لذلك أتينا لك ببعض الأشياء التي عليك التفكير فيها أكثر من مرة قبل قولها لطفلك:
– “أعرف أنك تستطيع بذل مزيد من الجهد”:
أتشعرين بالإحباط من طفلك لأنك تعرفين أن عنده القدرة علي بذل المزيد من الجهد ليكون متميزا في المدرسة، الرياضة، الموسيقي….إلخ؟.
أي تعليق تقولينه لطفلك يدل علي عدم رضاك عن مجهوده لن يكون غير مشجع لطفلك فقط بل سيؤدي إلي نتيجة عكسية لما تريدين من تحفيز له لبذل مزيد من الجهد، فلو كان تعليق “ابذل مجهودا أكبر” لها علاقة ببعض المهام أو الأعمال، فكوني واضحة فيما تتوقعينه مثل “عندما تنظف غرفتك بعناية، سأسمح لك باللعب في الخارج”.
– الأمور المتعلقة بالطعام:
” أمتأكد أنك تريد أكل قطعة ثانية من الكيك”، من الأفضل لك التوقف عن توجيه أي كلام واضح قد يعزز صورة الجسم السلبية، ونفس التأثير يحدث عند إخبار طفلك بأنه طفل يأكل أكثر من اللازم.
تجنبي تسمية طفلك بأسماء أو ألقاب مثل “طفلي الذي من الصعب إرضاؤه” أو “طفلي العنيد” حتى لا تحولي الطعام إلي مشكلة سيطرة وقوة.
لذلك اجعلي تعليقاتك الخاصة بالطعام إيجابية ومحددة مثل “لقد جربت حساء الطماطم.. هذا شيء جيد”.
– هذا خطأ مطلق:
“أنت دائما…” أو “أنت لا تفعل… أبدا”، في وسط تلك الجُمل توجد تسميات قد تظل ملتصقة بذهن الطفل للأبد كما تقول “جين بيرمن” مؤلفة كتاب “The A to Z Guide to Raising Happy, Confident Kids”.
فإخبار طفلك بأنه “دائما” ينسي أن يكلمك، يجعله يبدأ في التصرف كما تظنينه، ولا يتصل بك أبدا، وبدلا من ذلك قومي بسؤال طفلك عن كيفية مساعدتك له مثل: “لقد لاحظت أنه توجد عندك مشكلة في تذكر إحضار كتبك من المدرسة معك إلي البيت، فكيف أستطيع مساعدتك في ذلك؟”
– أقوال بعيدة عن المعقول:
” لأني أريد ذلك وحسب!” هذه الجملة تضع التحكم في كل زمام الأمور في يدك، وتنفي شعور طفلك المتزايد بالاستقلالية والقدرة علي تمييز الأشياء وحل الأمور،كما أنها تجعلك تتخطين أي لحظة يمكنك فيها تعليم طفلك درسا محتملا من خلالها.
فمثلا إذا لم يرد طفلك زيارة جدته في يوم العطلة وأراد اللعب بدلا من ذلك؛ فبدلا من قول “لأني أريد ذلك وحسب” قولي له “أنا أعلم أنك تفضل اللعب في الخارج اليوم، ولكن جدتك تحبك كثيرا وتحب أن تراك، ونحن نبذل قصارى جهدنا لإسعادها وتشريف عائلتنا دائما”.
– لقد حذرتك/أخبرتك بذلك:
” لقد أخبرتك أن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة خطأ كبير”، فعندما تكررين ذلك لطفلك عندما يجلس أمام الكمبيوتر طوال اليوم بدلا من المذاكرة للامتحان، وتجدين في النهاية أنه لم يكن مستعدا وأنه لم يبلي جيدا في امتحانه؛ أن جملة “لقد أخبرتك/حذرتك” تخبر طفلك بأنك علي حق دائما وأنه علي خطأ طوال الوقت.
