يعتقد العلماء أن تعلم لغة ثانية "يعزز" من قوة الدماغ.
ودرس باحثون في كلية لندن الجامعية أدمغة 105 أشخاص، 80 منهم يتحدثون لغتين.
وخلص الباحثون إلى أن تعلم اللغات يغير من المادة السنجابية في المخ، وهي المنطقة التي تتعامل مع المعلومات، بذات الطريقة التي تبني فيها التمرينات العضلات.
وقال فريق البحث إن من يتعلمون لغة ثانية في سن أصغر تزيد احتمالات تطور المادة السنجابية لديهم بدرجة أكبر ممن تعلموا لغة ثانية في سن أكبر.
ويعلم العلماء بالفعل أن الدماغ يمكنه تغيير تكوينه نتيجة للحفز، وهو تأثير يعرف باسم المطاوعة أو قابلية التشكل، لكن هذا البحث يظهر كيف أن تعلم اللغات يطور من هذه العملية.
وأجرى الفريق عملية مسح لأدمغة 25 بريطانيا لا يتحدثون لغة ثانية، و25 شخصا تعلموا لغة أوروبية ثانية قبل سن الخامسة، و33 شخصا تعلموا لغة ثانية بين سن العاشرة والخامسة عشرة.
وأظهرت صور المسح أن كثافة المادة السنجابية في القشرة الجدارية السفلى اليسرى من المخ كانت أكبر لدى الأشخاص الذين يتحدثون لغتين.
وخلص البحث، الذي نشرته دورية "نيتشر" العلمية أن هذا الأثر كان ملحوظا بشكل خاص لدى من تعلموا لغة ثانية في سن صغيرة.
كما تتفق هذه النتائج مع دراسة أخرى لاثنين وعشرين إيطاليا تعلموا الإنجليزية كلغة ثانية في مراحل عمرية تتراوح بين سن الثانية، وبين الرابعة والثلاثين.
وقالت كبيرة الباحثين أندريا ميشيللي، من معهد علم الأعصاب في كلية لندن الجامعية، إن نتائج البحث تفسر لماذا يجد صغار السن سهولة أكبر في تعلم لغات أخرى.
تأثير
وقالت إن ذلك يعني أن من تعلموا لغة ثانية في سن أكبر لن يتحدثوها بطلاقة كتلك التي يتميز بها من تعلموها في سن أصغر.
لكن المركز القومي للغات "كليت" شكك فيما إذا كان تعلم اللغات أسهل في سن أصغر.
وقالت متحدثة "هناك آراء متعارضة بشأن التأثير المقارن لتعلم اللغات في مجموعات عمرية مختلفة، إستنادا إلى كل من الأدلة القائمة على نتائج علمية وتلك غير المبنية على حقائق أو دراسة متأنية".
لكنها قالت إن من المهم تعليم صغار السن في المملكة المتحدة عدة لغات.
فقد أظهر مسح أجري في الآونة الأخيرة أن عشر العاملين في المملكة المتحدة يمكنهم تحدث لغة أجنبية.
لكن بحلول عام 2022 سيتعين على جميع مدارس المرحلة الأساسية تقديم دورس في اللغات للتلاميذ.