التصنيفات
الالعام لمادة التاريخ و التربية الوطنية

ميلاد دولة المماليك

الشارقة الشارقة ميلاد دولة المماليك الشارقة الشارقة

الشارقة

اثنان من بني أيوب كُتب لأحدهما أن تولد على يديه الدولة الأيوبية، وكتب للآخر أن تكون نهاية الدولة بموته، وشاءت الأقدار أن تشهد مصر لحظتي المولد والوفاة.
أما الأول فهو "صلاح الدين الأيوبي" الذي نجح بحكمته البالغة، وعقله الراجح، وسياسته الرشيدة أن يسرّع في إنهاء حياة الدولة الفاطمية سنة (567هـ = 1171م) في هدوء ودون إراقة دماء. واستعان في تحقيق ذلك بإقامة العدل، وإشاعة الأمن، والاستعانة بالأكْفَاء؛ فكَسَب ثقة الناس واستمالهم إلى سياسته، ثم هيأ الأجواء للتغيير بإقامة المدارس السُنّية، وتعيين القضاة الشافعية في البلاد، فانسحب المذهب الشيعي من الحياة، واختفى تدريجيًّا، ومن ثَمّ استعدت البلاد للوافد الجديد والدولة الوليدة.
وأما الآخَر فهو "توران شاه" آخر سلاطين الأيوبيين في مصر، وبموته انتهت دولة الأيوبيين، وخرجت دولة المماليك إلى الوجود وهذا ما سنعرض له.
الصليبيون في مصر
نجح الصليبيون في حملتهم السابعة بقيادة لويس التاسع في الاستيلاء على مدينة "دمياط" في (20 من صفر 6447هـ = 4 من يونيو 1249م)، واتخاذها قاعدة لمواصلة زحفهم نحو القاهرة، ونتيجة لذلك اضطر سلطان مصر "الصالح أيوب" إلى نقل معسكره إلى المنصورة، ورابطت سفنه في النيل تجاه المدينة، واستقبلت المدينة أفواجا من المجاهدين الذين زحفوا إليها من أماكن مختلفة من العالم الإسلامي؛ مشاركة لإخوانهم المصريين في جهادهم ضد الصليبيين.
لم يهنأ الصليبيون باستيلائهم على دمياط، فقد اشتدت العمليات الفدائية، والحرب الخاطفة، ونجحت البحرية المصرية في حصار قوات الحملة، وتدمير خطوط إمدادها في فرع دمياط. واستمر الحال على ذلك المنوال ستة أشهر منذ أن سقطت دمياط، ولويس التاسع ينتظر قدوم أخيه الكونت "دي بواتيه"، فلما حضر تحركت الحملة الصليبية صوب القاهرة، فخرجت قواتهم من دمياط يوم السبت الموافق (12 من شعبان 647هـ = 20 من نوفمبر 1249م).
شجرة الدر في الحكم
أثناء ذلك توفي الملك الصالح أيوب في ليلة النصف من شعبان 647هـ فقامت زوجته شجرة الدر بترتيب شئون الدولة وإدارة شئون الجيش، وأخفت نبأ موت السلطان، وفي الوقت نفسه أرسلت إلى "توران شاه" ابن زوجها وولي العهد، تحثّه على القدوم، ومغادرة حصن كيفا بأطراف العراق حيث يقيم؛ ليتولى عرش السلطنة خلفًا لأبيه.
لم تفلح محاولات شجرة الدر في إخفاء خبر وفاة السلطان طويلاً، فتسرب نبأ الوفاة إلى الصليبيين، فسارعوا في التحرك، وزحفوا جنوبًا على شاطئ النيل الشرقي لفرع دمياط، وسفنهم تسير حذاءهم في النيل، ونجحت طلائع قواتهم في اقتحام معسكر المسلمين بالمنصورة فانتشر الذعر بينهم، ودخل الصليبيون المنصورة، وانتشرت جنودهم في أزقة المدينة، وباتت المدينة على وشك السقوط، وظن المسلمون أنهم قد أُحيط بهم، غير أن فرقة من المماليك البحرية جمعت قواها خارج المدينة، ثم أطبقت على الصليبيين بقيادة "بيبرس البندقداري" فانقلب نصر الصليبيين إلى هزيمة، وأوسعهم المماليك قتلاً، وشارك أهل المدينة في المعركة بإقامة المتاريس في الشوارع؛ لعرقلة الخيالة الصليبية، وقذف الفرسان بالحجارة والطوب؛ مما عجّل بالنصر وإلحاق الهزيمة القاسية بالصليبيين في (4 من ذي القعدة 647هـ = 8 من فبراير 1250م).
