اليكم تقرير عن القصة القصيرة ………………………. اسفة لانقطاعي في اعدادي للمواضيع…..
القصة القصيرة
مقدم من الطالبة :
إلى الأستاذة
السنه الدرسيه:2008-2009
المقدمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلمهم تسليما كثيرا.. وبعد ،,
نرى مع مرور الأيام طابعا ملحوظا من تتطور في الفنون الأدبية , قد شدني ذلك لما فيه من متعة ( الأنواع القصصية ) بداية المسار الذي أنهلت منه مرادي وهو عبارة عن …. (الرواية): هي أكبر الأنواع القصصية حجما.. (الحكاية) : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.. (القصة القصيرة): تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة وهي حديثة العهد في الظهور..( الأقصوصة): وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.. (القصة): وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.. طبعا لم أكتب كل تلك الأنواع في تقريري بل تحدثت عن القصة القصيرة وقد تساءلت عن تعريفها؟ وهل لها تسميات المتعددة ؟ وما هي خصائصها الفنية والتشكيلية ؟ وما هي خصائصها الدلالية ؟ وما موقف النقاد والدارسين منها ؟ ومن هم روادها ؟ وقد أجبت عن تلك الأسئلة بعدما تطلعت عنها , فأرجو أني قد وظفتها في تقريري جيدا
تعريف القصة القصيرة :
يعرفها أدجار آلان بو فيقول (إنها قصة نثرية تقرأ فيما بين نصف ساعة أو ساعة أو ساعتين ) (1)القصة القصيرة من الفن القصصي جنس أدبي حديث يمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة القصصية الموجزة والمقصدية الرمزية المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن خاصية التلميح والاقتضاب والتجريب والنفس الجملي القصير الموسوم بالحركية والتوتر وتأزم المواقف والأحداث، بالإضافة إلى سمات الحذف والاختزال والإضمار. كما يتميز هذا الخطاب الفني الجديد بالتصوير البلاغي الذي يتجاوز السرد المباشر إلى ما هو بياني ومجازي ضمن بلاغة الانزياح والخرق الجمالي. ) وفي الأغلب قد تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة في مكان معين) ( 2) . ويصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة
تعدد التسميات والمصطلحات: :
أطلق الدارسون على هذا الجنس الأدبي الجديد عدة مصطلحات وتسميات لتطويق هذا المنتوج الأدبي تنظيرا وكتابة و الإحاطة بهذا المولود الجديد من كل جوانبه الفنية والدلالية، ومن بين هذه التسميات: القصة القصيرة جدا، ولوحات قصصية، وومضات قصصية، ومقطوعات قصيرة، وبورتريهات، وقصص، وقصص قصيرة، ومقاطع قصصية، ومشاهد قصصية، و فن الأقصوصة، وفقرات قصصية، وملامح قصصية، وخواطر قصصية، وقصص، وإيحاءات،والقصة القصيرة الخاطرة، و القصة القصيرة الشاعرية، والقصة القصيرة اللوحة…. وأحسن مصطلح أفضله لإجرائتيه التطبيقية والنظرية، (وقد يستمر تمسك به المبدعون لهذا الفن الجديد وكذلك النقاد والدارسون، هو مصطلح القصة القصيرة جدا لأنه يعبر عن المقصود بدقة مادام يركز على ملمحين لهذا الفن الأدبي الجديد وهما: قصر الحجم والنزعة القصصية).(3)
الخصائص الفنية والشكلية:
تعرف القصة القصيرة جدا بمجموعة من المعايير الكمية والكيفية والدلالية والمقصدية والتي تحدد خصائصها التجنيسية والنوعية والنمطية: ب- المعيار الكيفـــي أو الفنــي:يستند فن القصة القصيرة جدا إلى الخاصية القصصية التي تتجسد في المقومات السردية الأساسية كالأحداث والشخصيات والفضاء والمنظور السردي والبنية الزمنية وصيغ الأسلوب، ولكن هذه الركائز القصصية توظف بشكل موجز ومكثف بالإيحاء والانزياح والخرق والترميز والتلميح المقصدي المطعم بالأسلبة والتهجين والسخرية وتنويع الأشكال السردية تجنيسا وتجريبا وتأصيلا.
