كيف تؤدي إنفلونزا الخنازير الى الوفاة؟
في محاولتهم المستميتة لإنقاذ حياة مريضة تُعاني من السرطان بعد تعرضها للإصابة بإنفلونزا الخنازير، لجأ مجموعة من الأطباء البريطانيين إلى طريقة علاجية غير مألوفة، وغير مسموح بها طبيا، بإعطاء عقار «رينيلزا» Renelza في الوريد.
ووفق ما ورد لعرض هذه الحالة، ضمن عدد 4 سبتمبر الحالي لمجلة «لانست» Lancet الطبية البريطانية، فإن إصابتها بفيروس إتش ـ 1 إن ـ 1 كانت قد أدت إلى وصولها لحالة صحية تهدد سلامة حياتها، جراء حصول التهاب تنفسي حاد في الرئة لديها.
ومن المعلوم أن الإرشادات العلاجية تُحدد إعطاء عقار «رينيلزا» عبر الاستنشاق بالفم، لتوصيل «مسحوق» الدواء إلى أنسجة الرئة مباشرة.
وأدى اتباع الأطباء البريطانيين لتلك التوصيات التقليدية في بدايات معالجتهم للمريضة، إلى عدم تحقيق أي تحسن، مما اضطرهم للجوء إلى إعطاء هذا الدواء في الوريد، كسلاح أخير لإنقاذ المريضة التي شارفت على الموت.
وأثار هذا السلوك العلاجي المُخالف لما هو منصوح به، ردود فعل متباينة في الأوساط الطبية، خاصة أن المريضة تحسنت بشكل لافت للنظر.
وفي غضون بضعة أيام من تلقيها هذا الدواء في الوريد، تجاوزت المريضة مرحلة الخطر، وغادرت غرفة العناية الفائقة.
ومن جانب آخر، أصدرت منظمة الصحة العالمية، في العشرين من أغسطس الماضي، المذكرة الإعلامية الثامنة بخصوص إنفلونزا الخنازير.
وهي التي تضمنت إرشادات سجلت على 90 صفحة حول استخدام الأدوية المضادة للفيروسات في التدبير العلاجي للمصابين بفيروس الجائحة الحالية لإنفلونزا إتش ـ 1 إن ـ 1.
ومن المعلومات المهمة في المذكرة: 40 في المائة من حالات إنفلونزا الخنازير التي تتدهور بسرعة وتهدد سلامة الحياة، وفي جميع أنحاء العالم حاليا، إنما تحصل لدى أطفال وبالغين (لا تتجاوز أعمارهم 50 عاما في الغالب) كانوا يتمتعون بصحة جيدة قبل الإصابة بالفيروس.
دور الأطباء والجمهور
ومع كل «الغم» الذي ينتاب المرء عند سماع الإعلان عن مزيد من الأعداد الجديدة لضحايا إنفلونزا الخنازير في مناطق العالم المختلفة، لا يزال السؤال البسيط التالي من أكثر الأسئلة إلحاحا في الأوساط الطبية والشعبية:
لماذا يموت الناس بإنفلونزا الخنازير؟
وهو ما يستتبع تلقائيا سؤالا آخر: هل من الممكن تقليل أعداد المتوفين بهذا المرض، وما هو السبيل لذلك؟
صحيح أن الوفيات بإنفلونزا الخنازير مشكلة لا تتوفر لها حتى اليوم حلول سحرية، ولكننا نملك الكثير من الوسائل الفاعلة للحد من حصول هذه الوفيات، أو منعها.
و«نون الجمع» لا تعني الأطباء والعاملين في الوسط الطبي والسلطات الصحية فقط، بل أيضا جميع أفراد الجمهور أو الناس، وخصوصا منْ لديهم أعراض مرضية أو الأشخاص المحيطين بهم.
وإذا ما توفرت «أرضية» القدرة والرغبة والمعرفة بالتعامل الصحيح والسريع مع حالات إنفلونزا الخنازير، يكون «التنفيذ» ممكنا من قبل الوسط الطبي ومن قبل أوساط الناس لجهود مكافحة الوباء والوفيات الناجمة عنه.