ولم تمض أيام على هذا النصر حتى قام المسلمون بهجوم جديد في فجر يوم الجمعة الموافق (8 من ذي القعدة 647هـ) على معسكر جيش الصليبيين الذي كان مرابطًا بالقرب من "أشموم طناح" لكن الملك لويس تمكن من الثبات بعد أن تكبد خسائر فادحة في الأرواح.
توران شاه في مصر
غادر توران شاه حصن كيفا ومعه خمسون من خاصته، حتى إذا وصل إلى مدينة "الصالحية" بمصر أُعلن موت الصالح أيوب، ونودي بسلطنة توران شاه وعمره وقتذاك خمس وعشرون سنة، ثم وصل إلى المنصورة في (21 من ذي القعدة 647هـ = 25 من فبراير 1250م)، وتسلم مقاليد الأمور من شجرة الدر، وتولى قيادة الجيش بنفسه، وبدأ في إعداد خطة لإجبار لويس التاسع على التسليم.
وتتلخص خطة توران شاه في التحول عن متابعة الهجوم البري على مواقع الصليبيين، إلى خطة نهرية محورها تجويعهم في معسكرهم بقطع مواصلاتهم في النيل مع دمياط. وتنفيذًا لهذه الخطة أمر السلطان بسحب عدد من المراكب المصرية الراسية قريبًا من موقع الأحداث، ثم تفكيكها لتُحمل على ظهور الجمال إلى بحر المجلة، ثم تركيبها وشحنها بالمقاتلين هناك لإقلاعها شمالاً إلى مصب البحر في النيل؛ حتى تكون خلف الخطوط الصليبية في النيل.
وبهذه الوسيلة تمكنت السفن المصرية من قطع خطوط الإمداد عن الصليبيين في المنصورة؛ فساءت أحوالهم، وتفشت الأمراض والأوبئة بين الجنود لاضطرارهم إلى الشرب من ماء النيل الذي غدت مياهه ملوثة بجثث القتلى الطافية، وحلّ بهم الجوع، واضطر الملك لويس إلى طلب الهدنة وتسليم دمياط مقابل أن يأخذ الصليبيون بيت المقدس، فرُفض طلبه.
ومن العجيب أن يفرض الملك الفرنسي شروطًا، وهو في موقف لا يُحسد عليه. ثم لم يلبث أن نشبت معركة هائلة في "فارسكور" قضى فيها المسلمون تمامًا على الجيش الصليبي، ووقع الملك أسيرًا، وسيق مكبلاً بالأغلال إلى المنصورة حيث سُجِن في دار "ابن لقمان".
نهاية توران شاه
لم يحسن توران شاه بن الصالح أيوب معاملة المماليك البحرية أصحاب الفضل في هذا النصر العظيم، وتنكر أيضًا لشجرة الدر وأساء معاملتها وتهددها.. فبدلاً من أن يعترف بالجميل لهم جميعًا حسدهم على مكانتهم التي بلغوها بفضل شجاعتهم وبأسهم، وبدلاً من أن يقربهم إليه باعتبارهم أركان دولته أعرض عنهم، وخشي من نفوذهم، وأوجس منهم خيفة، بل وأضمر لهم السوء، وكان لخفته وهوجه يجاهر بذلك.
يضاف إلى ذلك سوء تدبيره وفساد سياسته بإبعاده كبار رجال دولته من الأمراء، وتقريبه رجاله وحاشيته ممن قدموا معه إلى مصر، وإغداقه الأموال عليهم، واستئثارهم بالمناصب دون غيرهم.
تضافرت تلك الأسباب وقوّت من عزيمة المماليك على التخلص من توران شاه قبل أن يبطش هو بهم، فاتفقوا على قتله، وعهدوا بتنفيذ هذه المهمة إلى أربعة من قادتهم، منهم "فارس الدين أقطاي"، و"بيبرس البندقداري"، فنجحوا في قتله في فارسكور في صباح يوم الإثنين الموافق (28من شهر المحرم 648هـ= 2 من مايو 1250م) وبمقتله انتهت الدولة الأيوبية في مصر، وبدأ عصر جديد.