(1) ( 2) : كتاب (أساليب التعبير الأدبي ) د. ابراهيم السعا فين وآخرون..,دار الشروق للنشر والتوزيع
(3): مدونة الجامعات السعودية ( القصة القصيرة )
وقد يتخذ هذا الشكل الجديد طابعا مختصرا في شكل أقصوصة موجزة بشكل دقيق في أحداثها , ويتخذ فن القصة القصيرة جدا عدة أشكال وأنماط كالخاطرة والأقصوصة واللوحة الشعرية واللغز والحكمة والمشهد الدرامي وطابع الحبكة السردية المقولة في رؤوس أقلام , كما تتجسد القصة القصيرة جدا في عدة مظاهر أجناسية وأنماط تجنيسية كالقصة الرومانسية والقصة الواقعية والقصة الفانطاستيكية والقصة الرمزية والقصة الأسطورية، كما تتخذ أيضا طابعا تجنيسا في إثبات قواعد الكتابة القصصية الكلاسيكية، وطابعا تجريبيا أثناء استلهام خصائص الكتابة القصصية والروائية المعروفة في القص الغربي الجديد الحداثي، وطابعا تأصيليا يستفيد من تقنيات التراث في الكتابة والأسلبة. هذا، وتتميز الجمل الموظفة في معظم النصوص القصصية القصيرة جدا بالجمل الموجزة والبسيطة في وظائفها السردية والحكائية، حيث تتحول إلى وظائف وحوافز حرة بدون أن تلتصق بالإسهاب الوصفي والمشاهد المستطردة التي تعيق نمو الأحداث وصيرورتها الجدلية الديناميكية.( وإذا وجدت جمل مركبة ومتداخلة فإنها تتخذ طابعا كميا محدودا في الأصوات و الكلمات والفواصل المتعاقبة امتدادا وتوازيا وتعاقبا) (1)
ج – المعيار التداولي:تهدف القصة القصيرة جدا إلى إيصال رسائل مشفرة بالانتقادات الكاريكاتورية الساخرة الطافحة بالواقعية الدرامية المتأزمة إلى الإنسان العربي ومجتمعه الذي يعج بالتناقضات والتفاوت الاجتماعي، والذي يعاني أيضا من ويلات الحروب الدونكيشوتية والانقسامات الطائفية والنكبات المتوالية والنكسات المتكررة بنفس مآسيها ونتائجها الخطيرة والوخيمة التي تترك آثارها السلبية على الإنسان العربي ، فتجعله يتلذذ بالفشل والخيبة والهزيمة والفقر وتآكل الذات كما ينتقد هذا الفن القصصي الجديد النظام العالمي الجديد وظاهرة العولمة التي جعلت الإنسان معطى بدون روح، وحولته إلى رقم من الأرقام ، وبضاعة مادية لا قيمة لها، وسلعة كاسدة لا أهمية لها . وأصبح الإنسان- نتاج النظام الرأسمالي "المغولم " – ضائعا حائرا بدون فعل ولا كرامة، وبدون مروءة ولا أخلاق، وبدون عز ولا أنفة، معلبا في أفضية رقمية مقننة بالإنتاجية السريعة والاستهلاك المادي الفظيع ، كما صار مستلبا بالآلية الغربية الطاغية على كل مجتمعات العالم "المعولمة" اغترابا وانكسارا.
– الخصائص الدلالية:
يتناول فن القصة القصيرة جدا نفس المواضيع التي تتناولها كل الأجناس الأدبية والإبداعية الأخرى، ولكن بطريقة أسلوبية بيانية رائعة تثير الإدهاش والإغراب والروعة الفنية، وتترك القارئ مشدوها حائرا أمام شاعرية النص المختزل إيجازا واختصارا يسبح في عوالم التخيل والتأويل، يفك طلاسم النص ويتيه في أدغاله الكثيفة، ويجتاز فراديسه الغناء الساحرة بتلويناتها الأسلوبية، يواجه بكل إصرار وعزم هضباته الوعرة وظلاله المتشابكة. ومن المواضيع التي يهتم بها هذا الفن القصصي القصير جدا تصوير الذات في صراعها مع كينونتها الداخلية وصراعها مع الواقع المتردي، والتقاط المجتمع بكل آفاته، ورصد الأبعاد الوطنية والقومية والإنسانية من خلال منظورات ووجهات نظر مختلفة،ناهيك عن تتمات أخرى كالحرب والاغتراب والهزيمة والضياع الوجودي والفساد والحب والسخرية و التغني بحقوق الإنسان…
(1) : مجلة أدبية فكرية ثقافية , صفحة ( ديوان العرب )
موقف النقاد والدارسين من فن القصة القصيرة :
