ولم يعد هذا المرض يقتصر على منطقة دون أخرى، بل أصبح يشمل كافة المناطق في الدولة بما قد يعصف بمجهودات الوزارة والمناطق التعليمية والمدارس والأسر من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية .
ولا يخفى دور وزارة التربية والتعليم ومناطقها التعليمية والمدارس والجامعات في محاربة الظاهرة واتخاذ الإجراءات الوقائية لتحصين الطلاب ضد هوامير الدروس الخصوصية .
والسؤال: ألا ينزعج أولياء الأمور ويبحثون عن وسائل معينة للقضاء على استمرار مسلسل استنزاف الجيوب؟ يبدو للمتابع العادي أن رؤيتنا وقلقنا من تلك الكارثة هو الخوف على فقد الأموال إزاء تلك الظاهرة المشينة، لكن الأمر أبعد عن ذلك بكثير، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ، مدى الصدمة التي أصابت المجتمع في الآونة الأخيرة والتي تناولتها وسائل الإعلام بخصوص اعتداء مدرس في إحدى المدارس على طفل في منزله أثناء إعطائه درساً خاصاً، ولولا اكتشاف أم الطفل تلك المأساة أثناء عودتها من المطبخ بالشاي لهذا المعلم المفترس لتمخض جرم أكبر تجاه ذلك الطفل البريء، والحوادث التي يرتكبها معلمو الدروس الخصوصية كثيرة لا يتسع المجال هنا لسردها وأيضاً ما خفي كان أعظم، وإنني لن أتململ دوماً من تكرار دق ناقوس الخطر من هذا المرض المستفحل في كافة مجتمعاتنا العربية بعد أن أصبح له خطط واستراتيجيات يمارس من خلالها ليحقق لممارسيه الدخل الوفير، ولذا لا عجب عندما يتفنن أصحاب أوكار الدروس الخصوصية في نسج دائرة محكمة حول الطلاب وأولياء أمورهم واستخدام كافة الحيل الجهنمية التي لا تخطر على بال بشر، لتحقيق أهدافهم ولعدم اختراقهم . وفي الوقت الذي تبحث فيه وزارة التعليم والمناطق التعليمية والمدارس عن تذليل كافة الصعاب للطلاب الدارسين لتنمية شخصياتهم وفكرهم الإبداعي للمساهمة في تحقيق النهضة المجتمعية نجد أن هذا الوباء يلتهم تلك الجهود ويعصف بها، لذا بات على كافة المختصين التربويين وكافة فئات المجتمع البحث عن أسباب وعلاج تلك المشكلة والغوص في أغوارها، كما أصبح لزاما على كل فرد في المجتمع أن يعرف العوامل التي تسهم في استمرار ونجاح تلك الظاهرة المرضية بأن يسارع للجهات المختصة بتقديم البلاغ الذي يؤدي للعلاج من تلك الآفة اللعينة، ولعل أشهر المواد التي تجذب طلاب المدارس للدروس الخصوصية اللغة الإنجليزية والرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء، فضلاً عن المواد التي تدرس بالجامعات والتلخيصات التي تتم لها، إضافة إلى موضوع الأبحاث الذي لا يجد أي طالب صعوبة في الحصول عليها مهما كان نوعها وذلك لوجود محترفين في تصميمها وبما يقضي ذلك على قتل ملكة البحث والتقصي والإبداع والتأمل والاطلاع والغاية المرجوة منها ولتظل مكتبات المؤسسات التعليمية ديكورات وأماكن خاوية بلا طلبة وطالبات، وفي النهاية يجب علينا إعداد آليات وخطط تتضافر فيها كافة الجهود المجتمعية بصدق، وأن تسن قوانين تحمي المجتمع من هذا الطاعون الطاحن لكل القيم، فلنتحرك أم نقف مكتوفي الأيدي لنتأمل ونصفق ونساعد وننفق أموالنا لهوامير الدروس الخصوصية أصحاب الضمير الميت؟ أتمنى التحرك العاجل للقضاء عليهم وتخليص المجتمع من سطوتهم المدمرة للرقي الطلابي والإنساني .
محمد حسيني المهم معلم علم النفس-مسؤول المركز الإعلامي- مسؤول الدعم النفسي مدرسة ابن حزم- عجمان المقال منشور بجريدة الخليج2 الصفحة 9 الإثنين23-4-2012
شكرا استاذي الفاضل على طرحك هذا الموضوع القديم المتجدد
وحقية إن القضية مزعجة ولن أذكر الأسباب لأنها معروفة لدى كافة التربويين
ولكن أحب أن أبين إننا في منطقة الشاقة ولله الحمد قمنا بجهود للتخفيف من الظاهرة
ولعل أهمها فتح مشروع واعد. والمهتم برعاية المتميزين من الطلبة وهي قريبة من الطلاب وتم اختيار أفضل المعلمين للمراكز بالإضافة لمشروع التقوية للطلبة الضعاف
نحن نقدر جهود معاليك في الإرتقاء بالعملية التعليمية بمنطقة الشارقة التعليمية، وكم سعدت بتواصل سعادتك متمنياً كل الأمنيات الطيبة لكافة المعلمين المخلصين بالدولة،وفقك الله لتحقيق كل ما تصبو إليه لخدمة العملية التعليمية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
محمد حسيني المهم
معلم علم النفس-مسؤول المركز الإعلامي-مسؤول مركز الدعم النفسي
مدرسة ابن حزم للتعليم الأساسي والثانوي
منطقة عجمان التعليمية