الشارقة والسموحة على القـــــالشارقةـــــصور الشارقة

الشارقة الشارقة الشارقة سلالة من الجنود المماليك حكمت في مصر، الشام، العراق و الجزيرة العربية سنوات 1250-1517 م.
المماليك أسسوا في مصر و الشام دولتين متعاقبتين كان مركزها(عاصمتها )القاهرة :الأولى : دولة المماليك البحرية. و من أشهرهم عز الدين أيبك و قطز و بيبرس البندقداري و قلاوون و محمد بن قلاوون ، ثم تلتها مباشرة وبانفلاب عسكري قام به السلطان الشركسي برقوق الذي تصدى فيما بعد لتيمورلنك واستعاد ما احتله التتر في بلاد الشام والعراق ومنها بغداد. فبدأت دولة المماليك البرجيين الشراكسة التي عرف في عهدهم أقصى اتساع لدولة المماليك في القرن التاسع الهجري. وكان من أبرز سلاطينهم السلطان برقوق و ابنه فرج و اينال والأشرف بارسباي فاتح قبرص و قنصوه الغوري و طومان باي

الشارقة

فارس مملوكي 1810

المقر: القاهرة.

كان هؤلاء المماليك عبيدا استقدمهم الأيوبيون، زاد نفوذهم حتى تمكنوا من الاستيلاء على السلطة سنة 1250 م. كان خطة هؤلاء القادة تقوم استقدام المماليك من بلدان غير اسلامية، وكانوا في الأغلب أطفالاً يتم تربيتهم وفق قواعد صارمة في ثكنات عسكرية معزولة عن العالم الخارجي، حتى يتم ضمان ولاؤهم التام للحاكم. بفضل هذا النظام تمتعت دولة الممليك بنوع من الاستقرار كان نادرا آنذاك.

قام المماليك في أول عهد دولتهم بصد الغزو المغولي على بلاد الشام و مصر وكانت قمة التصدي في موقعة عين جالوت. بعدها و في عهد السلطان بيبيرس (1260-1277 م) و السلاطين من بعده، ركز المماليك جهودهم على الإمارات الصليبية في الشام. قضوا سنة 1290 م على آخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام (عكا).
علم المماليك فوق القاهرة، حسب [en:Catalan Atlas الأطلس القطلاني] عام 1375.أصبحت القاهرة مركزا رئيسا للتبادل التجاري بين الشرق و الغرب، وازدهرت التجارة ومعها اقتصاد الدولة. قام السلطان برقوق (1382-1399 م) بقيادة حملات ناجحة ضد تيمورلنك وأعاد تنظيم الدولة من جديد. حاول السلطان برسباي (1422-1438 م) أن يسيطر على المعاملات التجارية في مملكته، كان للعملية تأثير سيئ على حركة هذه النشاطات. قام برسباي بعدها بشن حملات بحرية ناجحة نحو قبرص.

منذ العام 1450 م بدأت دولة الممليك تفقد سيطرتها على النشاطات التجارية. أخذت الحالة الاقتصادية للدولة تتدهور. ثم زاد الأمر سوءا التقدم الذي أحرزته الدول الأخرى على حسابهم في مجال تصنيع الآلات الحربية. سنة 1517 م يتمكن السلطان العثماني سليم الأول من القضاء على دولتهم. ضمت مصر، الشام و الحجاز إلى أراض الدولة العثمانية.

