إعداد وتقديم / عنود العبيدلي
معلمة اللغة العربية
بمدرسة الحيرة للتعليم الثانوي
تضمّن مشروع ( القراءة ثقافة وسلوك ) ، موضوع أنواع القراءة الحرة ومهاراتها ، وطلب المشروع من المعلمين والمعلمات أن يتحدثوا عنه في الجانب التعليمي النظري من حصص القراءة الجهرية في شهر مارس ، وقد بادرت إلى الكتابة في هذا الموضوع ، بعد أن تم تكليفي من اللجنة الوزارية للمشروع ، وإني لأرجو أن يفيد مما كتبت زميلاتي وزملائي.
القراءة من أهم وسائل التعلم ،إذ يكتسب القارئ من خلالها العديد من المعارف والعلوم والأفكار، وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله، وهي تطرد الجهل والخرافة والتخلف ، وتضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى، هي أعمار الكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يقرأ لهم.
وما من عالم كبير أو مخترع عظيم إلا وكانت القراءة الواعية المستمرة وسيلته إلى العلم والاختراع. ومما يزيدها أهمية أن أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمداً (صلى الله عليه وسلم) هي كلمة (اقرأ)، وفي هذا دلالة كبيرة وعميقة على أهمية القراءة للحصول على العلم والمعرفة.
ومن هنا تحتل القراءة مكان الصدارة من اهتمام التربويين،لأنها وسيلة الطالب لاكتشاف البيئة من حوله، وهي الأسلوب الأمثل لتعزيز قدراته الإبداعية الذاتية، وتطوير ملكاته استكمالاً لدور المدرسة .
والقراءة عبارة عن استخلاص للمعنى من المادة المطبوعة أو المكتوبة أو القدرة على فك رموز المعاني من الأشكال المكتوبة وتتضمن القراءة سلسلة متكاملة من المهارات الثانوية مثل الإحاطة بنظام الحروف الهجائي وعلاقة بعض الحروف مع بعضها لتشكل صوتا لغويا آخر ، كما تتضمن أيضا المهارة الذهنية والحركة الآلية الخفيفة للعين .. من هذا المنطلق أحببت أن أنوه بأن هناك أنواعا مختلفة للقراءة منها :
أولا : قراءة الاستطلاع :
وهي بمثابة اللقاء الأول بأي كتاب أو موضوع قبل أن يقرر الشخص ما إذا كان سيقرؤه أم لا .
ثانيا : القراءة العابرة أو التصفح :
هي قراءة تصفح خفيفة سريعة تبحث عن بعض الأفكار العامة ، وتكون عادة مذكورة بوضوح في المادة المقروءة .
ثالثا : قراءة التفحص :
هي قراءة متأنية نسبيا وتفيد عادة في تنظيم المادة وهي تجيب عن أفكار متفرقة يسعى القارئ إلى تجميعها .
رابعا : قراءة المجاراة ( القراءة السريعة مع الفهم السريع ) :
تعتمد على المرونة أي القدرة على قراءة النصوص المختلفة بالسرعة الأكثر اتفاقا مع غرض النص وكذلك تتطلب هذه المهارة الاستمرار في التطبيق
خامسا : قراءة الوثائق الرسمية :
تتطلب الوثائق الرسمية نوعا محددا من القراءة إذ يفترض أن تتضمن تعريفا رسميا بصاحبها بشخصه ومؤهلاته العلمية والوظيفية والخبرات التي حازها ، حيث تعد الوثيقة وسيلة إثبات ووسيلة للبيانات التي يحتاجها المرء في المواقف الرسمية .
سادساً – قراءة المعرفة والاطّلاع
وهذا النوع مهمّ جدّا في حياتنا المعاصرة التي كثرت فيها المطبوعات والكتب ، وأصبح من المستحيل أن يلحق القارئ بهذا السيل من المطبوعات إذا هو توخّى الدّقة والكمال في قراءة كل مطبوع ، ولذا كان من أهم واجبات المدرسة تدريب طلاّبها على تصفّح الكتب تصفحا سريعا ، يلقي فيه الطالب نظرة عابرة على الفهرس فيعرف محتويات الكتاب ، ثم نظرات سريعة على فقرات الكتاب كلها أو بعضها .
وبكثرة التدريب ستقع عيناه على أهمّ نقاط الكتاب ، ويستطيع بعد ذلك في فترة وجيزة أن يلمّ بموضوع الكتاب من جهة ، وأن يلتقط الأفكار الأساسية التي تضمّها فصول الكتاب ، ومتى تمّت هذه الإحاطة السريعة بمجموعة من الكتب استطاع الشخص أن يحصل على ذخيرة من المراجع التي يمكن أن يعود إليها عند اللزوم كي يعيد قراءتها بشيء من الأناة والتفصيل
ونشير في النهاية إلى أن الطالب في حياته الدراسية والعملية محتاج إليها كلها أو معظمها ، وأنه معرّض للإخفاق في بعض المواقف التعليمية ، والمواقف الحيوية العملية إذا لم تكن لديه الدّربة الكافية على القراءة الصالحة لهذه المواقف ، ولهذا ينبغي تدريب الطلاب على كل ما يمكن من أنواع هذه القراءة .
