أصبح الهدف الأساسي والرئيسي للتربية هو الطالب نفسه وسد احتياجاته ومساعدته على فهم نفسه وتنمية قدراته ومهاراته وإمكانياته وإعطاءه الفرصة لفهم الحياة وتكوين أهداف لنفسه لينشأ متعاوناً مدركاً للعلاقات الإنسانية ملتزماً بالقيم والمبادئ والاتجاهات مما يؤدي إلى تكامل شخصيته .
وحتى نتعامل مع الطلاب في المدرسة علينا أن ندرك أن الطلاب يمثلون عدة شخصيات ولكل شخصية
هناك فن للتعامل معها .
فالشخصية الاجتماعية هي تلك الشخصية التي تترك
أثراً طيباً في النفس لو أحسنا التعامل معها وطباعهم تجسد حب الحياة والمودة ، ولكن يعيبها عيب واحد
وهو الغضب الذي يجتاحها وهو ما يدفعها إلى التعبير عن الأفكار بلا تردد والانفجار بعنف أحياناً ،
وأصحاب هذه الشخصية اجتماعيون بالدرجة ألأولى ويحبون الاجتماع مع الأصدقاء والأهل والأحباب
ويتعاملون مع الناس بالحب والدفء ويتمتعون بسهولة في التفاهم مع الناس ، وتتسم هذه الشخصية
بالمرونة في التعامل معها ، ومميزات الشخصية الاجتماعية تتمثل في روح المبادرة والتفاؤل وحب
الحياة والصراحة وعدم التحفظ والنشاط في علاقاته الاجتماعية والانفتاح ، وعند التعامل مع هذه
الشخصية فيجب التعامل معها بحذر لأنها كما قلت شخصية ميالة إلى المشاجرة والعراك والتعامل معها
بدون تحفظ لأنها تحب الصراحة ويجب التعامل معها من أجل اكتسابها كصديق دائم وهو أمر سهل لأن
طبيعة هذه الشخصية أنها تحب الصداقة وإقامة العلاقات المتينة مع الآخرين .
وهناك أيضاً الشخصية الفضولية وهي تلك الشخصية التي
تتسم بحب المعرفة الدقيقة والتفصيلية للأمور وهي شخصية تحب أن تعرف ما يعنيها وما لا يعنيها ،
وهذه الشخصية تجد لذة في إشغال ذهنها بقضايا الآخرين ، ويمكن التعرف عليهم من خلال تطرق هذه
الشخصية إلى مسائل معقدة ومواضيع تثير التفكير ، وعدم حبهم للأفكار البسيطة الواضحة و المفهومة
، وهم أيضاً لا يفضلون النزهات أو الرياضة العنيفة أو الرحلات ، وأفضل طريقة للتعامل مع هولاء أن
نشبع لذتهم بالمعرفة الدقيقة والمفصلة لشتى الموضوعات التي يعيرون لها اهتماماً ، وأن يكون الحل
الأمثل لنل هو عدم موضوعات إطلاقا أمامهم وخاصة إذا كانت موضوعات شخصية أو تحتوي على
أسرارا لا يجب الإفصاح عنها ، وهي شخصية من السهل مصادقتها واكتساب ودها .
وهناك أيضاً الشخصية القيادية والتي تتسم بالاحترام من
جميع المتعاملين معها وهي شخصية ليست سلطوية ولكن تتميز باحترامها للقيم الأخلاقية والشخص
القيادي مخلص لأصدقائه ، لا يستطيع التخلي عنهم ، وعواطفه لا تتغير ولا تتبدل ، وهو محب للسلطة
والقيادة وليس التسلط ، وأصحاب هذه الشخصية موهوبون ويتمتعون بقدرة فائقة على العمل والتفوق
فيه ، وأفضل طريقة لتعامل مع الشخصيات القيادية هو عدم إفهامهم أنهم ليسوا قادة على الآخرين
ولكن يكون التعامل تعامل إنسان سوي مع إنسان سوي علاقة إنسانية قائمة على التعاون والحب
والإيثار ، ولا داعي للدخول في مناقشات أو مجادلات تؤدي إلى ظهور القسوة في التعامل أو تحفيز
العداء النفسي لديهم ، ولا بد من التعامل معهم على أساس المبادئ والمثل التي يؤمنون بها ويعملون
على تطبيقهـا .
وهناك أيضاً الشخصية الباردة وأصحاب هذه الشخصية هم
أكثر ميلا إلى الوحدة والانعزالية ولا يهتمون بالآخرين ولا بأنفسهم ، ولا يحاولون الحفاظ على المظاهر
وهم قليلي الضحك وبعيدين عن الغضب والتهور ، وهي شخصية غير قادرة على التكيف وقليلة الكلام
ولا يمكن إرضائها وهي غير طموحة ، وأفضل طريقة للتعامل معها هي التعامل بهدوء وتحفظ وعدم
فتح موضوعات أو نقاش من أي نوع معهم ، اتركه يحكي وتكون له الأولوية في عرض الأفكار ،
ولتكن ردودك عليهم مختصرة وموجزة وثق أن التعامل مع إنسان بارد ليس مشكلة ولا يحتاج لمهارات
خاصة سوى الهدوء والسيطرة الجيدة على النفس .
وهناك أيضاً الشخصية الانفعالية والتي يجب الحذر عند
التعامل معها لأن الشخص الانفعالي يمكن أن يكون سريع الغضب ، غير صبور وعصبي وحساس
وقاسي القلب وجاف العاطفة ، ويثور لأتفه الأمور ، والشخص الانفعالي يتأثر بكل شي حتى التفاهات
ويجب التعامل معهم بحذر شديد وبمنتهى الحساسية وأن لا تحاول تعريضهم للنقد أو التجريح أو حتى
إبداء أي ملاحظة لهم ولا نلجأ إلى أسلوب المفاجآت حتى لو كانت سارة ويجب التدرج عند إخبارهم بأي
أمر مهما كان صغيراً .
وعموماً فالاختصاصي الاجتماعي عند تعامله مع أي طالب عليه أن يستمع إليه ويحترم شعوره ويقدر جهده ويدربه ويرشده إلى كل ما هو صحيح ومفيد ويكرمه في حالة تميزه .
وفي نهاية حديثي أقول أنه نحن كاختصاصين اجتماعيين يجب علينا أن نكون قدوة في تعاملنا ما بين طلابنا و زملائنا