تمتع الممليك خلال دولتهم بشرعية دينية في العالم الإسلامي وهذا لسبيبن، تمكلهم لأراضي الحجاز و الحرمين، ثم استضافتهم للخلفاء العباسيين في القاهرة منذ 1260 م.الشارقة الشارقة الشارقة

الشارقة

علم المماليك فوق القاهرة، حسب
[en:Catalan Atlas الأطلس القطلاني] عام 1375.

الشارقة الشارقة تحياتي (بنت السويدي )الشارقة الشارقة

التصنيفات
الصف الثامن

صف الثامن دولة المماليك

يبتلكم بوربونيت الصف الثامن
المادة: التاريخ , اسم الدرس: دولة المماليك
http://lahdah.com/up//download.php?f…a4e11ac76e.ppt
وشكراالشارقة
روووووووووووووعة تسلمين
تسلميين اختي

وكثر الله من امثاالج

ويعطيج العافيه

اخووك

عكسوووو

مشكــورة اختي كنت محتاجتلهاا حييل ..
التصنيفات
الصف الثامن

ورقة عمل دولة المماليك

ارجوووووووووووكم تكفون ابي ورقة عمل دولة المماليك
ارجوووووووووووكم ابي ورقة عمل دولة المماليك بلييييييييييييييييييييييييييييز
لو سمحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم
اريد ورقة عمد للدوله الايوبية

التصنيفات
الصف الثامن

ورقة عمل / دور المماليك في التصدي للغزو المغولي

ورقة عمل
دور المماليك في التصدي للغزو المغولي

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
ط§ظ„ط´ط§ط±ظ‚ط©
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
ششششششكرا على النشاط الصغير
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
ثاااانكس ….
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
مشكوووووووووووووورة
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
مشكوووووووووووووورة
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
شكرا على ورقة العمل
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
شكرا ما قصرت …… جزاك الله خيرا
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
rstyluhf45owgytrhy
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)

شكراً وبارك الله فيك

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته
تسلمون على هذا العمل الجميل والمفيد لدرس المغول …

وارجوا ان يكون هناك المزيد والمزيد من هذه المشاركات المفيدة للمنهج … وجزاكم الله كل خير…

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
مشكورررررررررررررررررررررررر هع
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
شكرااااااااااا
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ورقة العمل.zip‏ (1.21 ميجابايت, المشاهدات 549)
التصنيفات
الصف الثامن

بوربوينت عن المماليك

هلا واللـــــــــــــــــــــــــه
………………………………………….. …………………………….

بليز بدي بوبوينت عن المماليك لأنه عندي شرح درس
الشارقة
الشارقة

ويـــــــــــــــن الردود
أنا وايد حزينة
ليش مافي ردود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما يشتغل شو البرنامج
والله ما عندي ..
انا بعد ابي …
سووري خيتوووو.
ماا يبااله شي درس المماالييك … شويه ..

تقدرين اتسوينه برووحج يا البي ..^^

حراااااااااااااام
ميتو هراااام(-_-)
والله مدام ماما ما في سوي تكرير انا ما في معلوم كيف سوي تكرير
ممكن انتي سوي حق نا تكرير ؟ …………………………………………..
بغيت أوراق عمل ظروري
بغيـــــت بوربوينـــــــــــت
؟؟؟؟؟؟؟
ظروري
ههههههههههههههههههههههههههههههه
؟؟؟
وانا بعد ابغي
الشارقةالشارقةحوووو محد عنده بوربيونت
ماعندي سالفه هههههههههههههه
شو وين على فكرة انا فتاة البوربوبنت
شكرا وبالتوفيق
أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووف
التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

مكانة القدس الثقافية زمن الأيوبيين والمماليك

مكانة القدس الثقافية زمن الأيوبيين والمماليك

تَغْلبُ على الفترة التاريخية الواقعة بين سنتي 400-922 هـ تسمية تصفها بعصور الانحطاط الفكري ، ومن المؤسف أنّ هذه المقولة قد سيطرتْ على عقول الكثيرين ، إلاّ أن الباحث عن الحقيقة لن يجدَ صعوبة في دحض هذا الوصف وإبطاله ، وذلك بالاستناد الى بعض الدلائل المنطقية .