وعلى الأطباء والعاملين بالوسط الطبي، القيام بثلاثة أمور:
1ـ بذل الجهد لاستمرار تحديث إطلاعهم على مجمل ما هو متوفر من معلومات طبية صادرة عن الهيئات الطبية العالمية ذات العلاقة المباشرة بمكافحة هذا الوباء الجديد على العالم.
2ـ بذل الجهد في الاهتمام بشكوى المرضى وفحصهم ومعالجتهم ومتابعة حالتهم الصحية لاحقا.
3ـ تأمين ما يحتاجه الناس من التثقيف الصحي بإنفلونزا الخنازير. وهنا على جهود التثقيف الصحي أن تكون فاعلة في توصيل المعلومات السليمة، وباستمرار، وبأكثر من طريقة، وبمستويات متنوعة في العمق.
ولأسباب عدة، على الأطباء تذكر أنه حتى غير المتخصصين في المجال الطبي يملكون قدرات عالية على استيعاب الكثير من المعلومات الطبية المفيدة والضرورية، وهم منْ سيُساعد الأطباء في جهودهم لمقاومة هذا الوباء العالمي.
وبالنسبة لدور عموم الناس، وهو الدور الذي لا يستغني عنه الوسط الطبي بحال، فإن الاستقراء الطبي لمجمل المعلومات المتوفرة حول المرض يُشير إلى أن هناك عدة ثغرات ونقاط مفصلية يُمكن للناس الاستفادة منها واستغلالها، والتعامل الصحيح والسريع معها، في جهود تقليل أعداد الوفيات.
وأن إهمالها قد لا يكون ذا عواقب حميدة .. وهي:
– إدراك أن زيادة أعداد المُصابين بالمرض تعني مزيدا من الوفيات.
– المبادرة إلى طلب المعونة الطبية عند بدء الأعراض، وتناول الأدوية إن وُصفت، واتباع الإرشادات الطبية.
– عدم التساهل في سؤال الأطباء وطلب الإيضاحات عن الحالة المرضية، والطريقة التي يُعالجونها بها، وأخذ إرشادات ونصائح طبية مفهومة لعلاج الحالة المرضية ووقاية المُحيطين والمخالطين لها، وتطبيقها بدقة.
– المضاعفات الخطرة للمرض ربما لم تعد تُفرق بين إنسان كان صحيحا سليما من الأمراض وإنسان آخر لديه عوامل «خطورة عالية».
– تدهور الحالة الصحية للمُصاب لا يحصل غالبا بين ليلة وضحاها، بل هناك ثغرة من الوقت الذي تتوالى فيه عمليات التدهور.
– أهمية معرفة علامات بدء حصول تدهور الحالة المرضية، والتأكد اليومي، أو أقل من اليومي، لعدم وجود أي منها لدى المُصاب، عبر دقة الملاحظة والمتابعة والتفحص.
– التوجه لتلقي المساعدة الطبية، دون تأخير، إذا ما ظهرت علامات التدهور، يُعطي فرصة للعاملين في الوسط الطبي كي يتعاملوا بسرعة وبشكل سليم في علاج الحالة قبل أو خلال تدهورها.
إن زيادة انتشار المُصابين بالمرض في مجتمع ما، تُؤدي لا محالة إلى زيادة أعداد المتوفين بسببه في ذلك المجتمع نفسه، لأن العلاقة بينهما، هي علاقة من نوع «السبب والنتيجة».
وعندما نقول «وفاة إنفلونزا الخنازير» فإننا نعني القول «موتٌ أصاب إنسانا بسبب دخول فيروس إنفلونزا الخنازير إلى جسده، وأدى إلى مضاعفات خطرة في الأجهزة الحساسة في جسمه».
وقد يستغرب أحدهم ذكر هذه النقطة، ولكن الملاحظ أن هذه الحقيقة قد تغيب عن ذهن البعض، أو قد يكون لدى البعض انفصام في فهم ذلك التلازم فيما بين الإصابات والوفيات.
وبناء عليه، إذا أردنا أن تقل، أو تختفي، أرقام الوفيات المعروضة على الشريط السفلي لشاشات قنوات الأخبار، علينا أن نبذل الجهد الصحيح والمفيد والمدروس علميا والذي يتعاون الجميع فيه، بغية تحقيق خفض ملموس في أعداد الإصابات بهذا النوع من الفيروسات الجديدة.