سابعاً – قراءة الحفظ
وهذا اللون من القراءة بطيء ودقيق، ويحتاج إلى كثرة الإعادة والتكرار، ويهتم فيه القارئ بما في القطعة من معلومات ،ومن أمثلة الناس الذين يحتاجون إلى هذا النوع من القراءة : الطلاب ، وكل من يعدّ نفسه لحفظ طائفة من المعلومات للانتفاع بها في وجه من الوجوه.
ثامناً -قراءة البحث و جمع المادة العلمية .
والمقصود بهذا النوع ، تناوله لمجموعة من المراجع والكتب ، والتقليب فيها ، واستخراج المادة العلمية التي يحتاج إليها الشخص في بحث يقوم به ، وهذا النوع يتطلّب الإحاطة بموضوعات تلك المادة العلمية ، والكتب التي تحتويها. وتكون مهمة القارئ هنا القراءة الفاحصة، وحسن اختيار المادة التي تتعلق بموضوع البحث ،وممن يحتاجون إلى هذا النوع من القراءة : العلماء الباحثون ، وطلاب الدراسات العليا ، وكتّاب المقالات والأبحاث. ويهتم القارئ هنا بكتابة تقرير بحثي أو تأليف كتاب يعالج مشكلة معّينة .
تاسعاً – قراءة الترفيه واللذة والمتعة
واللذة هنا تعني أن القراءة تهدف إلى الترويح عن النفس ، ومن هنا كانت المادة المقروءة خفيفة لا تحتاج إلى مجهود ذهني كبير ،كما أنها تتمّ في أوقات الفراغ ،ولا يشترط فيها استمرار عملية القراءة ، بل ربّما تتمّ في أوقات متقطّعة ، ونستطيع تمثّل هذا النوع من القراءة في أوقات الاستجمام أو الإجازات او فترة ما قبل النوم ، وغير ذلك ، وليس معنى هذا أنها قراءة عديمة الفائدة ، ولكنها عملية تتوافر فيها المتعة العقلية أو النفسية ، ومن شأنها إذا عادت على النفس بهذه المتعة أن تزيد من حبّ الإنسان للمطالعة .
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أنّ للقراءة مهاراتها ومتطلباتها ، فهي تشمل فهماً للمقروء واستيعاباً له ، ومن مهارات الفهم إعطاء الرمز معناه، وفهم الوحدات الأكبر، كالعبارة والجملة والقطعة كلها، والقراءة في وحدات فكرية، وفهم الكلمات من السياق، واختيار المعنى الملائم لها، والتخمين في معاني الكلمات، و اختيار الأفكار الرئيسة وفهمها، و الاستنتاج.والاحتفاظ بالأفكار، وتقويم المقروء ومعرفة الأساليب الأدبية والفكرية وهدف الكاتب، و فهم الاتجاهات.
تقبلي مرورري
وازدادت مكانتها أهمية ً في عملية التعليم والتعلم، فكان التركيز على ضرورة تعليمها للأطفال في المرحلة الأساسية، والارتقاء بها في المراحل التعليمية اللاحقة. ويرى بعض التربويين أن مهارات القراءة يجب أن تسبق مرحلة التعليم الأساسي بقصد تهيئة التلاميذ المبتدئين لها تهيئة عقلية وبصرية.
ويرى (كلود مارسيل ) أنها الخطوة الرئيسة في تعليم وتعلم اللغات الحية، وأنها الأساس الذي تُبنى عليه سائر فروع النشاط اللغوي من حديث واستماع وكتابة ( البجة، 2001، ص 71 ).
مع تحيات الدكتور محمد الجاغوب
تطوّر مفهوم القراءة بمرور الزمن، فبعد أن كانَ يُنظرُ إليها على أنّها مجرد عملية ميكانيكية بسيطة تقتصر على رؤية الرموز ونطقها، صار ينظر إليها على أنها عملية نفسية عقلية معقدة تقوم على استخلاص المعاني من الرموز المكتوبة وفهمها، والتفاعل معها ومحاكمتها.
وفي مطلع القرن العشرين كان مفهوم القراءة مقتصراً على عنصر واحد، هو التعرف إلى الحروف والكلمات والتلفظ بها، ونتيجة لذلك فإنّ جلّ الأبحاث التي دارت حول القراءة كانت منصبة على النواحي الفيسيولوجية التي ترتبط بالقراءة كحركات العين وجهاز النطق.
