الأبيات من ( 1-6 )
سأعـيـش رغـــم الـــداء والأعـــداء كالـنـسـر فـــوق الـقـمّـة الـشـمـاءِ
أرنو إلى الشمس المضيئة … هازئاً بالـسـحـب ، والأمـطــار ، والأنــــواءِ
لا أرمــق الـظـلّ الكئـيـب… ولا أرى مــا فــي قـــرار الـهــوّةِ الـســوداء
وأسير فـي دنيـا المشاعـر حالمـاً غـرداً — وتلـك سـعـادة الشـعـراء–
أٌصغي لموسيقى الحيـاة ، و وحيهـا وأذيــب روح الـكـون فــي إنشـائـي
وأصـيـخ للـصـوت الإلهــي iالـــذي يـحـيـي بقـلـبـي مـيــت الأصــــداءِ
الفكرة :
ثقة الشاعر بنفسه في جو الاستعمار والألم.
معاني الكلمات
الداء:المرض ظاهرا أو باطنا، ج أدواء.
المضيئة: المشرقة المنيرة.
هازئا:ساخرا.
السحب: الغيوم.
الكئيب:كئب: تغيرت نفسه وانكسرت من شدة الهم والحزن.
الهوة:الحفرة البعيدة القعر،ج هوى و هو
أصغي:أحسن الاستماع.
وحي:إلهام ، وهو كل ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه، ج وحى
أذيب: أسيل
الكون:الوجود المطلق العام.
إنشاء:تأليفي ويقصد شعره.
أصيخ:أستمع.
الجماليات
العلاقة بين الداء والأعداء علاقة النتيجة بالسبب .
سأعـيـش كالـنـسـر: تشبيه مفرد.
البيت الأول كناية عن علو همته وثقته بنفسه.
البيت الثالث كناية عن رفعته وشموخه وطموحه إلى أعلى.
وأسير في دنيا المشاعر : شبه المشاعر والأحاسيس بدنيا يسير فيها الإنسان.
في البيت الرابع يشبه الشاعر نفسه بالطائر المغرد الحالم.
وأذيــب روح الـكـون فــي إنشـائـي: يشبه الشاعر الكون بالشيء المادي الذي نحوله من الجامد إلى السائل ثم يتفاعل في روح الشاعر ومشاعره التى يصدرها شعرا متألقا.
مـيــت الأصــــداء: استعارة فقد شبه الصدى بالكائن الحي الذي يموت ويحيا.
شرح الأبيات
1- يفصح الشاعر عن معاناته الألم ويشكو إحاطة الأعداء به، ولكن ، وعلى الرغم من شكواه ومعاناته، فلن يستسلم للألم والمرض والعدو، بل هو سيتغلب على كل هذا وسيحلق بعيدا هناك ، وكأنه النسر فوق القمة الشماء، الفارطة العلو والارتفاع.
2- يؤكد الشاعر المعنى السابق، يشير إلى ارتفاعه عاليا هازئا بالغيوم ، والأمطار والأنواء، أي العواصف، لأنه فوقها،وهو أعلى منها.
3- وبسبب ارتفاعه عاليا ، كان حريا به أن لا ينظر إلى الأسفل، حيث الظلال الكئيبة الحزينة ، ظلال الأشياء على الأرض، وحيث الهوة ، حيث الظلام والسواد
4- يحلق الشاعر ويسير في دنيا المشاعر والأحاسيس الحالمة ، وهي السعادة الحقيقية للشاعر الحقيقي.
5- استمع بإنصات إلى جمال الحياة وإلهامها ، ويتفاعل مع الكون بما فيه من خلال أشعاره المعبرة.
6- يستمع الشاعر إلى الصوت الإلهي ، يعبر الشاعر عن أن الطهارة و الهناء بعيدة عن أطماع البشر في الأرض فهي تكون هناك في الفضاء .
الأبيات من ( 7-13 )
وأقـــول لـلـقـدر الـــذي لا يـنـثـنـي عـــن حـــرب آمـالــي بـكــلّ بـــلاءِ
لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي مــوج الأســى ، وعـواصــف الأرزاء
فاهدم فؤادي ما استطعـت ،فإنـه سيـكـون مـثـل الصـخـرة الـصـمـاءِ
والبـكـا وضــراعــة الأطــفــال والـضـعـفــاء لا يعـرف الشـكـوى الذليـلـة
ويـعـيـش جـبــاراً ، يـحــدق دائـمـا ًبالفجـر …، بالفجـر الجميـل النـائـي
واملأ طريقي بالمخاوف ، والدجى وزوابــــع الأشــــواك ، والـحـصـبـاء
وانشـر عليـه الرعـب ، وانثـر فوقـه رجـم الــردى ، وصـواعـق البـأسـاء
الفكرة:
تحدي الشاعر للأعداء من خلال رسالة إلى القدر .
