..
..
خطى واعدة
طموح علياء الكتبي اللامحدود «سره» والدتها
معلمة بدرجة قدير.. تمتلك الكثير لتعلمه لأبناء جيلها رغم التحديات التي صادفتها خلال رحلتها الدراسية والعملية إلا أن ذلك لم يقف في طريق تحقيق حلم والدتها برؤيتها فتاة إماراتية ناجحة تدعم وطنها بتواجدها في صفوفه الأولى.
هي علياء سالم الكتبي معلمة اللغة الانجليزية في مدرسة الشارقة النموذجية للبنين التي تحمل فكرا مستنيرا ورؤية ثاقبة تدفعها في ذلك أم حنون أقصى أمانيها رؤية ابنتها معلمة تربي الأجيال وتعتلي مراتب العلم وها هي تسير على الخطى في طريقها للحصول على درجة الماجستير في التربية من كلية التقنية العليا في دبي بالانتساب لجامعة ديكن الاسترالية…. تقول علياء: تخرجت عام 2022 من كليات التقنية العليا في الشارقة تخصص لغة انجليزية وكنت ضمن الدفعة الأولى لبرنامج بكالوريوس التربية في اللغة الانجليزية بالانتساب إلى جامعة مالبورن الاسترالية حيث تقدمت على الفور لوزارة التربية والتعليم وكنت من الأوائل في درجة تقييم المقابلة وتقييم موجهي المادة الذين اشرفوا على تدريبي خلال ثلاث سنوات وتعينت في مدرسة المنار النموذجية…. وأشارت إلى أن انتقالها بعد عام واحد من المنار النموذجية إلى الشارقة النموذجية للبنين مرده إدراكها لأهمية المرحلة التأسيسية في حياة الطالب إذ تحدد من وجهة نظرها فشل أو نجاح الطالب بحسب قوة التأسيس، لافتة إلى أنها عملت جاهدة خلال العام الدراسي لتأهيل الطلاب والقضاء على مواطن ضعفهم وتمكينهم من امتلاك مهارات اللغة.
وقت قياسي…. وأشارت إلى أنها لمست بعض الضعف لدى الطلاب في شقي الكتابة والقراءة وعمدت على اثر ذلك إلى إعداد ملزمتين واحدة للكتابة وأخرى للقراءة لأن المنهج يركز على الوحدات الدراسية ويغفل تلك المهارات إضافة إلى إطلاقها لمسابقة «القارئ النموذجي» التي اكتشفت بها مواهب خفية رصدت عبرها الكاتب والمتحدث والقارئ الموهوب، لافتة إلى أن بعض الطلاب أحرزوا تقدما بعد استخدام الملزمة وأصبحوا قادرين على قراءة خمسين كلمة في وقت قياسي. وأكدت علياء الكتبي على أنها تؤمن بأن تنمية الذات تعد من أهم سبل النجاح حيث تقوم في سبيل تطوير ذاتها باستكمال متطلبات درجة الماجستير في التربية حيث تدرس في كلية تقنية دبي العليا بنظام الانتساب لجامعة ديكن الاسترالية بعض المواد التي تتناول موضوع التعليم بشكل عام وقدمت مجموعة من الأبحاث تركزت حول واقع التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة وما وصلت له كاستخدام التقنيات في التعليم ومراحل تطوره والتغييرات الحاصلة، محاولة من خلال أبحاثها عكس صورة مشرقة وواقعية عن الدولة وبنت الإمارات بالذات لاسيما وان الغرب كما تقول يرى أن العرب والمسلمين تخلفوا عن الركب وأصبحوا في ذيل القائمة، مشيرة إلى ان الأبحاث التي تقدمت بها تمت مناقشتها في جامعة دنكن وحصلت جميعها دون استثناء على الامتياز.