لقد وصف المستشرق جيب Gibb هذه العصور بأنها عصور فضية ، لأنها شهدت ازدهاراً فكرياً ، تدلُ عليه : كثرةُ المدارس والمساجد التي كانت تقوم بوظيفة المدرسة ، وكثرة المكتبات وانتشارها في حواضر مصر والشام ، وكثرة الزوايا والخوانق والربط ودور القرآن الكريم ، وكثرة البيمارستانات التي كانت تضطلع بمهمة التعليم إلى جانب دَوْرها في العلاج .

لقد حرص الخلفاء والسلاطين في العصرين الأيوبي والمملوكي على بناء المدارس في حواضر مصر والشام ، دعماً للحركة العلمية والفكرية ، ولتهيئة النفوس للجهاد ، ولمقاومة العقائد الإسماعيلية ، ولم يقتصر بناء المدارس على الحكام والسلاطين ، وإنما ساهم في بنائها الأغنياء والمعلمون والسيدات .

وقد تنوعت هيئات التدريس في كل مدرسة بين الشيخ والمدرس والمعيد ، ونالتْ هذه الهيئاتُ مكانة مرموقةً ، وكان يتمُ تعيينُ المدرس في كثير من الأحيان بمرسوم سلطاني ، كما تمتعت هذه المدارس بدور اجتماعي وسياسي واقتصادي ، إلى جانب دَوْرها الفكري ، وكان طلاب العلم يحصلون على الإجازة العلمية أو الشهادة ، وقد صُنفتْ تلك الشهادات والإجازات الى صنفين : أحدهما إجازة من مُعَيَّن إلى مُعَيَّن ، وهي مشهورة وشائعة ، وغالباً ما تكون في كتاب أوفي موضوع مُعيَّن ، وتتعلق موضوعاتها بالإفتاء والتدريس ، ورواية الحديث والقراءة . وثانيهما إجازة من مُعيَّن إلى غيرمعيّن ، وهي قليلة ، كأن تكون من مدرس أو شيخ إلى فلان من الناس ، أو إلى من لم تره عَيْني .

وكان أسلوب الإجازات العلمية يشتمل على المقدمة ، كالتحميد والصلاة على النبي الكريم ، ثم العرض وهو الإشادة بالعلم والعلماء ، ثم الخاتمة ويوقعها أربعةٌ من الشهود ، وقد عُرفَ من أشهر المجيزين في مدارس بيت المقدس كل من : جمال الدين بن جمّاعة ، وشمس الدين الجزري ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم ، أما عدد المدارس في بيت المقدس إبان العصرين الأيوبي والمملوكي فقد قارَبَ السبعين مَدْرسةً ، أهمها:

المدرسة الدواداريّة :

أنشأها الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله بن عبد الباري الدوادارسنة 695هـ في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب ، ووقف عليها أوقافاً كثيرة ، منها : قرية ( بير نبالا) من أعمال القدس ، ووقفَ عليها فُرْناً وطاحونةً ومصْبَنةً وستة حوانيت ووراقة في مدينة نابلس ، وأربع طواحين في بيسان ، ويظهر ذلك في الكتابة المنقوشة على بابها .

وتقع هذه المدرسة في باب " شرف الأنبياء " شمال الحرم ، وسُمي باب المسجد بها ، فقيل بابُ الدواداريّة ، ومن مهماتها تبليغُ الرسائل عن السلطان ، وإبلاغ عامة الأمور، وتقديم البريد ، ويتّضحُ من هذا أنّ الدوادارية وظيفة تُطلقُ على مَنْ يقومُ بهذه الأعمال ، واعتمدتْ هذه المدرسة في تدريسها المذهب الشافعي ، ومن أشهر المدرسين فيها : شريف الدين الحوراني ، والقاضي برهان الدين بن جماعة الكناني . ولا تزال هذه المدرسة قائمة ، وتشغلها المدرسة البَكرية الابتدائية للبنين .

