~::~
إن الحمدلله نحمده حمدا كثيرا ونستغفره
من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
والصلاة والسلام على نبينا الهــــــــادي
الأمين حبيبنا محمد عليه الصلاة وأزكى التسليم أما بعد:
فإنه لا يخفى عليكم أن الأدب أحد فنون العربية والتي خصت
بجانبين أساسيين
قدّما إثراء ً رائعا في صقل العديد
من المواهب والإمكانات الأدبية ألا وهما :
• الشعر
• النثر
ولما كان لهذين الأمرين من مهام ترقى بالعربية أو تنحدر بها
فإنه لمن دواعي
سروري أن أقدم لكم عــــــــمودا ً
هاما من أعمدة الجزء الثاني ( النثر ) ألا وهو ( القصة القصيرة )
فالقصة القصيرة منذ بزوغ شمسها على يد الغرب
والعرب وهي تؤصل في
النفس الأثر الذي تبلغه
من خلال القص و تتبع الفكرة فيها .
وبما أن لها عناصر لا يجدر لأي قصة أدبية أن تخلو منها كـ
( الفكرة والحدث ، الزمان والمكان ، الشخصيات ،
الصراع ، الحبكة الفنية ، الخاتمة )
صار لزاما علينا أن نتذوق تلك العناصر لنقف على ذائقة الكاتب
والناقد فيها على حد سواء ..
و هنا بإذن الله سنقدم خطوات نقد القصة القصيرة وتحليلها :
أولا : الأحــــــــــدات والمـــــــــواقف
من خلال الفكرة المحورية والفكر الفرعية والمغزى
وقدرة الكاتب على تسلسلها والربط بينها
ثانيا : الشخصـــــــــــــــيـات
من خلال أنواع الشخصيات من حيث دورها ووظيفتها الفنية
ونموها وتطورها فهي إما أن تكون
رئيسة تمثل دور البطل أو أساسية تسند البطل أو ثانوية
تسهم في تحريك الحدث
أو سطحية ثابتة لها ذات الفعل والتصرف أو نامية متطورة تتغير
بتغير الأحداث والمواقف
كما وتجدر الإشارة إلى الملامح النفسية والجسدية والاجتماعية
لكل شخصية على حدة
ثالثا : البنـــــــــــــــــاء الفــني
من خلال قدرة الكاتب على تفنيد كل عناصر القصة و توظيفها
التوظيف الأمثل لتعطي في النهاية
كلا متكاملا و بناءً يجسّد عناصرها بأسلوب سلس بعيدا ً
عن صدم القارئ بفكرته
وعليه فإن نقد كل عنصر يتطلب ذائقة عالية ومهارة جلية في
صقل جميع جوانبها
فالمقدمة لابد وأن تكون شائقة مثيرة تجذب القارئ إليها والفكرة
تطرح لتعطي مضمونا
أخلاقيا أو اجتماعيا سائدا بحسب نوعها والشخصيات
لابد وأن تتحرك لتخدم الحدث
ولا تنفصل عنه والصراع لابد وأن يكون كاشفا عن أطرافه
فهو إما أن يكون مادي
أو معنوي وبالتالي فالحبكة تجسد كل ذلك في قالب فني
لا إخلال فيه ولا قصور
والخاتمة تأتي لتكون نتاجا لنقطة تأزم خلفها الصراع ليكون
في نهاية المطاف حلا إما
يقدمه الكاتب أو يتركه مفتوحا أمام القارئ
وليضع في اعتباره أن يكون الحل
هادفا منطقيا هادئا لا يصدم ثقافة المتلقي مثيرا لفكرة أعم ..
رابعا : النسيـــــــــــــج اللغــــــــــوي
وهنا يبدأ حديثنا عن لغة الكاتب وقدرته على تطويع اللغة
المستخدمة لتخدم النص
المقدم للقارئ من حيث :
التركيب اللفظي وتبيان عناصر الدقة والإيحاء فيه
و أوجه البلاغة من : علوم البيان والبديع والمعاني ..
♥~ انتهى ~♥
وفقتم لكل خير ..
،.
بقلــــــــــــــم / الحور الغيد
~::~