ثقافة التغيير … ثقافة التغير
لطالما شعرت أننا بحاجة لثقافة التغيير ـ، فنحن نواكب المتغيرات ليل نهار، ولكن ، فهل اقتنعنا أننا بحاجة للتغيير ،
من حق أولادنا أن نمنحهم الطريقة التي يفضلونها في الشرح ، ونترك لهم الفرصة ليقولوا رأيهم …
أيّها المعلم ، أنت روح العمليّة التربويّة ، ومهما تطور ت الوسائط ، فلا قيمة لها دون الروح الخيرة ،والقيم السلوكية التي تزكي وجودنا …إن للطالب ميولا وقدرات وهي أمانة بين يديك ، إذ توجه دفة القارب نحو النجاة … فأنت من يقيم ويقوم ، أنت من تنظم وتخطط لكلّ ما يحيط بالطالب، وتعلم أن ليس كلّ ماحوله مفيد له .
إنّ ثمرة التقدم إنما هي انعكاس لتغير شخصية المتعلم .
فهل ستقف بعد ذلك لتحشو عقل الطالب بكل ما أتيح من معلومات … إننا لا ننكر أن الرصيد المعرفي لدى طلابنا هو الأساس ، لكنه رصيد ليربطه بالواقع .
وهنا عليك أن تقف لاستجلاء الحقيقة المضيئة التي تؤكد :
( مهارة المعلم تكمن في كيف يبقي الطالب متعلما ؛ومحتاجا للعلم )
و المعلم المتمرس يختار الوسيلة التعليمية الأمثل ، ويخطط لاستخدامها في الوقت المناسب وفي الموقف التعليمي المناسب ، لقد ساهمت هذه الوسائل المتقدمة بربط المادة بين يدي ّ المعلم بما حوله ، فالواقع ليس بعيدا عما ندرسه بل إن من أبسط نظريات التعلم القديمة إدراك أهمية الحواس , فكلّما وظّف المتعلم أكثر من حاسة ، كان أكثر تعلما ونشاطا لأن
التعلم هو الاستجابات الفاعلة ،والقدرة على التحليل ، فدور المعلم مماشاة الإنجازات التكنولوجية دون الاقتصار على نوع واحد من التعلم .. وهو أكثر الناس حاجة لتعرف كيفية الحصول على المعرفة مكتوبة ومسموعة ومرئية، وكيفيّة إعدادها ، وابتكارها ، والإشراف على تعلم الطلبة تعلما ذاتيا موجهّا …
عليه أن يساءل نفسه : ما الأهداف التي نسعى إليها ،وكيف نستطيع تحليل المحتوى الدرسي ، وكيف نختارالأدوات والمواد والوسائل للتعلم ..يعيننا مصمم النظام التعليمي على التعلم ، و عليه الإحاطة بكل ما هوحديث في مجال التربية ، لأن التعليم بطريقة ممتعة شائقة هي الهدف الأغلى .. العالم المبهر من الألوان والتصاميم .. إن التعليم الممتع يعني إنجازا أكاديميا وجودة في النتائج ، لا استغناء عن المادة المطبوعة ، لكنّ التكنولوجيا الصوتية تحقق التعلم المهاري في النطق والتحدث ، كلنا نسمع ونحلل ما نسمع ، وهناك اللوحات الالكترونية ،وتكنولوجيا الفيديو والحاسوب ، إن الاستعانة بالوسائل التقنية تغني المادة . وعلى الطالب استخدام التكنولوجيا كمصادر للبحث والمشاريع الكتابية، المعلم يهيء لاستخدام هذه الوسائل للبحث عن استفسارات الطالب ،والاتصال بغيره عن طريق البريد الالكتروني وشبكة الانترنت ، إنه يوجّه للابتكار وإنشاء البرامح التعليمية ،والتعاون مع زملائه ومعلميه ، فالعلم يتيح للطالب التمكن من المادة الدراسية بشكل اكثر إيجابية ، إنّ هذا يجعل المتعلم يتعلم بطريقة صحيحة ، لأنه لا ينسى الطريقة التي يتعلم فيها من تلقاء نفسه … إنها تكسبه مهارة دائمة مدى الحياة ،
ليطلع المتعلم على الانترنت في أبحاثه وليقرأ ،وليعتمد توثيقا جديدا لمعلوماته استنادا إلى معرفة المعلم بالموافع المهمة علميا ومعرفيا وأدبيا ..
فليس على المعلم أن يجهل ما يعرفه طلابه من مواقع الانترنت ..
أما حينما نقوم بتحليل المنهاج ، فلا نستند على التصنيفات كتصنيف بلوم مثلا .. بل علينا تحليل خصائص المتعلم ، وقدراته واتجاهاته ، والبيئة التي ينتمي إليها ..والمتاح لنا من وسائل تعليمية ..ومصادر معرفية ,.
ويسأل المعلم : هل عليّ أن أخطط ؟
نعم ؛لأن المعارف المتعددة تحتاج للتخطيط ، والتخطيط يضعنا على طريق التقويم ، ومن يقوم بالتعليم عليه امتلاك استراتيجيات التعليم المختلفة ، كالمحاضرات ،والمقابلات التعليميّة ، ومجموعات المناقشة ، والتدريبات ، فهذه المشاركات النشيطة تزيد التفاعل بين المعلمين والطلاب والمحتوى ، يضاف إليها طرائق التدريس والإدارة الصفية والدافعية وهي توضح تحكم المتعلم بالتعلم ، فكل ما يمارسه بعيدا عن الفصل يقدمه لبقية التلاميذ فيعرضه عبر تقديمات بصرية وسمعية ، وهذه التقديمات مهمة في مراعاة الفروق الفردية ..حين تنفذ بكل اتقان.
ولا يمكن تحسين طرائق التعليم بدون امتلاكها وتطبيقها وتقييمها ، ولهذا فإن المعلم المنظم هو أنجح المعلمين ، الذي لا يدخل فصلا من فصوله دون أن يحدّد أهدافه ، دون أن ينظم ويراقب تلاميذه ، فالسيطرة على عملية التعلم تمكننا من الحكم على ما توصلنا إليه ، لاسيما أن التقويم يعني تحديد مواطن القوة وتعزيزها ، وتحديد مواطن الضعف والعمل على علاجها ..
إذا ماذا نطبّق .. وكيف نعلـّم … وكيف يكون التغيير إيجابيا ؟؟؟
للإطلاع والاستفادة :
دروزة – أفنان نظير— 1999/ دور المعلم في عصر الانترنت والتعليم عن بعد – ورقة عرضت في مؤتمر التعليم عن بعد ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، جامعةالقدس المفتوحة – عمان – الأردن .