المدرسة السُلامية :

وتُنسب إلى واقفها الخواجا مجد الدين أبي الفداء إسماعيل السُلامي ، ومُوْقعها في باب " شرف الأنبياء " ، تجاه المدرسة المعظمية ، بجوار الدوادارية من الشمال ، وكانت كلمة " خواجا " تُطلقُ على المعلم والسيد والتاجر في العصر المملوكي . ومن أبرز شيوخها : ابن خليفة المغربي ، وابنه محمد المغربي الأصل ، المقدسي المولد ، كان حافظاً للقرآن الكريم ومختصاً بالفقه المالكي ، وتَبَوأ مكانة مرموقة في بيت المقدس ، وتولى مشيخة المغاربة ، وتوقيت المسجد الأقصى ، توفي سنة 889 هـ ، ومنهم أيضا كمال الدين المغربي ، وهو أبو البركات شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ، حفظ القرآن الكريم ، ودَرّسَ النحو ، وتوَلّى الإمامة في جامع المغاربة ، واستمرت هذه المدرسة في أداء دورها في الحركة الفكرية حتى نهاية العصر المملوكي ، وهي الآن مَسكن لجماعة مِن آل جارالله .

المدرسة الجاولية :

تُنسَبُ إلى واقفها الأمير علم الدين بن عبد الله الجاولي ، أسسها في زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون ، موقعها في الجهة الشمالية من الحرم قرب درج الغوانمة ، درّ ستْ الفقه الشافعي والحديث ، وفي العهد العثماني صارت داراً للحكومة ، وفي العهد البريطاني صارت داراً للشرطة ، وتشغَلُ بناءَها هذه الأيام المدرسة العمرية للبنين .

-المدرسة الباسطية :

تُنسبُ الى واقفها القاضي زين الدين عبد الباسط الدمشقي ، وتقع شمال الحرم ، بجانب شرف الأنبياء ، وتطلُ على المدرسة الدوادارية ، درّس فيها عدد من العلماء الأجلاء في العلوم الشرعية واللغوية ، من أشهر مشايخها : شمس الدين المصري الشافعي ، الذي نشأ في حلب ، وحصل على إجازات عديدة ، وشرف الدين بن العطار، وتقي الدين القلقشندي المقدسي ، الذي برع في العلوم الشرعية ، وعلوم اللغة العربية والحساب ، وقد مَنَحَ هذا العالم الإجازاتِ لطالبي العلم ، مثل : مجير الدين الحنبلي الذي أُجيزبكتاب (مُلحة الإعراب) للحريري .

المدرسة العثمانية :

تُنسبُ إلى أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية ، التي وقفتها سنة 840هـ ، تقع في باب المتوضأ إلى الغرب من ساحة الحرم ، تجاه سبيل قايتباي ، وأول من تولى مشيختها من العلماء الوافدين : الإمام سراج الدين الرومي ، وقد ذكر مجير الدين الحنبلي أن سراج الدين انصرف عنها باختياره ، عندما علم أنه يُشترط في شيخها أن يكون أعلم أهل زمانه ، فقال : " أنا لا أتصف بهذه الصفة " . وقد تنوعت موضوعات الدراسة فيها بين : العلوم الشرعية كالحديث والتفسير والفقه ، وعلوم اللغة كالنحو والصرف والبيان ، والعلوم العقلية كالمنطق .

المدرسة الأشرفية :

تنسب إلى السلطان أبي النصر قايتباي ، موقعها غرب الحرم بالقرب من باب السلسلة ، كانت تشتمل على مجمع وخلوة ، وعُينت لها أوقاف في مدينة غزة ، ومما يدل على عناية قايتباي بها أنه خصص للشيخ فيها خمسمئة درهم ، ولكل واحد من طلابها خمسة وأربعين درهماً في كل شهر.

