النشاط المفرط (النشاط الزائد) ليس من الصعب التعرف على الطفل مفرط النشاط فهو طفل دائم الحركة، يتنقل من مكان لآخر ومن نشاط لآخر ولا يكاد يكمل أي مهمة يكلف بها. حتى إذا جلس على مقعده، فإنه لا يهدأ، فترات يتملل، ويتلوى في مكانه، انه طفل "لا يكل ولا يمل" يمكن أن تراه من أي مكان وكل مكان إلا مقعده.
ولا توجد حلول سهلة لمعالجة سلوك هؤلاء الأطفال والحقيقة أن التدريس لطالب أو طفل مفرط النشاط يكون من أكثر المشكلات التي تواجه المعلم. كما يمكن أن تكون من أكثر المشكلات إثارة للسخط خاصة إذا كان الطفل يشتت قدرة المعلم والأطفال على التعلم.
والتحدي في معاملة الأطفال المفرطي النشاط يكمن في محاولة إيجاد توازن بين احتياجات الطفل واحتياجات الأطفال الآخرين. فأنت تريد أن تخلق وسطاً دراسياً مناسباً وتقلل حجم الإزعاج الذي يسببه الطفل وهذا يتطلب قدراً كبيراً من التخطيط، والدعم والتنظيم والتماسك والصبر.
طرق مواجهة المشكلة
1. أدخل التمارين البدنية إلى جدول الأنشطة اليومية الخاصة بالطفل:
تعتبر هذه الوسيلة من أفضل الطرق التي يمكن إتباعها مع جميع الطلاب وليس فقط الطلاب مفرطي النشاط إذ أغلب الأطفال يصابون بالضجر ويتمللون إذا تم إجبارهم على الجلوس لفترة طويلة، يمكن أن تعطي الطالب أو الطفل فرصة للتنفيس عن طاقته الزائدة من خلال إشراكه لأحد الأنشطة من آن لآخر.
2. حدد سبب الإفراط في النشاط:
على الرغم من أن الإفراط في نشاط الطفل قد ينتج عن نقص وإضطراب في التركيز نتيجة لأسباب نفسية، فإنه قد يحدث أيضاً لأسباب أخرى مثل صعوبة الواجبات على الطفل أو قد يكون شديد السهولة فيصيبه بالملل أو قد يكون ناتج عن الضيق أو الألم.
3. تحدث إلى الطالب على إنفراد:
أخبره أن كثرة حركته تؤثر على قدرته على الدراسة وتؤثر على الآخرين. ويمكنك أن تخبره أن الأطفال الآخرين قد يتضايقون من سلوكه ويتجنبونه نتيجة لذلك.
ومن المهم أن يسمع الطفل مفرط النشاط ذلك لأنه قد لا يكون مدركاً لطبيعة سلوكه وتأثيره على الآخرين. ولكن لا تتوقف عند ذلك فعليك أن تتعاون مع الطالب بأسلوب مشجع بعيد عن العقاب والتوبيخ.
4. امدح الطالب أو كافئه على سلوكه الهاديء:
امتدح الطالب عندما تلاحظ أنه يجلس في مقعده في هدوء، بدون إثارة للإزعاج يمكن أن يكون المدح بصورة كلمات بسيطة، هدايا بسيطة أو أي أسلوب بتعزيز مناسب للطفل.
5. خفف من وطأه داخل حجرة الدراسة:
قد يكون من الضروري إلزام كل الطلاب بالجلوس على مقاعدهم، والنظر للأمام، مع وضع أقدامهم على الأرض وإستقامة ظهورهم، فيمكنك مثلاً أن تسمح للطالب مفرط النشاط الوقوف قرب مكتبه، أو السير في أرجاء حجرة الدراسة حاملاً أي نشاط، أو أن تدعه يقرأ من كتابه وهو واقف ما دام أنه لا يزعج الآخرين وأيضاً من الممكن أن تسمح للطالب أن يجلس على الأرض إذا كان يظهر نشاطاً وتركيزاً أكبر وهو في هذا الوضع.
6. اعط الطالب فترة راحة (فسحة):
يميل الطالب مفرط النشاط للتملل وكثر الحركة بشكل أسرع من سواه من الطلاب. فإذا كان لديك طالب من هذه النوعية، وفر له متنفساً لطاقته.
واحرص على أن يمارس نشاطاً حركياً أثناء فترة الراحة. فيمكنه مثلاً التوجه إلى المرحاض أو الذهاب لشرب الماء.
