النجــــــــوم
من منا لم يرفع عينيه يوما إلى السماء ليلا فأعجب بمصابحيها و تاه في عد نجومها؟ من منا لم يحلم و هو صغير بالارتقاء إلى السماء ليقطف نجمة من نجومها؟
يضم الكون الملايير من النجوم. وهي عبارة عن أجرام عملاقة ملتهبة من الغاز المنصهر الغني بالطاقة, تؤمن لها جاذبيتها الجبارة الاندماج التام لغازاتها. طوال فترة حياتها, يشهد مركز النجمة تفاعلا كيميائيا عظيما هو تفاعل الاندماج النووي, حيث يتم لحم نواتي ذرة هيدروجين لتشكل نواة ذرة هليوم. فالطاقة النجمية العظيمة إن هي إلا نتاج الاندماج النووي الذي يترجم في شكل حرارة وإشعاع كبيرين. وتتجمع النجوم بالملايير في المجرات التي يصل عددها هي الأخرى في هذا الكون إلى الملايير.إن المسافة البعيدة جدا للنجوم تدفع المشاهد إلى تصورها ضئيلة الحجم. وتبين الصورة جانبه منظرا رائعا لطريق اللبانة أو درب التبانة كما بدت في ليلة صافية.
الشمس أقرب النجوم إلينا, و الطاقة التي يتم إنتاجها في المركز تحرر في السطح في شكل حرارة و ضوء. وهي مكونة من عدة طبقات شأنها في ذلك شأن سائر النجوم.
تكوين النجوم
تمتد حياة النجوم لملايير من السنين, وهي كلها مكونة انطلاقا من سحب عظيمة من الغاز و الغبار تدعى السدم. إلا أن فترة تعميرها مرتبطة أساسا بحجمها و باحتياطيها من الهيدروجين. فالنجوم التي بحجم الشمس مثلا, تعمر لما يفوق 10 مليارات من السنين, أما الأكبر حجما و كتلة فإنها على الرغم من غناها الطاقي و الحراري لا تتعدى 10 ملايين سنة في العادة. سنحاول خرق مفهوم الزمان, و نتعرف على قصة النجوم المثيرة
و مراحل حياتها:
تقوم سحابة عظيمة من الغاز و الغبار بالدوران حول نفسها و بتأثير جاذبيتها فإنها تجمع المادة في مركزها , هذه الأخيرة التي تنقسم إلى المئات من النجوم الوليدة.
كل من هذه النجوم الحديثة تبدأ بدورها في الرفع من حرارتها حتى تنطلق عملية الاندماج النووي التي تترجم في انبعاث للطاقة في شكل أشعة فوق بنفسجيةونظرا لعنف التفاعلات النووية فإن بقايا الغبار و الغازات تطرد بعيدا فلا تتبقى سوى نجمة ساطعة شابة.وتستمر النجمة في السطوع بنفس القدر لمدة 10 مليارات سنة , وقد دخلت الشمس هذه المرحلة منذ 5 مليارات عام , و هذا يعني أنها في أوج عطائها.
إلا أن دوام الحال من المحال , فلا تلبث النجمة أن تستنفذ مخزونها من الهيدروجين , مما يؤدي إلى تسخين مركزها , تضاعف حجمها , و تبريد سطحها, فيتحول لونها إلى الأحمر, فتسمى إذ ذاك بالمارد الأحمر.عندما تنعدم الإحتراقات, تدخل النجمة مرحلة الاحتضار, و تبدأ في التقلص لتصبح قزما أبيض يبرد ببطء ليتحول في النهاية إلى قزم أسود.
لا تتحول كل النجوم إلى أقزام بيض , فبعضها كبير جدا و يتقلص بسرعة كبيرة لدرجة الانفجار. هذه الانفجارات تدعى السوبر نوفا . و يمكن لقلب السوبر نوفا أن يأخذ شكل نجم نيوتروني جد ضئيل و كثيف, (الكثافة هنا تأخذ معنى آخر, إذ يمكن أن تتصور ملعقة من مادة هذا النجم تزن… 10 أطنان! )أو يتحول إلى ثقب أسود.
النجوم والفلك
لكى نعرف النجوم وماهيتها وبعدها وكيفية تحركاتها عبر الكون المترامى الاطراف لابد من الإلمام بعلم الفلك ودراسة القبة الفلكية وحركتها الظاهرية فى السماء.كما لابد من سرد بعض النظريات الكونيةالتى تحكى احتمالات تكون النجوم وانفجارها وتوالدها وأنواع السدم والمجرات وسرعاتها المنطلقة منذ تكونها وحتى الان .كما نود ان نعطى عن النظرية النسبية فى مجال الكون الممتد أو الكون المنكمش حسب المعالات الرياضية التى توصل إليها انشتاين وعلماء اخرون فى مجال الطاقة والكتلة للأجسام المتحركة بسرعات تقارب سرعة الضوء.كما نود ان نشرح وبقليل من الإسهاب فوائد دراسة النجوم فى علم الجغرافيا والطبيعة والمقاييس السائدة فى العالم .ومن بعد معرفة مجموعات نجمية تفيد الشباب والفتية فى توسيع مداركهم الفلكية والتوصل بواسطتها الى معرفة الأتجاهات الأصلية والفرعية والفرع فرعية وعلاقة البوصله وخطو الطول والعرض ومعرفة الزمن والمكان على سطح الأرض.
