التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رعاية ذوي الاحياجات الخاصة

السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة
هذا الموضوع يتحدث عن اهمية رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة
و هو مهم لمشرروع (سلامتكم من الداء سندنا لكم دواء)
ارجوا التثيت وشكرا
——————————————————————————–

أهمية الرعاية الصحية في دعم ومساندة ذوي الحاجات الخاصة

ليس العوق بمجمله مشكلة اجتماعية او نفسية او انسانية فحسب , وانما هو مشكلة طبية ايضا , حيث يلعب الطبيب دورا مهما في جملة التدابير العديدة , والهادفة الى التخفيف من معاناة المعوق في مراحل حياته المختلفة ومساعدته ودعمه , بل ودفعه الى الامام لتذليل الصعوبات الكبيرة التي يواجهها في مسيرة حياته .
ان ذوي الحاجات الخاصة هم في حاجة ماسة الى عناية صحية فائقة , ومتابعة مستمرة من قبل فريق طبي متخصص , يتمتع بخبرة جيدة في هذا المجال , ولعل اهم المشكلات الصحية التي يعانيها ذوو الحاجات الخاصة هي :
1-التشوهات الولادية المختلفة : مثل تشوهات القلب , والجهاز الدوراني , وتشوهات الاحشاء الداخلية , والتشوهات البدنية , واضطرابات الوظائف الحيوية وغيرها , وهذه الطائفة من التشوهات يزيد معدلها لدى حالات ( متلازمة داون ) الامر الذي يجعل هذه الفئة بحاجة الى عناية طبية مستمرة , ومتابعة دقيقة , واكتشاف مبكر لهذه التشوهات , وذلك لاتخاذ الاجراءات الطبية المناسبة في حينها .
ان على الاهل في هذه الحالة متابعة ابنائهم جيدا , واتباع كافة الارشادات الطبية بدقة وابلاغ المدرسة بكافة التوصيات التي يشير اليها الطبيب المختص , وبالمقابل على المشرفين في المدرسة التقيد بهذه الارشادات , ومراعاة حالات هؤلاء الطلاب في كافة الانشطة المدرسية .
2-داء الصرع :وهو مرض شائع ومعروف , يصيب العديد من ذوي الحاجات الخاصة , وتحديدا بعض حالات العوق العقلي الناجم عن الاصابة بالحمى المخية الشوكية او الرضوض الدماغية , وهذا المرض يحدث تشنجات مفاجئة , مع غياب عن الوعي يدوم بضع دقائق , مما يعرض المصاب للخطر , لذا فان هذه الفئه من الاولاد تحتاج الى عناية خاصة , ومتابعة مستمرة ودقيقة , سواء من قبل الاهل او المشرفين في المدرسة , لملاحظة اية نوبات صرعية قد تحدث , لاتخاذ الاجراء الاسعافي اللازم في حينه , والذي يدف قبل كل شئ الى ابعاد المصاب عن دائرة الخطر ثم المساعدة على تسهيل عملية التنفس , عن طريق ازالة العوائق المختلفة كالثياب الضيقة مثلا , والحيلولة دون السماح للمصاب عض لسانه بسبب التشنج العضلي الذي يصيبه اثناء النوبة الصرعية .
ان هذه الفئة من الاولاد تحتاج لاهتمام خاص في المدرسة , بحيث لا ندع مريض الصرع يتعرض للنوبة الصرعية وهو في موقع خطر , مثل الاماكن المرتفعة او امام آلات حادة , او اثناء القيام بنشاط رياضي ينطوي على المخاطرة .
ان هؤلاء الاولاد بحاجة الى متابعة دورية في المستشفى , لرصد ودراسة كافة التطورات التي تطرأ عليهم , واعطائهم العلاج اللازم الذي يقرره الطبيب المختص بدقة وانتظام , ثم معايرة الدواء في الدم بين الحين والآخر لتفادي حدوث التسمم الدوائي والذي قد يؤدي ايضا الى مضاعفات خطرة .
3-حالات العوق الحركي :انها من اهم المشكلات الصحية المصاحبة لذوي الحاجات الخاصة , وهي طائفة كبيرة من الامراض الناجمة عن تلف عضوي في المخ اوالمخيخ او الجهاز العصبي المركزي , اما بسبب وراثي او مكتسب , مما يؤدي الى خلل في وظيفة او اكثر من وظائف الجسم العضلية او العصبية او كليهما , والتي تلعب دورا هاما في عملية الحركة والمشي والتوازن , ولعل ابرز هذه الحالات هي حالات ( الشلل الدماغي) حيث يؤدي هذا المرض الى خلل جسيم في الوظائف العصبية , ويسفر عن قصور او شلل او ضعف في التوازن والتآزر العضلي العصبي .