7. امنح الطالب الفرصة للتنفيس عن طاقته الزائدة:
اسمح للطالب بإعادة توجيه طاقته الزائدة، من خلال المشاركة في أنشطة بناءة بدلاً من أن تتركه يهيم على وجهه بلا هدف. وبهذه الطريقة، فإنه سيتعلم تحمل المسئولية والمساهمة في النشاط مع التنفيس عن طاقته الزائدة التي من شأنها إزعاج باقي الطلاب إن لم يتم توجيهها. كما أن تنمية حسن الإنتماء لزملائه ولحجرة الدراسة له أهمية خاصة في حالة الطفل مفرط النشاط وفيما يلي بعض أمثلة من الأنشطة التي يمكنك أن تطلب منه ممارستها:
– تزيين لوحة الإعلانات والبيانات داخل حجرة الدراسة.
– جمع أو توزيع الأوراق على زملائه.
– توصيل رسالة إلى معلم آخر.
– مسح السبورة.
– إعداد لافتات لحجرة الدراسة.
– ري النباتات الخاصة بحجرة الدراسة.
– جمع الكتب من الطلاب.
8. اسمح للطالب بالعبث بالأدوات الموجودة على مكتبه:
يستطيع بعض الطلاب مفرطي النشاط الإكتفاء بالعبث بالأدوات الصغيرة الموجودة على مكاتبهم دون التحرك من على مقاعدهم مع متابعتهم الأنشطة الدراسية. والحقيقة أن القيام بذلك قد يساعدهم بالفعل على تركيز انتباههم. لذا، فكر في السماح للطالب مفرط النشاط بالعبث بمثل تلك الأدوات من مشابك أوراق أو عصى تنظيف أنابيب الأقلام ما دام يركز في دروسه. كما يمكنك أن تسمح للطالب بأن يحمل كرة مطاطية ليعتصرها بيده من أجل التنفيس عن توتره أثناء جلوسه على المقعد. وهناك أسلوب آخر للتنفيس عن التوتر يتمثل في وضع شريط مطاطي تحت مكتبه بحيث يضغط عليه بساقه أثناء الجلوس.
9. أنشيء منطقة عمل خاصة بالطالب:
أقم حول الطالب حدوداً مادية من خلال وضع شريط عازل حول مكتبه بحيث يكون على شكل مربع أو مثلث، مع وضع الشريط على مسافة قدم أو نحو ذلك من موضع مكتبه من الجهات والتحرك كما يشاء ما دام يفعل ذلك داخل حدود تلك المنطقة، وأنه لا يستطيع مبارحتها دون إذنك. ولن يمنح ذلك الطالب إحساساً بالثقة فحسن، بل سوف يساعده أيضاً على تعلم ضبط النفس. وبمرور الوقت، عليك أن تقلل من المساحة المحيطة بمكتب الطالب بزحزحة الشريط إلى الداخل شيئاً فشيئاً.
10. ألزم الطلاب بالجلوس على سجاجيد مربعة خلال الحلقات الدراسية:
إن ذلك سيساعد على إلزام الطلبة كثيري الحركة والتململ بالبقاء في أماكنهم، كما أنه يقلل من فرصة تسببهم في إزعاج الطلاب الآخرين.
11. اتفق على إشارة صامتة لتنبيه الطالب إلى أنه قد ترك مكانه:
تماماً كما فعلت مع الطالب ضعيف الإنتباه، اتفق مع الطالب مفرط النشاط على إشارة صامتة لا يلحظها أحد لتنبيهه إلى ضرورة العودة إلى مقعده. وقد تكون الإشارة غمزة من عينك، أو لمسة على كتفك، أو فركة لأذنك. وقد يلزم أن تنادي الطالب باسمه بصوت خفيف لجذب انتباهه.
12. استخدم أسلوب التذاكر:
إذا كان الطالب يكثر من مبارحة مقعده للقيام بأشياء معينة، مثل قيامه ببرى القلم الرصاص أو إلقاء سؤال عليك، فيمكنك أن تعطيه عدداً محدوداً من التذاكر، وتطلب منه إعطاءك تذكرة منها كلما أراد مغادرة مقعده. وعندما يستنفد الطالب كل تذاكره، فلا تسمح له بمغادرة مكناه ثانية. فإذا فعل ذلك، فاحرمه من 3 دقائق من وقت الفسحة، وافعل نفس الشيء إذا تكرر الأمر. وهذا الإجراء من شأنه أن يعلم الطالب كيفية ضبط النفس مع الحد من كثرة تحركه بعيداً عن مقعده في نفس الوقت.
13. عاقب الطالب إذا كان سلوكه شديد الإزعاج:
إن توفير وسائل الراحة والتكيف للطالب مفرط النشاط لا يعني أن بوسعه التصرف كيفما يشاء. فإن بدأ سلوكه يتسبب في إزعاج زملائه ويؤثر في قدرتهم على التركيز، فأخبره أن سلوكه غير مقبول وأوضح له بدقة التصرفات المطلوبة منه. فإذا واصل إزعاج زملائه بعد حديثك معه، ففكر في معاقبته بالإستبعاد المؤقت، أو احتجازه، أو حرمانه من امتياز ما. وإذا عقدت العزم على معاقبته، قليكن ذلك سريعاً وعلى الفور حتى تحقق أقصى تأثير ممكن من العقاب.
