الحديد وإن كان يكثر وجوده في الأرض ، فإنه يوجد أيضاً في أجسام الحيوانات منتشراً في لحومها ولبنها وشعرها وعصارتها المعدية وغيرها وفي النباتات أيضا .
والحديد معدن ضروري للإنسان والحيوان لأنه يشكل دوراً مهماً في غذائهما ، ويعد عنصراً مهماً في التركيبة الغذائية لهما ، وبدونه لا يستطيعان الاستفادة من عملية التنفس واستخلاص الأكسجين من الهواء ، وتضطرب دورة الدم ، وتخف الاحتراقات ، وتقل الشهية ، ويشحب الوجه.
الموضوع:
عرف الحديد كمكون مهم في أنسجة جسم الإنسان منذ عام 1713 م ويحتوي جسم الإنسان على 4 جرام من الحديد تتوزع في أنسجته بطريقة دقيقة وبنظام لا يختل إلا بحدوث علة من العلل .
ويدخل الحديد في تركيب كريات الدم الحمراء كما يدخل في تركيب هيموجلوبين الدم ، عندما يدور الحديد في الجسم فإنه يحمل مع ذراته مفرزات الحجيرات وفضلاتها و يشكل حمض الفحم السام ، ولما يصل إلى الرئتين يطرح غاز الفحم ويأخذ الأكسجين ، فيتحول الدم المسمم الأزرق إلى أحمر باعثاً النشاط في الجسم .
وتبلغ حاجة الشخص البالغ من الحديد نحو 10 ملليجرام في اليوم تقريباً والمرأة الحامل تحتاج إلى أكثر من 15 ملليجرام ، والجسم يمتص الحديد بسهولة . وأحماض المعدة تحلل الحديد الموجود في الطعام في ثوان قليلة .
يتطلب امتصاص الحديد وجود حمض الهيدروكلوريك HCl كما يتطلب أيضاً وجود حمض الأسكوربيك ( Fe ++ ) لإرجاعه إلى حديدوز ويمتص الحديد بصورة حديد كشوارد إلى مخاطية الأمعاء الدقيقة العليا.
وعنصر الحديد هو أحد أملاح المعادن، ويحتوي جسم الإنسان البالغ على 5 جم حديد يتركز 60% منها في الدم ) الخلايا الحمراء ) وفي الكبد و الطحال و الكلى و نخاع العظام و العضلات ، في حين يحتوي جسم الوليد حديث الولادة قرابة نصف جرام
وظائف الحديد:
– يدخل في تركيب خضاب الدم ( الهيموجلوبين hemoglobin ) الذي يكوّن كرات الدم الحمراء التي تقوم بنقل الأكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم ، لإتمام عملية الأكسدة ، وينقل ثاني أكسيد الكربون من الخلايا إلى الرئتين ، ليتم إخراجه أثناء عملية الزفير
– يدخل في تركيب الإنزيمات المسئولة عن أكسدة المواد الكربوهيدراتية و الدهنية و البروتينية
– يدخل في تركيب ميوجلوبين العضلات Myoglobin المسئول عن تخزين الأكسجين لاستخدامه في انقباض العضلات
– يتم امتصاص عنصر الحديد في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة ، على هيئة مركبات حديدوز ، وذلك بمساعدة العصارة المعدية وفيتامين ج ، ويقل الامتصاص عند وجود مواد قلوية ، مثل أملاح الاوكسلات وحامض التانيك الموجود في الشاي و القهوة ، ويخزن الحديد في الكبد والطحال ونخاع العظم لحين حاجة الجسم إليه
– يقوي جهاز المناعة ويرفع قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
امتصاص الحديد:
يجب وجود كمية كافية من حمض الهيدروكلوريك Hydrochloric Acid في المعدة حتى يتسنى امتصاص الحديد , و يحتاج الأمر أيضاً إلى وجود عناصر النحاس و فيتامين أ و فيتامين ب المركب لضمان الامتصاص الكامل للحديد , و تناول فيتامين ج (سي) يمكن أن يزيد امتصاص الحديد بمعدل 30% و من ناحية أخرى فإن الكميات الزائدة من الزنك و فيتامين هاء تعوق امتصاص الحديد