الأول من نوعه… وأضافت: أشجع بنات بلدي للانضمام الى برنامج الماجستير خاصة وانه الأول من نوعه ولا يشكل أي عائق على المرأة العاملة لأنه مرن وأوقات الدراسة فيه في فترة ما بعد الظهر إضافة إلى ان التواصل مع جامعة دنكن يتبع نظام التعلم عن بعد حيث يتواصل المنتسبون للبرنامج من خلال شبكة الانترنت ويتم تزويدهم بالكتب والملفات المطلوبة. إضافة إلى وجود مشرف وثلاثة مساعدين يتعاونون مع الطلبة، لافتة إلى أنها المواطنة والعربية الوحيدة التي تدرس البرنامج في تقنية دبي والبقية من الجنسيات الأجنبية وبالمقابل فإن تقنية ابوظبي تشهد إقبالا كبيرا على البرنامج إذ تنتسب إليه حوالي عشرين مواطنة وما نحتاجه هنا هو تشجيع الفتيات في دبي والشارقة والإمارات المحيطة بها إلى الإسراع والانتساب للبرنامج لأنه حديث وقيم.
وعن الفتاة الإماراتية ترى معلمة اللغة الانجليزية ان الدولة أولت المرأة أهمية كبيرة وطالبتها في المقابل بتطوير ذاتها ونحن كعاملين في حقل التربية لم نعد مجرد معلمين في الفصول فالمعلم بات محاضرا ومناقشا وعليه امتلاك بعض الصفات كحسن الاطلاع والقدرة على التواصل بشكل ايجابي بناء مع طلبته والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا لأنها أصبحت جزءا من التعليم، لافتة إلى أن الوقت قد أزف ليصبح الميدان التربوي بؤرة للإبداع والتميز لاسيما أن وزارة التربية والتعليم قد قطعت أشواطا في خطة التطوير كتطوير المناهج واتباع أنظمة تدريسية جديدة في الثانوية العامة وامتحانات السيبا كما ركزت الوزارة على الطالب باعتباره محور العملية التعليمية والأساس أن يكون الطالب معدا لسوق العمل.
طموح بلا حدود
وذكرت علياء أن عبارة والدتها التي تولت مهمة رعايتها بعد وفاة والدها «أشوفك في الحلم معلمة تعلم النشء وتربيهم وتحسن تعليمهم وتربيتهم» لعبت دورا كبيرا في تحملها لبعض الصعوبات، مشيرة الى ان والدتها التي لم تذهب إلى أي مدرسة في حياتها أيقنت بسجية البدوي ان العلم هو رأس المال الذي يرفع صاحبه ويعلي مراتبه فعملت على تشجيع ابنتها على استكمال تعليمها وتحلم ان تحصل على شهادة الدكتوراه بعد الماجستير، مضيفة انها تنحدر من اسرة بدوية لها عاداتها وتقاليدها التي تحظر على الفتاة ان تكمل تعليمها الا ان الأم انتصرت على تلك العادات وجعلت من علياء معلمة متميزة تلاحق المجد بخطى سريعة.
وعزت علياء نجاحها في دراستها وعملها الى الله ثم والدتها وأسرتها إضافة إلى الرغبة الجامحة لديها في تحقيق النجاح والتفوق الذي نشأت عليه منذ طفولتها، فقد كانت من المتفوقين دراسيا كما أنها تدرك معنى تحمل المسؤولية ولا تزال تتحملها حتى الآن فهي تدرس على نفقتها الخاصة ورغم انشغالها بالعمل والدراسة إلا أنها لا تفوت فرصة المشاركة في الأنشطة المدرسية وهي عضو فعال في مدونة منطقة الشارقة التعليمية على الانترنت مع اهتمامها بتطوير ذاتها بشتى السبل الممكنة.
وبشعار علياء طموح بلا حدود تضرب ابنة الإمارات مثلا للإنسان الطموح الذي لا تحده حدود ولا يرضى إلا بالتميز سبيلا له وبوجود هذه النماذج المضيئة لابد أن يبقى الوطن شامخا فخورا بأبنائه.
نورا الأمير
نموذج يحتذى به…. بالفعل، عندما يجدالإنسان الرغبة بتحقيق هدف ما…. فإنه سيتجاوز كل العقبات و سيبذل المستحيل ما أجل الوصول لهدفه
أشكركم جميعا على المرور والتعليق
بارك الله فيكم
أشكركِ ميثاء على الموضوع ..
كما فعلت معي …فاجأتني باتصال هاتفي على المدرسة قبل أن تأتي للزيارتنا … وكان أول اتصال وحوار يدور بيننا …