فبدلا من ذلك أظهري الجوانب الإيجابية عندما يسمع كلامك، فمثلا عندما ينظف غرفته بعد طلبك ذلك منه ذلك أخبريه “أليس من السهل أن تجد أشياءك ومتعلقاتك عندما تكون غرفتك مُرتبه؟” هذا من شأنه أن يجعله يشعر بأن له سيطرة علي حياته.
– الإشادة به في مجال محدد فقط:
“أنت الأفضل في لعب كرة القدم”، تكرار قولك لطفلك عن مدي ذكائه في شيء محدد يجعله خائفا من تجربة أي شيء جديد أو الدخول في تحديات أخري، خوفا من عدم إتقانه له.
ويمكن للأمر أن يكون أسوء إذا كان طفلك يعاني للوصول إلي ذلك المستوي وأنت تخبريه بأنه ذكي للغاية، فسيجعله ذلك يشعر بشعور أسوء لعدم قدرته على الوصول لذلك اللقب الذي تطلقينه عليه بشكل طبيعي.
وبدلا من ذلك ركزي علي عملة الشاق مثل”يا له من عمل رائع أنجزته في مشروع مادة العلوم!”.
– تسهيل الأمور:
“لا تقلق فأول يوم دراسي سيكون جيدا” قد تسألين ما الخطأ في تسهيل الأمور علي طفلك عندما يشعر بالقلق من يومه الأول في المدرسة؟، إذا أخبرت طفلك بألا يقلق، فأنت بذلك ترفضين مشاعره، بالإضافة إلي أن طفلك سيشعر بمزيد من القلق بسبب استيائك من قلقه.
ونفس النتيجة تسري علي جملة “لا تبك” و”لا تغضب”، فبدلا من ذلك قولي له “أري أنك تشعر بالقلق. أيمكنك إخباري بما تفكر فيه، حتى نستطيع مناقشته سويا؟”.
– الأصدقاء:
“كنت أتمني ألا تصاحب هذا الفتي، فانا لا أحبه”، هناك العديد من الآباء لا يحبون بعض أصدقاء أطفالهم لأي سبب كان، ولكن في اللحظة التي تخبري فيها طفلك أنك لا تحبين صديقه، فسيصبح هذا الشخص أكثر جاذبية له، وسيهتم طفلك به أكثر.
لذا حافظي علي خط التواصل مفتوح بينك وبين طفلك لتتناقشا حول القيم، والصواب والخطأ…إلخ، فاسألي طفلك أسئلة مثل: “ما الذي يعجبك في صداقتك بذلك الفتي؟” و”ماذا تفعلان سويا؟”.
– لا تفعل شيئا بنفسك:
“لا تفعل ذلك بتلك الطريقة! أعطه لي سأقوم أنا بذلك”، قد تطلبين من طفلك أن يساعدك في مهمة ما، ولكن عندما لا يقوم بها بشكل جيد، قد تقفزين سريعا لتولي زمام الأمور وأخذ المهمة منه؛ هذا خطأ بالغ لأن طفلك لن يتعلم كيفية فعل هذا العمل, وسيكون أقل رغبة في تجربة أي شيء تطلبين منه فعله.
لذلك يمكنك أن تتقدمي منه وتخبريه – بشكل متعاون وليس رافض – ” انتظر، دعني أريك حيلة سهلة علمتها لي أمي لفعل ذلك!”.
– المقارنة:
“لماذا لا تكون مثل أختك/أخيك؟” التنافس والأشقاء دائما يسيران معا، وأي شيء تقولينه يمكنه أن يشكل وجه مقارنة يمكنه أن يشعل مشاعر الغيرة والغضب في نفس طفلك.
فالمقارنة تقسم الأشقاء إلي فئات -الذكي، الرياضي، المتفوق- وهذا من شأنه ألا يشجع طفلك في تجربة الأشياء التي يبرع فيها أشقائه، فبدلا من ذلك قومي بتشجيع كل طفل في المجال الذي يحبه، مع تجنب المقارنة بينه وبين غيره.