14. وفر للطالب مقعداً مريحاً:
يمكنك وضع بعض الوسائد المحشوة بحبيبات بلاستيكية والتي تستخدم للجلوس، أو حتى وضع بعض الوسائد العادية في أحد أركان حجرة الدراسة. وعلى الرغم من أن الطلاب قد يستمتعون بالتواجد في هذا الركن، إلا أن الطالب مفرط النشاط سينجذب إلى هذا المكان بشكل خاص لأنه لا يستطيع الجلوس لفترات أطول والتركيز بشكل أفضل عند الجلوس على مقاعد مريحة.
15. ساعد الطلاب على تفهم سلوك زميلهم مفرط النشاط:
إن لهذا الأمر أهمية خاصة، حيث قد تترسب في نفوس طلابك مشاعر سلبية تجاه هذا الطفل مفرط النشاط. فتحدث إليهم في غيابه، وساعدهم على تفهم حقيقة أنه يواجه مشكلة في السيطرة على مستوى نشاطه. ووضح لهم أن أكثر سلوكياته المثيرة للضيق كاصطدامه بهم وإزعاجهم، ليست تصرفات مقصودة. وبالمثل، ساعد الطلاب على تفهم مدى احتياج هذا الطفل لوسائل الراحة والتكيف داخل حجرة الدراسة، شارحاً لهم أن له احتياجات خاصة تختلف عن باقي زملائه. ويمكنك أيضاً أن تقترح عليهم إخباره بأسلوب لطيف أن سلوكه يضايقهم.
16. فكر في الإستعانة بمعلم مساعد للتحكم في سلوك الطالب:
إذا صار الطالب مصدر إزعاج لزملائه، فيمكنك أن تطلب من المعلم المساعد أن يأخذه في نزهة إلى ردهة المدرسة أو إلى صالة الألعاب الرياضية حتى يمارس إحدى الألعاب أو يقوم ببعض التمارين. ويمكن للمساعد أيضاً أن يعينك على التحكم في سلوك الطالب خلال الأنشطة غير المنظمة كالفسحة مثلاً أو وقت الغداء أو المرور برواق المدرسة.
17. اجعل الطالب يرتد سترة مزودة بأثقال:
إن هذه السترة عبارة عن ثوب ذي وزن زائد، وهي تستخدم في مساعدة الطلاب مضطربي الإنتباه أو مفرطي النشاط على الإسترخاء وإلتزام الهدوء. كما يستخدم بعض المعلمين اللفافات الرطبة التي توضع على رقبة الطالب، فتزيد من ثقل وزنه، وحرارته، كما تمنحه نوعاً من الإثارة اللمسية، وكل هذا من شأنه تخفيف توتر الطالب وتهدئته. وإذا كان بمدرستك طبيب مقيم، فسله عن مدى صلاحية وتوافر تلك الوسائل بالنسبة لطالبك.
18. استمع إلى موسيقى هادئة: قد تجد أن الموسيقى الهادئة، بما فيها الموسيقى الكلاسيكية، لها تأثير مهدىء على طلابك، حتى إنها قد تحسن من قدرتهم على التركيز.
المراجع:
دليل المعلم لحل مشكلات الإنضباط في المرحلة الإبتدائية، مكتبة جرير- الطبعة الأولى 2022م.
أشكرك على الملاحظة وعلى التعليق ولك كل الحق برأيك ولكن للأمانة العلمية في النقل العلمي دون تعديل فيها من قبلي وليس معنى ذلك انني كاختصاصي نفسي مقتنع بموضوع الموسيقى من عدمه وعلينا نحن من نقرأ ان أنأخذ ما يناسبنا كمجتمع مسلم
اخيك الاختصاصي النفسي / اشرف محمود صالح العريان
أشكر الأستاذ أشرف على ردّه اللبق، ولكننا في هذا المنتدى لا نناقش رسالة جامعية تحتاج إلى توثيق؛ بل نحن بحاجة إلى الاستفادة من خبرات أمثالكم في المجال النفسي والاجتماعي والتربوي بما يفيد الخلاصة الصافية من كل الشوائب الدخيلة على المجتمعات الإسلامية ..
فلا مانع أن نستفيد من غير المسلمين في ذلك، ولكن بشرط أن نأخذ ما صفا وندع ما كدر ..
وهذا لا يتعارض مع الأمانة العلمية التي نفخر – كمسلمين – بأنه لم يسبقنا أحد بها في العالمين ..
فالفكر الغربي الوافد فيه الغثّ والسمين، والمأمول من الغيورين على دينهم تنقيته وتهذيبه بما يناسبنا ويخدم رسالتنا في الحياة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .