رسول النور
الشاعر : وائل عبدالله العبابسة
النثر يحلو إن ذكرتَ محمدا
والشِّعرُ يزهو إنْ قصدت السيِّدا
هذي القوافـي زهَّرتْ أعوادُهــا
وتوجَّدَتْ لما ذكرتُ الأحمَدا
أُهدي رسول النور كلَّ محبةٍ
عِطريَّةٍ والشوق زاد تَورُّدا
أهديه حبا ليس يوجد مثله
حبا عظيما لا يضيق به صدى
حباً نقياً صافياً متلألئاً
كالشمس والأنوار إن تتوقدا
هذا رسول الله صبحٌ ساطعٌ
إنْ ضَلَّ بعضُ التائهين فقد هدى
شهد القريبُ على الرسالةِ موقناً
وبعينه شهدَ البعيدُ وأكَّدا
ما كان ينطق بالهوى في قولِه
فالوحيُ كانُ لما يقولُ الرافدا
ما كان علم محمد لزمانه
بل ظلَّ نبعُ علومه متجددا
هذا رسول النور خير معلم
للناسِ أُرسِلَ كي يكونَ المرشِدا
*****
الصدقُ طبعٌ ، والأمانةُ عهدُه
قبلَ الرسالةِ ، والوفاءُ تحددَ
شَهِدَ الأنامُ بأنّهُ خيرُ الورى
والكونُ جاءَ مُهَروِلاً كي يشهدَ
لكنَّ بعضَ العابثينَ تململوا
والكأسُ ينضحُ بالذي قد أَفسدَ
حادوا عن الحقِّ الذي راياته
بَعَثَتْ حماماتِ الرسالةِ والهُدى
غشِيَتْ على أبصارِهم أهواؤهمُ
وقلوبُهم غُلُفٌ يكفِّنها الصّدا
رحلوا عن الإيمانِ رغمَ يقينِهم
أنَّ الذي سلكوهُ ليسَ ممهَّّدا
هجروا عن البرِّ الذي يحميهِمُ
ناموا على سيلِ الجهالةِ والسُّدى
تركوا النّجاةَ وطوقَها وحبالَها
واستمسكوا خيطَ السُّقوطِ الأَسودا
وتطاولوا حتى تَمَرَّدَ غَيُّهمْ
والشرُّ فاضَ كغيِّهمْ وتمردَ
شَتَموا النَّبِيَّ وعذَّبوا أصحابَه
ونسَوا كلامَ الله لمّا هدّدَ
حتى أتاهم أمرُ ربِّكَ وانتهى
غوغاؤُهمْ وجنوحُهمْ وتبدّدَ
وعدا إليهمْ موعدُ الحقِّ الذي
كذبوا به لمّا تناسوا الموعِدا
*****
هل كانَ أحمدُ غيرَ نورٍ يُرتجى
أو غير مبعوثٍ يُبَشِّرُ بالهُدى
أو كان مجتهداً يُبَصِّرُ أمّةً
ما كان يعرفُ راحةً لو أُجهدَ
جبلٌ يطولُ النجم في أخلاقه
الذكرُ رَسّخَ طَبعَهُ فتوطدَ
خلقٌ عظيمٌ ، ما أشدَّ بريقه !
قرآنُ يمشي في الفلاةِ مؤيّدا
إن شَقَّت العبراتُ مُقلةَ عاجزٍ
مسحَ المآقي ، والسّعادةَ أوجدَ
ما كان يوصدُ بابَه وعطاءَه
للسائلين ، كما المعادي أوصدَ
وإذا رأى محتاجَ مالٍ أو رأى
مسكينَ حالٍ ٍليس يمتهنُ اليَدا
طارتْ جوارحُهُ تردُّ عدوَّهمْ
فالجوعُ أعتى من طواغيتِ العِدا
كفّاهُ سيلٌ لليتيمِ مباركٌ
ولمن أرادَ سعادةً قد أسعدَ
وهما لكلِّ الناسِ أعذبُ مَشربٍ
بمباهجِ الخيرِ العظيمِ تزوَّدَ
يرعى الأنامَ بقلبِهِ وبفعلِهِ
وقلوبُ كلِّ العاشقيـن لـه فِدى
بالحُبِّ يُعطي كي ينالَ ثوابَه
والحبُّ في نهْجِ الرسولِ تفرّدَ
أعطى وأجزلَ في العطاءِ بنورهِ
مَنْ مثلُ أحمدَ في البريةِ مَورِدا ؟
لم يَرجُ أموالَ المُلوكِ ومَنصِبا
كان الرجاءُ لدى الحبيبِ المَسجِدا
مَنَحَ العدالةَ والحقيقةَ والمنى
وبنى صروحاً للسرورِ وشيَّدَ
الشمسُ تسفُرُ والحقيقةُ تنجلي
ومحمدٌ شمسُ الحقيقةِ والمدى
*****