معاني الكلمات
القدر:القضاء الذي يقضي به الله على عباده، ج أقدار.
ينثني:ينصرف ويرتد.
آمالي: م أمل : الرجاء: الأمنيات.
المحنة تنزل بالمرء ليختبر بها. بلاء:
يطفئ:يخمد.
اللهب:النار.
الأسى:الحزن والمرض.
عواصف:م عاصفة ، رياح شديدة.
الأزراء:المصائب.
اهدم:انقض و أسقط.
فؤاد:القلب، ج أفئدة.
الصماء:الصلب.
الشكوى:التوجع من الألم، ج شكاوى.
قلب جبار: لا تدخله الرحمة ولا يقبل الموعظة ،ج جبابرة.
يحدق:ينظر.
النائي:البعيد.
زوابع:الإعصار، م زوبعة.
الرعب:الخوف والفزع.
رجم :شهب
الردى:الموت.
صواعق :م صاعقة: نار تسقط من السماء أو العذاب المهلك.
البأساء:المشقة والفقر.
الجماليات
وأقول للقدر : استعارة مكنية ، شبه القدر بإنسان نحدثه.
حرب آمالي: شبه آماله بجيش في ميدان للحرب.
موج الأسى: تشبيه
عواصف الأزراء: تشبيه
البيت الثامن: كناية عن الثورة الكامنة في صدر الشاعر.
أفعال الأمر في هذه الأبيات اهدم- املأ – انشر ) استعارات مكنية لأن الشاعر أنزل القدر منزلة الشخص ووجه إليه مجموعة من الأوامر، وكلها تحمل معنى التحدي.
اهدم فؤادي: استعارة مكنية، شبه فؤاده بالبناء الذي يهدم.
سيكون مثل الصخرة الصماء: تشبيه مفرد.
يحدق دائما بالفجر: استعارة مكنية ، شبه الفؤاد بإنسان له عين ينظر ويحدق بها.
انشر الرعب و( انثر رجم الردى وصواعق البأساء) استعارة.
شرح الأبيات
7- يرى الشاعر أن القدر يحارب آماله التي يود تحقيقها، وحبه للحياة بشتى المصائب التي يرسلها عليه.
8- أول رد للشاعر على القدر الذي يصارعه ، هو أن ليس بمستطاعه أبدا أن يطفئ جذوة النار المؤججة ، مهما هاج الموج، موج الحزن ، ومهما هاجت رياح المصائب.
9- يتحدى الشاعر ويطلب هدم فؤاده ، وذلك لن يتم لأن فؤاده من صخر أصم لا تؤثر فيه الزعازع. ((( والإنسان المؤمن لا يتحدى القدر في مرض أو مصيبة ، بل يرضى بقضاء الله ويقبل عطاءه . ))))
10- الشاعر لن يشكو بذلة ، ولن يبكي ويتضرع ، ويستكين استكانة الضعيف الذليل.
11- أجل إنه لن يضعف ولن يستسلم للأقدار ، بل سيظل يحيا حياة الجبارين ، ناظرا إلى الفجر الجديد.
12- يستمر الشاعر في تحديه للقدر، فيتحداه أن يخوفه بالظلام، وأن يزرع طريقه بالأشواك والحجارة، فهو قادر على تجاوز كل هذه العثرات.
13- يؤكد الشاعر المعنى السابق ، حتى أنه ليتحدى الخوف ، لا بل يتحدى الردى أي الموت ، وكل لون من ألوان البأساء والضراء.
الأبيات من ( 14-1
سأظـل أمشـي رغـم ذلـك ، عازفـا ًقـيـثـارتــي ، مـتـرنـمــاً بـغـنــائــي
أمـشـي بـــروح حـالــم ، مـتـوهـج ٍفـــــــي ظــلـــمـــة الآلام والأدواء
النـور فـي قلـبـي وبـيـن جوانـحـي فعلام أخشى السير في الظلمـاء؟
إنــي أنــا الـنـاي الــذي لا تنـتـهـي أنـغـامـه ، مـــا دام فـــي الأحـيــاء
وأنـا الخضـم الرحـب ، ليـس تـزيـده إلا حـــيـــاةً ســـطـــوة الأنـــــــواء
الفكرة: تفاؤل الشاعر بالمستقبل.
