<div tag="10|80|” >أخطاءشائعة في التنشئة الاجتماعية
1- القسوة الزائدة و العقاب البدني .
2- التدليل الزائد أو الحماية الزائدة .
3- النبذ والإهمال.
4- التذبذب في المعاملة.
5- ا لازدواجية في المعاملة.
6- المقارنة.
7- تفضيل الأولاد على البنات.
8- تمييز ولد على بقية إخوته.
9- تدخل الآباء في مستقبل الأبناء.
10-تكرار كلمة عيب وماتستحي على وجهك.
11- قول الأب لابنه (عسى ماشافك أحد).
*ماذا ينتج عن القسوة الزائدة والتسلط والعقاب البدني ؟
تمرد وعصيان الأوامر ، تحطيم للشخصية ، عدوانية ، الشعور بالدونية واحتقار الذات ، الوسواس القهري والرهاب الإجتماعي ، ترك المدرسة ، نقص الذكاء ومحدودية التفكير ، تعلم الطفل سلوك غير مرغوب وهو أن الطفل الذي يُضرب يعتقد أنه لاتحل مشاكله إلا بالضرب فإذا أخذ طفل منه لعبته ضربه ومن هنا يكون هذا الطفل مكروها عند الأطفال فيتحاشون اللعب معه 00
*وماذا عن التدليل الزائد والحماية الزائدة ؟
عدم الشعور بالمسؤولية ، الخوف الشديد من الوقوع في الخطأ ، الفشل في الحياة الزوجية ، بسبب عدم قدرته على تحمل المسؤولية ، كما أن الطفل المدلل لايقبل النقد لأنه تعود أن على أن سلوكه وأفعاله حميدة ، لأنه لم يتلق نقداً من والديه ، فالذات عنده متضخمة ، كما يتصف الطفل المدلل بالأنانية يأخذ ولا يعطي ومن هنا يخسر جميع أصدقائه وتخسر البنت جميع صديقاتها بل يصفونه ويصفونها بالأنانية .
*ماذا عن النبذ والإهمال؟
النبذ والإهمال أحد أنماط التنشئة الاجتماعية الخاطئة وهو: أن يترك الطفل وشأنه يفعل مايريد دون رعاية أو اهتمام من الأبوين ، فوجود أبويه في حياته شبه معدوم فهو لايحس بهما ولا يشعر أنهما يشاركانه آلامه وأفراحه ولا يهتمان به عندما يمرض أو يزورا مدرسته لكي يطمئنا عليه وعلى مسيرته السلوكية والتعليمية ، فيعيش وحده عرضة للاكتئاب ولقرناء السوء يغيرون مجرى حياته للأسوأ.
ماذا عن التذبذب في المعاملة ؟
التذبذب في المعاملة المقصود به أن يمارس الطفل سلوكا غير مرغوب أصلا بين والديه ولكن لايعاقبانه على هذا السلوك مثال ذلك كأن يتلفظ بألفاظ سيئة أو نابية ولكن الوالدين يستملحان هذه الألفاظ خاصة في بداية كلام الطفل ، ولكن الأمر يختلف عندما يتلفظ الطفل بهذه الألفاظ في حضرة بعض الأقارب أو الأصدقاء فيعاقبانه على هذا الخطأ فيترسب ذلك في اللاشعور لأن الطفل أصبح لايميز بن ماهو مطلوب وماهو مرفوض؟ يقول علماء النفس أن هذا الطفل عندما يكبر ويتزوج تارة يكون حليما وديعا مع زوجته فإذا به مرة أخرى ينقلب عليها وتثور ثائرته ويصبح عدوانيا وربما يضرب زوجته بدون سبب، وذلك بتأثير التنشئة الوالدية الخاطئة في الطفولة.
* أما الازدواجية في المعاملة :
فهي تختلف عن التذبذب في المعاملة فالإزدواجية أن يقول الأب لا والأم تخالفه وتقول بلى ، حينها الطفل لايدري من يصدق الأم أم الأب فليجأ إلى غيرهما وأضرب مثالا على ذلك ، خالدابن السادسة عشرة طلب من والده مفتاح السيارة ورفض الوالد رفضا تاما أن يعطيه مفتاح السيارة خوفا عليه أن يصطدم بسيارة أخرى أو تنقلب به السيارة ، ولكن المراهق وبإلحاح على والدته أعطته مفتاح السيارة دون أن يشعر أبوه فأخذ السيارة وصدم بها وتوفي خالد – رحمه الله – وعاشت والدته في حزن وألم وتأنيب ضمير طول حياتها لأنها كانت السبب في موته ، لذا يجب على الوالدين ألا يختلفا على تربية أولادهما وبناتهما ويتفقا على أنه إذا رفض الأب أو الأم تحقيق طلب شيء معين للطفل أو المراهق يكون الآخر على نفس الوتيرة وذلك لصالح الطفل أو المراهق .
