية
الطالب والطالبة هم من أحوج الناس إلى من يأخذ بأيديهم ويبصرهم بنقاط القوة ونقاط الضعف لديهم أما نقاط القوة فتدعم وتنمى عن طريق إشراك الطالب آو الطالبة في جماعات النشاط المدرسي الذي يعتبر العلاج والوقاية والإنماء لمواهب الطلاب ومشكلاتهم ووقاية لهم من الانحراف ، كما أن المرشد يعرف طلابه على ذواتهم وعلى قدراتهم ويوجههم للدراسة التي تتناسب مع هذه القدرات والمواهب والميول ، فالطالب لايعرف نفسه فهو بحاجة ماسه لمن يعرفه بذلك فهو محتاج إلى متخصص يقوم بهذه المهمة فيطبق عليه بعض الاختبارات التي تحدد قدراته وميوله واستعداداته ، ومن ثم يوجهه إلى الدراسة التي تناسبه وفقا لهذه القدرات والميول وفي اختيار الطالب آو الطالبة الدراسة التي تناسبهما تتحدد المهنة التي سيمارسانها في المستقبل ويكون ذلك ضمان لهما من الإخفاق في أن يدرسا في قسم لايتفق مع ميولهما وقدراتهما ، ومن هنا نلاحظ كثرة المتسربين من المدارس وممن تركوا مقاعد الدراسة في الجامعات نتيجة أنه فرض عليهم نوع من التعليم لايتفق مع ميولهم وقدراتهم ، لذا نلاحظ كثرة العاطلين وأشباه الأميين من الشباب فخسرت الدولة عليهم أموالا طائلة دون أن يستفيدوا من فرص التعليم المتاحة لهم بسبب النقص في البرامج الإرشادية التي لم تغط حاجات التلاميذ الإرشادية، يقول الدكتور /أحمد الزبادي وهشام الخطيب في كتابهما – مباديء التوجيه والإرشاد النفسي ص14(فالفرد عندما ينتقل من المنزل إلى المدرسة ، ومن المدرسة إلى العمل وانتقاله من حياة العزوبية إلى الزواج ، ومن الطفولة إلى المراهقة ، إن فترات الانتقال هذه يحتاج معها الفرد إلى نوع من التوجيه والإرشاد ، حتى يستطيع أن يتوافق ويتكيف مع الخبرات الجديدة ، وذلك بإمداده بالمعلومات الكافية) وفي موضع أخرفي نفس الصفحة (وإن ازدياد أعداد التلاميذ في المدارس وتطور التعليم ومفاهيمه من حيث اهتمام التعليم بالتلميذ وجعله محور العملية التربوية ، وزيادة مصادر المعرفة ، وزيادة عدد التخصصات والمواد ،جعلت المعلم غير قادر على مواجهة هذا الكم الهائل من الأعباء مما أدى إلى تواجد مرشد نفسي في كل مدرسة) وكانت المدارس في السابق تهتم بالكم ، أما الآن فصارت تهتم بالكيف ، فلسنا بحاجة إلى تخريج أعداد هائلة من الطلاب لايجدون لهم أعمالا بسبب نقص التوجيه والإرشاد في المدارس والجامعات 0
ومما يؤسف له أن برامج الإرشاد في المملكة العربية السعودية قد مضى عليها ما يزيد على 25 سنة وهي لم تتطور ولم تتحسن بسبب عدم اهتمام المسئولين في وزارة التربية والتعليم بالإرشاد و عدم قناعة بعض المسئولين به 0مع أهميته القصوى للطالب والطالبة وبالرغم من وجود عدد كبير من المتحمسين للإرشاد والمتخصصين فيه إلا أنه ليس في أيديهم شيء ، بل إن بعض المسئولين يلقي باللوم دوما على من يعمل في الميدان دون ان تهيأ لهم البيئة الإرشادية المناسبة ليعملوا فيها ، وإذا استمر الوضع على هذه الحال فلن تقوم للإرشاد قائمة إلى أن تقوم الساعة 0
أنا لن أكون متشائما من وضع الإرشاد الحالي ولكن لدي أمل أنه سوف يتحسن وسوف يجد فيه الطالب ضالته – بإذن الله -على أيدي المتحمسين لهذا العمل الذي يعد ضرورة للطالب أو الطالبة ، وخلاصة القول يحتاج الطالب والطالبة إلى الأمور التالية :
1- إلى من يعرفهما على قدراتهما وميولهما 0
2- إلى من ينمي مواهبهما وهواياتهم 0
3- إلى من يشرح لهما المرحلة العمرية التي يمران بها ، وكيف يتصرفان أمام ما يعترضهما من تحديات ونظم اجتماعية تحول بينهما وتحقيق رغباتهما0
4- إلى من يعرفهما على الأساليب الجيدة في الاستذكار الجيد والتهيئةو الاستعداد للاختبارات0
5- إلى من يرشدهما إلى تجنب المخاطر التي تحيط بهما من مخدرات وحشيش و تدخين وغيرها 0
6- يحتاجان إلى من يبصرهما إلى ما يوجد في المجتمع من مهن وحرف وأمور يرغبان معرفتها ، لتامين مستقبلهما 0