وفي العقد الثاني من القرن ذاته توسعت الدراسات والبحوث المتعلقة بها؛ فقد أجرى (ثورندايك) بحوثاً في هذا الصدد، وخرج بنتيجة مؤداها أنّ القراءة ليست عملية آلية محضة محصورة في التعرف والنطق كما كان يفهم منها، ولكنها عملية معقدة تتطلب الفهم والربط والاستنتاج، وكان لهذه النتيجة تأثير كبير في تطوّر مفهوم القراءة مما أدى إلى إضافة عناصر جديدة لمفهومها كالفهم والنقد، ومع انتشار الديمقراطيات في أوروبا عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، ظهر تطور جديد في مفهومها، يتمثل في التركيز على القراءة الناقدة التي تمكن القارئ من تحليل ونقد ما يقرأ، وقد أثبتت التجارب والأبحاث أن القراءة تختلف باختلاف الغرض منها وباختلاف موادها، وهذا يعني أنّ النشاط القرائي الذي يقوم به القارئ ليس متشابهاً، مما نجم عنه الاهتمام بالسرعة القرائية.
وفي العقد الثالث شهد مفهوم القراءة نقلة نوعية جديدة، فبعد أن كانت عملية نطق وتعرف وفهم ونقد، صارت القراءة نشاطا فكريا يؤدي إلى حل المشكلات، ومن هذه العناصر مجتمعة بدأ مفهوم القراءة يتغلغل في عمليات التعلم.
ولا تزال القراءة أقوى الوسائل لاكتساب المعرفة وأوسعها استخداما في عملية التلقيح الثقافي، وهي تمد الإنسان بالمعلومات الضرورية لحل مشاكله الحياتية وتنمية شعوره بذاته، وتدفعه إلى التأمل والتفكير، وتمكنه من التوافق الشخصي مع ذاته ومع المجتمع، وتجعله قادرا على المشاركة في بناء الهرم المعرفي الإنساني.
وثمة ارتباط قوي بين القراءة والتحصيل الدراسي للطلبة. فالطالب المتمكن من مهارة القراءة ينال تحصيلا دراسيا مرتفعا، ويتقدم تقدما ملحوظا في المدرسة. والطالب الذي يعاني من تأخر في إتقانها لا بُدَّ له أن يعاني من ضعف في التحصيل، كذلك يؤدي الإخفاق في تعلمه القراءة إلى اضطرابات نفسية وانفعالية منها الشعور بالخيبة وضياع الثقة بالنفس.
مع تحيّات الدكتور محمد الجاغوب – الأردن
تاسعاً – قراءة الترفيه واللذة والمتعة واللذة هنا تعني أن القراءة تهدف إلى الترويح عن النفس ، ومن هنا كانت المادة المقروءة خفيفة لا تحتاج إلى مجهود ذهني كبير ،كما أنها تتمّ في أوقات الفراغ ،ولا يشترط فيها استمرار عملية القراءة ، بل ربّما تتمّ في أوقات متقطّعة ، ونستطيع تمثّل هذا النوع من القراءة في أوقات الاستجمام أو الإجازات او فترة ما قبل النوم ، وغير ذلك ، وليس معنى هذا أنها قراءة عديمة الفائدة ، ولكنها عملية تتوافر فيها المتعة العقلية أو النفسية ، ومن شأنها إذا عادت على النفس بهذه المتعة أن تزيد من حبّ الإنسان للمطالعة . وأخيراً لابد من الإشارة إلى أنّ للقراءة مهاراتها ومتطلباتها ، فهي تشمل فهماً للمقروء واستيعاباً له ، ومن مهارات الفهم إعطاء الرمز معناه، وفهم الوحدات الأكبر، كالعبارة والجملة والقطعة كلها، والقراءة في وحدات فكرية، وفهم الكلمات من السياق، واختيار المعنى الملائم لها، والتخمين في معاني الكلمات، و اختيار الأفكار الرئيسة وفهمها، و الاستنتاج.والاحتفاظ بالأفكار، وتقويم المقروء ومعرفة الأساليب الأدبية والفكرية وهدف الكاتب، و فهم الاتجاهات |
تعجبني هذه القراءه كثيرا … انا من النوع الي يحب يقرا .. سواء قصص او معلومات من النت .. فالقراءه نمت عندي اشياء كثيره !!! وطورت من قدراتي !!
بس اغلب الطالبات … لايحببن فتح كتاب المدرسه فكيف يفتحن كتب خارجيه ^^ …
ونادرا مااصبحنا نشاهد فتاه ماسكه كتاب وتقرا … !!!!!!
يعطيج العافيه معلمتي .. جزيتي خيرا