*المقارنـة:
من أسوأ أنماط التنشئة الاجتماعية المقارنة بين الأولاد مثال ذلك عندما يأتي ناصر يحمل شهادة نجاحه بتقدير( ممتاز ) فيصفق له الجميع وتنهال عليه الهدايا من كل مكان وفي الوقت نفسه يحضر خالد شهادته وقد حصل على تقدير(جيد) فيشمئز الكل من هذا التقدير فيقول له والده لماذا لم يكن تقديرك مثل ناصر أيها الكسول ، طبعا هذا خطأ كبير من الأب أولا أنه قارن ناصر بخالد فلربما أن مستوى ناصر العقلي أعلى من خالد فخالد لايستطيع أن يحصل على المستوى الذي حصل عليه ناصر لأن مستوى ذكائه العقلي أقل من ناصر فكأن والده يطلب منه المستحيل ، لذا فالمقارنة لاتجوز لابين الأخوان ولا مقارنة ابنك يابن الجيران لاختلاف الفروق الفردية بين البشر فمن الناس الذكي جدا ومنهم متوسط الذكاء ومنهم بطيء الفهم ، كما أن الوالد ينبغي له الايقول لابنه ياكسول أو ياغبي فهذه ألفاظ تدمر شخصية الابن وتعدم ثقته بنفسه فيشعر أنه غبي فعلا ويقول في نفسه مادام والدي يقول لي ياغبي فلماذا أتعلم ؟أنا غبي يجب علي أن أترك المدرسة وأشوف لي عملا آخر غير الدراسة .
*تفضيل الأولاد على البنات:
هذا مع -الأسف الشديد -خطأ شائع في مجتمعنا العربي وهو موروث تاريخي ذكر في القرآن الكريم كقوله تعالى ( وإذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من الغيظ من سوء مابشر به ) الآية 59 سورة النحل .
يقول عمر بن الخطاب :-رضي الله عنه –إني لأضحك مره وأبكي مره ، فقيل له مايضحكك ويبكيك ياعمر؟ فقال أضحك لأني في الجاهلية كنت أعبد تمرة وإذا جعت أكلتها فأقول في نفسي ماهذا الجنون كيف أن الإنسان يأكل ربه ؟ أما ما يبكيني فإني أخذت ابنتي ذات السنتين وذهبت بها للمقبرة وحفرت لها حفرة وبنما كنت أحفر علق في لحيتي التراب فهشت بيدها الصغيرة التراب عن لحيتي ، فذرفت من عيني دمعة ولكن غلبتني جاهليتي فألقيت بها في الحفرة ودفتها ، طبعا كان العرب يدفون البنات في الجاهلية خوفا من العار وعندما جاء الإسلام حرم قتل النفس إلا بالحق ، وهذه القصة أعظم تكريم للمرأة في الإسلام ، لكن بعض الناس اليوم لايزال في نفوسهم شيئا من الجاهلية التي لم يهذبها الإسلام فصاروا ينظرون إلى المرأة نظرة دونيه ويفضلون عليها الذكر ، مع أن البنت أرحم وأعطف من الولد على أبيها .
*تمييز ولد على بقية أخوته:
بعض الآباء يميزون بين أبنائهم فيخصون واحدا منهم بالعطف والتدليل بالاستجابة لمطالبه لوسامته أو ذكائه ، ويعاملون البقية معاملة عادية ، وينتج عن ذلك كراهية هذا الأخ المميز فيكيدون له كيدا نتيجة نشوء الغيرة منه ولنا في قصة يوسف-عليه السلام – مع أخوته عبرة ، فالغيرة موجودة منذ القدم والذي يشعل نار الغيرة الوالدان بتمييزهما أحد الأبناء على غيره.