واشير هنا الى حالات ضعف التوازن والتآزر الحركي بشكل خاص , والتي تحتاج الى دراسة وافية , وفحص دقيق , لتحديد طبيعة الاصابة وأسبابها, لوضع الخطة العلاجية المناسبة , حيث ان هذه الفئة من الحالات تعاني فشلا كبيرا في اكتساب المهارات الدقيقة , مثل مهارة امساك القلم والكتابة , والاعمال الاخرى التي تحتاج الى تآزر عضلي عصبي , وجدير بالذكر ان بعض هذه الحالات يستفيد من العلاج والتدريب , ويحرز تقدما ملموسا في مجال الاداء الحركي والتآزر العصبي العضلي ، اما البعض الآخر , والذي يعود لاسباب وراثية , فانهم غالبا لا يحرزون أي تقدم ، بل على العكس قد تتجه حالاتهم نحو تدهور مستمر مع الزمن , ويحتاجون للمتابعة والرعاية.
4-حالات الضعف السمعي او الضعف البصري المصاحبة للعوق العقلي :ان هذه الفئة تحتاج الى فحص دقيق لتحديد درجة الضعف السمعي , او الضعف البصري لاختيار المعينة السمعية المناسبة ، او النظارة الطبية المناسبة والتأكيد على لبس النظارة او السماعة اثناء الحصص الدراسية , والحرص على نظافتها وصيانتها .
5-امراض الدم الوراثية , داء السكري , قصور الغدد الصم , وغيرها :وهذه الحالات تحتاج الى تشخيص مبكر ودقيق , لتحديد نوع المرض واسبابه , والاحتياطات الواجب اتباعها , ثم الشروع بالعلاج اذا لزم الامر منعا لحدوث المضاعفات والاختلاطات , وينبغي على المدرسين والمشرفين مراعاة هذه الحالات وملاحظتها بدقة, واشير هنا الى حالات فقر الدم المنجلي ، وانيميا البحر المتوسط والتي تحتاج الى فحوص مخبرية دورية لقياس نسبة خضاب الدم للتأكد من حاجة هؤلاء المرضى لنقل الدم , او أية اجراءات علاجية اخرى , والمطلوب من المشرفين مراعاة حالات هؤلاء الطلاب ومتابعتهم , وعدم تكليفهم باعمال مجهدة في حصص النشاط المختلفة حرصا على سلامتهم .
ولا بد هنا من الاشارة الى ان الخدمة الطبية التي تحتاجها فئة الحاجات الخاصة لا تنحصر في الاطار العلاجي فحسب , وانما تمتد الى الجانب الوقائي , والذي هو على قدر كبير من الاهمية والتأثير . واستطيع ان ألخص التدابير الوقائية في ميدان الخدمات الصحية لذوي الحاجات الخاصة على النحو التالي :
– التدخل المبكر لدى العديد من الحالات للحد من تدهور الحالة , او حدوث المضاعفات , خاصة حالات تشوهات القلب الولادية والتي تحتاج الى العمل الجراحي وحالات العوق الحركي التي تحتاج للعلاج الطبيعي , حيث ان الجراحة المبكرة لمرضى القلب تنقذ الطفل من مضاعفات خطيرة , كما ان العلاج الطبيعي لحالات العوق الحركي يمكن ان يحقق لهم تقدما كبيرا .
– نشر الوعي الصحي بين صفوف المجتمع في كافة قطاعاته ,في الاسرة , في المدرسة , في الحي , في دائرة العمل , وفي وسائل الاعلام المختلفة , للتعريف بمشاكل ذوي الحاجات الخاصة بشكل عام , واسباب الاعاقة , وآثارها على الفرد والمجتمع .
– توعية الشباب قبل الزواج ، وتوضيح احتمال ظهور بعض الصفات الوراثية السيئة لدى الابناء والتي تكون كامنة والتي يزداد احتمال ظهورها عند زواج الاقارب .
– توعية الامهات نحو اهمية فترة الحمل , والمخاطر الكبيرة التي تهدد الجنين خلالها عند اخذ بعض الادوية , او التعرض للاشعة , او الاصابة ببعض الامراض , كالحصبة الالمانية , او داء المقوسات ( التوكسو بلازموزيس )
– الاهتمام بمرحلة الطفولة وحماية الطفل من الامراض الخطرة ، كالحمى المخية الشوكية والتهاب الدماغ , او اية حالات تؤدي الى ارتفاع شديد في درجة الحرارة . – التأكيد على اهمية التطعيمات الاساسية للطفل , واكمال برنامج التطعيم بكل دقة والمتوفر لدى كافة المراكز الصحية والمستشفيات 0
– رعاية الطفل رعاية جيدة , وحمايته من المخاطر العديدة التي يمكن ان تصيبه , مثل السقوط من ارتفاع ، او الرضوض على الرأس بشتى اشكالها ، او حوادث التسمم والاختناق , وحوادث الطرق وما يترتب عليها من اصابات .

وهكذا ايها الاخوة نجد ان فئة ذوي الحاجات الخاصة بحاجة الى رعاية دائمة لاعانتهم في هذه الحياة كي يشقوا طريقهم بكل ثقة نحو حياة كريمة وسعيدة كغيرهم من الاسوياء .
وفقنا الله واياكم لخدمتهم دوما , والله ولي التوفيق