معاني الكلمات
عازفا : عزف :لعب بالمعزف وغنى.
قيثارة: آلة طرب ذات ستة أوتار.
مترنما : طربا.
متوهج : متوقد.
الآلام : الأوجاع.
الأدواء: الأمراض.
جوانحي : م جانحة ، الأضلاع .
الناي : آلة موسيقية ، المزمار.
أنغام: م نغمة: الجرس الموسيقي.
الخضم: البحر.
الرحب : الواسع.
سطوة: بطش وقهر.
الأنواء: الرياح والعواصف والأمواج العالية.
الجماليات
النور في قلبي: شبه القلب بالمصباح المنير بالأمل والتفاؤل.
أنا الناي : تشبيه بليغ.
أنا الخضم : تشبيه بليغ.
شرح الأبيات
14- يقول الشاعر للقدر أنه سيستمر صامدا على الرغم مما يفعله ، وسيظل شاعرا صادحا بشعره مترنما بأبياته .
15- يستمر الشاعر في إصراره على الصمود كالنجم المتوقد في الظلام لكن ظلمة الشاعر عبارة عن الأمراض و الأوجاع و الاستعمار.
16+17+18 – يعبر الشاعر عن صموده وثباته ، وما يثنيه شيء عن المضي قدما ، مترنما مغنيا للنور ، عازفا قيثارته، حالما بالأحسن والأجمل ، لا يثنيه عن السير الألم والظلام والمرض والداء، وهو بهذا يخاطب شعبه ليقف في وجه المستعمر الذي سيطر على خيرات البلاد.
الأبيات من ( 19-22)
أمـاّ إذا خمـدت حيـاتـي ، وانقـضـى عمـري ، وأخـرسـت المنـيـة نـائـي
وخبا لهيب الكون فـي قلبـي الـذي قـد عـاش مـثـل الشعـلـة الحـمـراء
فـأنــا السـعـيـد بـأنـنــي مـتـحٌــولّ عــــن عــالــم الآثــــام والـبـغـضـاء
لأذوب في فجر الجمـال السرمـدي وأرتـــوي مـــن مـنـهــل الأضــــواء
الفكرة: الموت سعادة وخلاص من مآسي الحياة.
معاني الكلمات
خمدت : انطفأت .
انقضى : ولى وذهب.
أخرس: كتم الصوت.
المنية : الموت.
نائي: مزماري.
لهيب: اشتعال وحرارة.
الشعلة: الحرارة الساطعة، ج شعل.
الآثام : الذنوب.
البغضاء: شدة الكراهية والمقت.
أرتوي: استقي فيذهب الظمأ.
منهل: مشرب.
الجماليات
خمدت حياتي : استعارة مكنية، شبه حياته بالنار التي تنطفئ بالموت.
قلبي مثل الشعلة: تشبيه.
عالم الآثام والبغضاء: كناية عن موصوف وهي الدنيا.
أذوب في فجر الجمال: استعارة .
شرح الأبيات
الشاعر في حياته صامدا ثائرا متحديا كل المصائب التي تمر على نفسه وشعبه ، لكن لا بد للحياة من نهاية تتمثل بالموت، ولا بد لقلب الشاعر أن يتوقف عن نبض الحياة، فإذا ما حصل ذلك ، وهو حاصل حتما ، فلن يكون هذا نهاية لعمر الشاعر، بل بداية حياة جديدة ، وهي الحياة الآخرة حيث السعادة الدائمة والجمال السرمدي الخالد ، وحيث النور الساطع، بعيدا عن البغض والإثم والشقاء.
أرجو أن ينال اعجابكم و ادعولي ……… منقول للفائدة
جهد مشكور وفيه فائدة للجميع طلاباً و مدرسين . أكرر شكري و إعجابي
والله شكراً جزيلاً ويعطيك العافية ، صراحة عمل في غاية الروعة.
" والإنسان المؤمن لا يتحدى القدر في مرض أو مصيبة ، بل يرضى بقضاء الله ويقبل عطاءه . ))))
كلمة حق لو أن المجال غير هذا النص وهذا السياق فكلمة القدر ههنا لا تفهم بمدلولها الديني وإنما تفهم في سياقها الأسطوري الذي صرحت به يافطة العنوان ، ومكنت له الرموز المستبيحة جسد النص …
شكرا على الجهد وأرجو تقبل الملاحظة بكل رحابة صدر
أشكر الجهود الجبارة .. و لكن حبذا لو تم اكمال الشرح ..
ثانكس……. شكرا جميلا لك..
اشكر قلمك على ما خط ….