يقول مجير الدين الحنبلي : إن الأشرفية جوهرة ثالثة في بيت المقدس بعد المسجد الأقصى وقبة الصخرة ، كانت فيها خزانة كتب ، وتعددت فيها الوظائف ، مثل وظيفة : البواب والفراش والوقاد والسقا والشاهد ، ولكل وظيفة راتب محدد ، أهم مشايخها : شهاب الدين العمري ، وكمال الدين بن أبي شريف .

المدرسة الصلاحية :

أسسها صلاح الدين الأيوبي سنة 583هـ بعد التحرير، محل الكنيسة المعروفة

" صندحنّه " ولعلها تكون محرفة عن " القديسة حنه " تقع في باب الأسباط ، وقد ذكرها ابن واصل الحموي ، وابن خلكان ، وقفها صلاح الدين على المذهب الشافعي سنة 588هـ ، كانت في مقدمة المعاهد العلمية في القدس ، ويذكر " المحبي " أن مشيختها كانت مشروطة لأعلم علماء الشافعية في ديار العرب .

حاول إبراهيم باشا هدمها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ، ثم سلمها الأتراك للفرنسيين ، فأقاموا فيها مدرسة القديسة حنه ، بعد ذلك استعادها جمال باشا في الحرب العالمية الأولى ، وحولها إلى كلية دينية علمية باسم " كلية صلاح الدين الأيوبي " .

ومن خلال الاطلاع على جدول الدروس فيها يتبين أنها : كانت تدرس تجويد القرآن في الصباح وبعد صلاة العصر، وتدرس الفقه أربع ساعات يومياً ، والعبادات ست ساعات ، وتدرس اللغات الشرقية والغربية اختيارياً ، وتدرس المنطق والرياضيات ، ويلعب طلابها الرياضة البدنية نصف ساعة ، وتعطى لهم دروس عملية في الهواء الطلق ، وفي يوم الخميس يذهبون للتنزه ، كان شيخها يُعيَّن تعييناً ويعمل تحت إمرته أربعة قضاة ، واحد للشافعية ، وثان للحنفية ، وثالث للمالكية ، ورابع للحنابلة .

وقد تعاقب على التدريس فيها ثلاثون شيخاً أشهرهم : بهاء الدين بن شداد الموصلي ، ومجد الدين بن جهبل الحلبي الشافعي ، وفخر الدين بن عساكر الدمشقي الشافعي ، وبرهان الدين بن جماعة الكناني الحموي ثم المقدسي الشافعي الذي كان مغرماً باقتناء الكتب ، وعلاء الدين الحواري الشافعي ، الذي كان عالماً بالفرائض والحساب ، وصنف كتاباً مهماً أسماه " كفاية الطلاب في علمي الفرائض والحساب " ، وعز الدين بن عبدالسلام المقدسي الذي ولي مشيختها سنة 831 هـ ، وقد نشأ في قرية " كفر الماء " من أعمال عجلون ، وتنقل بين مصر والقدس ، والسلط والكرك ودمشق ، كما عمل فيها نحو خمسين معيداً في التدريس ، نذكر منهم : تقي الدين القلقشندي ، وشمس الدين الصفدي ، وعلاء الدين الخليلي ، وبرهان الدين الحسيني ، وشمس الدين البغدادي ، وغيرهم .

المدرسة النحوية :

أنشأها الملك المعظم عيسى بن الملك العادل سنة 604 هـ ، نال النحو العربي فيها اهتماماً كبيراً ، ومن الكتب التي كانت تدرس فيها : كتاب " سيبويه " ، وكتاب " الإيضاح " لأبي علي الفارسي ، وكتاب " إصلاح المنطق " لابن السُكَيت ، وكتاب " ملحة الإعراب " للحريري ، كما دُرِّس فيها الأدب والبلاغة والعروض . تقع هذه المدرسة إلى الغرب من صحن الصخرة المشرفة ، كان يتعلم فيها خمسة وعشرون طالباً ، من العلماء الذين درسوا فيها : تقي الدين بن الرصاص الأنصاري المقدسي ، وابنه علاء الدين ، واستمرت المدرسة في أداء دورها العلمي حتى نهاية القرن التاسع الهجري .