حتى نربط هذه العلاقات بعضها ببعض .ونعرف تكامل العلوم وتسلسل حلقاتها .ولنستغل ظاهرة فى السماء لنستفيد بها فى الارض وظاهرة فى الأرض نستغلها ونستعملها لنستفيد بها فى السماء.وحتى نعرف ان درس النجوم يمكن أن يفيدنا فى درس تتبع الأثر أو درس التقديرات.
غير أنى سوف اقتصر فى هذا الموضوع التمهيدى على أسماء المجموعات وأشكالها فى النصف الشمالى للقبة الفلكية .وأترك الباقى لمقالات أخرى فى إضافات قادمة إن شاء الله .
وأبدأ بمجرد درب التبانة:
1-مجرة درب التبانة:-
هى المجرة التى نتبعها وهى تمتد طولاً مائة مليون سنه ضوئية وعرضها خمسون مليون سنة ضوئية وتضم أكثر من مائة مليون نجم أو شمس وشمسنا تعتبر إحدى شموسها القزمة والصغيرة جداً ومجموعتها تلف حول المجرة وتقفل دائرتها حولها بعد مئتين وخمسون
مليون سنه وتعرف مجرتنا فى الوسط الشعبى(بخناب التين)،وترى فى الليالى المظلمة كأنها سحاب سمحاقى ممتدة بين الجنوب والشمال
مع ميلان الى ناحية الشرق كلما تحركت القبة السماوية فى حركتها
الظاهرية الى الغرب.
2- مجموعة الدب الأكبر :-
ولها أسماء عدة منها المغرفة – والعربة – والمحراث ،وهى تتكون من سبعة نجوم ظاهرة للعين المجردة على هذا الوصف:
أجزاء الدب الأكبر عبارة عن الذيل وهى ثلاث نجوم تعرف ببنات نعش ووسطاهن تعرف بالمئزر أو العناق وهى عبارة عن شمسين تدوران حول
بعضهما البعض ،وعند تجاورهما تصبحان لامعتين وعند كسوف إحداهما تريان خافتتين، والأخرى تعرف باليوت والأخيرة تعرف بالقائد أما نجوم المربع فتعرف التى بجوار بنات نعش بالسهى والتى تليها تعرف بالفخذ والتى تليها تعرف بالمرافق وهى تبعد عنا 78سنة ضوئية والاخيرة تعرف بالدب وهى تبعد عنا 107سنة ضوئية.
والدب والمرافق تعرفان بالمؤشرين أو الدليلين أو العقربين وهما تؤشران
الى النجمة القطبية بفاصل خمس مسافات بينهما بأتجاه الدب.كما ان نجوم الذيل الثلاث تعطى شكلاً مقوساً لو تتبعناه بنفس الإنحناء لوصلنا
الى نجوم النصف الشمالى للقبة السماوية وهو نجم السماك الرامح وهو يبعد عنا 36سنة ضوئية وهو أكبر من الشمس بمائة ضعف وهو فى مجموعة العواء أو الراعى.
3-الدب الأصغر :-
وبواسطة النجمة القطبية أو الدبة نصل إلى ذيل الدب الأصغر الذى يشبه الدب الأكبر غير أنه مقلوب ومصغر.
4-التنين :-
وتقع بين الدب الأكبر والدب الأصغر مجموعة التنين الطويلة .
5- ذات الكرسى :-
وفى حالة تعذر وجود الدب الأكبر فيمكنا أن نصل الى الدب الأصغر عن طريق مجموعة ذات الكرسى وهى على شكل (w أو m) اللاتينى والطريقة هى أن نصنع من النجوم الثلاث العليا المضيئة مع نجة خافته فنصل الى النجمة القطبية .
والنجمة القطبية هذه لاتتأثر بالحركة الظاهرية للارض لوقوعها فوق القطب الشمالى للكرة الارضية وبالتالى فهى لاتشرق ولاتغرب أي أنها ثابته فى مكانها دائماً وهى تشير الى ناحية الشمال ولا تختلف عن الشمال الحقيقى سوى بدرجتين تقريباً الأمر الذى يجعلها تتبوأ المكانة المرموقة بين النجوم كافة لأهميتها الجغرافية فى الملاحة البحرية والجوية.
6-الأكليل الشمالى :-
عودة الى السماك الرامح حيث بجواره توجد مجموعة من النجوم تسمى بالاكليل الشمالي على شكل حدوة فرس وبفتحة تتجه ناحية الشمال الشرقى وهى تحوى العديد من النجوم المختلفة الاقدار والابعاد.
بهذا نكون قد اوجزنا وصف عدد من المجموعات الكوكبية أو النجمية المعروفة منذ أقدم العصور وهى :الدب الأكبر – الدب الأصغر – السماك الرامح فى مجموعة العواء او الراعى – الاكليل الشمالى – ذات الكرسى – التنين – ومجرة درب التبانة ودرب اللبانة – وهذه المجموعات تعرف بالنجوم دائمة الظهور فى النصف الشمالى للكرة الارضية…..