يلاحظ المتتبع لمواقف النقاد والدارسين والمبدعين من جنس القصة القصيرة جدا أن هناك ثلاثة مواقف مختلفة وهي نفس المواقف التي أفرزها الشعر التفعيلي والقصيدة المنثورة و يفرضها كل مولود أدبي جديد وحداثي؛ مما يترتب عن ذلك ظهور مواقف محافظة تدافع عن الأصالة وتتخوف من كل م اهو حداثي وتجريبي جديد، ومواقف النقاد الحداثيين الذين يرحبون بكل الكتابات الثورية الجديدة التي تنزع نحو التغيير والتجريب والإبداع والتمرد عن كل ما هو ثابت، ومواقف متحفظة في آرائها وقراراتها التقويمية تشبه مواقف فرقة المرجئة في علم الكلام العربي القديم تترقب نتائج هذا الجنس الأدبي الجديد، وكيف سيستوي في الساحة الثقافية العربية ، وماذا سينتج عن ظهوره من ردود فعل، ولا تطرح رأيها بصراحة إلا بعد أن يتمكن هذا الجنس من فرض وجوده ويتمكن من إثبات نفسه داخل أرضية الأجناس الأدبية وحقل الإبداع والنقد.هناك من يرفض فن القصة القصيرة جدا ولا يعترف بمشروعيته لأنه يعارض مقومات الجنس السردي بكل أنواعه وأنماطه، وهناك من يدافع عن هذا الفن الأدبي المستحدث تشجيعا وكتابة وتقريضا ونقدا وتقويما قصد أن يحل هذا المولود مكانه اللائق به بين كل الأجناس الأدبية الموجودة داخل شبكة نظرية الأدب. وهناك من يتريث ولا يريد أن يبدي رأيه بكل جرأة وشجاعة وينتظر الفرصة المناسبة ليعلن رأيه بكل صراحة سلبا أو إيجابا. (وشخصيا ، إني أعترف بهذا الفن الأدبي الجديد وأعتبره مكسبا لاغنا عنه، وأنه من إفرازات الحياة المعاصرة المعقدة التي تتسم بالسرعة والطابع التنافسي المادي والمعنوي من أجل تحقيق كينونة الإنسان وإثباتها بكل السبل الكفيلة لذلك).(1)
رواد القصة القصيرة
ومن أهم رواد القصة القصيرة جدا نستحضر من فلسطين الشاعر والقصاص فاروق مواسي، ومن سوريا المبدع زكريا تامر، ومحمد الحاج صالح، وعزت السيد أحمد، وعدنان محمد، ونور الدين الهاشمي، وجمانة طه، وانتصار بعلة ،ومحمد منصور، وإبراهيم خريط، وفوزية جمعة المرعي. ومن المغرب نذكر حسن برطال في مجموعة من أقاصيصه المتميزة بالروعة الفنية وهي منشورة في عدة مواقع رقمية وخاصة موقع دروب ، وسعيد منتسب في مجموعته القصصية ( جزيرة زرقاء 2022م)، وعبد الله المتقي في مجموعته القصصية( الكرسي الأزرق 2022م)،( وفاطمة بوزيان في كثير من لياليها وكتاباتها الرقمية المتنوعة. ومن تونس لابد من ذكر الكاتب الروائي والقصاص المقتدر إبراهيم درغوثي. ومن السعودية لابد من ذكر فهد المصبح في مجموعته القصصية(الزجاج وحروف النافذة) (2)…
(1): مجلة أدبية فكرية ثقافية , صفحة ( ديوان العرب) بقلم الدكتور جميل حمداوي
(2): مجلة أدبية فكرية ثقافية , صفحة ( ديوان العرب)الخاتمة:
فن القصة القصيرة من أشهر كتّاب هذا الجنس الأدبي ,هذا الشكل الأدبي سيبقى وسيستمر فالفن متنوع كتنوع الطبيعة والحياة.و قد يلجأ إليه الكاتب حينما يرى أن هذا الجنس الأدبي بالتحديد سيخدم فكرته في مرحلة ما أو في مرحلة معينة، واحتمالا أن يخضع للتغيرات سواء ما يتعلق منها بالمضمون أو بالشكل، وأعتقد أن القصة القصيرة ستكون أكثر تكثيفاً وسيكون للحكاية دور أساسي فيها.كتبت في تقريري كل ما استطعت شمله عن فن القصة القصيرة سواء كان عن تعريفها, أو عن تسمياتها المتعددة , أو عن خصائصها الفنية والتشكيلية , وخصائصها الدلالية , وموقف النقاد والدارسين منها وروادها, فارجوا أن يكون تقريري قد نال إعجابكم .
المراجع:
1. كتاب (أساليب التعبير الأدبي ) د. إبراهيم السعا فين وآخرون..,دار الشروق للنشر والتوزيع
2. مجلة أدبية فكرية ثقافية , صفحة ( ديوان العرب) رأي الدكتور جميل حمداوي
3. مدونة الجامعات السعودية ( القصة القصيرة )
مشككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككر ين على القصة الجميلة