الخوانق والزوايا والربط :

كانت الخوانق تقوم بما تقوم به المدارس ومعاهد العلم الأخرى ، وقد اتخذ العلماء من الرُبط أماكن للمطالعة ، والكتابة ، وتصنيف الكتب ، وقد أنشئت منها مراكز كثيرة في بيت المقدس زمن المماليك منها :

– الخانقاه الصلاحية .

أنشأها صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس من الصليبيين ، ووقفها على المتصوفة سنة 585 هـ ، موقعها قرب كنيسة القيامة ، وكان الشيخ المسؤول عنها يعين بتوقيع سلطاني ، من أبرز العلماء الذين تولوا شأنها :

الشيخ غانم بن علي المقدسي النابلسي الخزرجي ، قدم إلى القدس من قرية بورين الواقعة جنوب مدينة نابلس ، كان من عباد الله الأتقياء ، ومن أصحاب الكرامات ، توفي في دمشق سنة 632 هـ .

استقر في الخانقاه الصلاحية عدد من المتصوفة وطلاب العلم ، اشتغل بعضهم بالقراءات ونسخ الكتب ، والوعظ والقضاء والميقات ، ومن هؤلاء المتصوفة : تاج الدين عبدالوهاب المعروف بابن شيخ السوق .

الزاوية الختنية :

أنشأها صلاح الدين الأيوبي ، ووقفها على الشيخ جلال الدين بن أحمد الشاشي ، موقعها بجوار المسجد الأقصى خلف المنبر ، سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ المعروف بالختني ، لعبت دورا بارزا في الحركة الفكرية في القدس ، تولى مشيختها عدد من كبار العلماء مثل : شهاب الدين بن أرسلان ، وبرهان الدين الأنصاري ، والشيخ شمس الدين القباقبي .

زاوية بدر الدين :

تنسب إلى بدر الدين بن محمد الذي ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب ، تقع في وادي النسور بظاهر القدس من الناحية الغربية ، توفي بدر الدين سنة 650 هـ ودفن في زاويته ، ثم خلفه فيها ابنه محمد ، ثم عبد الحافظ بن محمد ، ثم داود بن عبدالحافظ الذي كان من أصحاب الكرامات ، ثم خلفه ابنه السيد أحمد الملقب بالكبريت الأحمر ، لندرة وجود مثله في زمانه .

هذه هي المكانة الثقافية والعلمية المرموقة التي تمتعت بها القدس في العصرين الأيوبي والمملوكي ، كغيرها من حواضر مصر والشام ، إن لم تكن فاقتهن في ذلك الشرف ، وسيظل التاريخ يحفظ للقدس ولأبنائها وعلمائها وطلبتها هذه الميزة التي تجعلها متألقة في قلوب ملايين العرب والمسلمين .

بقلم : د. محمد الجاغوب

المراجع :

1.عبد المهدي ، عبد الجليل حسن ، المدارس في بيت المقدس في العصرين الأيوبي والمملوكي ، مكتبة الأقصى ، ج1 1981م ، عمّان الأردن .

2. عبد المهدي ، عبد الجليل حسن ، الحركة الفكرية في ظل المسجد الأقصى في العصرين الأيوبي والمملوكي ، مكتبة الأقصى ، 1980م ، عمّان الأردن .

3. الدباغ ، مراد ، بلادنا فلسطين ، الديار المقدسية ، ج1 .

4. الحموي ، ابن واصل ، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب ، تحقيق حسنين محمد ربيع ، مطبعة دار الكتب ، 1977م .

5. الحنبلي ، مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ، الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل ، مكتبة المحتسب ، 1973م ، عمان الأردن.

موضوع رائع أستاذنا الكريم … شكرا
الأخ الكريم الأستاذ عادل عبد الله
أشكر لك مرورك ولك تحياتي.