وفي هذا العنصر، لا تُوجد حلول سحرية، بل توجد ضرورة لبذل جهد شاق ومتواصل وفي كل لحظة وفي كل الأمكنة التي يتلاقى الناس فيها.
وإذا لم ننشر ثقافة نظافة اليدين، وتخلينا عن إتيكيت العطس والسعال، وتمادينا في تعبيرنا العاطفي بالمعانقة و«حب الخشوم» و«التبويس» الاجتماعي، وغيرها من السلوكيات المُسهلة لانتقال المرض، فإن علينا توقع استمرار وقوع الإصابات، وعلى العاملين في الوسط الطبي توقع تدفق المزيد من المُصابين إلى المرافق التي يُقدمون الخدمة الطبية من خلالها، والأهم توقع الأجزاء المُحزنة من بقية القصة.
الوقت أغلى من الذهب
أحد العناصر الحاسمة في السيرة المرضية للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير هو «الوقت».
و«الوقت» في هذه الحالات يقينا أغلى من الذهب بكثير جدا. وأول «وقت» حساس هو ملاحظة بدايات الإصابة بالمرض، عبر الأعراض التي تظهر على الشخص، وليس انتظار نتائج التحاليل للتأكد من الإصابة أو عدمها.
واللجوء إلى التحليل، وإن كان مفيدا لاحقا، إلا أنه لا قيمة له البتة في البدايات لجهة ضرورة وقف الشخص المُحتمل الإصابة حرية اختلاطه بالغير من السليمين، ولا قيمة له مطلقا في القرار الطبي بضرورة البدء بتناول الأدوية المُضادة للفيروس هذا.
وتقول منظمة الصحة العالمية في مُذكرتها الجديدة: وينبغي، فيما يخص كل مريض، اتخاذ قرارات العلاج الأولية استنادا إلى التقييم السريري والمعلومات المتوفرة بشأن وجود الفيروس في المجتمع المحلي المعني.
وفي المناطق التي يدور فيها الفيروس على نطاق واسع بين أفراد المجتمع المحلي، ينبغي للأطباء الذين يُلاحظون على الناس أعراضا شبيهة بأعراض الإنفلونزا، افتراض أنها ناجمة عن الفيروس الجائح.
ولا ينبغي انتظار النتائج المختبرية التي تُؤكد العدوى بفيروس إتش ـ 1 إن ـ 1 لاتخاذ ما يلزم من قرارات علاجية.
وتستند هذه التوصية إلى تقارير وردت من جميع مواقع انتشار الفاشيات، ومفادها أن الفيروس إتش ـ 1 إن ـ 1 يكتسب بسرعة الغلبة على السلالات الفيروسية الأخرى.
وهناك «وقت» آخر أغلى من الذهب. وهو عند بدء ظهور علامات التدهور لدى المُصاب بإنفلونزا الخنازير أو المُصاب بأعراض شبيهة بالإنفلونزا.
والوقت المُحتمل لذلك هو ما بعد اليوم الخامس لظهور الأعراض، والتأخير هنا، يعني مزيدا من التغلغل للمرض، وتدميره لأجهزة الجسم الحساسة.
بدء العلاج فورا
وتضيف مذكرة منظمة الصحة العالمية الجديدة: تشير البيانات التي استعرضها فريق الخبراء إلى أنه يمكن لعقار الأوسيلتاميفير (تاميفلو)، إذا ما تم وصفه بالطرق السليمة، الحد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، الذي هو من أهم أسباب الوفاة في ما يخص الإنفلونزا الجائحة والإنفلونزا الموسمية على حد سواء، ومن الحاجة إلى دخول المستشفى.
وتوصي منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بالمرضى الذين يلتمسون العلاج وهم مصابون أصلا بحالات وخيمة أو الذين بدأت حالتهم الصحية تتدهور، بتوفير العلاج بالأوسيلتاميفير في أسرع وقت ممكن.