*تدخل الآباء في مستقبل الأبناء:
يجتهد بعض الآباء في تقديم النصح والمشورة لأبنائهم وخاصة فيما يتعلق بمستقبلهم الدراسي فيجبر بعض الآباء أبناءهم على مواصلة دراستهم بعد الثانوية في تخصص يرغبه الآباء دون الأبناء فيدرس الطالب في هذا التخصص الذي لايرغبه ولا يميل إليه لأنه لايريد أن يعصا أمر والده ، ولكنه مع مضي الوقت يدرك أنه ليس بمقدوره مواصلة الدراسة في هذا التخصص لأنه لايرغبه ولا يميل إليه أو أن قدراته واستعداداته لاتمكنه من النجاح فيه فيخفق- مع الأسف- في الدراسة ويخرج من الكلية ثم يلقي بلائمة فشله على والده الذي أجبره على الدراسة في هذا التخصص الذي لايريده ، ولعل دافع الأب إلى اجبار ابنه على هذا النوع من الدراسة أن الأب لم يتمكن من أن يصبح مثلا مهندسا أو طبيبا وأراد أن يحقق له ابنه أمنيته ، دون إدراك الأب أن ابنه يختلف عنه وأن له قدرات واستعدادات وميول لابد أن تتفق مع نوع الدراسة التي يرغبها .
*تكرار كلمة ( عيب) ماتستحي دائما .
تكرار كلمة عيب ماتستحي دائما على مسمع الصغير ، هذه الكلمة تترسب في عقله الباطن وعندما يكبر يرى كل شيء عيبا ، وإطلاق كلمة عيب على علاتها خطأ فادح ، فإذا رأى المربي من ابنه سلوكا غير محمود يجب عليه أن يوضح له مضار هذا السلوك أفضل من إطلاق كلمات لايدرك معناها الطفل وتؤثر على مستقبل حياته ، يقول علماء النفس إن الطفل المصاب بالوسواس القهري كان قد تلقى في صغره قسوة زائدة وعبارات سلبية وترسب في عقله الباطن أن كل شيء ممنوع ، فصار حريصا على اتقان أي فعل يفعله حتى لو كان تصرفه هذا يكلفه الكثير.
*قول الأب لابنه (عسى ماشافك أحد).
عندما يخطي الطفل مثلا ويكسر زجاجة سيارة جارهم أو يخرب شيئا في الشارع كتكسير صناديق البريد ، ثم يأتي الطفل ويخبر والده بما فعل فبدل أن يؤنبه ويشعره بخطئه يقول له ( عسى ماشافك أحد ) إن تصرف الأب في هذه الحالة تصرف خاطئ لأنه قوى سلوكا غير مرغوب لدى ابنه ( التدعيم السلبي)وسوف يتكرر هذا السلوك منه مستقبلا وربما يفعل ماهو أخطر من ذلك وسوف تلقي القبض عليه الجهات الأمنية ويكون السبب في ذلك هو والده الذي دعم وقوى هذا السلوك السيئ لدى ابنه لأن ألطفل إذا رأى والده لم ينكر عليه مافعل فسوف يتمادى( فمن أمن العقوبة هان عليه اقتراف الذنب)
أردت من عرض هذه الأساليب السيئة في التنشئة الاجتماعية أن يتنبه الآباء والأمهات إلى هذه الأخطاء ، ويتجنبوا ممارستها مع أبنائهم وبناتهم لئلا تسوء حالة الأسرة وينشأ الأبناء والبنات في جو أسري مملوء بالحقد والكراهية والغيرة والعدوانية والأمراض النفسية والانحرافات السلوكية فإني كأخصائي نفسي لاحظت أن سبب المشكلات السلوكية والأمراض النفسية يعود سببها في الواقع إلى ماتلقاه الإنسان في حياته من تربية وتنشئة فاسدة لعلنا من خلال هذه المقالات التي ننشرها في المنتديات أن ننشر الوعي النفسي والاجتماعي بين الآباء والأمهات ليتعلموا دروسا في تربية الأبناء كوقاية لهم من الانحرافات السلوكية والأمراض النفسية كما أن الشباب المقبلين على الزواج يستفيدون –أيضا- من مثل هذه المقالات ليحسنوا تربية وتنشئة أبنائهم وبناتهم في المستقبل لاأن يطبقوا ماتلقوه من آبائهم من أخطاء تربوية سيئة على أبنائهم،( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) الزخرف آية (23)، والله الهادي إلى سواء السبيل.