7- يحتاجان أن يعرفا عن الكليات والجامعات والمعاهد العسكرية التي سوف يلتحقان بها بعد الثانوية العامة وعن المراكز والمعاهد الفنية والمهنية والتقنية 0
8- يحتاج الطالب والطالبة من المرشد والمرشد ة أن يعلمانهما كيف يتصرفان إذا واجهتهما مشكلة نفسية أو اجتماعية أو أكاديمية 0
9- يحتاج الطالب والطالبة إلى من يزرع في نفسيهما الثقة ويساعدنهما على التخطيط السليم لمستقبلهما 0
أنا أعتقد لو لبى المرشد والمرشدة في المدرسة هذه الرغبات وأشبعا حاجات الطالب والطالبة الإرشادية ، لكان ذلك خير استثمار للوطن ، ولكن متى يتحقق هذا الحلم ؟ ونعرف معنى كلمة إرشاد ، ولكن أنا في نظري أن الإرشاد بوضعه الحالي لايستطيع إشباع حاجات الطلاب والطالبات الإرشادية لعدة أمور ، يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- أن أكثر المرشدين والمرشدات في مدارس التعليم العام لايقومان بالإرشاد على الوجه الصحيح لعقبات يواجهانها منها عقبات ذاتية وأخرى بيئية 0
2- أن هناك عددا كبيرا من المدارس لايوجد بها مرشدون 0
3- كثرة أعداد الطلاب وازدحام الفصول الدراسية تحول دون تلبية رغبات التلاميذ والتلميذات مما يجعل الإدارة المدرسية منشغلة بضبط حضور وغياب الطلاب وحل المشكلات السلوكية التي تتزايد نتيجة لكثرة عدد الطلاب والطالبات ، أو وجود المدرسة في حي شعبي تكثر فيه المخالفات نتيجة لنقص الوعي 0
4- قلة الوعي عند بعض المسئولين في المدارس ، والإدارات التعليمية ، يجعل الخدمات التي تقدم للطلاب والطالبات ضعيفة ، حتى أن هناك مسئولين كبارا غير متحمسين للإرشاد 0
5- برامج النشاط المدرسي ضعيفة أو قل صورية لاتشبع حاجات التلاميذ الإرشادية 0
ورغباتهم ومتى ما ضعف النشاط المدرسي ضعف الإرشاد 0
6- وجود مدارس مستأجرة لاتتوفر فيها شروط المبنى التربوي الملائم لمزاولة الطلاب والطالبات أنشطتهم الترويحية والترفيهية 0
7- هناك ضغوط كبيرة على المعلمين بإلزامهم بتدريس 24 حصة إلى جانب إجبارهم على المشاركة بالأنشطة الأخر ى فلا يجدون الوقت الكافي لمساعدة المرشد في تطبيق بعض البرامج الإرشادية 0
8–بعض المرشدين لايجد المكان المناسب في المدرسة لتطبيق بعض المبادئ الإرشادية كدراسة الحالة مثلا أو المقابلة الإرشادية ، وبمعنى آخر لاتوجد البيئة الإرشادية الملائمة لتطبيق مبادئ الإرشاد الفردي والجماعي 0
9-هناك مجموعة من المعلمين لايرغبون في مهنة التدريس ، ولكنهم يتخذونها وظيفة وطريقا لكسب الرزق ، لذا تجد بعض المعلمين لايخلصون في عملهم وكأنما يساقون إليه بالسلاسل0
10- يوجد بعض مشرفي الإرشاد ممن يتعاملون مع المرشدين معاملة خاطئة تعتمد على تصيد الأخطاء وعدم استفادة المرشد من المشرف ، بل ربما تؤدي هذه الطريقة بالمرشد إلى الفرار من الإرشاد على الرغم من أنه يحصل في تقديراته على الإمتياز0
إذا المرشد والمرشدة بناء على ما تقدم من عقبات لايجدان البيئة الملائمة لتطبيق مبادئ الإرشاد النفسي والتربوي والاجتماعي بالمدرسة ، فما لم تتحسن الظروف وتزول العقبات سيبقى الإرشاد في مكانه مكانك راوح ، فمتى يتطور الإرشاد ؟ والله الموفق إلى جادة الصواب000
دائماً متميز اخي إبراهيم الدريعي
فيما تقدمه لنا من قضايا تربوية ساخنة
مع تحياتي وتقديري
أحسنت الاختيار
هناك ضغوط كبيرة على المعلمين بإلزامهم بتدريس 24 حصة إلى جانب إجبارهم على المشاركة بالأنشطة الأخر ى فلا يجدون الوقت الكافي لمساعدة المرشد في تطبيق بعض البرامج الإرشادية 0
اوافقك الرأي بشده
موضوع رائع
بارك الله بك
وننتظر جديدك دائما
مشكور والله على هاذا الموضوع الطيب … جعله الله في ميزان حسناتك
معتز غباشي ———-ساعة مرح —المستعينة بالله—khokha—-جمال فيصل — سلمهم الله
أشكركم على مداخلاتكم وتشريفكم لمتصفحي الله يعطيكم العافية وأنا سعيد بذلك 0