ذلك أن الدراسات تبين أن ثمة علاقة قوية بين توفير العلاج في المراحل المبكرة، في غضون 48 ساعة بعد ظهور الأعراض، وتحسن الحصيلة السريرية. دون انتظار نتائج الفحوص المختبرية. وينبغي توفير العلاج لتلك الفئتين من المرضى، حتى وإن تأخر البدء بإعطائه. ويمكن إعطاء الزاناميفير (رينيلزا) في حال عدم توافر الأوسيلتاميفير أو تعذر استخدامه لأي سبب من الأسباب.
وتنطبق هذه التوصية على جميع فئات المرضى، بما في ذلك الحوامل، وجميع الفئات العمرية، بما في ذلك صغار الأطفال والرضع.
تدهور مفاجئ
ومن المعروف، في الوقت ذاته، أن وجود أمراض دفينة لا يعني إمكانية التنبؤ بجميع الحالات الوخيمة، أو حتى معظمها. ويشهد بعض من أولئك المرضى تدهورا مفاجئا وسريعا في حالتهم السريرية، ويحدث ذلك، عادة، في اليوم الخامس أو السادس عقب ظهور الأعراض عليهم.
ومن سمات ذلك التدهور السريري الإصابة بالتهاب رئوي فيروسي أولي يتسبب في تدمير النُسج الرئوية ولا يستجيب للمضادات الحيوية، وفشل في عدة أعضاء منها القلب والكليتين والكبد.
ولابد من إحالة أولئك المرضى إلى وحدات الرعاية المركزة وعلاجهم بوسائل أخرى فضلا عن الأدوية المضادة للفيروسات.
وينبغي أن يتفطن الأطباء ومن يقدمون خدمات الرعاية المنزلية إلى علامات الإنذار التي تشير إلى تطور المرض إلى حالة أشد وخامة، واتخاذ إجراءات عاجلة منها العلاج بالأوسيلتاميفير.
3 سيناريوهات لتطورات الإصابة بإنفلونزا الخنازير
يختلف المُصابون بإنفلونزا الخنازير في حالتهم الصحية والمرحلة التي وصلوا إليها من تطورات المرض، ليتراوح ما بين حالات بسيطة، وحالات وخيمة العواقب.
ذلك أن بعض المُصابين لا يشكون من أي شيء، ويستمر الحال كذلك لديهم إلى حين زوال الفيروس من أجسامهم.
وعلى الطرف الآخر، يُصاب بعضهم بتدهور شديد في الحالة الصحية، يطال المرض الأصلي الذي يُعانون منه، كأمراض القلب أو الكبد أو غيره، كما يطال الرئتين بتفاعلات التهابية خطرة وفشل أجهزة متعددة بالجسم.
وعرضت لجنة الخبراء بمنظمة الصحة العالمية، في مذكرتها الجديدة، السيناريوهات الثلاثة لوصف التطورات المحتملة للإصابة:
أولا ـ إنفلونزا غير معقدة: وفي هذا السيناريو، يدخل الفيروس إلى الجسم، عبر البوابات المعروفة، الفم أو الأنف أو العينين، ليُؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا. وهي ما تشمل ارتفاع حرارة الجسم، السعال، ألم الحلق، سيلان الأنف، صداع، ألم عضلات، إرهاق عام بالبدن. وتحديدا لا تكون هناك صعوبة في التنفس، أو لهاث حال بذل المجهود البدني.
وعلى الرغم من أن المريض قد يُصاب ببعض الأعراض المتقدمة أو جميعها، إلا أن من النادر عدم حصول ارتفاع في الحرارة. كما قد تحصل أعراض للجهاز الهضمي، كالإسهال، أو القيء، وخاصة لدى الأطفال. ولكن دون حصول حالة الجفاف في الغالب.
ثانيا ـ إنفلونزا معقدة أو شديدة: وعلامات وجود حالة معقدة أو شديدة من الإنفلونزا تشمل:
1ـ صعوبة التنفس أثناء الراحة أو حال بذل المجهود البدني، ارتفاع نبضات القلب، تدني نسبة أوكسجين الدم، تغيرات في صورة أشعة الصدر تعكس وجود التهاب ذات الرئة pneumonia، اضطرابات الجهاز العصبي، جفاف شديد.