مصادر الحديد:
اللحوم ، الأكباد ( كبد الحيوان ) ، الكلى ، صفار البيض ، المشمش ، التفاح ، السبانخ ، البقدونس ، الكرفس ، الخس ، الخرشوف ، نخالة الذرة ، طحين البطاطا ، دبس السكر ، بذر القرع ، السمسم ، نخالة الحبوب المختلفة ، القمح ، عشبة القمح ، بذر دوار الشمس ، السمك ، الشعير ، قلب الحيوان ، المشمش المجفف ، الدراق المجفف ، بيض البط ، اللوز ، لحم الغزال ، الأرضي شوكي ، الحمص ، البصل ، الموز ، البندورة ( الطماطم ) ، البلح ، التين ، الخوخ ، الزبيب ، العسل الأسود ، خميرة البيرة ، فول الصويا
نقص الحديد:
يؤدي نقص الحديد إلى الإصابة بـ فقر الدم بعوز الحديد Iron deficiency Anemia و جفاف الجلد ويكون لون الجلد شاحبآ و الاضطرابات الهضمية
من الأعراض الأخرى نذكر الخمول ، التعب، ضيق النفس ، خفقان سريع للقلب ، الحكة ، هشاشة و
تفلطح الأظافر ، التهاب و تشققات مؤلمة في زوايا الفم ، تورم و حرقان في اللسان ، جفاف الفم و الحلق ، صعوبة البلع ، جفاف و هشاشة و تساقط الشعر
وعند الأطفال يسبب التعب الدائم ، فقدان الشهية ، تأخر النمو العقلي و زيادة خطر الإصابة بالأمراض
الإفراط في الحديد…
– يؤدي الإفراط في تناول الحديد إلى تراكم الحديد في الأنسجة و الأعضاء مما يسبب انتاج شقوق حرة Free Radicals
– تلف القلب ، الكبد ، الغدد التناسلية وأعضاء أخرى
– تلف البنكرياس و من ثم مرض السكري الذي يسمى بـ السكري البرونزي Bronze Diabetes فرط التلون Hemochromatosis و هو اضطراب وراثي يتعلق بأيض الحديد و يسبب اصطباغ الجلد بلون برونزي
– الحديد ضار للأشخاص الذي تم نقل الدم لهم حديثاً أو لمن يعانون من اختلال في بعض الجينات، وعند تناوله بصورة تكميلية على نحو مفرط للمرأة الحامل يسبب التسمم
– زيادة خطر الإصابة بسرطان الحلق والمعدة. لكن الخطر يتقلص مع زيادة مستويات الزنك
الكمية الضرورية من الحديد في اليوم ( للذكور ) حسب منظمة الصحة العالمية …:WHO
4 – 12 شهر 8.5 ملغ
1 – 3 سنوات 5 ملغ
4 – 6 سنوات 5.5 ملغ
7 – 10 سنوات 9.5 ملغ
11 – 14 سنة 15 ملغ
15 – 18 سنة 9 ملغ
الكمية الضرورية من الحديد في اليوم ( للإناث (
4 – 12 شهر 8.5 ملغ
1 – 3 سنوات 5 ملغ
4 – 6 سنوات 5.5 ملغ
7 – 10 سنوات 9.5 ملغ
11 – 14 سنة 16 ملغ
15 – 18 سنة 12.5 ملغ
الخاتمة :
بسبب صعوبة امتصاص الحديد وعدم توفره في الكثير من الأطعمة، فإن تدعيم منتجات الحبوب به يعتبر شائعا في معظم الدول المتطورة، وهذا أفضل لمن يفضلون الحبوب بعد تصنيعها عن أكل الحبوب كاملة. من المصادر المهمة للحديد اللحوم (خصوصا لحوم الأعضاء مثل الكبد والقلب والكلى)، والمأكولات البحرية، والسبانخ والفواكه الجافة والبندق، كذلك الحبوب أو منتجات الحبوب المدعمة بالحديد. تحدث معظم حالات الأنيميا نتيجة عوز المغذيات التي تعمل على تكوين ونمو وتطور الخلايا الدموية، وأهمها أنيميا عوز الحديد وأنيميا حمض الفوليك وأنيميا عوز فيتامين (بي 12)، ويقال على هذا النوع من الأنيميا بـ «الأنيميا الغذائية).