افتتحت ملتقى دبي الدولي لإعادة التأهيل
مريم الرومي: الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في عملية دمج المعاق
دبي – سيد الضبع:
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة افتتحت مريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية صباح امس ملتقى دبي الدولي لإعادة التأهيل “ريهاب 2022”.
كما أطلقت إشارة التشغيل الأولى للموقع الالكتروني لنادي دبي للرياضات الخاصة والذي يهتم بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة ويحتوي على نسخة خاصة بذوي الإعاقة البصرية.
قالت الرومي في كلمتها الافتتاحية ان العالم يشهد اليوم حركة تطور ملموسة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والخدمات المقدمة لهم، وقد أفضت الجهود الدؤوبة مؤخراً إلى صياغة الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكرامتهم، والتي تشكل إضافة جديدة إلى رصيد البشرية في تأسيس الفكر والممارسات الحديثة في التعامل مع قضايا الإعاقة والمعاقين، وآليات تعزيز حقوقهم، حيث تعتبر تحولاً من منهجية الرعاية المستندة إلى الالتزام الأخلاقي والاجتماعي والإحسان، إلى منهجية الدمج والمشاركة في المجتمعات الإنسانية، وكان توقيع دولة الامارات على هذه الاتفاقية وبروتوكولها الاختياري، دليلاً حياً على توجهات الحكومة الاستراتيجية، التي أولت الأشخاص ذوي الإعاقة اهتماماً كبيراً، من خلال مبادراتها ومشاريعها التي ستطبق خلال الفترة المقبلة.
وأضافت أن اختيار شعار ملتقى دبي الدولي لإعادة التأهيل هذا العام (الدمج والشراكة آفاق أبعد) هو تعبير عن أهم الحقوق التي نطمح إلى تحقيقها في ميدان الإعاقة، متمثلة بالحق في الدمج بكل مستوياته التربوية والاجتماعية والتشغيلية وغيرها، ويشهد انعقاد الملتقى لهذا العام تحولاً في التشريعات في الدولة، بعد صدور القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2022م في شأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا القانون الذي كان ثمرة سنوات طويلة من الكفاح والعمل الدؤوب، من أجل توفير الحياة الكريمة للشخص المعاق وأسرته، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية والثقافية، والبيئة المؤهلة له، والعمل الملائم لقدراته. وأضافت لكي تتنوع أشكال مشاركة المعاق ودمجه في مختلف المجالات المجتمعية، فلا بد من توفير بيئة العمل الملائمة لقدراته، وإتاحة المجال له للمنافسة في سوق العمل وفق مبدأ تكافؤ الفرص، ليصبح شخصاً قادراً على المشاركة الاجتماعية والاقتصادية لبلده ومستقلاً معتمداً على ذاته، إضافة إلى مشاركته في المجالات الثقافية، وإتاحة المجال له للوصول للمعلومات وفق الوسائل والمعينات التقنية المناسبة له، وتوفير البيئة المؤهلة التي تتيح له استخدام مختلف المرافق والخدمات مما يسهل دمجه ومشاركته.
وأشارت الى ان دولة الامارات قطعت خلال مراكزها العاملة في مختلف مناطق الدولة شوطاً كبيراً في عملية الدمج بمختلف مستوياته وأشكاله، وغيرت هذه المؤسسات والمراكز الكثير من الاتجاهات المجتمعية نحو الشخص المعاق، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير من الجهد والعمل، للوصول إلى الشراكة الكاملة بين الشخص المعاق والمراكز التي تقدم الخدمة له من جهة، وبين الأفراد والهيئات والقطاعات الأخرى من جهة ثانية، ليقوم الجميع أفراداً ومؤسسات بالدور الاجتماعي والانساني المساند لقضية الإعاقة، كونها مشكلة ذات أبعاد مجتمعية لا تمس آثارها فئة محددة دون غيرها.
واكدت ان ريهاب وغيره من التظاهرات العلمية والثقافية، التي تستقطب الخبرات والكفاءات، وتتيح الفرصة للباحثين من مختلف دول العالم، لطرح أبحاثهم ودراساتهم، وتبادل الأفكار والمعلومات والتجارب الحية، من شأنه أن يرتقي بواقع الإعاقة، ويدفع خطواتنا للأمام، على طريق تحقيق أهدافنا المشتركة التي نصبو لها جميعاً.
ومن جانبة اشار ويرنر فان كليمبوتي المدير التنفيذي للجمعية الدولية لإعادة التأهيل البدني والطبي الى أهمية ذلك الملتقى الذي ساهم ويساهم بقدر كبير في رفع المعاناة عن ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لهم حق التعايش والاندماج بين اقرانهم الاصحاء مؤكداً على ان هؤلاء جزء كبير من المجتمع يمثلون قطاعات مهمة ومتعددة لذلك لهم علينا حق الاهتمام والرعاية.
وأثنى ويرنر على الدور الرائد الذي تقوم به دولة الامارات بوجه عام وامارة دبي بوجه خاص في ودعم ومساندة ذوي الاحتياجات الخاصة ورفع المعاناة عنهم.
وصرح ثاني جمعة بالرقاد رئيس الملتقى أن هذا الملتقى الذي ينطلق في دورته السادسة ويلتقي فيه نخبة من خبراء دول العالم في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة له دلائله المهمة مما يعود بالنفع العام على مجتمعاتنا، من خلال الارتقاء بالكوادر البشرية في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مستويات أعلى، وهو هدف رئيسي تنتهجه دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتها الرشيدة.
وأضاف ان الرعاية المستمرة لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة في دبي تنطلق من تعاليم ديننا العظيم الذي لم يفرق بين أحد من أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات. كما أن إنسانيتنا تدفعنا دائماً لتقديم العون والمساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة للانطلاق بقدراتهم الخلاقة إلى مجالات أوسع وآفاق أرحب وهم مؤهلون لذلك.