2ـ ظهور مرحلة متقدمة من المرض، تتميز بمضاعفات عدة، كفشل الكلى، أو فشل عدة أعضاء عن العمل، أو تحلل العضلات، أو التهاب عضلة القلب، أو حصول حالة الصدمة الميكروبية التي ينخفض فيها ضغط الدم بشدة.
3ـ تهييج أحد الأمراض المزمنة لدى المريض، مثل الربو أو الانسداد المزمن في الشُعب الهوائية، أو فشل الكلى المزمن، أو فشل الكبد المزمن، أو أمراض القلب أو غيرها.
ثالثا ـ إنفلونزا تتطور نحو التدهور: وهذا من أهم ما يجب على الناس معرفته، في سبيل تقليل عدد الحالات التي تصل إلى مرحلة ذات عواقب وخيمة. والمريض الذي يكون في بداية إصابته بالفيروس في حالة غير معقدة، قد يتحول مع مرور «الوقت» إلى حالة معقدة وشديدة. ومن «المهم جدا» أن يدرك الناس أن التطور قد يحصل بوتيرة سريعة وفي مدة زمنية قصيرة.
وهناك مؤشرات أربعة للتدهور، وهي:
1ـ أعراض وعلامات نقص الأوكسجين وعدم كفاءة عمل القلب والرئتين. مثل صعوبة التنفس، ظهور زرقة في الأظافر والشفاه، إخراج بلغم مُلون أو مخلوط بالدم، ألم بالصدر، انخفاض ضغط الدم.
2ـ علامات اضطرابات الجهاز العصبي، مثل تغيرات في مستوى الوعي والإدراك الزمني أو المكاني أو الأشخاص، تشويش الارتباك الذهني، النعاس المتواصل، فقد الوعي، صعوبة في الاستيقاظ من النوم، نوبات التشنج، ضعف شديد في العضلات أو شلل.
3ـ علامات استمرار تكاثر الفيروس أو حصول التهاب بكتيري إضافي. وذلك ما يُبينه الفحص السريري ونتائج التحاليل، ومن أهم مظاهر الحالة هذه استمرار ارتفاع حرارة الجسم والأعراض الأخرى، لمدة تتجاوز ثلاثة أيام.
4ـ علامات حصول حالة شديدة من جفاف الجسم. مثل تناقص القدرة على أداء المجهود البدني، ودوار الدوخة، ونقص كمية البول، والإعياء الشديد.
دقة واستمرار الملاحظة وسيلة كشف الحالات الوخيمة
تقول منظمة الصحة العالمية في مذكرتها الجديدة: من الملاحظ، في جميع أرجاء العالم، أن معظم المصابين بالفيروس الجائح لا يزالون يشهدون أعراضا معتدلة ويتماثلون للشفاء في غضون أسبوع واحد، حتى وإن لم يخضعوا لأي علاج طبي. وهناك منْ يشهدون تطورا سريعا جدا إلى حالة مرضية وخيمة أو مميتة.
وتتسم في كثير من الأحيان بالتهاب رئوي وخيم يدمر النسيج الرئوي وقصور في أعضاء متعددة، ولا بد للأطباء والمرضى ومن يقدمون خدمات الرعاية في بيوت المرضى، الانتباه لعلامات الخطر التي تشير إلى تطور نحو حالة مرضية أشد وخامة.
وينبغي، نظرا لإمكانية تطور المرض بسرعة فائقة، التماس العناية الطبية عند ظهور أي من علامات الخطر التالية لدى أحد المصابين بحالة مؤكدة أو مشتبه فيها من حالات العدوى بالفيروس، وهي:
– ضيق التنفس، إما أثناء ممارسة النشاط البدني أو عند الاستراحة.
– صعوبة التنفس.
– تحول لون البشرة إلى الأزرق.
– إفراز بلغم دموي أو ملون.
– ألم في الصدر.
– تدهور الحالة النفسية.
– حمى شديدة تدوم أكثر من ثلاثة أيام.
– انخفاض ضغط الدم.
ومن علامات الخطر لدى الأطفال: التنفس بسرعة أو صعوبة التنفس ونقص اليقظة وصعوبة الاستيقاظ ونقص أو انعدام الرغبة في اللعب.